💠 { وليالٍ عشر } ..
✳ الليلة الأولى
كانَ الصّالحونَ يستَحوُن من الله أن يكون يومهم مثلَ أمسِهم !
وأن تُرفع الأعمالُ في طي الغيوبِ بلا زيادة ..
تراهم يتفقَّدون أيامهم .. فيضعونَ فيها و لو مِثقالَ شَعيرة حَبٍ ؛ ليرجَحَ ميزانُ اليوم عن ميزانِ الأَمس !
رُبّما تبدو الحبّة في نظرك خفيفةً ..
لكنَّ النّهار بها أصبحَ مختلِفاَ ؛ ولو قليلاًَ !
فكيفَ كان حالٌهم إذن مع زمنٍ ؛ هو من أحبٌّ الأزمان إلى الله ؟
لقد كان الحياءُ في نفوسِهم يشتَدّ أن يلقوا الله بصحيفةٍ ؛ تُشابه في ملامِحها صحيفةَ العام الذي مضى .. أو تُقاربه ..
إذ للقربِ خطواتٍ ؛ لا يجوز أنْ تَتكرّر !
فتراهم في مواسم القربِ مشغولين بحفظِ الجوارح ف( إنّ من حفظ جوارحه، حفظ الله عليه قلبه) ..
ولا هم لهم إلا القرآن يقيناً بأنه ("ما جعل عبدٌ القرآن هَمّه، إلا كفاه الله ما أهَمّه."
فتذكـَّر أيها المشتاق للدِّيـار المقدسة ...
لئن سارَ الرَّكب الى جبلِ المَغفرة والرحمة .. فقد جعل الله لنا نحن أيضاً سَـيراً !
قال ابن رجب الحنبلي :
( هذه أيـّامٌ جعلها الله مشتركة بين السّائرين والقاعدين ، فمَن اغتنمها في بيتِه ؛ كان أفضل ممن خرج للجهاد من بيته ) !
لذا كان سعيدُ بن جبير رحمه الله تعالى .. إذا دخلت العشر من ذي الحجة اجتهد اجتهاداً ؛ حتى ما يَقدِرُ عليه أحد ..
وكان يقول :
( لا تُطفئوا سُـّرَجكم فيها ) !
أشعلوا السُّرج في لياليكم ..
عسى أنْ تشعلَ لكم أنوارَكم على الصّراط !
واجتهدوا ..
فَلرُبّ قاعدٍ خيرٌ من ألفِ ساعٍ ..
والله من بعد ؛ يعلم صـِدقَ النّيات وخَفَيّ الَّدمَعات !
الدكتورة كفاح أبو هنود
الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ورده الجوري
•
جزاك الله خيراً
الصفحة الأخيرة