
ام..عبادة @amaabad
عضوة فعالة
اجمعي ريش الطيور او امسكي لسانك
اجمعي ريش الطيور أو امسكي لسانك
ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة، وما إن عاد إلى منزله، وهدأت أعصابه، بدأ يفكر باتزان: كيف خرجت هذه الكلمة من فمي؟!
سأعتذر لصديقي..
بالفعل عاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد قال له: أرجو أن تسامحني فقد خرجت هذه الكلمة مني بزلة لسان وغضب..فاغفر لي غفر الله لك
وتقبل الصديق اعتذاره وابتسم رغم أن الكلمة كانت جارحة، لكن من صفات المؤمنين أن يقبلوا اعتذار من جاء معتذراً...
لكن الفلاح صاحب الضمير الحي، عاد ولام نفسُه مراراً: كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمي.
لم يسترح قلبه ووجد أن هذا الموقف ربما يتكرر في المستقبل عند أي غضب آخر فماذا يفعل؟
ذهب إلى أحد مشايخ قريته وأخبره بما حدث، قائلا له: أريد أن أتعلم درساً يقيني هذه المزالق مستقبلاً فهلا أشرت علي بشيء.
أخبر الشيخ هذا الرجل أن إمساك النفس وضبط اللسان دليل كبير على عمق الإيمان في قلب الرجل، وإن إمساك النفس وضبط اللسان يدلات على خوف أكيفي قلب المؤمن من الله.
أخبره أيضاً أن الكلمة السوء قد تهدم علاقة أخوية بين اثنين كما أن الكلمة الغير مسئولة يمكن أن تهدم بيت أو تخرب علاقة ود بين زوج وامرأته أو أم وابنته أو أب وابنه وأخ وأخيه....
*******
ثم قال الشيخ: إن أردت أن تستريح حقاً: فنفذ ما أخبرك به:
إملأ جعبتك بريش الطيور، واعبر على كل بيوت القرية، وضع ريشة أمام كل منزل!
مستغرباً مما يريد أن يصل إليه الشيخ، نفذ الفلاح ما قيل له، ثم عاد إلى شيخه يخبره بأنه فعل
*******
فقال الشيخ: يا بني الآن إذهب واجمع الريش من أمام الأبواب
عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب، فعاد وقص الخبر على الشيخ الحكيم.
عندئذ قال له الشيخ: يا بني إن كل كلمة تنطق بها، تشبه ريشه تضعها أمام بيت أخيك، ما أسهل أن تفعل هذا؟!
لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك
فإما أن تجمعي ريش الطيور.. أو تمسكي لسانك
*******
تذكروا قول الله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
وقول نبينا عليه الصلاة والسلام: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
وقد ذكر الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن امرأة تؤدي فروضها ولا تتصدق إلا بما تستطيع لكنها تمسك لسانها عن الناس فقال: هي في الجنة، ثم ذكروا له عن امرأة صوامة قوامة تتصدق بالأقط (يعني بالشيء الكثير أو ماشابه) لكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا خير فيها هي في النار)).
لم يشفع لها كثرة صيامها ولا صلاتها ولا صدقتها ... لأن هذه العبادات شعائرية ولن تصح العبادات الشعائرية إن فسدت العبادات التعاملية
والدليل أن الله تعالى قال عن الصلاة: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) وقال عن الزكاة (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) وقال عن الصيام (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
والحقوق نوعين: حقوق الله وحقوق العباد: حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة (أي تستغفره وتتوب إليه وتعاهده فيقبل منك إن شاء الله ويغفر لك..... أما حقوق العباد فمبنية على المشاححة: أي لا بد أن ترجع إليه ما أخذت بغير حق أو تطلب منه أن يسامحك على ذنب اقترفته بحقه كأن تكون اغتبته أو بهته أو نقلت كلاماً عنه غير صحيح أو انتقصت من قدره أمام الناس إلى آخر الحقوق التي نص عليها الشرع.
أعاننا الله وإياكم على حفظ ديننا وحسناتنا والله نسأل أن يحفظ ألسنتنا وأعيننا وجوارحنا من الوقوع في أعراض الناس أو حقوقهم ودمتم بخير
:26::26::26:
14
899
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

كيـــ روزي ــــوت
•
قصه حلوه ومعبره يسلمو




الصفحة الأخيرة