مقالةٌ تُبيِّن كيف أن تسهيل أسباب انتفاع الناس بالماء يكون سببًا في الشفاء من الأمراض; بفتح بئر ماء; أو بعمل صدقةٍ جاريةٍ سبيلِ ماءً يشرب الناس منه; وذكر الأدلة على ذلك; مع نماذج من فعل السلف - رحمهم الله - في ذلك.
- الكاتب : عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر .
.:.:.:.:.:.}
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على إمام المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإنَّ من الوسائل الناجعة والأسباب النافعة لعلاج المريض ومداواته وطلب الشفاء له الصدقةَ ولاسيما سقاية الماء بحفر الآبار أو مدّ الأنابيب أو وضع برادات الماء ونحو ذلك فإنَّ الماء عصب الحياة كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} .
ونفع الماء ديني ودنيوي؛ فهو الطهور الرافع للحدث المُزِيل للخَبَث والمُنقِّي للبَدَن, وهو سَقْي الأبدان وروية الظمآن, ولهذا كان خير الصدقة سقاية الماء، كما روى النسائي عن سعد بن عبادة قال: قلت: يا رسول الله! أيُّ الصدقة أفضل؟ قال: «سَقْيُ المَاءِ».
وهو من الصّدقات المشكورة والأعمال المبرورة ومن أعظم أسباب غفران الذنوب؛ روى البخاري ، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ اشتدَّ عليه الحر فوَجَدَ بئرًا فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلبٌ يَلهَث يأكل الثَّرَى من العَطَش فقال الرجل: لقد بَلَغَ هذا الكلبَ من العَطَش مثل الذي كان مني، فنَزَل البئر فمَلأ خُفَّه ماءً ثم أمسَكَه بفِيْه حتى رَقَى، فسقى الكَلْبَ، فشَكَرَ الله له فغَفَرَ له». قالوا: يا رسول الله! إنَّ لنا في البهائم أجرًا فقال: في كلِّ كبد رطبةٍ أجر.
وهو من أنفع الصدقات وأكثرها عائدة وأعظمها بركة؛ فقد روى الإمام أحمد في "المسند" ، والنسائي عن سعد بن عبادة: أن أمَّه ماتت فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ أمي ماتت أفأتصدّق عنها؟ قال: «نعم». قال: فأيُّ الصدقةِ أفضل؟ قال: «سَقْيُ الماء».
قال الحسن البصري: فتلك سقاية آل سعد بالمدينة.
وإذا كان هذا بعض شأن صدقة الماء فإنَّ مداواة المرضى بسقاية الماء له نفعٌ عظيمٌ، وأثرٌ مُباركٌ ثابتٌ شرعًا وتجربة.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه "الوابل الصيب" « فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء, وهذا أمرٌ معلومٌ عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض مُقِرُّون به, لأنهم جرَّبوه». ا.هـ.
ومن شواهد التجربة: ما ذكره الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" عن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت ابن المبارك وسأله رجلٌ: يا أبا عبد الرحمن! قرحةٌ خرجت في ركبتي منذ سبع سنين وقد عالجت بأنواع العلاج وسألت الأطباء فلم أنتفع به؟ قال: اذهب فانظر موضعًا يحتاج الناس الماء فاحفر هناك بئرًا فإني أرجو أن تنبع هناك عينٌ ويمسك عنك الدم ففعل الرجل فبرأ؛ رواه البيهقي.
وقال: ((وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه الله: فإنه قرح وجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب وبقي فيه قريبًا من سنة، فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة فدعا له وأكثر الناس التأمين، فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقَت امرأةٌ في المسجد رقعةً بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة فرأَت في منامها رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنه يقول لها: قولي لأبي عبد الله: يُوسِّع الماء على المسلمين، فجِئتُ بالرقعة إلى الحاكم، فأمر بسقاية بُنِيَت على باب داره، وحين فرَغُوا من بنائها أمر بصبِّ الماء فيها وطرح الجمد في الماء، وأخذ الناس في الشرب، فما مَرَّ عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان، وعاش بعد ذلك سنين)).
هذا ونسأل الله الكريم أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين إنه سبحانه سميعٌ مجيبٌ قريبٌ.
واسال الله ان يجزى صاحب من كتب هذا الموضوع خير الدنيا والاخره
اطياف 9 @atyaf_9_1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
++▄██▄+++▄██████▄+++▄██▄++
+██████+██████████+██████+
+████████████████████████+
+██████ استغفر الله واتـــوب اليه ██████+
++██████████████████████++
+++████████████████████+++
+++++████████████████+++++
+++++++████████████+++++++
++++++++++++██++++++++++++
++▄███▄+++++██+++++▄███▄++
+███████++++██++++███████+
++███████+++██+++███████++
++++██████++██++██████++++
++++++█████+██+████..