بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن كل عين تبصر...وتقر أموضوعي الآن
لابد أنها قرأت كتاب الله الكريم الذي رسم لنا طريق الفوز والفلاح
في الدنيا والآخرة..
فنسأل الله كما وهبنا نعمة البصر أن يهبنا نعمة البصيرة..
أحببت أن اطرح هذا الموضوع لأهميته ولأنه يجب أن نصحح الكثير
من الأخطاء التي نقع فيها أثناء تلاوة القرآن
فالأخطاء التي سأطرحها مهمة ينبغي على كل مسلم أن يلتفت إليها
ويلاحظها وبخاصة في هذا الزمن الذي انصرف فيه كثير من الناس
عن العلم وقلت معرفتهم بقواعد اللغة العربية وغلبت عليهم اللهجات
العامية وكثر اللحن والخطأ بينهم حتى لم يعد يسلم من ذلك كثير من أصحاب
الشهادات الجامعية والتخصصات العلمية.
فموضوعي ليس لتحصيل معلومة عابرة
بل لتغير خطأ أنا شخصياً أجد نفسي بعد معرفتها كنت اخطي فيها
اقتبست اغلب هذه الأخطاء من كتاب (ورتل القرآن ترتيلا)
وهناك إضافات أخرى لي لن أطيل عليكم وسأدخل في صلب الموضوع:
إن من أكثر الأخطاء خطراً ما كان في ضبط الكلمات,كأن يجعل الفتح ضماً
أو كسراً وما شابه ذلك.
وقد سمى علماء التجويد هذا النوع من الخطاء(اللحن الجلي),أي الظاهر
أما الخطأ في حكم من أحكام التجويد فاسمه عندهم (اللحن الخفي) لاختصاص
علماء القراءة بمعرفته.
وخطر اللحن الجلي اشد لأنه في كثير من الأحيان يؤدي إلى تغير المعنى بل
قد يجعل معنى الآية معكوساً عندما تتغير حركة كلمة فيها.
ولذلك أورد الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره(الجامع لأحكام القران)
تحت عنوان باب ما جاء في إعراب القران وتعليمه)أدلة عديدة على ضرورة
معرفة الإعراب لتجنب الخطأ في نطق الكلمات القرآنية والحذر من اللحن الذي قد
يؤدي إلى تغير فاحش لمعنى الآية.
ومما أورده في هذا المجال قصة الأعرابي الذي قدم إلى المدينة ليتعلم القرآن الكريم
في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وهذه هي القصة لنرى أهمية موضوعنا:
قدم أعرابي في زمن عمر بن الخطاب فقال: (من يقرؤني مما أنزل على محمد صلى الله
عليه وسلم؟قال فأقرأه رجل(براءة)- أي سورة التوبة-فقال: (ان الله بريء من المشركين ورسوله)
بكسر الام أي جعلها مجرورة "فأصبحت معطوفة على المشركين"
فقال الأعرابي:أوقد برئ الله من رسوله؟فأن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه.
فبلغ عمر مقالة الأعرابي فدعاه فقال: يا أعرابي أتبرأ من رسول الله؟فقال يا أمير المؤمنين,إني قدمت المدينة
ولا علم لي بالقرآن ,فسألت من يقرئني,فأقراني هذه السورة(براءة)وذكر له ان الرجل قرأ(ورسوله)بكسر الام
فقال عمر ليس هذا يا أعرابي. قال فكيف يا أمير المؤمنين:قال: (ان الله برئ من المشركين ورسولُه)-بضم الام-
فقال الأعرابي :وأنا والله أبرأ مما برئ الله ورسوله منه.
فأمر عمر بن الخطاب ألا يُقرئ الناس إلا عالم باللغة.
فانظر كيف فهم الأعرابي هذا الفهم المقلوب بمجرد خطأ في كلمة بين الضم والكسر ..
وهذه بعض الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من الناس:
أولاً:الآيات التي فيها تقديم المفعول به على الفاعل.
إذا تقدم المفعول به على الفاعل فانه يبقى منصوباً,ولكن البعض يسهو فيجعله
فاعلاً مرفوعاً,وبذلك يتغير المعنى تغيراً فاحشاً.
مثال ذلك:
1-قوله تعالى: (و إذا ابتلى إبراهيمَ ربُه) "البقرة:124"
فكلمة(إبراهيم)مفعول به مقدم,وهو منصوب,(وربُه)فاعل,أي ان
الله سبحانه وتعالى هو الذي ابتلى إبراهيم,ولو قرأ (إبراهيم)يصبح
هو الفاعل وهذا تغير فاحش يبغي الحذر منه.
2_قوله تعالى: (لن ينال اللهَ لحومُهاولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)"الحج:37"
فلفظ الجلالة مفعول به منصوب والفاعل (لحومُها) ومعنى الآية الكريمة ان الله
سبحانه لن يصل إليه شيء من لحوم الهدي ودمائها ولكن يصل إليه التقوى بامتثالكم أوامره ...
ولو قرأ لفظ الجلالة بالرفع لتغير المعنى.
والأغرب من هذا ان البعض يخطئون حتى لو بقي الفاعل في موضعه من الجملة ولم يتأخر عن
المفعول به.
مثال ذلك قوله تعالى: (قتل داودُ جالوتَ)"البقرة:251"
فالفاعل هنا (داودُ) والمفعول به
(جالوتَ)فإذا أخطأنا في ذلك وقرأنا (داود)بالفتح فإن الفاعل يصبح مفعولاً والقاتل مقتولاً...
وقفة
الدعاء عند الختم
يستحب للعبد إذا وفقه الله لختم القرآن الكريم ان يشكر ربه ويدعوه ويتضرع إليه
قال الإمام النووي رحمه الله: (يستحب الدعاء عند الختم استحباباً متأكداً شديداً)
روى الطبراني عن ثابت: (أن أنس بن مالك رضي الله عنه إذا ختم القرآن الكريم
جمع أهله وولده فدعا لهم)
وعن سفيان الثوري انه قال: (إذا ختم الرجل القرآن قبل الملك بين عينيه)
ثانياً:أخطاء بسبب تشابه بين آيتين وردت فيهما الكلمة نفسها
وسبب هذا النوع من الأخطاء ان الكلمة قد ترد مرة في إحدى الآيات مضمومة
مثلاً وترد في آية أخرى مكسورة أو مفتوحة
وهناك عدة أسباب للاختلاف في حركة الكلمة بين موضع وآخر ومنها:
1- تغير معنى الكلمة
*مثال ذلك كلمة: (سخريَا) فقد وردت في القرآن الكريم بكسر السين وضمها
ولكل من الحالتين معنى يختلف عن الآخر:
- فهي بكسر السين:بمعنى السخرية والاستهزاء وقد وردت في قوله تعالى
: (فاتخذتم سخريا حتى أنسوكم ذكري)"المؤمنون:110"
- وهي بضم السين:بمعنى التسخير في العمل والخدمة
وقد ورد ذلك في قوله تعالى(ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ
بعضهم بعضا سُخريا)
2-تغير موضع الكلمة من الإعراب:
تتغير حركة آخر الكلمة بحب موضعها من الإعراب ولكن البعض لا يلاحظ
ذلك لضعفه في قواعد الإعراب فيخطئ في تلاوة الكلمة ويجعلها مفتوحة مثلاً
لأنها وردت في آية أخرى بالفتح وهكذا ...
*مثال ذلك قوله تعالى في سورة النور (والخامسةُ أن لعنة الله عليه)"آية:7"
(والخامسةَ أن غضب الله عليها)"آية:9"
فكلمة (الخامسة) وردت مرفوعة ومنصوبة بحسب موضعها من الإعراب
فهي في الآية الأولى مرفوعة لأنها مبتدأ
وفي الآية الثانية نصبت لأنها معطوفة على كلمة (أربع) في الآية التي قبلها وهي قوله تعالى
(ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات)
3-عدم التفريق بين تاء المتكلم وتاء المخاطب:
*مثال ذلك قوله تعالى على لسان عيسى عليه السلام(وكنتُ عليهم شهيداً مادمت فيهم فلما
توفيتني كنتَ أنت الرقيب عليهم)"المائدة:177"
فكلمة (كنت) وردت فيها التاء مبنية على الضم لأنها تاء المتكلم وهو عيسى عليه السلام
ثم وردت مبنية على الفتح لأنها تاء المخاطب أي كنت َ آنت يا الله الرقيب عليهم
4-عدم التفريق بين صيغة المثنى والجمع:
*مثال قوله تعالى (وقال اللذَين أضلانا من الجن والإنس)"فصلت:29"
فكلمة (اللذين)للمثنى ولكنها بالرسم القرآني تكتب بلام واحدة فيظنها القارئ للجمع ولا يلاحظ
الفتحة فوق الذال.
وقفة
قال أبو مزاحم الخاقاني:
أيا قرئ القرآن أحسن أداءه............يضاعف لك الله الجزيل من الأجر
فما كل من يتلو الكتاب يقيمه..........وما كل من في الناس يقرؤهم مقري
فأول علم الذكر إتقان حفظه ............ومعرفة في اللحن فيه إذا يجزي
فكن عارفا للحن كيما تزيله ...............وما للذي لا يعرف اللحن من عذر
5-عدم التفريق بين صيغة اسم الفاعل واسم المفعول:
*مثال ذلك كلمة(المنذرين) فهي بكسر الذال اسم فاعل وهم الأنبياء والرسل
كما في قوله تعالى(فقل إنما أنا من المنذرين) بكسر الذال"النمل:92"
وهي بفتح الذال اسم مفعول وهم الأقوام الذين أنذرهم الأنبياء وبلغوهم دعوة الله
فأصروا على التكذيب وقد وردت بالفتح في قوله تعالى(فساء صبح المنذَرين)"الصافات:177"
وكم يكون الخطأ فاحشاً عندما تجد من يخطئ فيجعل الذال في الآية الثانية مكسورة فكأنه يدعو بالسوء على
الأنبياء وهو لا يدري
6-عدم التفريق بين صيغة الاستفهام والخبر:
*مثال ذلك (أفترى على الله كذباً) وقوله تعالى(أم يقولون أفترى على الله كذبا)
الآية الأولى وردت بصيغة استفهام والثانية خبر فالأولى مبدوءة بهمزة الاستفهام وهي همزة القطع
أم الثانية فهي مبدوءة بهمزة وصل
7-عدم التفريق بين الفعل الماضي و الأمر:
*مثال (يأيها الذين آمَنوا آمنوا بالله ورسوله)"النساء:136"
فكلمة امنوا وردت مرتين في الآية أولهما بفتح الميم لأنها فعل ماضي والثانية بكسر الميم لأنها أمر
8-عدم التفريق بين فعل المضارع المرفوع والمضارع الواقع جواباً
إذا وقع الفعل المضارع جواباً للطلب فإنه يصبح مجزوماً ولكن البعض لا يلاحظ
ذلك فيقرأ بالضم وأمثلة هذا الخطأ الشائع عديدة منها:
قوله تعالى(ثم ارجع البصر كرتين ينقلب)الملك:4
فكلمة ينقلب مجزومة والباء فيها ساكنة وليست مضمومة كما يظن البعض
وقوله تعالى (فادع لنا ربك يخرج لنا) البقرة:61 فكلمة يخرج آخرها ساكن لأنها مجزومة وليست بالضم..
أخيراً... فهذا قليل من كثير من الأخطاء التي نقع فيها أثناء التلاوة فلقد حاولت قدر المستطاع ان أقدم
الموضوع مختصر ومفيد في نفس الوقت لكنه طااال
اعتذر على الإطالة
أتمنى ان أكون وفقت في اختيار موضوعي
دمتم بخير^ ^
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ღزهرة الأوركيدღ :جزاك الله خير على مرورك عزيزتي وين باقي الردود اخواتي انتظر ردودكم تعليقاتكمجزاك الله خير على مرورك عزيزتي وين باقي الردود اخواتي انتظر ردودكم تعليقاتكم
جزاك الله خير على هذاالموضوع فيجب على الانسان قراءة القرآن قراءة صحيحه فإذاكانت القراءه خاطئه فبذلك تفسد الصلاه لأنه يتغير معاني الكلمات فمثل كلمة الضالين في سورة الفاتحه ينطقها البعض بحرف الظاء وليس الضاد
الصفحة الأخيرة
وجعل القران شفيعا لكِ
اللهم امين
وفقتي في اختياركِ لما نقلتي بارك الله فيكِ