السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أخوتي .. و أخواتي ..
اتمنى ان تكونوا بخير و عافية ..
أحبتي .. تعتبر بعض الايام فرصة سانحة للتغيير .. و إعادة برمجة الذات و تجديد نمط الحياة ..
وهي أشبه بالمحطات التي نتوقف عندها لمراجعة حساباتنا مع أنفسنا و ما حققناه في حياتنا من أهداف ..
فالبعض يجعل من تاريخ ولادته محطة تقييم الانجازات التي قام بها خلال سنة كاملة .. و البعض الاخر يتخذ من بداية شهر رمضان مراجعة شاملة يحاسب فيها نفسه على ما فعله و حققه .. وكما يرى البعض أن بداية السنة الميلادية يمكن استغلالها لذلك أيضاً ..
وهناك من يعتقد أن العام الجديد ما هو إلا رقماً إضافياً لسنوات سابقة .. و أن الايام جميعها متشابهة .. و الحياة كما هي لا تتغيير .. لكن هذا غير صحيح .. والواقع يختلف كثيراً ..
فاليوم يموت بغروب الشمس .. و يرتدي الليل السواد حزناً .. ويموت الليل بطلوع الشمس .. فيرتدي النهار البياض فرحاً ..
وهكذا هي السنة الماضية تموت بكل شيء فيها .. بليلها ونهارها .. بساعاتها و أيامها و ذكرياتها .. بحلوها ومرها .. بآلامها و أفراحها ..
فالفجر الاول للعام الجديد هو بمثابة ولادة جديدة لشمس جديدة ولدت لأجل عام جديد ويوم جديد .. فكل شيء يولد من جديد .. حتى نحن ..
نعم .. نحن أيضاً نولد من جديد مع السنة الجديدة .. فالبعض منا يولد بابتسامة و اشراقة و روح جديدة بأيام و ساعات جديدة .. و البعض الاخر يولد بدموع وحزن .. و ألم جديد ..
ولكني لا أظن .. ان أحداً يريد ان يولد حزيناً مع العام الجديد .. وان يعيش ألم السنة الماضية نفسها .. أليس كذلك ؟؟!!
إذا لنقم بإشعال هذه الشموع في سنتنا الجديدة 2005 .. حتى نحظى بأفضل سنة ..
شمعة التفائل ..
أشعلوا شمعة التفائل .. وتوقعوا الافضل دوماً .. وان الله سبحانه سيحقق لكم ما تريدونه في حياتكم .. ودائماً توقعوا الاحسن .. و ان السنة الجديدة أفضل من الماضية ..
شمعة الحب ..
أشعلوا شمعة الحب في قلوبكم .. وانظروا إلى العالم نظرة جديدة ملؤها الانسجام و الحب و التفاهم .. و اجعلوها سنة التسامح و الغفران ..
شمعة الأمل ..
أشعلوا شمعة الامل بالله في قلوبكم .. ولا تيأسوا أبداً من رحمته .. وكونوا معه فإنه سيكون معكم دوماً ..
شمعة العلم ..
أشعلوا شمعة التعلم و العلم .. واكتشفوا ذاتكم .. و تعلموا كل ما يثري حياتكم و يسعدكم .. وتعلموا من أخطائكم في الحياة .. ومتعوا أنفسكم بحب التعلم ..
شمعة الروح ..
أشعلوا شمعة الايمان و التفكير و التأمل .. وارسموا لحياتكم طريقاً يوصلكم إلى العالم الاخر بكل راحة و اطمئنان .. و اجعلوا الله في قلوبكم دوماً ..
شمعة الانجاز ..
اشعلوا شمعة الانجاز .. و خططوا لسنتكم الجديدة .. و حققوا احلامكم .. وابتعدوا عن كل ما يستنزف طاقتكم .. و إعاقة حركتكم في تحقيق احلامكم ..
أحبتي أشعلوا هذه الشموع في سنتكم الجديدة .. بابتسامة .. و أمل و تفائل .. بسنة أفضل .. وأيام أحسن .. وذكريات أجمل .. من السنة الماضية ..
ربما اني متلهفة أكثر من أي شخص آخر لهذه السنة الجديد ..
فسنة 2004 .. كانت من أتعس السنوات التي مررت بها .. شعرت بثقلها .. و كبر همها .. فقد كانت مليئة بالأحزان .. و الآلام .. و الجروح .. و الدموع ..
إلا اني متفائلة بهذه السنة الجديد .. وانتظر بفارغ الصبر الدقيقة الفاصلة بين موت عام وولادة عام آخر ..
ففي هذه اللحظة من كل عام يأتيني شعور غريب و رائع في نفس الوقت .. ففي تلك الدقيقة ابتسامة و دمعة تجتمعان معاً ..
ان تلك اللحظة تجعلني أبتسم بلا شعور .. و تجبر دمعتي على النزول .. تلك الابتسامة لعام جديد .. و تلك الدمعة لما فات من عمري من وقت ضائع لم استغله ..
وها هي عقارب الساعة تجري مسرعة .. معلنة اقتراب ولادة عام جديد .. ولا بد أن نكون على اتم الاستعداد لاستقباله ..
قد يسأل البعض منكم .. وماذا يعني ولادة عام جديد ؟؟ وما الذي يجب ان نفعله ؟؟
أرى ان هذا سؤال مهم .. دعوني أخبركم كيف هو استعدادي للعام الجديد ..
في نهاية كل عام .. اجلس وحدي .. و أعيد شريط ذكرياتي خلال السنة .. ثم أقوم بعملية جرد وترتيب صفحات دفتر ايامي الماضية ..
أمسك بقلم وورقة .. و أبدأ أستعيد ذكرياتي .. فكل لحظة سعيدة مررت بها .. أثبتها في ذاكرتي .. و كل موقف محزن و لحظة مؤلمة مررت بها.. ألغيها من ذاكرتي .. و اكتب على الورقة الخبرة التي تعلمتها من هذا الموقف ..
و اقيم الانجازات التي حققتها خلال السنة الماضية .. وأضع خطة للعام الجديد ..
فأنا أطبق على نفسي .. ما يطبق علمياً في علوم استيراتجية الادارة .. لانها احوج إلى ذلك ..
بعدها .. في آخر ساعة من آخر يوم في السنة الراحلة .. أقدم التعازي لها .. فرحة بموت أحزان مضت .. و آلام انتهت .. فالحزن لابد ان يكون له نهاية .. وعندها اعلن إعدام الاحزان حرقاً ..
ولاني في هذه السنة أردت ان تشاركوني في اعدام الاحزان و الالام ..
لذا تسر زاويتي هذه دعوتكم لحضور حفل تنفيذ حكم الاعدام حرقاً .. لكل لحظة سببت لي .. ولكم .. الألم ... خلال عام 2004 ... وذلك في نهاية يوم الجمعة... 2004 -12 -31 .. :)
وإلى ذلك الحين .. لكم أجمل تحية ..
وان شاء الله الواحد يتقرب لربة اكثر لان حاسة اني مقصرة ....
ويرزق كل محروم ...وكل محتاج ....