الحمد لله حمداً كثيرا طيبا مباركا تطيب به الحياة ملئ السماوات و الارض و ما بينهما
ثم الصلاة على سيد الخلق وخاتم النبيين .. سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الله اخواتي في الله ..
أحببت ان نقف مع كلمة من هذا الحديث الشريف لطالما رددناه في حياتنا ... وهي احتسابا
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " رواه البخاري 37 ومسلم 759 .
فمامعنى كلمة الاحتساب ؟ وكيف نحتسب ؟ وفي ماذا نحتسب ؟ ومافوائدها ؟
الاحتساب لغة : هو العد والإحصاء
اما اصطلاحا : يجيبنا ابن الأثير قائلاً: "الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلباً للثواب المرجو منها" .
والاحتساب عمل قلبي لا محل له في اللسان وكثرة استحضاره دلالة على الاخلاص و قوة الايمان وهو باب لزيادة الاجور ومضاعفاتها ..
وكما قال نبينا محمد (( أعمارُ أمّتي : ما بينَ الستينَ إلى السبعينَ، وأقلُّهم من يجوزُ ذلكَ ). حسن صحيح
فأعمارنا قليلة وأعمالنا قليلة فجاءت عبادة الاحتساب لترفع من درجاتنا بإذن الله
فالاحتساب يدُر علينا الحسنات ويضاعف لنا الأجور من حيث لا نعلم وكلما كان العمل مطابقا لسنة نبينا محمد كان اعظم أجرا
ومن فطرة الله التي فطر الناس عليها انه يحب الثواب العاجل فتراه يجد ويجتهد في العمل
لينال الاجورفي الدنيا فكيف بثواب الآخرة فهو اعظم وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحث الناس على ذلك :
و فوائد الاحتساب كثيرة منها :
أولاً : منع تحول العبادات إلى عادات .
وهذا نراه كثيرا عندما نتعود على اداء الصلاة مثلا او الصيام وتصبح هذه العبادات وغيرها تؤدى بلا روح وتصبح كالعادات ..
ثانياً : تحويل العادات إلى عبادات
وهنا نستطيع ان نحول كل عادة في حياتنا اليومية الى عبادة نؤجر عليها والامثلة عليها كثيرة
مثل نومك ، شربك ، لعبك ، طبخك ، حتى ابتسامتك ....
ونحن الان في شهر رمضان وكل الاعمال تتضاعف فيها الاجور
وفيها ليلة خير من ألف شهر ..
فاستعيني بالله اخيتي واستغلي هذه الفرص الربانية
رابعاً : كمال الأيمان .
خامساً :الفوز بالجنة .
سادساً : النجاة من النار .
سابعاً : حصول السعادة وقرة العين .
ثامناً : احتساب الطاعات يجعلها خالصة لله .
تاسعاً : يهون المشاق والمكاره ويصبر .. ذلك انك عندما تعلمي ان اي عمل قمتي به واحتسبتيه لوجه الله لن يضيع سدى حتى وان لم تجدي شكرا في الدنيا فهو في الاخرة خير وابقى
عاشراً : يدفع الحزن ويجعل العبد راضياً بقضاء الله محسناً الظن بالله . .
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :
" أما الأصل فهو أن ينوى بها عبادة الله تعالى لا غير ، فإن نوى الرياء صارت معصية ، وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة ، فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة ، فيكون له بكل نية ثواب ، إذ كل واحدة منها حسنة ، ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها كما ورد به الخبر .
وهذا سؤال مهم : هل هناك فرق بين النية والاحتساب وإذا نوى العبد أحدهما ولم ينو الاخر هل ينقص أجره ؟
الفرق بين الاحتساب وبين النية هو أن الاحتساب أخص من النية، لأن النية قد لا يستحضر صاحبها طلب الأجر، وأما الاحتساب فهو كما قال الحافظ ابن حجر وغيره أنه طلب الثواب من الله تعالى، واحتساب العمل يكون قبل القيام به أو أثناء ذلك، لا بعد القيام به. قال صلى الله عليه وسلم: لا أجر إلا عن حسبة، ولا عمل إلا بنية . رواه الديلمي وصححه الألباني بشواهده.
ومما يساعدك على احتساب الاجور ان تتعرفي إلى فضائل الأعمال ..
وأعمال البر كثيرة .. وكثيرا مانقوم بها ولكن يضيع علينا الاجر الكبير بعدم احتسابنا
واحتسبي اكثر من نية للعمل الواحد .. حتى الاحتساب في ترك المعاصي ايضا نؤجر عليه بإذن الله
تجارة رابحة مع الله .. والله يضاعف لمن يشاء
والامثلة كثيرة وبأعمال جدا يسيرة ::
العمل : الصلاة على رسول الله
الاحتساب ::
1- نيل رضا الله ومحبته ومحبة الرسول واتباعه
2- أن يصلي عليكِ الله بكل صلاة عشرة
3- أن يكفيك الله الهم
4- وأن يغفر الله ذنبك
عمل آخر .. قراءة القرآن
الاحتساب ::
1- قراءة كل حرف بحسنة.
2- استشعار فضل الله عليك بأن يسر لك قراءة كلامه سبحانه .
3- أن يشفع لك القرآن يوم القيامة .
4- ان يكون القرآن رفيقك في القبر.
عمل يومي لنا نحن النساء في رمضان وهو اعداد الطعام
الاحتساب ::
1- اطعام الطعام
2- تفطير صائمين
3- ادخال البهجة والسرور على اهلك بطبق حلوى لذيذ :)
4- تقوية اجساد ابنائك وعقولهم
وهكذا .. كل اعمالنا ان كانت عبادات او عادات في حياتنا حبيباتي يمكن أن نؤجر عليها بعمل بسيط وهو أن نحتسبها لوجه الله جل وعلا و بالمداومة عليه يجعل حياتنا كلها طاعات.. والطاعة طريق يوصلك إلى محبة الله .. وإذا أحبكِ الله .. أحبكِ أهل السماء ووضع لكِ القبول في الأرض..
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه، قال فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض"
أسأل الله أن يجعلني واياكن ممن يحبهم الله وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ..
وأن يبارك لنا في رمضان ويعيننا فيه على الصيام والقيام وقراءة القرآن وأن يضاعف لنا الأجور
إنه هو السميع العليم
um hassan 80 @um_hassan_80
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
بارك الله فيك وسدد خطاك..