بسم الله الرحمن الرحيم
قررت كتابة قصتي للعظة والعبرة , وأتمنى أن يفيد الله بها , فالسعيد من وعظ بغيره ,والشقي من وعظ به غيره ,
سأبدأ قصتي من بدايتها , فأنا ولدت طفلة سعيدة لأبوين متفاهمين , والحالة المادية والاجتماعية لاسرتي ممتازة .
كنا ثلاثة إخوة وثلاث أخوات . عشنا طفولة سوية ومريحة والحمد لله , كانت امي لنا بكليتها , فنحن محور حياتها , وكان ابي رجل مشغول بتجارته واعماله .
مرت السنوات وتفوقت بدراستي و نجحت في عملي , ثم تزوجت وكانت امي خير عون لي في حياتي وتربية اطفالي , كانت تستقبلهم في حال انشغالي بامور العمل او عندما ارغب في السفر مع زوجي .. كان كل مايهمها هو سعادتي . وانا كذلك كنت احبها واتحفها بأغلى الهدايا ..
وهذا هو حالنا جميعا أنا او إخوتي , الا انني اريد ان اركز على قصتي انا لأنني ادرك مشاعري وأحاسيسي اكثر مما ادرك مشاعر الغير .
المهم ..
مرت السنوات وكبر ابنائي وزادت مسئولياتي وانشغلت عن امي .. وعلى رغم حبها الشديد لي الا انني اصبحت اتثاقل في زيارتها خاصة في ظل تذمر زوجي وابنائي .
والآن .. تزوج الجميع وبقيت أمي وحيدة ,, وضعفت صحتها ,, واصبحت تتنقل في بيتها على الكرسي المتحرك , الا انها لا تستطيع الخروج الا لسبب قوي ..
في البداية تأثرنا كثيرا لمرضها ووجدنا جدولااسبوعيا لنا بحيث يقوم بزيارتها كل يوم واحد منا وفي يوم الجميعة نجتمع كلنا هناك ... وهي راضية وسعيدة بهذا ...
ولكن بدأنا بالتخلف والتأخر ... وشيئا فشيئا اكتفينا بلقاء الجمعة الذي نجتمع فيه لنرى بعضنا ونتسلى اكثر من كونه برا بوالدتنا ... ومع ذلك كانت تستعيد روحها وعافيتها في ذلك اليوم ..
بطبيعة الحال تباعد ت زيارات الأقارب والجيران لها ,, فالحياة مشاغل ,, ولكن من يعتب على الاقارب والابناء الذين افنت صحتها وشبابها في تربيتهم بعدوا عنها وتركوها تعد ساعات النهار التي تنقضي دون ان يرفع احدهم سماعة الهاتف ليسليها ..
ودون ان يرن احدهم جرس الباب ليحيي قلبها الضعيف ويعيد الى وجهها الحبيب ابتسامته المعهودة ,, التي كادت تنساها من قلة الكلام ... ومن كثرة الإهمال الذي عانته منا نحن فلذات أكبادها ...
أمااااااه ... حبيبتي سامحيني يا حبيبتي ..
المهم .. كنت اتذمر كثيرا من طلبها لزيارتي ,, واصبحت اتضايق من مجرد مكالمتها ,, وكنت اردد هذا امام زوجي وابنائي الذين كانوا هم شغلي الشاغل ولا اريد ان يلهيني عنهم احد ولو كانت امي !!
انتقلت العدوى لعائلتي واصبح الجميع يتذمرون من الجدة التي كانت زيارتهم لها في يوم من الايام تعد مكافأة جميلة لهم ,, وكانوا يتحرقون شوقا للذهاب اليها والاستمتاع بحكاياتها وبلقاء ابناء الاخوال والخالات هناك ..
اصبح اكبر همومنا في هذه الدنيا هو أمي .. كم اخجل وانا اقول ذلك .. ولكنها الحقيقة .. كنت انا واخوتي نتشاكى من هذا العبء الكبير الا وهو زيارة أمي ..
حين كانت تتصل وتشكو الوحدة كنت اعدها بالزيارة قبل ان اقفل السماعة وانا اتأفف ..الا تقدر امي مشلاغلي ؟؟؟
الا تعرف ان ابنائي يحتاجون الي ؟؟
وابنائي يتذمرون مثلي , ألست قدوتهم ؟؟؟
أولست من يعلمهم الاصول والاخلاق ؟؟؟ انهم مثل امهم ,, آآآآآآه ..
المهم .. تقاعدت من عملي واسست مشروعي التجاري الصغير الذي اخذ جل وقتي واهتمامي .. وما تبقى منه فهو لفلذات كبدي ,,, اما امي فأنا بالكاد استقطع دقائق من وقتي للاتصال بها او زيارتها .. واجب ثقيل لابد منه .. يسبقه ويليه تذمري وانزعاجي امام ابنائي طبعا .... انها غلطة عمري التي ادفع ثمنها الآن ..
فقد فوجئت باتصال من خادمة امي في ساعات الفجر الأولى من احد الايام تخبرني بأنها استيقظت على صوت المنبه بعد ان رن طويلا دون ان تغلقه امي كعادتها ... وحين حاولت ايقاظها ادركت انها قد فارقت الحياة ... ربااااه .. لم ا رامي منذ اكثر من اسبوع .. ليتني كنت عندها ليتني ذهبت اليها بالامس ليتني وليتني وليتني ...تأنيب ضمير لم يطول كثيرا حزنت على امي حزنا صادقا ... ولكني سرعان ما سلوت في خضم اعمالي وهموم ابنائي .
نجح مشروعي ودر علي ربحا وفيرا ... الا ان طلبات ابنائي لم تكن تترك شيئا منها فهذا يريد سيارة وذاك يريد الزواج وتلك تريد ان تسافر مع زوجها والاخرى تريد ان تدخل ابها مدرسة خاصة باهظة التكاليف وظروف زوجها لا تسمح ... وانا كنت البقرة الحلوب لهم ...
ومع ذلك كنت سعيدة بسعادتهم ... تماما كما كما كانت امي تسعد لسعادتنا .. ولم افكر بأنهم يمكن ان يروني عبئا عليهم كما اصبحت امي في اخر ايامها .
كثرت الطلبات و حين كنت اعتذر كانوا يغضبون مني ويقولون ان لا تريدين سعادتنا ... فكنت ارضخ لهم وبدأت اسحب من رأس المال حتى فشل المشروع .. وعدت الى بيتي فوجدت الفراغ والبرودة .. كان زوجي قد تزوج بأخرى لأنني لم اعد متفرغة له ... ولم يهمني ذلك وقتها .. فقد كانت مشاغلي اكبر من ان اتفرغ له .
ولن اشرح لكم وضعي الحالي بالتفصيل ... فهو صورة مكررة لما حصل مع امي .. مواردي المالية لم تعد تجتذب ابنائي ..وصحتي لم تعد تساعدني كثيرا على العلاقات الاجتماعية ..
واصبح ابنائي يتذمرون مني حين كنت اتصل بهم ...
والدرس الذي اريد منكم ان تستفيدوا منه ...
هو انني حين كنت اعاتب ابنائي على بعدهم وهجرهم لي ... كانوا يقولون هذه سنة الحياة يا امي ... ويجب ان تقدري مسؤولياتنا تجاه ازواجنا واطفالنا ... انسيتي كيف كنتي تتضايقين من جدتي حين كانت تطلب منك الزيارة ؟؟؟؟
انسيتي كيف كنتي تتجاهلين الهاتف وهو يرن ويرن لانك تدرين انها ستطلب زيارتك ..
بالله عليك لا توصلينا الى هذا الحد .. نحن ان فرغنا ستزورك وانتي متعلمة وتقدرين المسؤولية ...
افحموني بردهم ..
وتمر الايام والاسابيع دون ان ارى منهم احدا ... فكرت في الانضمام لدار رعاية مسنين لاتسلى مع من هم مثلي ... الا انني خشيت على ابنائي من الفضيحة ... قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي علي حجر ..
يااااااااااااااه...
هذه الدنيا مخيفة .. يوم لك ويوم عليك ...
والان ليس لي سوى امنيتين احداهما مستحيلة ... والثانية املي في ربي كبير بتحقيقها ..
الاولى لو تعود السنوات الى الوراء .. فأبر بأمي ولا افارقها ... لاقبل يديها كل صباح ومساء ... لاقطع لساني قبل ان اتذمر منها او اسمح لابنلئي بذلك ... لاكون لهم معلمة في بر الوالدين ... بدلا من ان اكون معلمة لهم في العقوق ... ويبدو انني كنت معلمة بارعة ... فالتلاميذ قد تفوقوا على استاذتهم في الانانية والعقوق ...
أما الامنية الثانية .. فهي ان يسامحني الله .. و يكفيني مالاقيته من عقوبة الدنيا عن عقوبة الآخرة ...
رحمك الله يا أمي ... وجمعني الله بك في مستقر رحمته ....
( وصلتني عبر الايميل )

امل 555 @aml_555
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



أم نينه
•
قصة مؤثرة ...
صحيح لازم الواحد ينتبه لكلامه قدام الاطفال لاننا نغرس في نفوسهم اشياء احيانا مانقصدها بس ترجع علينا
الله يعيننا على بر والدينا ويرزقنا رضاهم
ويرزقنا بر ابنائنا
آآآآآآمين
صحيح لازم الواحد ينتبه لكلامه قدام الاطفال لاننا نغرس في نفوسهم اشياء احيانا مانقصدها بس ترجع علينا
الله يعيننا على بر والدينا ويرزقنا رضاهم
ويرزقنا بر ابنائنا
آآآآآآمين

الصفحة الأخيرة
قصه فيها عبره وعظه الله ينفعنا واياكم بما قرأنا
والله يعطي امهاتنا طولة العمر والصحة والعافيه ويرزقنا برهم والاحسان اليهم ويجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنه
امين ومن يقرأ وجميع المسلمين