كم من صفحة يطويها الزمان بين جناحيه ، ليحكيها للناس بين الحين والآخر ..
قصص تكتب داخلها بكل أحاسيسها وتفاصيلها الدقيقة ليعيش قارئها في قلب الحدث ..
مسكت يوما صفحات قلبي أقرؤها بتمعن ..
فكانت كل صفحة تجول بي وتأخذني لعالم أخر .. لعالم الحدث .
كم من صفحة زينتها الورود بأشكالها ..
وعطرت أرجاءها بعبق عطرها وشذاها ..
فأغرتني بجمالها وألوانها الساحرة ..
لكن لم تلبث أن تنتهي الصفحة ،، إلا وقد ذبلت تلك الورود ..
ولم يبقى منها إلا وخز شوكها المؤلم ..
فتطوى تلك الصفحة ،، على حزن كبير وربما جرح لا يبرأ..
كم من صفحة أطربتها أصوات العصافير ..
وأنعشت أسطرها ألحان رقصت من غنجها الحروف والكلمات ..
لكن سريعا ما يأتي ذلك الصيّاد الظالم ،، ليرميها بسهامه فتسقط وتموت ..
فتطوى صفحة أخرى ،، وهي تحمل ذكرى تبكي منها العيون حبا وحزنا ..
وكم من صفحة جمعت قلبين بين أسطرها ..
طارت بهما في سماء الحب والغرام ..
وحفتهما بهالة من العشق ليبقيا متعانقين مدى الأيام ..
وكما هو حال باقي الصفحات ،، طويت ..
فقد دق ناقوس الفراق .. وأعلن عن موعد الرحيل ..
فتمزقت تلك الهالة .. وانكسرت قلوب المتحابين ..
ولم يبقى منها سوى نبض يتأوه ويأن ،، ينتظر من يحتويه من جديد ..
أغلقْتُ صفحات قلبي .. بعد أن أعياني ما قرأت ..
أحتضنت تلك الصفحات .. أغمضت عينيّ .. وأرخيت رأسي على وسادتي ..
وقلت بصوت حشرجت فيه الكلمات .. أحبك
أحبك يا صفحاتي رغم كل مافيك ..
وكلي أمل ،، بأن أرى صفحتك الأخيرة تشرق دون أن تطويها الأحزان ]
الكاسر.........................................................................
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيراً