:44::44:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى
آله وصحبه أجمعين.
انتشرت هذه الظاهرة في المجتمعات بكثرة .... حتى كادت أنتكون من المسَلّمات التي
ينبغي توفره في الشخص لقضاء أي غرض دنيوي ..
الواسطة أو الشفاعة
يتبادر في ذهن الكثير من السامعين لهذا المصطلح .. أنه مذموم وسيء ويحمل في طياته
الظلم والقهر والحرمان ......وحقاًلا نستطيع لوم هؤلاء الذين قد نكون منهم في اعتقادهم هذا ؟؟؟
وقد قرأت أحدى المقالات وشعرت فيها بحرقة كاتبها (((قاتل الله الواسطة فكم قتلت من طموح
وكم اغتالت من فرح وكم تسببت في ذرف الدموع وكم رفعت من لا يستحق الى الأعلى وكم هوت
بأناس الى القاع وهم لا يستحقون ذلك ...................... )))
ولكن في الحقيقة أن الواسطة حكم ذمها ومدحها مرهوناً تحت استخدام الشخص لها ... فإن كان
ممن يتق الله ويخافه فسيضعها في حقها ومحلها ... وإلا فستكون كفل عليه ....
ولأسف قد غلب على استعمالها الجانب السيئ والمذموم ... حين ضعف الوازع الديني وطغت مصالح
الدنيا على مصالح الآخرة وغفل عن عقاب الله ...
فأصبحت شعاراً ومصطلحاً يحمل في طياته الظلم والجور والقهر والحرمان يفتك بالمجتمع وبفرض
سيطرته على مجاري الحياة ...... والله المستعان ..
وحقيقة الواسطة أنها تحمل جانب أخر .. جانب محمودة ومرغوب فيه ويؤجرعليها ... حيث أن
الواسطة تنقسم إلى نوعين : ذكره الشيخ العلامة الفاضل أحمد بن يحيى النجمي رحمة الله ..
في شعِراً حين طرح السائل عنها سؤله شعراً ...... سأسرد بعض من القصيدة
السؤال :
يا أيُّها العلماءُ ما هُو قولُكم = في نبتَةٍ زرعتْ بكلِّ سَفيهِ
مَرَضُ الوَساطة صارَ فينا مُعْلَنًا = فيروسُهُ يأتيكَ أو تأتيهِ
فإذا أرَدْتَ مِنَ الدَّوائِرِ حاجَةً = فابْعَثْ بمعْرفةٍ ولا توصيهِ
مَن كانَ ذا رُكنٍ شديدٍ آمنٍ = مَهما جَنى والقهْرُ لا يؤذيهِ
وقد رد عليه الشيخ رحمة الله ...
إنَّ الوَسَاطةَ أمرُها متشعِّبٌ = وهي الشفاعةُ حُكمُها نتليهِ
فإذا تكنْ في البِرِّ فهيَ وَساطةٌ = محمودةٌ ومِن التعاونِ فِيهِ
وبذاكَ أوصَى المُصْطفى قالَ اشْفعُوا = كيْ تؤجَرُوا واللهُ يقضِي فيهِ
وإذا تكُنْ في الشَّرِّ فهي وَساطةٌ = مذمومةٌ وله نَصِيبٌ فيهِ
وهنا سنقف في توضيح حكم هذاه النوعين من الواسطة ....
ما حكم الواسطة ، وهل هي حرام ؟ مثلاً إذا أردت أن أوظف أو أدخل في مدرسة أو نحو ذلك و
استخدمت الواسطة فما حكمها ؟
الحمد لله
أولاً : "إذا ترتب على توسط من شفع لك في الوظيفة حرمان من هو أولى وأحق بالتعين فيها من
جهة الكفاية العلمية التي تتعلق بها ، والقدرة على تحمل أعبائها والنهوض بأعمالها مع الدقة في
ذلك – فالشفاعة محرمة ؛ لأنها ظلم لمن هو أحق بها ، وظلم لأولي الأمر بسبب حرمانه من عمل الأكفاء
وخدمتهم لهم ، ومعونتهم إياهم على النهوض بمرفق من مرافق الحياة ، واعتداء على الأمة بحرمانها
ممن ينجز أعمالها ، ويقوم بشؤونها في هذا الجانب على خير حال ، ثم هي مع ذلك تولد الضغائن
وظنون السوء ، ومفسدة للمجتمع .
أما إذا لم يترتب على الواسطة ضياع حق لأحد أو نقصانه فهي جائزة ، بل مرغب فيها شرعاًُ ، ويؤجر
عليها الشفيع إن شاء الله ، ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (اشفعوا تؤجروا ، ويقضي الله على
لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء ) .
ثانياً : المدارس والمعاهد والجامعات مرافق عامة للأمة ، يتعلمون فيها ما ينفعهم في دينهم ودنياهم ،
ولا فضل لأحد من الأمة فيها على أحد منها إلا بمبررات أخرى غير الشفاعة ، فإذا علم الشافع أنه
يترتب على الشفاعة حرمان من هو أولى من جهة الأهلية أو السن أو الأسبقية في التقديم أو نحو
ذلك كانت الواسطة ممنوعة، لما يترتب عليها من الظلم لمن حرم أو اضطر إلى مدرسة أبعد فناله
تعب ليستريح غيره ، ولما ينشأ عن ذلك من الضغائن وفساد المجتمع .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز .. الشيخ عبد الرازق عفيفي .. الشيخ عبد الله بن غديان ..
الشيخ عبد الله بن قعود . "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (25/389) .
وأخيراً ... فلنعلم جميعاً أن الله عزوجل لا يضيع حق أحد من خلقه ...
قال تعالى : ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ) , سورة النساء الآية 85.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

ام نسيم @am_nsym
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

اميمة15
•
253610

الصفحة الأخيرة