أيها الأخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
المقدمة :
موضوعنا في هذه الليلة بعنوان دروس من فتنة المسيح الدجال
ولابد من التقديم بمقدمة قبل الشروع في هذا الدرس لتجلية بعض الأمور التي قد تسبب إشكالات في الأذهان
أولا أيها الأخوة نحن مؤمنون معنى ذلك أننا نسلم بكل ما جاء بالقرآن والسنة من الأمور التي ذكرت والتفاصيل التي وضحت والله امتدح المؤمنين بصفة مهمة في أول سورة البقرة وهي قولة عز وجل (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ..) (البقرة:3)
ولذلك فإن كثيرا من الناس الذين لديهم نوع من الشك والريبة عندما يمرون بالآيات والأحاديث التي تذكر أمورا مستقبلية ستقع فإنهم يشكون في ذلك وبعضهم قد يعترض على ذلك أو يتجه بسهام التأويل والتحريف لبعض الأشياء المذكورة في القرآن والسنة وهذا أمر مناف للإيمان وليس من منهج المؤمن أبدا أنه يعمد الى هذه التفاصيل الموجودة في القرآن والسنة فيغير فيها بزعمه أو يكذبها أو ينفيها مثلا لأنها تخالف عقله أو لأنه يراها غير واقعية بزعمه ولذلك فإنه لا بد من الايمان الكامل والجازم بكل ما ثبت لدينا مما ورد من كلام ربنا سبحانه وتعالى وفي سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم أعلموا رحمكم الله أن الله عز وجل جعل من سنته أن يبتلي الناس ليظهر المؤمن من الكافر وليتبين المسلم الحق من المرتاب الشاك ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى ينزل بالعباد فتنا ليتميز أهل الجنة من أهل النار
بل حتى يتميز المسلمون في مدى ايمانهم ولذلك فإن هناك آيات عظيمة وفتن كثيرة وابتلاءات كثيرة ستنزل بالعباد وهذه الابتلاءات لها فوائد كبيره
وهي تمحيص الناس وتبيين من هو على الطريقة السوية ممن يسير على هوى أو يحذو حذو سبل الشيطان ولابد أيها الأخوة من وقفات قبل أن ننظر في بعض أحاديث الفتن ومن ذلك مثلا أنه لا يصلح للمسلم أن يفسر أحاديث الفتن بحسب الواقع وهذا يحدث كثيرا بين الناس
فإذا رأى أحاديث من أحاديث الفتن يقول هذا الحادث الذي وقع الآن
وهذه المشكلة الموجودة الآن هي المقصودة بهذه الفتنة وهو لم يدرس التاريخ الاسلامي ولم يقرأ أقوال أهل العلم وربما يكون المقصود بهذا الحديث قد وقع وانتهى أصلا
وربما هذا الحديث لم يأتي تأويله بعد أو أن هذا الحديث يعنى به شيء يقع في آخر الزمان أو شيء من الأشياء التي تقع على أعتاب الساعة وعند قيام القيامة مثلا
ولذلك فإن مصدر الحيرة في كثير من التفاسير التي ترد في بعض النصوص من بعض الناس إنما مصدرها الجهل بكلام أهل العلم وعدم تنزيل هذه الأحداث منازلها الصحيحة التي بينها أهل العلم بالقرآن والسنة
ثم نقول أيها الأخوة إن الكلام عن بعض أحاديث الفتن قد يقول بعض الناس ما هي فائدته ؟؟ ولماذا ندرس أشياء قد لا تقع في عصرنا ؟؟ ولما نتعرض لتفاصيل بعض الأمور التي لن تحدث في هذا الزمن الذي نعيش فيه ؟؟
فنقول أيها الأخوة أن من هذه الأشياء فوائد فمن ذلك
أولا : أن الإيمان بالغيب من صفات المسلم .
ثانيا : أفرض مثلا الآن نحن سنتعرض لحديث الدجال هب أن انسان قال غنني أكاد أجزم بأن الدجال لن يقوم ولن يظهر في هذا الزمن
فنقول إن في ذكر حديث الدجال تعليم هام للأمة وفيه بيان لمواقف الناس من الدجال عندما يظهر فيها أسوة لنا وعبرة ونحن نعيش في هذا العصر كيف نواجه الفتن لأن الفتن كثيرة فتنة الدجال وفتنة الدجاجله الآخرين قد يظهرون في هذا الزمن صحيح أنهم ليسوا هم الدجال الأكبر ولكن في بيان الموقف من الدجال الأكبر درس لنا في كيفية الوقوف وما هو الموقف الصحيح أمام الدجاجلة الذين يظهرون .
ثالثا : كيف ستتعلم الأجيال القادمة التي سيظهر فيها الدجال الموقف الصحيح اذا لم تنقل روايات مثل الدجال عبر ديننا نحن وكيف ستتربى الأجيال على الثبات امام الدجال اذا لم نعلم نحن الجيل الذي نعيش فيه والجيل الذي سيلينا
بحيث تنقل هذه المواقف لذلك الجيل الذي سيظهر فيه الدجال مع العلم أننا لا نستطيع أن نجزم مائة بالمائة أن الدجال لن يظهر في عصرنا .
رابعا : حساسية المؤمن ودقة شعوره وخوفه من الله عز وجل يجعله ينظر برهبة لمثل هذه الاحاديث التي فيها ذكر الدجال وما حول الدجال من الفتن الاخرى ونضرب على ذلك مثالا
"أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج مرة ورأى غيما في السماء فدخل وخرج فزعا وهو يقول ما يؤمنني يا عائشة أن يكون فيه عذاب مثل ما حدث لقوم عاد " مع أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الناس وأبعد الناس عن العذاب ومع ذلك يدخل ويخرج خوفا من أن يكون به عذاب والرسول صلى الله عليه وسلم خرج مرة فزعا يخشى أن تكون الساعة قد قامت وقد يكون قد قال ما بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين الساعة قرونا متطاولة وأحداث كثيرة وما حصلت بعد فلماذا فزع ؟؟
فنقول بأن الفزع من هذه الفتن من صفات المؤمنين والتي تدلل على خوفهم من الله فعلا وعلى قوة ايمانهم وكذلك أيها الأخوة أن دراسة موضوع الدجال مثلا يعطينا طعما خاصا في الدعاء الذي ندعو به في آخر صلاتنا قبل السلام وهو التعوذ من فتنة المسيح الدجال وغنني أقول لكم بالتأكيد أن شعور كل واحد منا وهو يدعو بهذا الدعاء بعد أن يمر باستعراض فتنة الدجال ليختلف تماما عن شعوره وهو يتلو هذا الدعاء قبل أن يتعرف على فتنة الدجال وذلك لأن الانسان كلما عاين أكثر وتبصر أكثر كلما طعم طعم هذه النصوص أكثر وأكثر وكلما تبين له عظم الخطر ودائما الأشياء التي لم تظهر مؤشراتها بعد تكون عند الناس غريبة ومستبعدة
فلو سألت أحدهم الآن ما هو احساسك بالموت؟ فإذا لم يكن عنده مرض قاتل أو هو مصاب بحادث يشرف على الموت أو محكوم عليه بالاعدام فإنه سيقول لك بأنه لا يشعر برهبة الموت لأنه ليس عنده مؤشرات بخلاف الشخص الذي يكون على أعتاب الموت فإن احساسه بالموت سيكون مختلف
ولذلك فإن المؤمن هو الذي يستشعر أن المسألة قريبة رغم أن مؤشراتها لم تحدث .
ثم أن مما نحتاجه أيضا في بيان أمر الدجال أن نعلم أيها الأخوة أن التحذير من الدجال قد وقع على فترات فمثلا
حذر الانبياء أممهم من الدجال حتى نوح حذر أمته من الدجال ولم يكن يعلم نوح بأن المسيح سيقتل الدجال مع أن المسيح ظهر بعد نوح فلذلك فإن تحذيره لأمته من الدجال أمرا نافعا وصحيحا وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكتمل عنده العلم بالدجال في أول الأمر ولذلك كان يظن بان الدجال هو ابن صياد ولكن ابن صياد دجال من الدجاجله وليس الدجال الأكبر
وأن تفاصيل العلم بالدجال لم تكتمل حتى عند الرسول صلى الله عليه وسلم في أول الأمر ولذلك أخبر الصحابه على مراحل والصحابة تلقوا اخبار الدجال على مراحل أيضا
ولذلك فإن استقبالهم للأمر سيختلف عن استقبالنا للأمر ونحن نستعرض أحاديث الدجال واحد تلو الآخر وهكذا تباعا بحيث يبدو لنا الأمر رهيبا
وقد يبدو لنعضنا مسألة مستبعدة
وقد يبدو لبعض الشاكين موضوع غير معقول
ولذلك فإن الصحابة كانوا يتلقون نصوص الشريعة على فترات وكانوا يأخذون الايمان قبل أن يأخذوا العلم ولذلك نزل العلم في قلوبهم موقعا حسنا بخلاف بعضنا الآن قد تأتي عليه بعض النصوص الشرعية وليس عنده ايمان قوي ويرفض هذه النصوص وهذا ما سيتبين لبعضكم من خلال استعراض تفاصيل هذه المحنة العظيمة التي ستنزل ولا شك
ولا بد أن نقول أيها الأخوة أن نقول أن الفتن تعلم المسلم كيف سيتصرف وأن هذه الفتنة العظيمة التي قد لا تحدث لنا تعلمنا كيف نتصرف في مواقع الفتن ،
أحاديث الفتن كان لها فائدة مثلا بعض الصحابة كان قاعدا لا يقاتل في الفتنة التي حدثت بين على وبين معاوية رضي الله عنهم لكن عندما قتلت إحدى الطائفتين عمار وكان هناك صحابي يعلم بأن عمار تقتله الفئة الباغية بعلمه بأحاديث الفتنة هذه المتعلق بعمار اتخذت الصحابي موقفه بأن انتقل الى الفئة الأخرى التي لم تقتل عمارا لأن الحق ظهر معه ولذلك العلم بأحاديث الفتن له فوائد كثيرة أما الحديث عن الدجال
ايها الأخوة فإن الكلام سيتعرض لبيان أصل هذا الرجل
وهل كان موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أم لا
ومتى يخرج وما سبب خروجه
ومن أين سيخرج وما هي صفته
وما الذي يدعيه وماذا سيظهر عند خروجه من الخوارق التي من سببها سيكثر اتباعه
ومتى سيهلك ومن سيقتله
الى غير ذلك من الأحداث التي ستتبين إن شاء الله خلال هذا الدرس .
المسيح الدجال :
سمي بالمسيح لأنه ممسوح العين وهذه التسمية بهذه الصيغة مشتقة من أسم المفعول أي الممسوح بخلاف المسيح ابن مريم الذي اشتق اسمه من اسم الفاعل الماسح لأنه كان يمسح على المريض فيبرأ وقيل لأن دجل معناها غطى وموه ولذلك يقال دجل الاناء بالذهب أي غطاه وذلك لأن هذا الدجال سيغطي الأرض بكفره وقيل لأنه سيشمل الأرض ويغطيها برحلته الطويلة التي سيقطعها في زمن قصير أما عن الدجال وأنه شرط من أشراط الساعة
فإنه واقع ولا بد وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "أن الساعة لا تقوم حتى تكون عشر ايات الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس ? الى آخر الحديث " فالدجال ظهوره من أشراط الساعه
وأشراط الساعة منها صغرى ومنها كبرى وأشراط الساعة ابتدأت بموت الرسول صلى الله عليه وسلم فإن أول علامات الساعة الصغرى موت الرسول صلى الله عليه وسلم
وهناك علامات الساعة الكبرى ومنها الدجال وقد قال صلى الله عليه وسلم " ثلاث اذا خرجن لا ينفع نفس ايمانها لم تكن آمنت وكسبت في ايمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض " فإذا كان الناس في ذلك الزمان مستعدين لخروجه ومؤمنين فإنه لا ينفع ايمانهم اذا خرج ذلك الدجال من الفتن التي تقع منه وهذا الحديث يشير الى آية موجودة في كتاب الله وهي قوله عز وجل (.. . يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ..) (الأنعام8)
فالمقصود بقول الله عز وجل بعض ايات ربك منها الدجال وهذا الذي يجاب به على بعض الناس الذين يقولون لماذا لم يذكر الدجال في القرآن فنقول أنه قد ذكر ضمنا وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حذر الأمة وقال بادروا بالأعمال ستا وذكر منها الدجال أي انتهزوا الفرصة بالأعمال الصالحة قبل أن يظهر الدجال فقد لا تستطيعون أن تعملوا شيئا إن ظهر
وعلموا أيها الأخوة أن الدجال أكبر فتنة موجودة على ظهر الأرض على الإطلاق فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ونحن سننقل أحاديث صحيحه بإذن الله في هذا الدرس وروى حديث الدجال عدد من العلماء ومن أوسع من روى له الامام مسلم رحمه الله في صحيحه والامام أحمد رحمه الله في مسنده وكثير من الأحاديث التي وردت في الدجال صحيحة وثابته وهذا ما سنعتمد عليه في هذا البحث " ما بين خلق آدم الى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال " وفي روايه " أمر أكبر من الدجال " من خلق آدم الى يوم القيامة لا توجد فتنة أكبر من فتنة الدجال
وقد روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال : إني لأنذركموه وما من نبي الا أنذر قومه ولكني سأقول لكم فيه قول لم يقله نبي لقومه إنه أعور إن الله ليس بأعور " وقال صلى الله عليه وسلم " إني لأنذركموه وما من نبي الا أنذر قومه وقد أنذره نوح قومه ولكني سأقول فيه قول لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور " وقال عليه الصلاة والسلام " غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجكم دونكم (أي أن النبي كان يتوقع أن يخرج وهو فيهم فإذا خرج والرسول صلى الله عليه وسلم حي فسيتولى الرسول صلى الله عليه وسلم محاجة الدجال وافحامه وإقامة الحجة عليه وتبيين باطله من دون الأمة )
وإن يخرج ولست فيكم فمرؤ حجيج نفسه " أي أن كل واحد سيتولى المدافعة بنفسه وإقامة الحجة بنفسه ودفع شر الدجال عن نفسه بنفسه
وذلك بأن يكذب الدجال وأن يلقي بنفسه في النار التي مع الدجال كما سيرد في شأن هذا الدجال ثم قال عليه الصلاة والسلام " ولست فيكم فمرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم " أي أن الله ولي كل مسلم وحافظ ومعين لكل مسلم على هذه الفتنة ثم قال صلى الله عليه وسلم "
فأما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي الا حذر أمته وسأحذركموه بحديث لم يحذره نبي أمته" درس لنا أن الدعاة الى الله عز وجل ينبغي أن يحذروا الناس من الدجال وينبغي أن يصفوا للناس الفتن وينبغي أن يعلموا الناس كيف يكون موقفهم من الفتن نأتسي بالرسول صلى الله عليه وسلم كيف حذرنا من فتنة الدجال وكيف وصف لنا الدجال وصفا دقيقا كأننا نراه فإذا مهمة الدعاة الى الله أن يحذروا الناس من الشر وأن يبينوا لهم ما هو الشر وكيف يكون الموقف وكيف يحذر من هذا الشر .
الأحداث قبل خروج الدجال :
أما عن الأحداث التي ستكون قبل خروج الدجال فإنها كثيرة
قال عليه الصلاة والسلام "تغزون جزيرة العرب سيفتحها الله ثم تغزون فارس ويفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحها الله " أي المكان الذي فيه الدجال والقوم الذين معه وقال صلى الله عليه وسلم " عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال "
هذه أزواج من الأشياء كل حدث مرتبط بالثاني ولكن يحتمل أن يكون بين كل زوج والآخر فترة زمنية طويلة فإذا عمر بيت المقدس بالمال والرجال والعقار واتسع بناؤه وزاد عن الحد المعروف فإن ذلك سيكون سببا في خراب يثرب
ومعنى ذلك أن الكفار سيستولون وسيكون لهم صوله بحيث يحدث خراب فيها فإذا حدث عمران بيت المقدس وخراب يثرب
فإنه سيكون بعد ذلك خروج الملحمة وهي الحرب العظيمة التي ستكون بين المسلمين والنصارى وهي الموقعة التي ستكون بين أهل الشام والروم كما ذكر شراح الحديث وخروج الملحمة فتح القسطنطينية
وسيعقب ذلك فتح هذه المدينة التي هي من مدن الكفار وسيعقب ذلك خروج الدجال وكل واحد من هذه الأمور أمارة لما سيحدث بعده وقال عليه الصلاة والسلام "فتنة الأحلاف هرب وحرب " هرب لأن الناس يهربون منها من القتل والعداوة والحرب هو نهب الأموال وقتل الأهل بحيث لا يبقى لأحد لا مال ولا أهل "
ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما اوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع " والورك هو أعلى الفخذ والضلع معروف والمقصود أن الناس سيصطلحون على رجل يبايعونه ويملكونه عليهم ولا يصلح أن يكون ملك لأنه جاهل ولا تستقيم له الأمور ولكن هذا الذي سيحدث كورك على ضلع كما أن هذا الورك الكبير لا يثبت على ضلع لأن الضلع دقيق
وكذلك لن يثبت أمر هذا الرجل ولن يكون مناسبا نظرا لجهله "
ثم فتنة الدهيماء (والدهيماء تعني العظيمة الكبيره ) لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت وزادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط ايمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا ايمان فيه "
وهذا يكون نتيجة التدافع بين الحق والباطل ونتيجة معترك الأمور وقيام الأحداث بين أهل الحق وأهل الباطل ويتميز أهل الحق عن أهل الباطل وهذا من فوائد التدافع الذي ذكره الله عز وجل في كتابه (..وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ..) "
فاذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غد"
وهذه فتن تقع قبل الدجال ومرة أخرى نقول لا يصلح لأحد الآن أن يقول أن ما يقع الآن من الأحداث والأشياء التي وقعت وهذه الحرب وهروب الناس ونهب الأموال هذه فتنة ويفسر الحديث بالواقع وبهواه بجهله ولا يجوز ذلك وإنما ناخذ من الفتن كيف نواجهها ونتعلم منها دروسا وقد تمر بنا بعض هذه الفتن فنعرف الموقف منها وقد تمر بنا فتن أصغر من الفتن المذكوره في الحديث فنعرف كيف نواجهها
وهذا الحديث يبين لنا أن الصحة والرخاء قد تقع فيها فتن عظيمة ويبين لنا أهمية تميز أهل الايمان عن أهل النفاق ثم أنه صلى الله عليه وسلم بين أيضا الحال التي سيكون عليها المسلمين عند ظهور الدجال
وهذه الحال ستكون عبارة عن حروب بين المسلمين والنصارى وسيكون فيها النصر في النهاية لأهل الاسلام ثم يظهر الدجال
فقال عليه الصلاة والسلام : " ستصالحون الروم صلحا آمنا، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم، فتنصرون وتغنمون، وتسلمون، ثم ترجعون، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب، فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين، فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة وزاد بعضهم فيثور المسلمون الى أسلحتهم فيغتسلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة "
أي أنه في آخر الزمان قبيل الدجال سيحصل هناك صلح آمن ولكن الروم النصارى سيغدرون وسيقوم رجل يتحدى المسلمين بالصليب فيقوم أحد المسلمين فيكسره فتقع بعد ذلك معركة يكون المسلمين في أول الأمر قلة فيكرم الله القلة من المسلمين التي تواجه النصارى فيكرمهم الله في أول الأمر بالشهادة ثم بعد ذلك يستعد الفريقان لمعركة كبيرة وملحمة عظيمة يكون النصر فيها للمسلمين وقد جاء في صحيح الامام مسلم رحمه الله تفصيل لهذه الموقعة " لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق (وهذا موضع قرب حلب في بلاد الشام فيكون هناك موضع الملحمة ) فيخرج له جيش من المدينة المنورة من المسلمين من خيار الأرض يومئذ فإذا تصافوا أمام بعض قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم (ومعنى هذا أن من المسلمين في السابق قد أخذوا سبي من الروم وان هؤلاء السبي من الروم قد أسلموا وانضموا الى المسلمين وأن الروم يقولون هاتوا أقرباءنا من الروم الذين أسلموا معكم فردوهم الينا )
فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فيهزم ثلث (من جيش المسلمين ) لا يتوب الله عليهم أبدا (
لماذا ؟؟ لأنهم لم يتوبوا من الفرار من الزحف ) ويقتل ثلث (من المسلمين ) أفضل الشهداء عن الله ويفتتح الثلث (الأخير البلاد ويغنم )لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية وبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح (أي الدجال ) قد خلفكم في أهليكم (يريد افزاعهم وتخويفهم ) فيخرجون (المسلمين يخرجون الى جهة خروج الدجال )
وذلك باطل ( يكون كلام الشيطان هذا باطل)
فإذا جاؤوا الشام خرج المسيح الدجال فعلا فبينما هم يعدون لقتال الدجال بعد أن قاتلوا الروم وما استطاعوا ان يقتسموا الغنائم يسوون الصفوف اذ اقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم فأمهم .. الى آخر الحديث "
ثم أنه ورد لهذه الغزوة تفاصيل أخرى فقد قال صلى الله عليه وسلم " إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام فقال عدو يجمعون لأهل الاسلام ويجمع لهم أهل الاسلام
يقول الراوي عن ابن مسعود قال : الروم تعني قال وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة ، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل"
ملخص الحديث أن هؤلاء الفدائيون من المسلمون الذين يخرجون من جيش المسلمين يقتلون شهداء ومرة ثانية وثالثة لأنهم قلة "
ثم بعد ذلك نهد لهم أهل الإسلام (يجتمع أهل الإسلام من الاماكن المختلفة )فيجعل الله الدبرة على الكفار فيقتل المسلمين من الكفار مقتلة لا يرى مثلها حتى أن الطائر لا يمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا"
بعض السدج من الناس عندما قرأ هذا الحديث قال هذه اشارة على الأسلحة الكيماوية وهذا من الظلال الذي ذكرته منذ قليل وهذا تفسير النصوص الشرعية بأشياء من الواقع حسب الهوى وليس بالرجوع الى كلام أهل العلم "
فيتعاد بنو الأب كانوا مائة ، فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح ؟! أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ! فجاءهم الصريخ : أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم"
فإذا يكون خروج الدجال بعد معركة كبيرة جدا تحدث بين المسلمين والنصارى "فيرفضون ما في أيديهم ، ويقبلون ، فيبعثون عشرة فوارس طليعة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم ، وألوان خيولهم ، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ _ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ _ "
هذا ما سيحدث قبيل خروج الدجال وهذا يبين أن المسلمين في ذلك الوقت في حركة مدافعة ضد الكفار وحركة جهادية مستمرة أما العداوة بيننا وبين النصارى باقية الى ذاك الزمان وأن النصارى سيصالحون المسلمين ثم سينغضون الصلح ويغدرون بالمسلمين وأن المسلمين الخلص في ذلك الوقت لن يكتفوا بهزيمة النصارى بل سيواصلون المشوار
وهذا درس على أن جهاد هذه الأمة مستمر الى قيام الساعة وان جهاد هذه الأمة متتابع وأن المخلصين من المسلمين لا يقفون عند حد معين ولا يكتفون بتحقيق هدف معين ولكن لابد من إكمال المشوار لاقتلاع الشرك من الأرض (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ..) (لأنفال:39) هم لم يكتفوا بهزيمة النصارى فلما سمعوا بالدجال توجهوا نحو الدجال ولم يشتغلوا بتقسيم الغنائم
وهذا درس في عدم الانشغال بالدنيا وأن من الأحداث الأخرى التي ستحدث قبل خروج الدجال قوله صلى الله عليه وسلم "إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله تعالى السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلثي نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظل الا هلكت الا ماشاء الله قيل يا رسول فما يعيش الناس في ذلك الزمان قال :التهليل والتكبير والتحميد ويجزؤ ذلك عليهم مجزأت الطعام "
كرامة للمسلمين من الله في ذلك الوقت أن يعيشوا على ذكر الله فقط وهذا يثبت أن للأذكار قوة في البدن ويجوز عليه حديث علي وفاطمة عندما اشتكت فاطمة تريد خادم قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ألا أدلكما على امر هو خير لكما من خادم إذا أويتما الى فراشكما تسبحان الله ثلاث وثلاثين وتحمدان الله ثلاث وثلاثين وتكبران ثلاث وثلاثين " فبين أن هذا الذكر فيه فائدة في تقوية البدن حتى المرأة المسلمة التي تريد خادمة نقول من الحلول إكثار ذكر الله عز وجل ولذلك دل الرسول صلىالله عليه وسلم ابنته فاطمة علىالاكثار من الذكر وأخبر أن فيه قوة للبدن .
صفات الدجال :
للدجال صفات عامة فيقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح "إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا (أي اني حدثتكم كثيرا عن الدجال حتى خشيت أن ينسي حديثي بعضه بعضا فتنسونه أو أنه مع اشتباك الأحداث في أمور الدجال تلتبس عليكم الأمور فلا تفهموا ) فاعقلوا الحديث وتبصروا فيه إن المسيح الدجال
1-رجل قصير
2-أفحج (أي أنه يمشي مشية معيبة فيه عرج بسبب تباعد بين ساقيه مثل الرجل الذي بين ساقيه مرض فهو يسير بهذه المشية المتعرجة )
3-جعد (أي أن شعره ليس أملس )
4- مطموس العين ليست بناتئة (لا هي ظاهرة )حجراء وفي رواية حجراء (أي ليست داخله للداخل )
فإن ألبس عليكم فأعلموا أن ربكم ليس بأعور
وأنكم لن تروا ربكم (أي أن الدجال سيظهر ويقول أنا ربكم ونحن نعلم أنه لا يمكن أن نرى الله في الدنيا فلو ظهر الدجال وقال لكم أنا ربكم فلا يلتبس عليكم الأمر
أولا الله ليس بأعور وثانيا أنكم لن تروا الله حتى تموتوا ) ثم قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر " الدجال أعور
5-هجان (أي أبيض) أزهر وفي رواية أقمر (أي أنه أبيض )
6-كأن رأسه أصله (مثل رأس الحية العظيمة ) أشبة الناس بعبد العزى بن قطن (وهذا الرجل من خزاعة كان في الجاهلية مات كافر) فإما هلك الهله (لو هلك الناس الذين سيرونه فإن ربكم ليس بأعور ) ثم قال " ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية وأراني الليلة عند الكعبة في المنام (أي أنه رآه في المنام ) أما مسيح الظلاله فإنه أعور العين
7- أجلى الجبهه ( واسع الجبهه )
8-عريض النحر
9-فيه جفأ (فيه انحناء )
10-الدجال أعور العين اليسرى
11-جفال الشعر (شعره كثيف )
وكذلك أخبر عن هذه العلامة المهمة جدا في الدجال
وهي العور إحدى عينيه ممسوحه تماما والعين الأخرى فيها علة يشببها كأنها نخاعة في حائط .. فالاولى ممسوحه والثانية ظاهرة وناتئة كأنها عنبة طافية فإن عينيه كلتاهما معيبة فواحدة ممسوحة تماما والاخرى معيبة بنتوئها ولها لون أخضر
كما قال كالزجاجة الخضراء وكذلك فإن على هذه العين لحمة تنبت قال عليه الصلاة والسلام "عليها ظفرة (والظفرة لحمة تنبت عند طرف العين القريب من الانف ) تنبت حتى تغطي جزءا من عينه " وهذا الوصف الدقيق يريد عليه الصلاة والسلام أن لا تظل الأمة وأن تعرف صفة المسيح الدجال بالاضافة الى ذلك يقول عليه الصلاة والسلام
12-"أنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن "
وفي رواية أخرى "يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب " سواء يعرف القراءة والكتابة أو لا يعرف أي أن كل المؤمنون يستطيعون أن يقرؤوا هذه الحروف بين أعيني الدجال ( ك ف ر ) كافر والألف طبعا في الماضي لا يكتبونها في الخط لكن تنطق "والكفار يحجبهم عنها بحوله وقوته ".
المكان الذي يخرج منه الدجال :
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :"ان الدجال يخرج من أرض في الشرق أو المشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم ال?." ثم ورد تحديد آخر "إنه خارج خلة بين العراق والشام فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا "
ثم ورد ايضا تحديد آخر "إن الدجال يخرج من قبل المشرق من مدينة يقال لها خراسان
يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة " وقال أيضا "يخرج الدجال من يهودية أصبهان معه سبعون ألفا من اليهود "
قال بعض المؤرخين أن هذه المدينة مدينة أصبهان فيها جزء تعرف بحارة أو حلة اليهود هذا الجزء من المدينة أصبهان في قطاع خراسان في جهة المشرق سيخرج منه المسيح الدجال
وهذا تأكيد على ما ذكره عليه الصلاة والسلام أن الفتن ستكون في جهة المشرق وجهة المشرق هي جهة العراق وايران الآن وما وراءهما
لذلك لو نظرت الى فتنة الرافضة وفتنة الخوارج وما حصل من قدوم التتار من جهة المشرق وما حصل من الحروب في العصر الحاضر في هذه الجهة لوجدت أن هذه الجهة بؤرة فتن وأن سكان هذه الجهة يتميزون بحب العنف والدم والثورة والحروب ولا تزال المشاكل موجودة فيها ولو تتبعت التاريخ الاسلامي لوجدت منطقة خراسان مليئة بالفتن والحروب والمشاكل وحتى الآن ونحن نرى بأعيننا ونسمع مصداق قوله صلى الله عليه وسلم (الفتن من جهة المشرق )
كيف يخرج المسيح :
ان المسيح الدجال كما هو معروف من الحديث الذي ورد في صحيح الامام مسلم أنه محبوس الى الآن في جزيرة من جزائر البحر
وأنه كان حيا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
وأنه رجل عظيم الخلقة رآه تميم الداري ومن معه من الناس ثلاثون رجلا رأوه وحدثوا الرسول صلى الله عليه وسلم لأن سفينتهم لعب بها الموج وألجأهم الموج الى جزيرة
ولما نزلوا الجزيرة رأوا الجساسة وهي الدابة كثيرة الشعر فخاطبتهم وقادتهم الى الرجل العظيم الموثق بالسلاسل داخل الكهف
ودخلوا ورأوه رجلا عظيما موثقا بالسلاسل وحصلت محاوره بينهم وبينه
وأخبرهم أنه الدجال وانه سيخرج من غضبة يغضبها فستتحطم السلاسل
ويخرج يعيث فسادا في الأرض ويخرج من جهة المشرق
وهنا اقول قضية مهمة جدا بعض ضعاف الايمان سيقولون أن الأقمار الصناعية ما تركت مكان إلا ومسحته بهذه الأجهزة المعقدة الدقيقة جدا
وأنه لا يمكن أن يوجد دجال وأن هذا كله خرافات
أقول أيها الأخوة أن هؤلاء المساكين ضعاف الايمان المفتونين بالتقدم العلمي بحيث أنهم جعلوه صنما هل فعلا أن هذه الحضارة الغربية كشفت كل شبر في الأرض ألا يزال هناك مواضع على اليابسه ما وطئتها قدم حتى الآن أليس هناك مغارات وكهوف لا يدرى ما فيها حتى الآن أليس هناك في قاع المحيطان لا يدرى ما فيها حتى الآن فلماذا اذا تقديس التقدم العلمي والتكنولوجي لدرجة أن ننفي أحاديث الدجال كما يفعل بعض الناس هؤلاء الناس مفتونين فعلا يكذبون النصوص الشرعية فما زال العلماء الى الآن يكتشوف ما على الأرض فالقضية ما انتهت ثم الله الله عز وجل قادر على أن يعمي عليهم وجود الدجال في جزيرة من جزر الأرض .
خروج الدجال :
يقول الدجال للناس أنا ربكم يدعي الربوبية
وهنا يعلم المؤمنون أن ربهم ليس بأعور
ولو أن هذا الدجال لو كان ربا لعالج نفسه ولأذهب العور عن نفسه
ثم أن الله جعل لهذا الدجال امكانات كثيرة وبسببها تحصل الفتنة ومنها كما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن اسراع الدجال في الأرض فقال : "كالغيث استدبرته الريح " كذلك تكون سرعة الدجال سيتجول في أقطار الأرض كلها وقال صلى الله عليه وسلم "ليس من بلد الا سيطؤه الدجال الا مكة والمدينة "
ومن فتنة الدجال قوله صلى الله عليه وسلم "معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار " وقال "إن معه ماءا ونارا فناره ماء بارد وماؤه نار " وقال" وأنا لأعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجيران أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج
فاما أدركن أحد فلياتي الذي يراه نارا فالمسلم لو راى هذا المثل ماذا سيفعل يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " فلياتي الذي يراه نارا وليغمر ثم ليطاطا راسه في النار هذه فيشرب منه فانه ماء بارد لكن من الذي سيفعل؟؟
إنه أعور وإنه ليجا معه سلسال الجنة والنار فالذي يقول إنها الجنه هي النار "
وقال صلى الله عليه وسلم " فاما الذي يراه الناس ماءا فنار تحرق فاما الذي يراه الناس نارا فماء بارد عذب فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه نارا فإنه ماء عذب طيب فلذلك قال عليه الصلاة والسلام يخرج الدجال ومعه نهر ونار فمن دخل نهره وجب وزره وحط أجره ضاع أجرهومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره ثم إنما هي قيام الساعة وكذلك ورد أن معه جبل من خبز وطعام وأن الدنيا فيها مجاعة وأن الناس سيتبعونه من المجاعة لكي يحصلوا هذا الطعام الذي عندهم وأن هذه الفتنه لن تضر المؤمنين بأذن الله
وكذلك أخبر أن الجمادات ستستجيب لهم والحيوانات قال عليه الصلاة والسلام " سيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به أنه هو الله ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر بأذن الله والارض ستنبت وتخرج الكلأ فتروح عليهم سارحتهم (ماشيتهم على هؤلاء الناس الذين أمنوا بالدجال) أطول ما كانت يرل قامه و ارتفاعا وأسبغه ضروعا (ممتلئة بالحليب) وأمده خواطر (من السمن ) ثم يأت القوم فيدعوهم فيردون عليه حوله (أي يكفرون به )
فينصرف عنهم فيصبحون موحلين (قحط ) ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها ?. النحل "
وأن من فتنته أنه يقول للأعرابي أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك فيقول نعم فيتمثل له شيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان يا بني إتبعه فإنه ربك "
وأن من فتنته أيضا أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول الدجال للناس : أنظروا الى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه الله وليس الدجال لكن يري الدجال انه بعثه وفعلا يلتئم الشقان فيقول الخبيث من ربك فيقول ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال وهنا نأخذ درسا أيها الأخوة أن الدجال اذا كان يتعاون مع الشياطين في ذلك الوقت لاضلال الناس أفلا يكون حري بالدعاة الى الله عز وجل أن يتعاونوا مع بعضهم لهداية الناس اذا كان الدجال والشياطين يسخرون قدراتهم وامكاناتهم مجتمعة لكي يضلوا الناس افلا يكون حريا بنا معشر الدعاة الى الله أن نتعاون معا ونتكاتف معا وتتعاضد جهودنا معا لتصب في مصب واحد وهو ارشاد الناس الى الله عز وجل .
اتباع الدجال :
أما اتباع الدجال فإنهم أصناف قال عليه الصلاة والسلام :
أكثر اتباع الدجال اليهود والنساء وقال : ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة (واد قرب المدينة ) فيكون أكثر من يخرج اليه النساء
حتى أن الرجل ليرجع الى حنينه والى أمه وابنته واخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج اليه (أي ان الرجل المسلم العاقل يذهب الى نساء بيته يربطم مخافة أن النساء يخرجون للدجال ) فيؤمنون به ويقعون في فتنته وقال صلى الله عليه وسلم يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسه (نوع من اللباس على الكتف يزين البدن كله ) اذا الدجال يتبعه يهود ويتبعه رجال ونساء
ولكن النساء أكثر وكذلك يتبعه من العجو أقوام كثيرون ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرقة أو المطّرقة (والمجان جمع مجن والمجن هو الترس والمطرقة أو المطّرقة )هي صفة لهذه التروس أي أن وجوه هؤلاء الأقوام الذين يتبعون الدجال عريضة وأنها مكتنزة لحما شببها بهذه التروس
وهؤلاء منهم عجم ومنهم ترك ولكن منهم أيضا من العرب من يتبع الدجال وهنا أيها الأخوة نلاحظ أمرا وهو تواطؤ اليهود مع الدجال الذي جاء أنه يهودي أيضا
وهذا يبين أن دور اليهود لا ينتهي الى قيام الساعة وانهم يريدون أن يهيمنوا على العالم ويسيطرون عليه ولذلك اليهود في عقيدتهم أن المسيح الدجال أسمه المسيح بن داوود كما اننا نحن نؤمن أن المسيح كافر
اليهود يؤمنون أن المسيح الدجال اسمه المسيح ابن داوود وانه يخرج في آخر الزمان وأنه يرد اليهم الملك ولذلك ينبغي أن نحذر من اليهود في كل عصر وفي كل وقت
وأن نعلم بأن اليهود هم أعداؤنا دائما وابدا وأن اليهود كما وضعوا السم للرسول صلى الله عليه وسلم فمات مسموما في ذراع الشاة التي قدمها اليهود له
فإن مؤامراتهم على الاسلام لا تنتهي
وأنه سيكون من آخر مؤامراتهم أنه سيخرج منهم فقط سبعون ألفا يتبعون الدجال ويقاتلون مع الدجال وهذا شأنهم لأنهم أعداء الله عز وجل الذين أعرضوا عن دين الله فأضلهم الله تعالى ومن أتباع الشيطان أيضا الأعراب وهم من عوام الناس وجهلة الناس ويدل عليهم حديث الأعرابي الذي ذكرنا في احياء الدجال لابيه وأمه بقدرة الله عزوجل
وهنا نقف وقفات ونقول
أولا : أن النساء لابد أن يكون لهم نصيب عظيم من الاهتمام بالتربية والتعليم
وأنه نتيجة فشو الجهل من النساء وغلبة العاطفة لديهن
أنه يحدث منهم انجرافات وانحرافات كثيرة
ولذلك على المرأة المسلمة أن تتقي الله عز وجل وأن تحرص على تعليم نفسها وتربية نفسها على الاسلام
ونحن علينا أن نحرص على نسائنا أخوات وأمهات وعمات وخالات وجدات ونربيهن
ولأنه بسبب عدم تربية النساء تحصل شرور كثيرة ومنها على سبيل المثال
الشرور التي ستحدث من اتباع كثير من النساء للدجال وذلك لأنها تعيش في جهل وغفلة ولذلك تفتن به
ولكن لا شك أنه ستصمد من النساء خيرات كثيرات وكذلك إننا نعلم درسا من هذه القصة وهي أن عوام الناس الذين يغلب عليهم الجهل والغفلة يسهل خداعهم بشكل كبير
لأن العوام مشكلتهم أنهم لم يتربوا على الاسلام ولذلك ينبغي الدعاة الى الله عز وجل تضبيط توجيه كثيفين نحو العوام فإنه يحصل من العوام اذا لم يضبطوا فتن كثيرة ولذلك لا بد أن يقوم العلماء ليلتف العوام حولهم ولابد أن يقوم طلبة العلم والخطباء وأئمة المساجد والناس الأخيار وأهل الدين والدعاة والمربون لابد أن يظهرون بين الناس لابد من وجود قدوات يلتف حولها العوام وكذلك لابد من وجود تكثيف للاعلام الاسلامي لتوجيه العوام وضبطهم ولذلك لابد من وضع خطط اسلامية لاحتواء العوام وتوجيههم وتوضيح القدوات لهم وتربيتهم على الاسلام وكلما تربى الشعب أكثر كلما حصل الهدوء والطمأنينة في البلد أكثر.
والدجال لن يسمح له بدخول مكة والمدينة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "على انقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال " وقال " لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان وأنه يمكث في الأرض ولا يقرب أربعة مساجد المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى ومسجد الطور "
وقال صلى الله عليه وسلم يأتي المسيح من قبل المشرق وهمته المدينة حتى اذا جاء دبر أحد (وفي رواية انه يصعد أحد ويرى من بعيد ويقول لمن حوله أترون القصر الأبيض ويقصد المسجد النبوي )
حتى اذا جاء دبر أحد تلقته الملائكة فضربت وجهه قبل الشام هناك يهلك هناك يهلك "
وقال "ليس من بلد الا سيطؤه الدجال الا مكة والمدينة
وليس نقب من انقابها الا عليه الملائكة حافين تحرسها فينزل في السبخة (وفي رواية يأتي سبخة الجرب ) فيضرب رواقه (أي ينزل ويعسكر هناك) وفي رواية حتى ينزل عند الضريب الأحمر (موضع قرب المدينة ) عند منقطع السبخة (وهي الأرض المالحة التي لا تنبت نباتا )
فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ويخرج اليه منها كل كافر ومنافق (أي ان المدينة ومكة فيها كفرة فيها ملحدين فيها سراق صلاة فيها مستهزئين بالدين
اذا عندما يأتي الدجال فلا يدخل مكة والمدينة فترجف الأرض فيخرجون الى الدجال لابد أن يفتنوا لانهم كفار ومنافقون
فيبقى صلحاء الناس في المدينة ومكة كالحصن الحصين لا يستطيع الدجال أن يدخلها )
ولذلك جاء في حديث تميم الداري لما وجدوا الدجال مربوط موثق وحدثوه فحدثهم فقال لهم إني يوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية في الأرض الا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة وهما محرمتان علي كلتاهما كلما اردت أن ادخل واحد منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإنه على كل نقب منها ملائكة يحرسونها
وهذا يعتبر ايضا من فضائل مكة والمدينة وهذا يدل على أهمية الأماكن المقدسة في صد أعداء الاسلام والرسول صلى الله عليه وسلم وضح ان لمكة والمدينة مناقب وأن لها أدوار في صد أعداء الاسلام لذلك لابد من العناية بالاماكن المقدسة وحمايتها وصيانتها عن كل كافر وعدو وعن كل شر وفتنة وعن كل شيء مخالف للدين وأن الحجاز أرض مباركة جعل الله الايمان يأوي اليها لذلك فإن الاجرام في مكة والمدينة ليس كغيرهما من البلدان
مدة مكوث الدجال :
مدة مكوث الدجال اربعين يوما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل ما مكثه في الأرض قال : أربعون يوم يوم كسنة (أول يوم من الاربعين يوما يمر كسنة ) ويوم كشهر (اليوم الذي بعده يمضي كشهر ) ويوم كجمعة وسائر ايامه كأيامكم "
ما معنى اليوم كالسنة ؟؟
نحن الآن نمكث في السنة 365 يوما واليوم الاول من الاربعين من طلوع شمسه الى انقضاء اليوم يمر كانقضاء السنة في الطول
وهنا انتبه الصحابة الى مسألة مهمة قالوا يا رسول الله فذاك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة اليوم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تكفي ولكن اقدروا له قدره (يعني انظروا كم بين الفجر الظهر في الايام العادية سبع ساعات فاذا ظهرت الشمس في اليوم الذي سيظهر فيه المسيح الدجال وهو اليوم الاول من الاربعين اجلس سبع ساعات ثم صل الظهر وان كانت الشمس مازالت ظاهره ثم كم بين الظهر والعصر مثلا
ثلاث ساعات فزد بعد صلاة الظهر ثلاث ساعات وصل العصر وهكذا تقدر بين العصر والمغرب وبين المغرب والعشاء وبين العشاء والفجر الذي بعده ويصلي المسلمون الصلوات بالتقدير في ذلك اليوم الذي يمر في بطئه كالسنة حقيقة لا مجازا
وانظر الى تكامل الشربعة فالشريعة تصلح لكل زمان ماذا استفاد العلماء من هذا الحديث انتم الآن تعلمون في القطب الشمالي والقطب الجنوبي
مثلا يكون فيه النهار ستة أشهر والليل ستة أشهر افرض أن مسلما وصل هناك وعاش هناك أو أسلم ناس في ذلك المكان كيف يصلون وعندهم ستة أشهر نهار وستة أشهر ليل فليس عندهم زوال الشمس وغروب الشمس حتى يعرفوا الاوقات فكيف يصلي المسلم الآن الذي يعيش في القطب الشمالي لقد أفادنا معرفة حديث الدجال هذا كيف نصلي وذلك بالتقدير وهنا يظهر حرص الصحابة على العبادة وتصحيحها وهو أمر يفوت أكثر الناس الآن )
طريقة النجاة من الدجال :
طربقة النجاة من الدجال وهو يطلع بهذه الفتن العظيمة
ما موقفنا اذا ظهر الدجال ؟؟
-اعداد العدة لحربة كما سيفعل المؤمنون في ذلك الزمان
-أن الناس سيتفاوتون فمنهم من سيستطيع الوقوف أمام الدجال
ومنهم لا يستطيع ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام "من سمع بالدجال فلينأى عنه فوالله ان الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات " يقول الرسول عليه الصلاة والسلام اذا سمع احدكم بالدجال فليبتعد عنه لماذا ؟؟
يقول ان الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن أنه لا يمكن أن يسلم بالدجال وأنه يعلم أنه دجال ولكن من كثرة ما يرى منه من الأشياء يفتن به ويتبعه . هذا الفرار موجه لمن ؟؟ للناس الذين يعلمون من أنفسهم أنهم لن يصمدوا أمام الدجال أما اذا هجم على المسلمين والدجال حصرهم وباغتهم فلابد أن يصمدوا لذلك قال عليه الصلاة والسلام " فمرؤ حجيج نفسه" كل شخص مسئول عن نفسه
-الاستغاثة بالله عز وجل قال الرسول صلى الله عليه وسلم " فمن ابتلي بناره فليستغث بالله "
- يقرأ فواتح الكهف العشر الآيات الاولى
لابد أن نحفظها الآن ولذلك قال عليه الصلاة والسلام " من حفظ عشر ايات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال أما اذا علم أنه لن يستطيع الصمود فإن عليه أن يهرب منه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ليفرن الناس من الدجال في الجبال "
ومن قول صلى الله عليه وسل " من سمع بالدجال فلينأى عنه فوالله ان الرجل ليأتيه ويحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات " هنا درس مهم وهو انه اذا حصلت شبهات وشهوات فإنه على الانسان ان يبتعد عن الشبهات والشهوات وهذا يعلمنا أن المؤمن حقيقة ينبغي أن يبتعد عن موطن الشبهات والشهوات .
- أما مع من كان من المسلمين لأنه سيكون لهم امام وهو المهدي الخليفة العادل الذي سيظهر فإن على المسلمين في ذاك الزمان أن يكونوا معه وأن يلوذوا به .
-ينبغي أن نعلم أولادنا العشر الآيات الاولى من سورة الكهف وتعصم من الدجال وقيل السبب أن هذه الطليعة من السورة فيها ذكر أن الله أمن فتية أهل الكهف من الطاغية الجبار الذي أراد أن يبطش بهم فأنقذهم الله منه وأن حفظ المسلم لهذه الايات ومعرفة معناها سيستطيع أن ينجو من الطاغية وهو الدجال وقيل أن في هذه العشر ايات من العجائب والآيات التي وقرت في قلب المؤمن لا يفتن من الدجال ولا يستغرب منه لأنه عندما يرى قصة أهل الكهف وكيف نجوا فإنه يتذكرها عند مقابلته للدجال .
- وأيضا من وسائل العصمة من الدجال اللجوء الى أحد الحرمين الشريفين والاعتصام بها لأن الدجال لايمكن أن يدخل مكة والمدينة .
-الاستعاذة من فتنة الدجال في الصلاة
قول "اللهم اني اعوذ بك من عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال" في التشهد قبل السلام .
- معرفة أسماء الله وصفاته لأن الدجال أعور والله ليس بأعور فإن الله سميع بصير ليس كمثله شيء والله سبحانه تعالى جميل ليس به عيب قدوس متنزه عن العيوب فيدرك هذا الأمر من وقر في نفسه توحيد اسمائه وصفاته ولذلك كم سيحرم من النجاة من الدجال من المعتزلة والجهمية وغيرهم من الناس المنحرفين في صفات وأسماء الله .
- تبيين أمر الدجال للناس للوقاية منه وهذا ما ينبغي ان يقوم به العلماء وطلبة العلم والخطباء وغيرهم .
-تربية الأولاد والنساء والرجال عموما وتوعيتهم بهذا فإنه قد ورد في حديث صححه الهيثمي في مجمع الزوائد "لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره " أي لا احد يذكر الدجال ولا يتعرض أحد لذكره حتى يترك الائمة ذكره على المنابر أي أن الدجال يظهر في وقت عم الجهل حتى صار لا أحد يذكر بفتنة الدجال فيظهر الدجال عند ذاك .
وهناك مقابلة عظيمة جدا ينبغي الوقوف عندها طويلا
وهي مقابلة شاب من أهل المدينة للدجال وحدوث مواجهه عنيفة جدا وقيمة جدا نقلها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "
يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج اليه يومئذ رجل هو خير الناس فيقول :
أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فيقول الدجال للناس الذين معه أرأيتم إن قتلت هذا وأحييته هل تشكون في الأمر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه وفي روايه فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض (أي ان بين الشقين مسافة رمية السهم )ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك فيقول :
" والله ما كنت فيك قطّ أشدَّ بصيرة مني الآن(لأن الشاب يعلم بأن الدجال شيشقهنصفين فلما شقه نصفين فأعاده علم زيادة أنه الدجال بينما الذين مع الدجال ماذا فعلوا ازدادوا فتنة ) وروى مسلم في صحيحه أيضا "يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح( أي مسالح الدجال وهم حراس وأعوان الدجال )
فيقولون له أين تعمد فيقول أعمد الى هذا خرج فيقولون له :أوما تؤمن بربنا فيقول ما بربنا خفا فيقولون أقتلوه فيقول بعضهم لبض أليس نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه فينطلقون به فإذا رآه المؤمن
فيقول أيها الناس هذا المسيح الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر به الدجال فيشبح (أي يمد ليضرب ) فيقول خذوه وشجوه ويوسع بطنه وظهره ضربا فيقول :
أوما تؤمن بي فيقول أنت المسيح الكذاب
قال فيأمر به فينشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له قم فيستوي قائما فيقول له أتؤمن بي
فيقول ما ازددت فيك الا بصيرة
ثم يقول ايها انه لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال : فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل الله بين رقبته الى ترقوته نحاسا فلا يستطيع اليه سبيلا فيأخذ برجليه ويديه فيقذف به في النار التي معه فيحسب الناس انما قذفه الى النار وإنما القي به في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين
والدرس العظيم هو أهمية العلم الشرعي في الفتن
لذلك أوصيكم ونفسي أيها الاخوان بتعلم العلم الشرعي فان هذا الشاب لولا انه عنده علم مسبق بصفة الدجال ما اكتشف انه الدجال لذلك من الفوائد القيام في وجه الظلمة والانكار عليهم من المستطيع القادر فلا يخرج للمجابهه الا المستعد لذلك ينبغي على الذين يخرجون لمواجهه اهل الباطل ان يكونوا مستعدين فلا يجوز أن يناقش أهل البدعة الا المتمكن .
هلاك الدجال :
قال عليه الصلاة والسلام :"فبينما هم (أي المسلمون ) يعدون للقتال يسوون الصفوف اذ اقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم
وفي رواية فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق (فعيسى ابن مريم لم يمت رفعه الله بجسده وروحه وسينزل للقضاء على الدجال وتطبيق شرع الله على الأرض )
فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين بهرودتين (يعني ثوبين مصبوغين ) واضعا كفيه على أجنحة ملكين
اذا طأطأ رأسه يقطر ماءا واذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ
فلا يحل لكافر ان يجد ريح نفسه الا مات
(ونفس عيسى ينتهي حيث ينتهي طرفه على مد البصر والكفار الموجودين في الدائرة التي نصف قطرها مد بصر عيسى يموتون )
ويكون المسلمون قد استعدوا للصلاه فيكون امامهم المهدي وقائدهم فينما امامهم قد تقدم بهم يصلي الصبح اذ نزل عليهم عيسى فرجع ذلك الإمام ينكص لان عيسى أفضل منه فيريد أن يتقدم الفاضل للإمامه يمشي قهقراء ليقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له :
تقدم فصل فإنها لك إقيمت (وهذه تكرمة من الله عز وجل لهذه الأمة أن يؤم عيسى رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم) فيصلي بهم إمامهمفإذا انصرف( أي اذا انصرف من الصلاة وذهبوا الى بيت المقدس لمواجهة الدجال الذي سيكون قد توجهه باليهود الى هناك )
قال عيسى افتحوا الباب فيفتحون ووراؤه الدجال ومعه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى ذو تاج فإذا نظر اليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء
وينطلق هاربا فيدركه عيسى بباب لد
(وهو المكان المعروف في فلسطين الذي بنى فيه اليهود قاعدة عسكرية )فيقتله فينماع الخبيث كما ينماع الملح في الماء ليذوب ولكن عيسى يدركه ويضربة بحربة في يده
فيريهم آثار الدم على الحربه فيقتل مسيح الهداية مسيح الظلاله المسيح الدجال
ثم يهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به اليهود الا انطق الله ذلك الشيء الا الغرقده التي يزرعها الآن اليهود في فلسطين
كل شيء ينطق يقول يا عبد الله المسلم هذا يهودي خلفي فاقتله
وبذلك يكون المسيح الدجال قد انتهي
ثم تدور بعد ذلك أحداث اخرى يمكث المهدي سبع سنين ثم يموت
ثم تحل البركة في الأرض ويعم الاسلام في الأرض ولا يبقى شرك ولا كفر
ويخرج يأجوج ومأجوج وتحدث بعد ذلك أحداث أخرى
ثم تخرج الأرض بركاتها الى آخر القصص المعروفة في ملاحم آخر الزمان
وهنا ايها الأخوة ينبغي أن نعتقد أعتقادا جازما بخروج الدجال
واني أخبركم أن الفتنة بالدجال موجوده قبل أن يظهر
هناك طوائف تنكر الدجال من الجهمية والخوارج والمعتزلة
ومن المحدثين محمد عبده انكر ظهور الدجال وقال الدجال هو كناية عن ظهور الشر والفساد وتابعه أيضا محمد فهيم ابو عية في تعليقه على الملاحم لابن كثير
وعلق تحته فقال هذا انتشار الفساد والشر وكذلك ان بعض الناس قالوا أن الدجال سيظهر لكن ليس معه فتن لا جنة ولا نار ولا يحيي ولا يميت ولايفعل اشياء وللأسف كان منهم محمد رشيد رضا العلامه رحمه الله وهو صاحب علم وفضل ولكنه أخطأ في هذه المسألة
ونحن نعتقد في ما اعتقده صلى الله عليه وسلم من خروج الدجال ومن وقوع كل هذه الاشياء ونختم كلامها هذا بالتذكير ببعض الأمور ألا وهي :
-أنه صلى الله عليه وسلم قال : ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال الشرك الخفي أن يقول الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل " فخاف عليها صلى الله عليه وسلم من الشرك الخفي نظر ا لانتشاره وشيوعه وحصوله في كل الازمان أما الدجال فمحصور في وقت معين
وقال أيضا : غير الدجال أخوف على امتي من الدجال (من هم ؟؟) الأئمة المضلون
" يظهر أناس يدعون العلم أو علماء منحرفون ويفتون الأمة بفتاوي غلط
فينبغي الانتباه من الشرك الخفي
والانتباه من الائمة المضلين والاعتصام بالعلماء الحقيقيين والمخلصين لله عز وجل
وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوءهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " فظهر ان حركة الجهاد في هذه الامة حركة متتابعة وأن أولها وآخرها متصل مع بعضها ولا ينقطع الجهاد حتى تقاتل آخر امة الدجال .
-الثبات في الفتن ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : " يا عباد الله فاثبتوا ".
- ألا نشعر بالتشاؤم وفقدان الثقة من أحاديث الفتن .
- نلحظ من حديث الدجال وغيره
أن القتال في آخر الزمان يكون بالسلاح الأبيض الآن موجود صواريخ وقنابل ودبابات فما مصير هذه الاشياء ؟؟
نقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم)
ومادام أنه أخبر أن القتال سيكون بالسلاح الأبيض على الخيول فلابد أن يحدث كيف سيحدث ؟؟ هل ستنتهي هذه الحضارة والتكنولوجيا
وتقوم حرب مدمرة وتفني كل هذه المنشئات العسكرية والاسلحة وغيرها
ويرجع الناس الى حياة بدائية ؟؟
الله أعلم نحن مؤمنين لابد أن نصدق .
بعض الناس عندما يقرأون هذه الأحاديث ويعلمون أن القتال بالسيوف يقولون لا داعي لأن نعد العدة وهم بذلك يخالفون السنن الربانية ويخالفون مفهوم الاعداد الجهادي الذي أمر الله به (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ..) (لأنفال:60)
فنحن الآن عندنا جهاد وقتال وعندنا كفار لابد أن نقاتلهم بما معنا من الأسلحة ونعد لهم ما استطعنا فاذا جاء الوقت الذي سيكون فيه القتال بالسلاح الابيض سنضطر الى استخدام السلاح الابيض فلابد من أعداد العدة و عدم تعظيم أحاديث الفتن
بحيث نرهب ونخاف كلا بل سنجري على هذه السنن الربانية والكونية نأخذ بالاسباب ونعد أنفسنا ونعد العدة لتلك الايام التي سيكون فيها هذا الجهاد المبارك الذي سيكون انطلاقة بإذن الله عز وجل لاقامة الخلافة في الأرض وتحكيم منهج الله تعالى فيها .
ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا واياكم من المؤمنين بالغيب وأن يجعلنا من الشاكرين في البأساء والضراء وحين البأس وأن يجعلنا من الصابرين اذا قامت المحن ومن الثابتين اذا نزلت الفتن واذا اراد بعباده فتنة أن يقبضنا اليه غير مفتونين
أقول قولي هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر : موقع الصوتيات والمرئيات الاسلامي
لبيك حتى الجنة @lbyk_ht_algn
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خير