الامــيــرة01 @alamyr01
عضوة مميزة
احرقتهم الذنوب والمعاصي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوافل العائدين ..
العائدين إلى الله ..
بعد طول غياب ..
الذين ..
أحرقتهم الذنوب والمعاصي ..
الذين ..
جربوا الحياة في الظلام ..
ثم اكتشفوا النور ..
الذين ..
بدلوا ذل المعصيه بعز الطاعه ..
الذين ..
انتصروا على النفس ، والهوى ، والشيطان وحزبه ..
الذين ..
آثروا الجنه على النار ..
الذين ..
ندموا على ما فرطوا في جنب الله ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
قوافل العائدين
الشيخ خالد الراشد
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الله وبياكم ..
وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم ..
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم ..
أن يجمعني وإياكم في دار كرامته إخواناً على سرر متقابلين ..
أسأله سبحانه أن يغفر الذنب المذنبين ..
ويقبل توبة التائبين ..
وأن يدل الحيارى ..
ويهدي الضالين ..
ويغفر للأحياء وللميتين ..
أمر الله عز وجل بالتوبه فقال :
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ..
ووعد جل في علاه بالقبول فقال :
{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } ..
ثم فتح الرحمن باب الرجاء فقال :
{ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ } ..
أخرج مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( يا أيها الناس توبوا إلى ربكم ، فإني أتوب إليه في اليوم مئة مره ) ..
وأوحى الله إلى داود عليه السلام :
يا دواد ..
لو يعلم المدبرون عني ..
كيف انتظاري لهم ..
ورفقي بهم ..
وشوقي إلى ترك معاصيهم ..
لماتوا شوقاً إلي ..
ولتقطعت أوصالهم من محبتي ..
يا دواد ..
هذه إرادتي ..
في المدبرين عني ..
فكيف إرداتي ..
في المقبلين علي ..
يا من يرى ما في الضمير ويسمع
يا من يرجى للشدائد كلها
يا من خزائن رزقه في قول كن
ما لي سوى فقري إليك وسيلة
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة
ومن ذا الذي أدعو وأهتف باسمه
حاشاك أن تقنط من فضلك عاصياً
أنت المُعد لكل ما يتوقع
يا من إليه المشتكى والمفزع
فيكون ، والخير كله عندك أجمع
فبالافتقار إليك فقري إليك أرفع
فلئن رددت أي باب أقرع؟!.
إن كان فضلك عن فقيرك يُمنع
الفضل أجزل والمواهب أوسع
عنوان اللقاء ..
قوافل العائدين
نعم ..
قوافل العائدين ..
وسيتكون اللقاء من ..
مقدمه ..
وبدايه ..
وختام ..
وبينهما أخبار خمسه ..
الخبر الأول : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ } ..
الخبر الثاني : سبحان مغير الأحوال ..
الخبر الثالث : أترضى أن تكون مثل هذا ؟!..
الخبر الرابع : طريق المخدرات ..
الخبر الخامس : هدايتي على يديه ..
ثم الختام ..
فإلى أول الكلام ..
أول الكلام ..
روى البخاري رضي الله عنه من حديث أبي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إن لله ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر ..
فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا :
هلموا إلى حاجتكم ..
قال : فيحفونكم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ..
قال : فيسألهم ربهم جل في علاه وهو أعلم بهم : ما يقول عبادي ؟.
قال : يقولون : يسبحونك ، ويكبرونك ، ويحمدونك ، ويمجدونك ..
فيقول جل في علاه : هل رأوني ؟!..
قال : فيقولون : لا والله ما رأوك ..
قال : فيقول : كيف لو رأوني !!.
قال : يقولون : لو رأوك كانوا أشد لله عبادة ، وأشد لك تمجيداً وتحميداً ، وأكثر لك تسبيحاً..
- اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك ،
والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضره ولا فتنه مضله ، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداه مهتدين -..
قال : فيقول جل في علاه : فما يسألوني ؟!.
قال : فيقولون : يسألونك الجنه ..
قال : فيقول : هل رأوها ؟!..
قال : يقولون : لا والله يا ربّ ما رأوها ..
قال : فيقول : فكيف لو رأوها !!..
قال : يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً ، وأشد طلباً ، وأعظم فيها رغبه ..
- فأين المشمرون ؟! -..
- أين المشمرون ؟!-..
قال : فيقول : فممَ يتعوذون ؟!..
قال : يقولون : من النار ..
قال : فيقول : هل رأوها ؟!..
قال : يقولون : لا والله يا ربّ ما رأوها ..
قال : فيقول : كيف لو رأوها !!..
قال : يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فراراً ، وأشدَّ لها مخافه ..
- اللهم أجرنا من النار -..
- اللهم أجرنا من النار -....
- اللهم أجرنا من النار -......
قال : فيقول : أشهدكم أني قد غفرت لهم ..
- فأبشروا يا أهل هذه المجالس -..
قال : يقول ملك من الملائكه : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجه !..
فيقول جل في علاه : وله قد غفرت هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ) ..
نعم ..
أبشروا ..
يا أهل هذه المجالس ..
فربكم ذو رحمه واسعه ..
اسمع منادي الله ينادي :
ألا قد طال شوق الأبرار إلى لقائي ..
وإني أشد شوقاً لهم ..
ألا من طلبني ..وجدني ..
ومن طلب غيري ..لم يجدني ..
من ذا الذي ..
أقبل علي ..وما قبلته ..
من ذا الذي ..
طرق بابي ..وما فتحته ..
من ذا الذي ..
توكل علي ..وما كفيته ..
من ذا الذي ..دعاني ..وما أجبته ..
من ذا الذي ..
سألني ..وما أعطيته ..
أهل ذكري ..أهل مجالستي ..
أهل شكري ..أهل زيادتي ..
أهل طاعتي ..أهل كرامتي ..
وأهل معصيتي ..لا أقنطهم أبداً من رحمتي ..
إن تابوا ..فأنا حبيبهم ..
وإن لم يتوبوا ..فأنا طبيبهم ..
أبتليهم بالمصائب ..لأطهرهم من المعايب..
من أقبل علي ..تقبلته من بعيد ..
ومن أعرض عني ..ناديته من قريب ..
ومن ترك لأجلي ..أعطيته المزيد ..
ومن أراد رضاي ..أردت ما يريد ..
ومن تصرف بحولي وقوتي ..ألنت له الحديد ..
من صفا معي ..صافيته ..
ومن آوى إليَّ ..آويته ..
من فوض أمره إليَّ ..كفيته ..
ومن باع نفسه مني ..اشتريته ..
وجعلت الثمن ..جنتي ..ورضاي ..
وعد صادق ..
وعهد سابق ..
{ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ } ..
يا فرحة التائبين بمحبة الله ..
فيا فرحة التائبين بمحبة الله ..
{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } ..
إلهج بحمده ..
واهتف بشكره ..
وقل :
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ..
خلقتني وأنا عبدك ..
وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ..
أعوذ بك من شر ما صنعت ..
وأبوء إليك بنعمتك علي ..
وأبوء بذنبي ..
فاغفر لي ..
إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ..
قل : أنا الميت ..الذي أحييته ..
فلك الحمد ..
قل : أنا الضعيف ..الذي قويته ..
فلك الحمد ..
أنا الصغير ..الذي ربيته ..
فلك الحمد ..
أنا الفقير ..الذي أغنيته ..
فلك الحمد ..
أنا الضال ..الذي هديته ..
فلك الحمد ..
أنا الجاهل ..الذي علمته ..
فلك الحمد ..
أنا الجائع ..الذي أطعمته ..
فلك الحمد ..
لك الحمد كله ..
ولك الشكر كله ..
وبيدك الخير كله ..
وإليك يرجع الأمر كله ..
لا إله إلا أنت ..
يا رب حمداً ليس غيرك يحمد
أبواب غيرك ربنا قد أوصدت
يا من له كل الخلائق تصمد
ورأيت بابك واسعاً لا يوصد
رُوي عن منصور بن عمار قال :
قال خرجت ليله وظننت أني أصبحت فإذا علي ليل فقعدت عند باب صغير فإذا بصوت شاب يبكي ويقول :
وعزتك وجلالك ..
ما أردت بمعصيتك مخالفتك ..
وقد عصيتك حين عصيتك ..
وما أنا بنكالك جاهلاً ..
ولا لعقوبتك متعرضاً ..
ولا بنظرك مستخفاً ..
ولكن ..
سولت لي نفسي ..
وغلبتني شقوتي ..
وغرني سترك المرخي علي ..
فالآن ..
من عذابك من يستنقذني ؟!..
وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني ؟!..
واسوأتاه ..
من أيامي في معصية ربي ..
ويا ويلي ..
كم أتوب ، وكم أعود !..
وقد حان لي أن أستحي من ربي ..
قال منصور : فلما سمعت كلامه قلت :
أَعوذُ بِاللهِ مِنَ الشَيْطَانِ الرَّجِيْم ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ..
قال : فسمعت صوتاً واضطراباً شديداً ومضيت لحاجتي ..
فلما أصبحنا رجعت ..
وإذا أنا بجنازة على الباب وعجوز تذهب وتجيء ..
فقلت لها : من الميت ؟!..
فقالت : لا تجدد علي أحزاني ..
قلت : إني رجل غريب ..
فقالت : هذا ولدي ..
مرَّ بنا البارحه رجلاً لا جزاه الله خيراً فقرأ آيه فيها ذكر النار ..
فلم يزل ولدي يضطرب ويبكي ..
حتى مات ..
قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
قلت : هكذا والله صفة الخائفين يا ابن عمار ..
سبحان من وفق للتوبة أقواماً
يا من ليس لي منه مجير
إن تعذبني فبعدلك ، وإن
وثبت على صراطها أقدماً
بعفوك من عذابك أستجير
ترحمني فأنت به جدير
إن علاج مشاكل ..
الشباب والشيب ..
وأصحاب الهموم والغموم ..
هو الفرار إلى الله ..
بالانضمام إلى ..
قوافل العائدين ..
نعم ..
الانضمام إلى ..
قوافل العائدين ..
العائدين إلى الله ..
بعد طول غياب ..
الذين ..
أحرقتهم الذنوب والمعاصي ..
الذين ..
جربوا الحياة في الظلام ..
ثم اكتشفوا النور ..
الذين ..
بدلوا ذل المعصيه بعز الطاعه ..
الذين ..
انتصروا على النفس ، والهوى ، والشيطان وحزبه ..
الذين ..
آثروا الجنه على النار ..
الذين ..
ندموا على ما فرطوا في جنب الله ..
قال صلى الله عليه وسلم :
( الندم توبه )..
قال بعضهم : إن العبد ليذنب الذنب فلا يزال نادماً حتى يدخل الجنه ، فيقول إبليس : ليتني لم أوقعه في الذنب ..
قال طلق بن حبيب : إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد ..
ولكن ..
أصبحوا تائبين ..
وأمسوا تائبين ..
ليس عيب أن تخطئ ..
لكن كل العيب ..
أن تصر على الخطأ ..
عيب ..
أن تتمادى في الخطأ..
عيب ..
أن تنسى فضل الله عليك..
عيب ..
أن تنسى رقابة الله لك ..
جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم فقال يا إبراهيم :
لقد أسرفت على نفسي بالذنوب والمعاصي ، فقل لي في نفسي قولاً بليغاً..
قال : أعظك بخمس ..
أعظك بخمس ..
قال : هات الأولى ..
قال : الأولى ..لاتأكل من رزق الله ..واعصي الله ..
قال : كيف يا إبراهيم وهو الذي يُطعِم ولا يُطعَم ؟!..
قال : عجباً لك ..
تأكل من رزقه ، وتعصيه !!..
قال : هات الثانيه ..
قال : الثانيه ..لا تسكن في أرض الله ..واعصي الله ..
قال : كيف يا إبراهيم الأرض أرضه ، والسماء سماؤه ؟!..
قال : عجباً لك ..
تأكل من رزقه ، وتسكن في أرضه ، وتعصيه !..
قال : هات الثالثه ..
قال : الثالثه ..اذهب في مكان لا يراك فيه الله ..واعصي الله ..
قال : قال أين يا إبراهيم وهو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ؟!..
قال : عجباً لك ..
تأكل من رزقه ، وتسكن في أرضه ، وفي كل مكان يراك ، ثم تعصيه !..
قال : هات الرابعه ..
قال : الرابعه ..إذا أتاك ملك الموت ليقبض الروح فقل له : إني لا أموت الآن !..
قال : من يستطيع يا إبراهيم والله يقول : { إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ..
قال : عجباً لك ..
تأكل من رزقه ، وتسكن في أرضه ، وفي كل مكان يراك ، ولا تستطيع رد الموت إذا أتاك ، وتعصيه !..
قال : هات الخامسه ..
قال : الخامسه ..إذا جاءتك الزبانيه - ملائكة العذاب - تأخذك إلى النار ، فخذ نفسك إلى الجنه ..
قال : من يستطيع هذا يا إبراهيم ؟!.
قال : عجباً لك ..
تأكل من رزقه ، وتسكن في أرضه ، وفي كل مكان يراك ، ولا تستطيع رد الموت إذا أتاك ، ولا تملك لنفسك جنة ولا نار ، ثم تعصيه !..
قال : اسمع يا إبراهيم ..
أنا أستغفر الله أتوب إليه ..
أنا يا إبراهيم ..
أستغفر الله وأتوب إليه ..
فأعلنها ..
توبة ، وإنابة ، وفراراً إلى الله ..
أعلنها ..
رجعه وانضماماً إلى ..
قوافل العائدين ..
وأنت ..
نعم أنت ..
إياك أعني ..
يا من ..
تأكل رزقه ..
وتسكن في أرضه ..
وفي كل مكان يراك ..
ولا تستطيع رد الموت إذا أتاك ..
ولا تملك لنفسك جنة ولا ناراً..
أما آن أن ..
تتوب ..
أما آن أن ..
تتوب وتستغفر علَّام الغيوب ..
أما آن أن ..
تنضم إلى ..
قوافل العائدين ..
أما آن لما أنت فيه متاب
تقضّت بك الأعمار في غير طاعة
وليس للمرء سلامة دينه سوى
كتاب حوى العلوم بكلها
ففيه الدواء لكل داء فاظفر به
وهل لك من بعد الغياب إياك
سوى عمل ترجوه وهو سراب
عزلة فيها الجليس كتاب- يعني القرآن-
وكلما حوى من العلوم ثواب
فوالله ما عنه ينوب كتاب
تعال ..
نسمع أخبار أصحاب تلك القوافل ماضياً وحاضراً..
تعال ..
نأخذ العبرة من قصصهم ..
قصص ..
ممزوجه بالندم ، والدموع ..
قصص ..
مليئه بالصور ، والعبر..
يشكو أصحابها قبل الانضمام إلى ..
قوافل العائدين ..
من الهموم ، والغموم ..
مآسي ، وآهات ..
غرقوا في لجج المعاصي ، والمنكرات ..
فمن ..
خمور ..
ومخدرات ..
وفواحش ..
ومنكرات ..
وكانت النجاة بالفرار إلى الله ، والانضمام إلى ..
قوافل العائدين ..
الخبر الأول :
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ } ..
عن أبي هشام الصوفي رحمه الله قال :
أردت البصره ، فجئت إلى سفينه أركبها ..
وفيها رجل ، معه جاريه ، فقال لي الرجل : ليس ها هنا موضع ..
فسألته الجاريه أن يحملني ، ففعل ..
فلما سرنا دعا الرجل بالغداء فوُضع ..
فقالت الجاريه : ادع ذلك المسكين ليتغدى معنا ..
فجئت على أنني مسكين ..
فلما تغدينا قال : يا جاريه هاتِ شرابك ، فشرب ..
وأمرها أن تسقيني ..
فقالت يرحمك الله : إنَّ للضيف حقاً ، فتركني ..
فلما دبَّ فيه الشراب ..
قال : يا جاريه هاتِ عودك ، وهاتِ ما عندك ..
فأخذت العود ، وغنت ..
ثم التفت إلي فقال : أتحسن مثل هذا !!..
فقلت : عندي ما هو أحسن منه ..
عندي ما هو أحسن منه وخير منه ..
قال : قل ..
قلت : أَعوذُ بِاللهِ مِنَ الشَيْطَانِ الرَّجِيْم ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ، وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ، وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ، وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ، وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ، وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } ..
وجعل الرجل يبكي حتى انتهيت إلى قوله : { وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } ..
فقال : يا جاريه اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى ..
ثم ألقى ما معه من الشراب ، وكسر العود ..
ثم دعاني ، فاعتنقني ، وجعل يبكي ويقول :
يا أخي أترى أنَّ الله يقبل توبتي ؟!..
فقلت : نعم { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } ..
فقلت : نعم { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } ..
قلت : نعم { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ } ..
فتاب ..
واستقام ..
وتبدل حاله ..
وصاحبته بعد ذلك أربعين سنة حتى مات ..
فرأيته في المنام فقلت له : إلى ما صرت ؟!..
فقال : إلى الجنه ..
فقال : إلى الجنه ..
قلت : بماذا ؟!..
قال : بقراءتك علي { وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } ..
قال : بقراءتك علي { وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } ..
فلا إله إلا الله ..
كيف سيكون حالي وحالك { وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ، وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ ، وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ، وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ، عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ } ؟!..
{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } ..
فلا إله إلا الله ..
إذا نطقت العينان ، وقالت :
أنا للحرام ..نظرت ..
لا إله إلا الله ..
إذا نطقت الأذنان ، وقالت :
أنا للأغاني ، والحرام ..استمعت ..
ولا إله إلا الله ..
إذا نطقت اليدان ، وقالت :
أنا للربا والحرام ..أخذت ..
فلا إله إلا الله ..
إذا نطقت الرجلان ، وقالت :
أنا للحرام ..مشيت ..
{ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }..
{ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ ، وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ، فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } ..{ فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ } ..{ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ } ..
مثّل لقلبك أيها المغرور
قد كوِّرت شمس النهار وأُضعفت
وإذا الجبال تقلَّعت بأصولها
وإذا النجوم تساقطت وتناثرت
وإذا العشار تعطلت عن أهلها
وإذا الوحوش لدى القيامه أُحضرت
فيقال سيروا تشهدون فضائحاً
وإذا الجنين بأمه متعلقٌ
هذا بلا ذنب يخاف لهوله
هذا بلا ذنب يخاف لهوله
يوم القيامة والسماء تمور
حراً على رؤوس العباد تمور
فرأيتها مثل السحاب تسير
وتبدلت بعد الضياء كدور
خلت الديار فما بها معمور
وتقول للأملاك : أين نسير!
وعجائباً قد أحضرت أمور
خوف الحساب وقلبه مذعور
كيف المقيم على الذنوب دهور!
كيف المقيم على الذنوب دهور!
حتى ننجو ..
ونفوز ..
في ذلك اليوم ..
ونفلح ..
لا بدَّ من الفرار إلى الله ..
بالانضمام إلى ..
قوافل العائدين ..
قال سبحانه : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }..
الخبر الثاني :
سبحان مغير الأحوال ..
قال الرواي :
لقد تغير صاحبي ..
نعم ..تغير..
ضحكاته الوقوره تصافح أذنيك كنسمات الفجر النديه ..
وكانت من قبل ضحكات ماجنه ، مستهتره ، تصك الآذان ، وتؤذي المشاعر ..
نظراته الخجوله تنم عن طهر وصفاء ..
وكانت من قبل جريئه وقحه ..
كلماته تخرج من فمه بحساب ..
وكانت من قبل يبعثرها هنا وهناك ..
تصيب هذا ، وتجرح ذاك ، لا يعبأ بذلك ولا يهتم ..
وجهه هادئ القسمات ، تزينه لحية وقوره ..
وتحيط به هاله من نور ..
وكانت ملامحه من قبل تعبر عن الانطلاق وعدم المبالاه والاهتمام ..
نظرت إليه ..
وأطلت النظر في وجهه ..
ففهم ما يدور في خاطري فقال :
لعلك تريد أن تسأل ماذا غيَّرك ؟!.
قلت : نعم ، هو ذاك فصورتك التي أذكرها منذ لقيتك آخر منذ سنوات تختلف عن صورتك الآن !!..
فتنهد قائلاً : سبحان مغير الأحوال..
قلت : لا بدَّ أن وراء ذلك قصه ؟!..
قال : نعم ، وسأقصها عليك ..
ثم التفت إليَّ قائلاً :
كنت في سيارتي على طريق ساحلي ..
وعند أحد الجسور الموصله إلى أحد الأحياء فوجئت بصبي صغير يقطع من أمامي الطريق ..
فارتبكت واختلت عجلة القياده من يدي ..
ولم أشعر إلا وأنا في أعماق المياه ..
رفعت رأسي إلى أعلى لأجد متنفساً ..
ولكن الماء بدأ يغمر السياره من جميع نواحيها..
مددت يدي لأفتح الباب فلم ينفتح ..
هنا تأكدت ..
أني هالك لا محاله ..
وفي لحظات ..لعلها ثواني ..
مرت أمام ذهني صور سريعه متلاحقه..
هي صور حياتي الحافله بكل أنواع العبث والمجون ..
وتمثل لي الماء شبحاً مخيفاً ..
وأحاطت بي الظلمات كثيفه ..
وأحسست بأني أهوي إلى أغوار سحيقه مظلمه ..
فانتابني فزع شديد ..
فصرخت في صوت مكتوم :
يا رب ..يا رب..
{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ } ..
ودرت حول نفسي ماداً ذراعي أطلب النجاه ..
لا من الموت ..
الذي أصبح محققاً ..
بل ..
من خطاياي التي حاصرتني ، وضيقت عليّ الخناق ..
أحسست بقلبي يخفق بشده ..
فانتفضت وبدأت أزيح من حولي تلك الأشباح المخيفه ..
وأستغفر ربي قبل أن ألقاه ..
أحسست أن كل ما حولي يضغط عليّ ..
كأنما استحالت المياه إلى جدران من الحديد ..
فقلت : إنها النهايه لا محاله ..
فنطقت بالشهادتين ..
وبدأت أستعد للموت ..
وحركت يدي ..
فإذا بها تنفذ في فراغ ..فراغ يمتد إلى خارج السياره ..
وفي الحال تذكرت أن زجاج السياره الأمامي مكسور ..
شاء الله أن ينكسر في حادث منذ ثلاثة أيام ..
وقفزت دون تفكير ..
ودفعت بنفسي من خلال هذا الفراغ ..
خرجت من أعماق الماء ..
فإذا الأضواء تغمرني ..
وإذا بي خارج السياره ..
ونظرت ..فإذا جمع من الناس يقفون على الشاطئ ..
كانوا يتصايحون بأصوات لم أتبينها ..
ولما رأوني نزل اثنان منهم ، وأخرجاني من الماء..
وقفت على الشاطئ ذاهلاً عما حولي ..
غير مصدق أني ..
نجوت من الموت ..
وأني الآن ..
بين الأحياء ..
كنت أتخيل السياره ..
وهي غارقه في الماء .. فأتخيلها تختنق وتموت ..
وقد ماتت فعلاً ..
وهي الآن راقده في نعشها أمامي ..
لقد تخلصت منها ..
وخرجت..
خرجت مولوداً جديداً ..
لا يمت إلى الماضي بسبب من الأسباب..
أحسست برغبة في الركض بعيداً ..
والهرب من هذا المكان ..
هذا المكان الذي دفنت فيه الماضي الدنس ..
ومضيت ..
مضيت إلى البيت إنساناً آخر غير الذي خرج قبل ساعات ..
دخلت البيت ..
وكان أول ما وقع عليه بصري صور معلقه على الحائط لممثلات ، وراقصات ، ومغنيات ..
اندفعت إلى الصور أمزقها ..
ثم ارتميت على سريري أبكي..
ولأول مره ..أبكي ..
أحس بالندم ..
أحس بالندم ..
الندم ..
على ما فرطت في جنب الله ..
فأخذت الدموع تنساب في غزاره من عيني..
وأخذ جسمي يهتز ..
وبينما أنا كذلك ..
إذا بصوت لطالما سمعته وتجاهلته ..
إنه صوت الأذان ..
إنه صوت الأذان يجلجل في الفضاء ..
وكأني أسمعه لأول مره ..
وجلجلة الأذان في كل حيٍّ
منائركم علت في كل ساحٍ
ولكن أي صوت من بلال
ومسجدكم من العبَّاد خالي
يقول : فانتفضت واقفاً ، وتوضئت ..
وفي المسجد ..
بعد أن أديت الصلاه ..
أعلنت توبتي ..
وجلست أبكي ..
وأدعو الله أن يغفر لي خطيئتي ..
ومنذ ذلك الحين ..
وأنا كما ترى ..
قلت : هنيئاً لك الدموع الحاره ..
هنيئاً لك الدموع الحاره ..
وهنيئاً لك الانضمام إلى ..
قوافل العائدين ..
قال سبحانه :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً } ..
وقال صلى الله عليه وسلم :
( كل ابن آدم خطَّاء ، وخير الخطائين التوابون ) ..
قال عمر رضي الله عنه :
التوبة النصوح ..
أن يذنب العبد ، ثم يتوب ، فلا يعود فيه ..
وقال الحسن البصري :
التوبة النصوح ..
ندم بالقلب ..
استغفار باللسان ..
ترك بالجوارح ..
واضمار بأن لا يعود ..
وقال يحيى بن معاذ :
علامة التائب :
إسبال الدمعه ..
وحبّ الخلوه ..
والمحاسبه للنفس في كل همه ..
اللهم ..
اجعلنا من التوابين ، واجعلنا من المتطهرين ، الذي لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..
الخبر الثالث :
أترضى ان تكون مثل هذا !!..
شاب صالح يقول :
كان لي قريب بعيد ..
قرَّبه النسب ..
وأبعده الدين ..
وبحكم إطلاعي على دقائق حياته ، وتفاصيل أيامه ..
فقد تأكد لي ..
أنه لا يصلي مطلقاً ..
ومثله كثير ..
نصحته مرات ومرات ..
لعله يتعجل في إصلاح أمره ..
ويستقيم في صفوف المصلين ..
ولكنه كان يقدم ويؤخر ..
ويظن أن العمر طويل ..
والحياه دائمه ..
( هلك المسوفون ) ..
والمُسوف : الذي يقول سأتوب ، وهو مصرّ على الذنب ..
كم قلت له :
كم ستعيش ؟!.
عشرين !!..
ثلاثين !!..
بل ثمانين !!..
ثم ماذا ؟؟!!..
لا بدَّ ..
من الرحيل من دار الغرور ..
طالت بك الأيام ..
أم قصرت عنك الليالي ..
وفي ليلة لم يتوقعها ..
في ليل مظلم ..
استحوذ عليه الشيطان فأنساه ذكر الله ..
أطلق قدميه تركض في ..
أوحال المعصيه ..
وأوزار الجريمه ..
ألهته الأماني ..
وغرته نسمة الحياة وبهجة الدنيا ..
ومثله كثير..
{ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ } ..
وفجأه ..
على غير موعد ..
نزل به نازل ..
وطرق بابه طارق ..
ولم يكن هذا الضيف ..
إلا ليزوره ..
هذه المره ..فحسب ..
ولكنها زياره ثقيله مؤلمه ..
إنه الزائر الذي ..
لا يُرد ..
حاول ..
أن يؤخره ..
أن يؤجله ..
فلم يستطيع ..
أراد أن يتفاهم معه ..
فلم يستطيع..
أراد أن يدفعه ..
بالدواء ..
والطبيب ..
بالمال ..
والأولاد ..
فلم يستطيع ..
حاول بكل الوسائل الدفاعيه ..
فلم يستطيع ..
{ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } ..
انتهى كل شيء ..
هوت ..
آمال عظام ..
وأحلام كالجبال ..
حشرج الصدر ..
وضاقت الأنفاس ..
وغادرت الروح ..
وأمامه ..
أسئله صعاب ..
وجنة ونار ..
( هلك المسوفون ) ..
يقول الشاب : لم يكن هو أول من غادر الحياة بهذه السرعه من أسرتي ..
ولم يكن هو الشاب الوحيد الذي فقدناه ..
ولكن ..
لحياته فجيعه ..
ولموته عبره..
وكان يوم موته ، وتغسيله ، والصلاه عليه ، ثم دفنه ..
يوماً مشهوراً ..
غاب عنه كثير ..
وكنتُ أولهم ..
فكيف أصلي على من ..
حرَّم الله عز وجل ورسوله الصلاه عليه ..
لم أصلي عليه ..
طاعة ..
وعبادة لله ..
حتى تمّ كل شيء ..
يقول الشاب : ثم اجتمعتُ وأقاربي في مجلس ضمَّ الكثير ..
وأكثرهم ..
عالم بأمور الدنيا ..
جاهل بأمور الدين ..
كما قال الله : { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }..
فقام أحدهم ..
شاهراً سيفه ..
ومصوباً سهمه ..
ورافعاً صوته باستغراب يملأه الاستهزاء ، وهو يُسمع الجميع :
أين أنت عن صلة الرحم ، والقيام بالواجب ؟!.
فها هو فلان قد مات ولم نرى لك أثر ، ولم نعلم لك مكان ؟!..
اتجهت نحوي العيون بالعتاب ..
وتحركت الأيدي تلوم ، والألسنه تقول :
أين أنت عن واجب الصلاه والعزاء ؟!..
وأضاف أحدهم مستهزئاً :
تصلي ..
وتصوم ..
ولا تعرف حقوق القريب ..
وواجبات الأسره ؟!..
وأخذ المجلس يتحدث ، ويقول ، وأنا لا أرد عليهم ..
حتى إذا أفرغوا سهامهم ، وانتهوا ..
قلت للمتحدث الأول بصوت يسمعه الجميع :
ما رأيك لو صليت صلاة المغرب أربع ركعات ، هل يجوز ذلك ؟!..
سكت ، ولم يجب ، وهو يحرك حاجبيه ، ويهز يده باستغباء عجيب..
كررت ، وأعدت السؤال ، وطلبت الإجابه منه بصوت مسموع ، حتى يسمع المجلس ..
قال لي بعد تكرار السؤال عليه ثلاث مرات : لا يجوز..
قلت له : أحسنت ..
هذا أمر الله ورسوله ..
فنحن نطيع الله في هذا ..
ونطيع رسوله صلى الله عليه وسلم ..
إنَّ الكتاب والسنه يأمرانا أن ..
لا نصلي على من مات ..
وهو لا يصلي ..
وسماه ..
كافراً..
رفعت صوتي والحق يعلو ولا يُعلى عليه ..
وأنا أفرغ سهماً من كنانتي ..
هل أسمع ..
كلام الله ورسوله ، وأطيع أمرهما ..
أم أسمع ..
كلامك أنت ، وهراءك ..
استدرت نحو المجلس ، وأنا أقول :
أُمرنا أن لا نصلي على ..
من مات ..
وهو تارك للصلاه ..
ولا نغسله ..
ولا ندفنه في مقابر المسلمين ..
ولهذا لم أصلي عليه ..
سمعاً وطاعة لله ورسوله ..
خيّم صمت على المجلس ..
وأُغمدت السيوف ..
فقد ظهر الأمر واضحاً جلياً..
{ قُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } ..
يقول الشاب : مرت شهور ..
فإذا كثير من شباب أسرتنا ..
وقد سمع ورأى هذا الموقف ..
يعيد حساباته ..
ويراجع أفعاله ..
ويخشى أن يمر عليه يوم ..
لا يجد فيه ..
من يصلي عليه ..
لقد كان هلاك هذا القريب ..
رحمة لمن بعده ..
وعبره لمن خلفه ..
ولا يزال يتردد في جنبات المسلمين قول الله عز وجل : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ } ..
وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاه ، فمن تركها فقد كفر ) ..
فقل لي بالله العظيم ..
كيف حال الشباب اليوم مع صلاتهم ..
كيف حال الشباب اليوم مع صلاتهم ..
حال عجيبه :
قسم ..
لا يصلي ، ولا يركع ..لا بليل ولا بنهار ..
وقسم ..
يُقدم ، ويُؤخر ، وينام ..
يصلي متى ما شاء ، وكيفما شاء..
{ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } ..
أما آن لهؤلاء أن ..
ينتظموا في صفوف المصلين ..
وينضموا إلى ..
قوفل العائدين ..
خلِ الدكار الأربع
والظاعن المودع
و اندب زماناً سلفا
ولم تزل معتكفا
كم ليلةٍ أودعتها
لشهوةٍ أطعتها
وكم خطاً حثثتها
وت
13
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وكتـب اجـركي