( : احتسبي .. تكسبي : )

لماذا الحديث عن الإحتساب؟



قد تزهدين العمل الصالح احيانا و لا تجدين له حماسة ربما لعدم معرفتك بأهميته أو الثواب المترتب عليه أو انك تجهلين أن بعض الأعمال البسيطة قد تبلغ بك المنازل العالية فتستهينين بها أو لربما تشعرين عندما تقومى ببعض الأعمال البسيطة بوجود من ينكر عليك و يقول لك لا تتعبى نفسك ..يكفى ما قمت به سابقا ...لماذا كل هذا المجهود ؟ الأمر لا يستدعى ذلك ...لا تحرمى نفسك فأنت مازلت شابة ...إلخ


سبحان الله ! و هل العمل إلا فى الشباب؟


لو علم هؤلاء أنهم هم المحرومون...و أنت من يقول لهم : كفى أريحوا أنفسكم من اللهو و العبث ...ولا تتعبوها بالغفلة ..و ارحموها من حمل أثقال المعاصى المتراكمة..
أما إن كان ما تقومين به من أعمال صالحة فيه منفعة للأخرين فستسمعين من ضعيفات الإيمان عبارات من نوع:
إنهم لايستحقون ما تفعلينه لأجلهم ..فى كل مرة تساعدينهم و هم لم يساعدوك مرة و احدة .....إلخ.


و كأننا خلقنا لنعمل من أجل الناس!


فإن أرضونا تفانينا فى الإحسان لهم, وإن أغضبونا تفانينا فى الإساءة إليهم !...إذا ماذا بقى للأخرة ؟
ما الذى تجدينه فى صحيفتك إذا كانت أعمالك كلها منصرفة للبشر حسب علاقتك الشخصية بهم و ليست لله وحده!
إن الأيام لتذهب بعيدا سريعا فلا تفاجئى بخلو صحيفتك من الأعمال التى تبتغين با وجه الله..




ما فوائد الإحتساب ؟
1-دليل كمال الإيمان و حسن الإسلام
2-الفوز بالجنة و النجاة من النار و حصول السعادة فى الدارين
3- الاحتساب يبعد العبد عن شبهة الرياء و يزيد ثقته فى ربه
4-الاحتساب دليل الرضا بقضاء الله و دليل على حسن الظن بالله
5-علامة على صحة العبد و استقامة
6-اتباع للرسول الكريم(صلى الله عليه وسلم)
...........إلخ




ماذا تحتسبين فى الدعوة إلى الله؟

كيف تصبحين (دليل خير)؟

الأمر سهل جدا , فملا تعلنين بين النساء عن المحاضرات المفيدة,أو الأشرطة و الكتب النافعة ,و تحاولين توفيرها للأخريات حسب قدرتك,توزعين أو تعلنين عن المجلات الهادفة , تناصرين أهل الخير بأقوالك وأفعالك و تدلين على أماكن الخير كدور تحفيظ القرآن الكريم النسائية ,و تبلغين المعلومة النافعة بقلمك ,بلسانك ,......إلخ
هنا ....ستجدين نفسك (دليل خير) و داعية إلى الله!
و لكن يا إلهى!...هل تعلمين ماذا يعنى أن تكونى داعية إلى الله؟..هذا يعنى أننى لن أستطيع أن أحصى الأعمال التى ستحتسبين ثوابها!!



فمثلا
1- (الدال على الخير كفاعله) فالأشخاص الذين استفادوا من دعوتك لهم سيأتيك_بإذن الله مثل أجور أعمالهم التى كان لك الغضل_بعد الله فى دلالتهم عليها...
2-أجر الدعوة إلى الهدى
3-ثواب تعليم الناس الخير وصلاة الله تعالى و ملائكته عليك
4-ثواب الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر
5-ثواب الكلمة الطيبة
6-أجر هداية الناس
7-زكاة للعلم الشرعى الذى تحملينه
8-انشراح صدرك وسعادة نفسك لشعورك بنفعك للمسلمين
9-بركة دعاء النبى (صى الله عليه و سلم) عندما قال ( نصر الله امرءاسمع مقالتى فوعاها و حفظها و بلغها ...)
10-أن تحصل لك التزكية من الله تعالى
11-طاعة لله سبحانه وتعالى
12- احنسبى اجر نصرة الإسلام وأهله و نصرة المصلحين فى كل لأن الهدف واحد
13-ثواب قضاء حاجة المسلمين و تفريج الكربة عنهم و ذلك بتعليمهم أمور دينهم و رفع الجهل
14-ثواب مواجهة الفساد و التصدى له
15- احتسبى إبراء الذمة أمام الله
16- ابتغاء ان يحفظك الله فى الشدة كما حفظته فى الرخاء
17- أجر الصبر على مشقة طريق الدعوة و طوله
18-اجر التعاون على البر و التقوى
19-ابتغاء ان يهديك الله إلى الصراط المستقيم
20-ثواب قضاء الأوقات بعبادة عظيمة تؤجرين عليها
21-احتسبى أنك تسدين ثغرة للمسلمين بارك الله فيك
22-احتسبى أن تكونى قدوة للأخرين فى المسارعة للعمل الدعوى
23-احتسبى جميع حركات جوارحك التى تخدمين بها الدعوة إلى الله(عينيك..أذنيك ..لسانك..يديك..قدميك)
.........إلخ......




ماذا تحتسبين عند استخدامك الهاتف؟

1-ثواب صلة الرحم عند محادثتك لذوى رحمك
2- ثواب إدخال السرور على من تحادثين عند اتصالك للسلام و السؤال عن الأحوال
3-ثواب الكلمة الطيبة فى مكالمات التهنئة أو التعزية و غيرها
4-احتسبى نية العبادة و التقرب إلى الله عند إستخدامك للهاتف بما يفيد عموما
5- احتسبى الحفاظ على وقتك باستعمال الهاتف لعمل أكثر من عبادة فى وقت سريع
مثال:مكالمة هاتفية تجرينها مع والدتك ستحتسبين فيها العبادات التالية:
بر الوالدين....صلة الرحم...إدخال السرور على مسلمة...قضاء حاجتها إن كان لها حاجة...الكلمة الطيبة..أجر السلام فى بداية و نهاية الاتصال....إلخ
6- أجر قضاء حوائج المسلمين
7- أجر طلب العلم الشرعى بسؤال أهل العلم عبر الهاتف
8-ثواب طلب النصيحة من اهلها
9-احتسبى عند استخامك الهاتف أن يساعدك على القرار فى البيت
10- لطف منك ان تستخدمى الهاتف فى الإصلاح بين الناس


و تمر الكاتبة الكاتبة على عدة أوجه فى حياتنا تستطيعين ان تحتسبى فيه الأجر مثل:

ما الذى تحتسبينه فى الإصلاح بين الناس

ما الذى تحتسبينه فى صبرك

ما الذى تحتسبينه فى الستر على المسلمين

ما الذى تحتسبينه فى عندما ترتدين حجابك

ما الذى تحتسبينه فى تحسين أخلاقك

ما الذى تحتسبينه فى العفو عن الناس

و فى الخاتمة تخاطبك الكاتبة قائلة:
ها انت قد تعلمت الآن كيف تحتسبين الأجر فحاولى ان تتذكرى ما قرأته فى هذا الكتاب اثناء ممارستك لحياتك اليومية و عودى نفسك على الإحتساب فى كل شىء, كل شىء.......فلا يغلبك الشيطان و ينسيك الاحتساب فتكونى من الغافلات فتذهب أيامك هدرا و أعمالك سدى و الغفلة أعاذنا الله و إياك منها هى "أن لا يخطر الشىء ببالك"

فالغافلة لها عين و لكنها لا تبصر بها الحق بل تبصر ما يحلو لها فقط!.....

و الغافلة لها أذن و لكنها لا تسمع بها الخير بل تسمع ما ترغب فيه فقط! ....

و من هنا نزلت لمنزلة أقل من البهائم لأن الله اعطاها العقل الذى فضلها به على غيرها من المخلوقات و لكنها غفلت عن كيفية الاستفادة منه فى التقرب إلى الله و كسب رضاه...
فاتقى الله ....و انظرى ماذا قدمت من الأعمال ليوم القيامة فمهما طال بقاؤك فى الدنيا فلابد من الرحيل شئت ام أبيت....



و اقتبس من كتاب المؤلفة


إن فرصة العيش فى الحياة الدنيا واحدة لاتتكرر لتعوض ما فات ( أو تقول حين ترى العذاب لو أن لى كرة فأكون من المحسنين)
و مع أنها فرصة واحدة إلا أنها تنقضى بسرعة أيضا.......!
فعندما تجلسين مع جدتك و تقولين لها: احكى لى قصة حياتك خلال الستين سنة الماضية فستحكيها فى ساعة أو ساعتين !...
أين ذهبت تلك السنين الطوال؟!