جو2009لي

جو2009لي @go2009ly

عضوة جديدة

احذرأن تكونَ من المتكبرين

ملتقى الإيمان

احذرأن تكونَ من المتكبرين

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله منشرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدهورسوله.. اللهم صلِّ عليه وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليماً كثيراً.
وبعد، فإن الكبر داء خطير واسع الانتشار قلَّ من يسلم منه ومنشره.. بل وكثير ممن هم مصابون بالكبر قد لا يعلمون أنهم مصابون بهذا الداء الخبيث.. وكثير منهم يظن أو يفسر الكبر تفسيراً خاطئاً يحصرونه في حرص الإنسان على الملبسالجميل، والمركب الهنيء، والمطعم الطيب.. ومنهم من يحصر الكبر في أشخاص الحكام أوالطواغيت، أو في أشخاص الأغنياء المترفين دون غيرهم.. وربما يكون هو من المتكبرينوهو لا يدري.. وفريق آخر يتكلف التقشف والعيش الخشن، والتواضع للمساكين وهو فيحقيقته إمام من أئمة الكبر والمتكبرين.. لذا نجد من الضرورة بمكان أن نتناول هذاالموضوع الهام - الواسع الأثر والانتشار - لنجيب فيه على بعض ما يتعلق بالكبر منمسائل وفروع وأحكام.
معنىالكبر:
ما هو الكبر وما هو معناه.. وما أثره على دين وأخلاقصاحبه.. ومتى يبلغ درجة الكفر ومتى يكون دون ذلك.. وهل الكبر يمكن أن يصيب الدعاةوطلاب العلم، والعاملين للإسلام.. وهل الكبر محصور في طبقة معينة من المترفين أمأنه يمكن أن يصيب جميع شرائح الناس من العوام والفقراء.. ثم كيف ومتى يكون الإنسانمتكبراً ومتى يكون غير ذلك..؟؟
هذه المسائل وغيرها سنجتهد - إن شاء الله - في أن نجيب عليها بشيء من التفصيل والتحقيق.. راجياً من الله تعالىالعون، والسداد، والتوفيق.
الكبر: هو رد الحق ودفعه،وعدم قبوله.. واحتقار الخلق والاستخفاف بهم، وازدراؤهم والترفع عليهم، كما فيالحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل الجنةَ من في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كِبرٍ. فقال رجل: إن الرجل يُحبُّ أنيكون ثوبه حسناً، ونعله حسنةً؟ فقال: إن الله جميلٌ يُحبُّ الجمال.. الكبر بطَرُالحق وغمطُ الناس " مسلم. وبطر الحق هو رده ودفعه، وغمط الناس احتقارهم والاستخفافبهم.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره: (التكبر هو رد الحق،واحتقار الخلق، وضد ذلك التواضع، فقد أمر به وأثنى على أهله، وذكر ثوابه؛ فهو قبولالحق ممن قاله، وأن لا يحتقر الخلق، بل يرى فضلهم، ويحب لهم ما يحب لنفسه) اه.
والحديث الآنف الذكر قد أخرج كون الرجل يحب أن يكون مظهره جميلاًنظيفاً حسناً.. من دائرة الكبر والمتكبرين.
أنواعالكبر:
منه ما يكون كفراً وسبباً إلى الكفر.. ومنه ما يكون دون ذلك ولكنه كبيرة من الكبائر.
1- فالكبر الذي يكون كفراً وسبباً إلىالكفرهو الكبر الذي يحمل صاحبه على رد الحق أو الأمر الشرعي وعلى دفعهوالإعراض عنه.. وعلى احتقار الخلق لدينهم وإسلامهم..وعلى أنهم ليسوا على شيء!
فمن وقع في هذا النوع من الكبر فقد وقع في الكفر البواح المخرج منالملة، وهو المعني من قوله تعالى: {بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت منالكافرين} الزمر:59. وقوله تعالى: {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم} البقرة:87. وقوله تعالى: {وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذاباً أليماً} النساء:173. وقوله تعالى: {وقالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون. قال وما علمي بماكانوا يعملون. إن حسابهم إلا على ربيلو تشعرون. وما أنا بطارد المؤمنين} الشعراء:111-114. فالذي حملهم على رد الدعوة وعدم الدخول في الدين الحق أنه يوجد منأتباع هذا الدين: الضعفاء والفقراء والمساكين الذين أطلقوا عليهم وصف الأراذل الذينلا يستحقون أن يكونوا من جلساء المستكبرين.. أو يجمع بينهما دين أو حتى مكان!!
والمستكبر كفره ككفر إبليس وفرعون اللذَين حملهما الكبر على الكفرورد الحق.. وهو قرين لهما في الكفر والكبر والعناد كما قال تعالى: {إلا إبليس أبىواستكبر وكان من الكافرين}البقرة:34. وقال عن فرعون: {واستكبر هو وجنوده في الأرضبغير الحق} القصص:39. ومن صفات فرعون الطاغوتية استخفافه بالعباد كما قال تعالىعنه: {فاستخف قومه فأطاعوه} الزخرف:54.
وفي قوله صلى الله عليهوسلم: (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقالُ حبة من خردلٍ من كبر)، قال ابن الأثير فيالنهاية: (يعني كبر الكفر والشرك، كقوله تعالى: {إن الذين يستكبرون عن عبادتيسيدخلون جهنم داخرين}. ألا ترى أنه قابله في نقيضه بالإيمان فقال: "لا يدخل النارمن في قلبه مثل ذلك من الإيمان" أراد دخول تأبيدٍ) اه.
2- الكبر الذي هو دون الكفرويكون كبيرة من الكبائر.. هو الكبر الذي يحمل صاحبه
على رد الحق في الأمور المعيشية الدنيوية التي لا علاقة لها مباشرةبالحق الشرعي من تحليل أو تحريم أو غير ذلك من الأحكام.. كما يحمله على احتقارالخلق لا لدينهم وإسلامهم وإنما لميزة يراها في نفسه دون الآخرين!!
فهذا النوع من الكبر يدخل في معنى ومسمى الكبر، وهو خطير جداً علىدين وأخلاق صاحبه، وهو بريد إلى الكبر الأكبر.. لكن لا يرقى به إلى درجة الكفرالأكبر الذي يخرجه من الملة، كما في الحديث عن سلمة بن الأكوع أن رجلاً أكل عندرسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: ( كل بيمينك). قال: لا أستطيع! قال صلىالله عليه وسلم: ( لا استطعت ، ما منعه إلا الكبر). قال: فما رفعها إلى فيه. مسلم]. أي ما قدر أن يرفع يده إلى فيه.
والشاهد أن هذا الرجل رغمأنه امتنع عن الأكل باليمين كبراً، لكنه تستر بالعجز وعدم الاستطاعة.. فإنه لم يكفربذلك، ولم يحمله النبي صلى الله عليه وسلم على التوبة والدخول في الإسلام من جديد.
ونحو ذلك أن تأمر من بجوارك في الصلاة بأن يتراص ويتساوى مع الصف.. فيمتنع كبراً واستخفافاً بمن يأمره.. أو تحضه على إحياء بعض السنن والشرائع فيالصلاة وغيرها..تراه يلوي عنقه كأن لم يسمع وما حمله على ذلك إلا الكبر والاستخفافبمن يأمره أو يذكره.. ولو سألته عن سبب ذلك لأجابك بالجواب الشائع على ألسنة كثيرمن الناس: هذا يريد أن يشغلنا معه بالنوافل والفروع.. تاركاً الأهم والفرائضوالأصول.. وكأنه لم يبق من الدين إلا هذا الذي يذكرنا به!!
عاقبة الكبر والمتكبرين :
للكبر عواقب سيئة جداً علىصاحبه في الدنيا والآخرة؛ ففي الدنيا فإنه يصد صاحبه عن اتباع الحق والهدى، وعنالإصغاء إليه بقلبٍ مفتوح.. ويركسه في حمأة ظلام الكفر، والضلال، والجهل.. فيجعلحياة صاحبه أبداً ضنكاً فوق ضنك.
كما قال تعالى: {ومن أعرضعن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى} طه:124. والإعراض عن الذكروالعلم والهدى - كما تقدم - من أخص ما يدخل في معنى الكبر، ومن أبرز سماتالمتكبرين.
وقال تعالى: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإنيروا كلَّ آيةٍ لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً وإن يروا سبيلالغي يتخذوه سبيلاً} الأعراف:146. أي أن الله تعالى يصرف المتكبرين عن الانتفاع منالآيات القرآنية والآيات الكونية والنفسية؛ لأن كبرهم يحرمهم من الانتفاع بها، فهولا يجعلهم يرون الحق حقاً.. فهم لو رأوا الآيات الباهرات لا يؤمنون بها لكبرهم الذييمنعهم من الإصغاء إلى الحق.. وكذلك لو رأوا سبيل الحق والرشاد لا يتخذوه سبيلاً،وإنما يتخذون سبيل الغي والضلال والعذاب والجهل والعمى سبيلاً.. وما ذلك إلا لكبرهموترفعهم عن الحق وأهله.
هذا في الدنيا أما في الآخرة فمثواهم جهنم وبئسالمصير كما قال تعالى: {فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين} النحل:29. وقال تعالى: {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوهُهم مسودة أليسفي جهنم مثوىً للمتكبرين} الزمر:60. وقال تعالى: {إن الذين يستكبرون عن عبادتيسيدخلون جهنم داخرين} غافر:60. وقال تعالى: {فاليوم تُجزون عذاب الهُونِ بما كنتمتستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون} الأحقاف:20. وغيرها كثير من الآياتالتي تدل على أن الخزي والعذاب يوم القيامة للمستكبرين.
وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ألا أخبركمبأهل النار: كل عُتُلٍّ جوّاظٍ مُستكبر " متفق عليه.
قال النووي: (العُتُلُّ: الغليظُ الجافي. والجوَّاظُ: الجمُوعالمنوعُ، وقيل: الضخم المختالُ في مشيته) اه.
وقوله:" الجموع المنوع " أيالذي يعمل على جمع الأموال من طرق شتى، ثم يمنعها من أن تأخذ طريقها في سُبل الخيروالإنفاق.
وقال صلى الله عليه وسلم:" احتجت الجنة والنار فقالت النار: فيّالجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: فيَّ ضُعفاءُ الناس ومساكينُهم فقضى اللهبينهما؛ إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وإنك - النار - عذابي أعذب بك من أشاء،ولكيليكما عليَّ ملؤها " مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:" لا يزال الرجل يذهبُ بنفسه حتى يُكتب في الجبارين فيُصيبه ما أصابهم " (1).
وقوله:" يذهبُ بنفسه " أي لا يزال الرجل يُعجب بنفسه ويتمادى فيالإعجاب إلى أن يرتفع على العباد ويتكبر عليهم.. فيصيبه حينئذٍ
ما يُصيب الجبابرةالمتكبرين!
وقال صلى الله عليه وسلم:" إنه ليأتي الرجلُ السمينُ العظيم يومالقيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة " متفق عليه. وذلك لتكبره وتعاظمه بنفسه،واستعلائه على الخلق!
نعوذ بالله من الكبر ومن المتكبرين.. ومن خصالهموصفاتهم وأخلاقهم.. وما يؤولون إليه من خزي وعذاب.
هذا بعض ما ورد في جزاءالمتكبرين وما يستحقونه من خزي وعذاب في الدنيا والآخرة .. لننظر - إتماماً للبحثوالفائدة - في بعض أصناف المتكبرين الذين نعايشهم، وفيمن يدخل منهم في الكبر دخولاًكلياً، ومن يدخل منهم دخولاًجزئياً.. لنحذَرهم أو نُحذِّرهم.. أو نحذَر أن نكونمنهم - أو فينا بعض خصالهم - ونحن ندري أو لا ندري.. والله المستعان.
أصناف المتكبرين:
1- كبر طواغيت الحكم: وفي ذلك ردهم للحكم بما أنزل الله، واستهانتهم به،واستبداله بشرائع الجاهلية
2-كبر الجنود والأتباع: كذلك جنود الطواغيت وأتباعهم من العسكر وغيرهم يدخلون دخولاً كلياًفي الكبر لأنهم هم أداتهم المباشرة في رد الحق.. واحتقار الخلق.. واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يُرجعون}
3- كبر الفقراء: رده للحق.. واستعلائه علىالخلق، أو احتقاره لهم.. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله:" ثلاثةلا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يُزكيهم، ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخٌزانٍ، وملكٌ كذاب، وعائلٌ مستكبر " مسلم. والعائل هو الفقير.
وصور الكبر عند الفقير عديدة: منها أن يحقر النعمة التي تُساقإليه.. أو يحقر المعروف وصاحبه الذي أسداه إليه.. أو يحقر العباد ويترفع عليهم بمالم يُعط وليس عنده، ومنها أن يحقر المسلمين بعبارات الطعن والتجريح، والاستخفاف..
4- كبر الدعاة وطلاب العلم! : أن ينظر الداعية إلى نفسه علىأنه شيء كبير.. فهو لا يقبل الحق لو جاءه ممن هم دونه علماً.. ولعله يرد الحقلإعجابه بنفسه، وأنه فوق أن يُعقب عليه من قبل صغار طلاب العلم، أو آحاد المسلمين.. ويضيق صدره لأدنى نصح أو نقد.. فهذا من الكبر وضروبه!
2
376

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

jojo24
jojo24
جزاك الله خير
~سماءالليلك~
~سماءالليلك~
يعطيك العافيه