د.مشبب القحطاني

د.مشبب القحطاني @dmshbb_alkhtany

إمام وخطيب مفكرة المجلس عضو في جماعة التوعية الإسلامية

احذروا المنافقين ، فهم عملا ء اليهود والنصارى بنص كتاب الله تعالى .. رسالة مهمة .

الملتقى العام

في الآونة الأخيرة شن المنافقون هجوما شرسا على المؤمنين ، واستغلوا بعض الأحداث الفردية التي حصلت داخل البلاد السعودية ، والتي لا يؤد عليها أصحابها .. وأعلنوا الحرب صراحة على الجهاد والمجاهدين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بل تجاوزا إلى الطعن في ثوابت الأمة وعقيدتها ..


وحتى لا نستغرب كثيرا ، ولا ننساق وراء تلك الهجمة الشرسة ، وحتى نعرف التركيبة النفسية لرواد تلك الحملات الآثمة ، فلا نقع في مثل ما وقعوا فيه جاءت هذه الكلمات ..والتي هي بعنوان ( احذروا المنافقين فهم عملاء لليهود والنصارى والمشركين )

أيها الاخوة والأخوات :

إن المنافقين كما تعلمون من كتاب الله يقفون في صف الكفار ولم يكونوا يوما من الأيام مع المؤمنين إلا بأجسادهم النجسة ، وبقصد إفساد المجتمع النظيف .. وإلا فقلوبهم ومشاعرهم وطاقاتهم الفكرية والجسمية مع أعداء الله ..

ومما يدل على ذلك قوله تعالى ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ )

قال بن كثير رحمه الله في تفسيره .. يقول تعالى : وإذا لقي هؤلاء المنافقون المؤمنين قالوا : آمنا .. وأظهروا لهم الإيمان والموالاة والمصافاة غرورا منهم للمؤمنين ونفاقا ومصانعة وتقية ، وليشركوهم فيما أصابوا من خير ومغنم ..

وقوله "وإذا خلوا إلى شياطينهم" قال السدي عن أبي مالك ..قوله .. خلوا يعني مضوا .. وشياطينهم أي : سادتُهم وكبراؤهم ورؤساؤهم من أحبار اليهود ورءوس المشركين والمنافقين..انتهى كلامه رحمه الله.

أيها الاخوة :

فالعمالة للكفار من أخص صفات المنافقين، فهم في الظاهر مع المؤمنين، لكنهم في الحقيقة مع الكفار عيوناً وأعواناً لهم ، يكشفون لهم عورات المسلمين وأسرارَهم، ويتربصون بالمؤمنين الدوائر. وهذا معروف عنهم منذ عهد النبوة إلى يومنا هذا ..

والتاريخ يشهد على جرائم المنافقين نتيجة لتلك العمالة القذرة لليهود والنصارى والملحدين .. ولعل قتلَ الخلفاء الثلاثة عمرَ وعثمانَ وعلي ومقتلَ الحسن والحسين ومن بعدهم من أئمة الدين وحكامه.. وما دعوة التتار للهجوم على بغداد ، وقتل اكثر من مليوني مسلم ، وعلى رأسهم آخر الخلفاء العباسيين إلا نتيجة لأفعالهم الحاقدة ..

وما تأسيس الفرق الضالة كالرافضة والمعتزلة الجهمية وغيرها إلا عن طريقهم ..

والهدف هو إرضاء أسيادهم من اليهود والنصارى والمجوس.. وغيرهم من الكفرة والمجرمين ..

أما في عصرنا الحاضر فقد تجلت صفة العمالة والتبعية في بعض الذين درسوا في بلاد الكفار ، وعاشوا بين ظهرانيهم ، وتتلمذوا على أيديهم ، ولُطخت عقولهم بأفكار الكفر والانحلال فاستحقوا بذلك شهاداتٍ علمية مزورة أعيدوا على إثرها إلى بلادهم ، وسلمت لهم المناصب القيادية . فأفسدوا في بلاد المسلمين فسادا كبيرا ، عجز عنه الكفار في زمن الاحتلال .

ولتوضيح هذا الكلام : فلننظر إلى ما فعل المنافقون في العصر الحديث من إسقاط الخلافة العثمانية ، وتوزيعِ البلاد الإسلامية إلى حكومات علمانية حكمت القوانين والأنظمة الغربية ..فمنها ما يحكم البلاد بالقانون الفرنسي ومنهم من يحكم بالقانون البريطاني ومن يخلط بين هذا وذاك.

وقد عملت تلك الأنظمة على نشر الفساد في جميع طبقات المجتمع .. فلا تجد الآن بلدا إسلاميا يعلن الحكم بكتاب الله وسنة رسوله .. إلا هذه البلاد المباركة .. ومع ذلك فهم يحاولون إلحاقها بأخواتها .. نسأل الله أن يردهم خائبين..

ومن جرائم المنافقون في العصر الحاضر ما يتعلق بقضية المرأة المسلمة في البلاد الإسلامية ، حيث طالبوا بتعليمها تعليما نظاميا ، ثم طالبوا بنزع حجابها ، ثم قاموا بدمج تعليم البنين والبنات ، فوصل الأمر إلى ما تسمعون وتشاهدونه ، من الاختلاط في جميع مراحل التعليم ، فكانت النتيجة الحتمية اختلاط الرجال بالنساء في المكاتب والأعمال وجميع الميادين ، مما أدى إلى انحراف نصف المجتمع ثم انحراف سائر المجتمع ..
هذا كله لكي يصبح المجتمع المسلم نسخة طبق الأصل لبلاد أسياد المنافقين وأساتذتهم في أمريكا وأوربا ..

نخلص مما سبق إلى إن صلة المنافقين بالكفار من أهل الكتاب وغيرهم صلة قوية، صلة الحميمِ بحميـمـه والأخ بأخيه ، صلة الدفاع والحماية والمشاركة في السراء والضراء ..

يقول تعالى مؤكدا حقيقة هذه الصلة ( أَلَمْ تَرَ إلَى الَذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإخْوَانِهِمُ الَذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ)

ومع أنهم ليسوا منهم ولا في ديانـتـهـم ولا منهم في أصولهم ، إلا انه يجمعهم الهدف المشـتـرك ـ وهو الكيد للإسلام ـ فيتوالــون ويتعاهدون على ذلك يقول الحق تبارك وتعالى مبينا ذلك ( أَلَمْ تَرَ إلَى الَذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(15)اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ(16))..

أيها القراء الأعزاء

أما آن لعقلاء الأمة .. أن يستيقظوا من رقدتهم .. ويدافعوا عن دينهم ودولتهم .. ويدافعوا عن حرماتهم أمنهم ..

أما نخشى أن يصيبنا ما أصابنا جيراننا القريبين والبعيدين .. من تفسخ وانحلال .. وكفر وضلال .. حتى وصل بهم الأمر أن بيعت الخمور في المحلات .. وخرج النساء عاريات .. وانتشرت الفواحش بأنواعها ..و أصبحت بعض البلاد وكرا للدعارة والجنس الرخيص ..
بلاد المسلمين التي كانت في الأمس القريب تحكم بالدين ، والناس فيها ملتزمين الدين ومحترمين له ..على درجات بينهم .. أصبحت الآن كأنها قطعة من الغرب الكافر .. ولبيت هذا كان في التقدم التقني والخِدمي .. بل وللأسف كان التقليد في الفساد والانحراف ..

أيها الاخوة :

إن الطريق التي يراد لبلادنا أن تسير عليها هي نفس الطريق التي سلكها أولئك .. والنتيجة هي نفس النتيجة التي وصل إليها أولئك..

فهل يصح لمسلم عاقل بعد ذلك أن يستمع أو يؤيد أو يدافع عن المنافقين وعن مشاريعهم المنحرفة الهابطة .. هل يصح لمسلم أن يسير وراء العملاء ، أو يساهم في دعمهم ويطالب بتحقيق مآربهم ..

أسال الله تعالى .. أن يجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين ..

كما أساله تعالى أن يرد عنا كيد الكائدين .. وان ينصر الإسلام والمسلمين وان يخذل الكفار والمنافقين ..

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ(8)يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(9)فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ(10)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ .. أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ءَامِنُوا كَمَا ءَامَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا ءَامَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ(13)وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ(14)اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ(15)أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ(16)
1
645

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

طيف الأحبة
طيف الأحبة
بارك الله لك شيخنا الفاضل

توضيح مسالة غشت ابصار الكثيرين عن حقيقة المنافقين والعياذ بالله