$el.classList.remove('shaking'), 820))"
x-transition:enter="ease-out duration-300"
x-transition:enter-start="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-transition:enter-end="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave="ease-in duration-200"
x-transition:leave-start="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave-end="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-bind:class="modalWidth"
class="inline-block w-full align-bottom bg-white dark:bg-neutral-900 rounded-lg text-right overflow-hidden shadow-xl transform transition-all sm:my-8 sm:align-middle sm:w-full"
id="modal-container"
>
كيــف أمــدح الله
الحمد لله ...
لا شك أن مدح الله والثناء عليه من أجلّ العبادات التي يتقرب بها العبد لمولاه.
ولا أحد أحب للمدحة من الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ولا شخص أحب إليه المدحة من الله من أجل ذلك وعد الله الجنة ) .
متفق عليه
وفي رواية :
( ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ، فلذلك مدح نفسه ) .
والمعنى أن الله من أجل محبته للحمد والثناء أثنى على نفسه ورغب عباده بالثناء عليه ووعدهم بالجنة النعمة العظمى ليحمدوه على ذلك ويجدوا في حمده وطاعته.
والله وحده هو المستحق للمدح لما له من صفات الجمال والجلال وحسن الأفعال والتفرد بالخلق والرزق والإنعام والتدبير.
وقد كان رسول الله( صلى الله عليه وسلم) كثير الثناء والمدح لله في سائر أحواله العامة والخاصة لعظم عبوديته لله وشدة خشيته له وتعلقه بربه.
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال :
( اللهم لك الحمد ؛ أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قـيّـم السماوات والأرض ومن فيهن ) .
متفق عليه
وكان يفتتح خطبه ومواعظه بالحمد.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه قال :
( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي ) .
رواه مسلم
فأعظم المدح وأجمله ما كان لله سبحانه لأنه مدح خالص لا مطمع فيه لشيء من الدنيا ولأنه حق لا باطل فيه ولا غلو ولأنه يتخذ زلفى لرضوان الله ودار كرامته.
وكلما عظم يقين العبد ومعرفته بالله وتعظيمه له ومعرفته بحقوقه وشعوره بالتفريط والتقصير بشكره عظم مدحه لله وكثر ثناؤه وهو من توفيق الله ومنته على من يشاء من عباده.
فنسأله تبارك وتعالى العطاء والمن والفتح علينا في هذا الباب العظيم الذي يخفى على كثير من الخلق.
وحقيقة المدح الثناء على الله بذكر الصفات الجميلة والأفعال الحسنة.
ومدح الله يكون بالثناء عليه بذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلى والتمعن في معانيها التامة فكل إسم وصفة ثبت في الكتاب والسنة شرع للمسلم شرع مدحه بها والعمل بمقتضاها ويكون أيضاً بذكر أفعاله الحسنة وعاداته الطيبة وجوده وكرمه على عباده ولطفه وصبره وحلمه على كفرهم وأذاهم وعدله مع أعدائه وفضله على أوليائه.
ويكون أيضاً بالإشتغال بذكر الحمد والتسبيح والتمجيد والتهليل والمداومة على ذلك عند تجدد النعم ونزول النقم.
وقد ورد في السنة الصحيحة فضل الحمد والثناء وعظمة ثوابه.
ولا يستطيع أحد من الخلق مهما كمل إيمانه وعظمت معرفته بالله وخشيته به أن يحصي ويحيط بالثناء على الله ويستوفي محامده لأن الله جل جلاله كملت أوصافه لا يحيط الوصف والعلم بأفضاله وأفعاله وآلائه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في سجوده:
( لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) .
رواه مسلم
قال الإمام مالك أنه قال:
( وإن إجتهدت في الثناء عليك فلن أحصي نعمك ومننك وإحسانك ) .
وقد يفتح الله على من شاء من عباده في بعض الأحوال ويخصهم دون غيرهم كما يفتح الله على رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة دون سائر رسله فيحمده بمحامد يحمده عليه الأولون والآخرون كما ثبت في الصحيحين أنه قال عليه الصلاة والسلام :
( فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد لا أقدر عليه الآن يلهمنيه الله ثم أخر له ساجداً فيُقال لي : يا محمد إرفع رأسك وقل يُسمع لك وسل تُعطه وإشفع تشفع ) .
وهذا هو المقام المحمود الذي خصه الله به وشرفه على سائر خلقه.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .