احزروا ماذا قال لها عريسها ليلة الزفاف؟

بسم الله الرحمن الرحيم

انتهت حفلة الزفاف وتوجه العروسين إلى عش الزوجية السعيد...
بعدما خلا بها العريس نظر إليها وقال: أنا شايفك بعيني مثل الفحمة السودا....

صدمت العروس من هذه الجملة فلم تتوقع إن تسمع مثل هذا الكلام بل توقعت الكلام الجميل الرقيق.
نظرت له وقالت: لماذا؟

جلس إلى جانب السرير وبدأ يروي لها قصته: قال لها إن أهله قد أجبروه على هذا الزواج وإنه كان يرغب في واحدة أخرى ولكن تحت ضغط أهله وافق على الزواج منها.
ثم أخبرها برغبته بإنه يريد أن تجلس معه لعدة أشهر خوفا على سمعتها ولكن أن تكون كأخته في المنزل، ثم بعد ذلك يطلقها معللا ذلك بإنهم لم يتفاهموا مع بعضهم.

وافقت على ما يريد ولكنها قررت اللجوء إلى الله عز وجل ليخرجها من كربتها.

بدأت يومها الأول بعد الزواج باستعددها لاستقبال أهلها وأهله القادمين للتهنئة بالصباحية.
تزينت ولبست أحلى ما عندها استقبلت الجميع بابتسامة هادئة جميلة تعلو محياها...
كل يوم كانت تتزين وتلبس الجميل من الثياب تهتم بمنزلها ونظافته وتستقبل زوجها بأجمل ابتسامة وأحلى الكلام، دون ان تشعره أنه مستاءة من هذا الوضع.

عندما كان الأهل يحضرون للزيارة كانت تستقبلهم أحلى استقبال وتجاملهم وتكرم ضيافتهم لم تخبر أحدا بما حدث معها بل كانت تضحك مع زوجها أمام الجميع وتمزح معه وكان هو يجاريها حتى ظن الجميع انهم أجمل ثنائي سعيد على وجه الأرض.
مضت الأيام وكل يوم يراقب تصرفاتها ويعجب بها أكثر من اليوم السابق فأي واحدة تستطيع تحمل مثل هذا الوضع خاصة أنه لم يكن لها يد فيه.

أصبح يلوم نفسه على ما بدر منه، وسبحان الله بدأ يميل لها كل يوم أكثر وأكثر.
حتى جلس معها في أحدى الليالي وقال لها مستغربا: لم أتوقع ردة فعلك على الذي حدث بيننا ان تكون هكذا، بل توقعت المشاكل وغير ذلك، ولكنني ذهلت من تصرفاتك..
قالت له: أنها تحبه وأنها تميل إليه وقررت في نفسها أن تحسن إليه وتصبر عليه حتى يجعل الله لها مخرجا.

قال لها: وقد جعل الله لك المخرج، فوالله أنني كل يوم كنت أزيد بك أعجابا وحبا حتى أنني لم استطع أن أبقى بعيدا عنك أكثر من هذا..

أنني أراك الآن في عيني كملاك أرسله الله لي بيضاء نقية، فليس كل ما يتمنى المرء ويحب يكون خيرا له، وليس كل ما يكره يكون شرا له، وسبحان الله كانت تلك الليلة لهما أحلى وأجمل ليلة زفاف، وشكرت الله في نفسها على هذه النعمة.

أخواتي الكريمات:
لنتخذ الصبر شعارا لنا في حياتنا، أن نصبر على ما نلاقي في حياتنا من هموم ومشاكل، أن نصبر على أحبابنا خاصة إذا بدر منهم ما يسيء إلينا ويزعجنا.
لعل الله عز وجل أن يصلح الحال إلى الأفضل ويجزينا أحسن الجزاء...
قال تعالى: (إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير) هود:(11).

:26: :26: :26: