PILOT

PILOT @pilot

عضو فعال

احتكاك الغضاريف مرض .... قرات لكم

الصحة واللياقة


___________
جريدة الرياض
احتكاك الغضاريف مرض "وجد ليبقى" وليس له علاج حتى الآن
د. الشاكر: حقن اللزوجة علاج مثبط للألم لا أقل ولا أكثر
50% ممن تجاوزوا ال 65عاماً يعانون من احتكاك الغضاريف..

* منذ أشهر قلائل لم ينقطع سيل الاتصالات والاستفسارات عن علاج جديد لآلام الركبة "مريض قرأ إعلاناً في الصحف، صديق يبحث عن شفاء لركبة والدته، قريب يظن أن العطار تمكن أخيراً أن يصلح ما أتلفه الدهر"، وفي كل مرة يتصل متصل أو يقابلني سائل أو يزورني مريض أعاود على أسماعه ما قد ذكرته قبل قليل للسائل الذي سبقه، وكانت الاسطوانة تتردد بضع مرات باليوم لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة، ثم أصبحت في حدود أصابع اليدين الاثنتين واليوم وعند كتابة هذه السطور تجاوزت هذه الأعداد بكثير، وكنت أفكر بطريقة أجيب بها على هذه التساؤلات بدون أن أقضي وقتاً طويلاً على سماعة الهاتف، ولاح بصيص الأمل عندما تلقيت الاتصال من إدارة الشؤون الإعلامية والتثقيف الصحي بالمستشفى يطلبون مني مقالاً يخص ما استجد في أمراض العظام وعلاجها ليتم نشره من خلال الصفحة الطبية، فاقترحت عليهم أن أكتب عن هذا العلاج الجديد لنضرب عدة عصافير بحجر واحد، فمن ناحية وهي الأهم أننا سنحاول عرض المعلومات الطبية المستجدة في هذا الموضوع وإزالة اللبس والغموض الذي صاحب تسويق هذا العلاج ومن ناحية أخرى لكي أحيل كل من يسألني عن هذه الحقن الى هذا المقال.احتكاك الغضاريف:ولنبدأ بالمرض فهو احتكاك الغضاريف أو خشونتها أو تنكسها، ومن منا لم يعان من قريب أو بعيد من احتكاك غضاريف الركبة اما هو شخصياً أو من يعز عليه ويحبه من الآباء والأمهات أو الأقارب والأصدقاء. إن نسبة الذين يصابون باحتكاك الغضاريف في العالم الغربي تصل الى 25% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45و 55سنة، أما الذين تجاوزوا سن ال 65سنة فإن نصفهم يعانون بشكل أو بآخر من احتكاك الغضاريف ولا أملك بين يدي احصائية دقيقة عن النسبة في المملكة العربية السعودية ولكن بالنظر إلى كثير من العوامل من ناحية وإلى كثرة من نشاهدهم يعانون من هذا المرض فإننا نظن أن النسبة ربما فاقت نسبة حدوث هذا المرض في الغرب. والغضاريف ما هي إلا مخدات ووسائد وضعها "الذي أحسن كل شيء خلق" في المفاصل ليحل بذلك مشكلة هندسية حيوية بالغة التعقيد، فالإنسان يحتاج للمرونة والحركة والتنقل ولابد لتحقيق ذلك من وجود مفاصل لتتيح مثل هذه الحركة إذ أنه لو حصلت مثل هذه الحركة بين العظام لكان ذلك مؤلماً وصعباً إذ أن العظام خشنة وغنية بالأعصاب فكان الحل الأمثل وجود غضاريف ملساء لينة لا يوجد فيها أعصاب مما يتيح سهولة الحركة وانسيابها من دون ألم. وعندما يعتري هذه الغضاريف ما يعتريها من تآكل وتناقص وخشونة فإن المفصل يفقد تدريجيا سهولة الحركة وتبدأ أصوات الطقطقة تنبعث عند تحريك المفصل ناهيك عن الألم والتصلب وتبدأ رحلة المعاناة ويبدأ معها المريض بالتنقل من طبيب إلى آخر ومن مستوصف إلى مستشفى ومن بلد إلى بلد وتتعدد الأدوية والعلاجات والاقتراحات، فمن حبوب الى حقن إلى مناظير الى عمليات ومفاصل صناعية. ولربما وقع المريض ضحية وصايا وعقاقير وعمليات ضارة قد تؤدي بالركبة إلى زيادة الاحتكاك والضرر وبعضها قد يؤدي بالمريض إلى عواقب وخيمة.مسلمات...ومن المسلمات التي يدركها كل من له باع في أمراض العظام أن احتكاك الغضاريف مرض "وجد ليبقى" وأنه لا يوجد لدينا حتى الآن دواء يعيد للغضاريف ملاستها ورونقها وشبابها. وطالما ذكرنا هذه الحقيقة لمرضانا لكي يدرك المريض ويعرف حق المعرفة ما الهدف من العلاج والدواء، فإن كان هدفه الشفاء التام بينما هدف الطبيب اعطاء علاج لتخفيف المعاناة فإن مصير هذا العلاج هو الفشل الذريع بينما لو اتحدت الغاية واتفق الطبيب والمريض على أن الهدف من العلاج ليس اعادة الغضروف إلى ما كان عليه بل يقتصر على تخفيف الألم وتحسين أداء المفصل فسيكون الجميع راضين عن النتيجة. ومن المسلم به أيضاً أن تخفيف الوزن مفيد في السيطرة على الأعراض وفي كبح جماح استفحال المرض وتقدمه، كما يعتبر أيضاً العلاج الطبيعي من المسلمات التي نوصي بها إذ أن التمارين تقوي العضلات والأربطة وتزيد من التناسق وتسيطر على الأعراض وتبطئ من تقدم المرض ولربما كان لتغيير نمط الحياة اثر في تخفيف المعاناة فجلسة التربع والقرفصاء تزيد من آلام الركبة. أما العقاقير والتي ربما أفردنا لها حلقة خاصة إذ أن الكلام عنها يطول ولكن نقول باختصار إنها ايضا ليست علاجا للاحتكاك وانما هي وسائل لتخفيف المعاناة والألم.حقن اللزوجة:نأتي إلى الجديد.. حقن اللزوجة أو دعم اللزوجة والتي انبعثت فكرتها منذ سنوات بعد أن لاحظ العلماء والباحثون أن الركبة المصابة بالاحتكاك يجف سائلها المصلي وينضب (هذا السائل الذي يوفر للركبة خصائص اللزوجة والمرونة ويزيت مفصل الركبة)، هو في الركبة السليمة موجود ويؤدي وظيفته كماصة اصطدام وكالنابض الموجود في بعض الآلات والسيارات لامتصاص الصدمات والارتجاج، أما في الركبة المصابة بالاحتكاك فإن هذا السائل يشح ويقل كما بالإضافة إلى أن طبيعته العالية اللزوجة تتغير كيفاً ويفقد وظيفته التي وجد من أجلها وهي امتصاص الصدمات وتوفير الليونة واللزوجة للمفصل. ومن هنا انبثقت فكرة تعويض هذا السائل المتهالك بسائل مشابه له يحمل نفس خصائصه عل وعسى أن يفيد في إعادة لزوجة وليونة المفصل.. وهكذا كان.. تم استخلاص هذا السائل من "أعراف الديكة" وخضع لسلسلة من التجارب المخبرية والحيوية ثم الدراسات المستفيضة والتي توجت باعتراف هيئة الأدوية والأغذية بهذه المستحضرات كأحد الطرق المستخدمة في السيطرة على أعراض احتكاك الغضاريف.ولقد وجد أن هذا السائل يقوم بعملة في الركبة عن طريق حث الغشاء المصلي على انتاج سائل صحيح بدل السائل المريض الذي يكون موجوداً في ركبة المريض، كما وجد أن له بعض الخصائص المضادة للالتهاب شأنه بذلك شأن الأدوية التي تؤخذ في حالات الاحتكاك وهو أيضاً يقوم بتغليف النهايات العصبية الحساسة للألم فيعزلها وبذلك يخفف من إثارتها الناتجة عن وجود مواد التهابية تصاحب الاحتكاك..والذي يهمنا ويعنينا هنا أن نقرر أن هذا السائل ليس علاجاً للغضاريف المحتكة المهترئة فهو لن يعيدها الى ما كانت عليه وإنما جل ما يعمله أنه يخفف الألم والمعاناة واذهب الى ابعد من ذلك لأقول ان نسبة الذين يستفيدون منه في تخفيف الألم تتراوح بين 60 70% فقط ويتبقى 30 40% من المرضى لا يستفيدون شيئاً من هذه الحقن.. اما مدة الاستفادة فتتراوح من أسابيع الى اشهر وربما تجاوزت السنة، وعند الذين يستجيبون لهذه الحقن فإن الاستجابة قد تبدأ من الحقنة الأولى أو بعد الانتهاء من إعطاء الحقن كلها وربما تبدأ الاستجابة بعد مضي 6أسابيع بعد آخر حقنة.ولابد من تقييم كامل دقيق للمريض قبل اعطائه حقن اللزوجة، وفي بعض الأحيان يتمكن اخصائي العظام من تقدير مدى الاستجابة وذلك من تقييم حالة المريض وصور الأشعة، كما تجب الإشارة هنا بأن المرضى الذين يعانون حساسية من الدجاج أو ريشه أو بيضه لا يتناسب معهم هذا العلاج لأنه مستخلص من الدجاج.ولابد من اتخاذ كل اجراءات الحيطة والحذر لضمان التعقيم التام ولإعطاء الحقنة داخل الركبة من دون خطأ إذ أن أعطاءها خطأ في الأنسجة المجاورة قد يسبب إثارة للأنسجة وبعض المضاعفات.. لذا ننصح أن لا يقوم بإعطاء هذه الحقن إلا من له دراية تامة وخبرة كافية في هذا المجال.. أما عدد هذه الحقن فهي ثلاث إلى خمس في الركبة الواحدة وذلك حسب نوع المستحضر.هل الثمن المدفوع يبرر الفائدة المرجوة؟إن هذه الحقن باهظة الثمن والتكاليف وهي كما أسلفنا ليست علاجاً شافياً للاحتكاك واحتمالات الفائدة منها في تخفيف الألم تصل الى 70% ثم ما يلبث الألم أو المعاناة أن تعود بعد فترة من الزمن هذه كلها في كفة، وفي الكفة الثانية.. لو استفاد المريض منها وخف ألمه فإن هذا سيوفر على المريض وسائل العلاج الأخرى كالأدوية وما قد تحدثه من مضاعفات ربما تكون خطيرة أو ربما سيؤجل وسائل أخرى كالجراحة..فأي الكفتين يرجح؟!إن الذي نراه أن قرار إعطاء مثل هذه الحقن هو قرار مشترك للمريض والطبيب، ودور المريض بعد أن يفهم كل ما يحيط هذه الحقن من ايجابيات وسلبيات يفوق دور الطبيب، ولابد للطبيب أن يقيم المريض وركبته تقييماً دقيقاً قبل مناقشة إعطاء هذه الحقن فلربما كان لدى المريض مضادات استطباب أو ربما تقدم الاحتكاك بالركبة الى درجاته النهائية وعندها لا نظن من الحكمة اعطاء مثل هذه الحقن إذ أنه في مثل هذه الحالة سيدفع المريض ثمن علاج محكوم عليه بالفشل مسبقاً أما المرضى الذين يتوقع منهم الاستجابة فلا بأس بمناقشة الأمر معهم وتوضيح السبل وعلى المريض أن يختار إذ أن بعض المرضى لا يرغبون بأخذ حقن في الركبة مهما كانت، والبعض الآخر لا يعاني معاناة شديدة تستوجب تداخلات مكلفة إذ أن القيام ببعض الإجراءات البسيطة كتخفيف الوزن مثلاً في كثير من الأحيان قد يكون مفيداً للسيطرة على الأعراض، ولنتذكر دائماً انه كلما كانت الإجراءات التي نتبعها في معالجة الاحتكاك بسيطة وقليلة وطبيعية كلما كان ذلك في مصلحة المريض.ومن البديهي أن يثار تساؤل عن إمكانية إعطاء هذه الحقن في مفاصل أخرى تأثرت بالاحتكاك كمفصل الورك أو الكتف مثلاً.. وللجواب على ذلك نقول إنه وحتى الآن لم يسمح بإعطاء حقن اللزوجة في أي مفصل سوى مفصل الركبة إلا أن الدراسات في اختبار فائدة وسلامة إعطائه في مفاصل غير الركبة قائمة ولربما ظهرت بعض النتائج في القريب العاجل ان شاء الله.وبعد.. ما الذي من الممكن أن تقدمه سوائل دعم اللزوجة لمستقبل علاج احتكاك الغضاريف؟ إن الآمال معقودة على سوائل دعم اللزوجة في المساعدة بتحقيق أفكار عديدة قد تؤدي في يوم من الأيام إلى "علاج" احتكاك الغضاريف بمعنى منعها من الاحتكاك أو شفائها من الاحتكاك وعودتها الى طبيعتها وملاستها. وعندها تكون مقولتنا ان احتكاك الغضاريف وجد ليبقى مقولة خاطئة.ومن هذه الأفكار والتي يعمل البعض الآن على تحقيقها، ما نسميه بهندسة الأنسجة فربما كان لسوائل دعم اللزوجة مكان في حمل بعض الخلايا البانية لتوصلها إلى الأنسجة التالفة في المفاصل المهترئة لتمكنها من إعادة الإصلاح والبناء.. وإن غداً لناظرة قريب.* استشاري امراض العظام
0
4K

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️