احـذروا ان تكــونوا من المطففيــن ...

ملتقى الإيمان

احـذروا ان تكــونوا من المطففيــن ...



المطففون على أصناف فمنهم:

ـ زوج يريد من الزوجة أن تعطيه حقه كاملاً وهو يبخسها حقها.

ـ صاحب يريد من صاحبه أن يكون له مثل العسل،
لكنه يعامل صاحبه بما هو مر كالحنظل .

ـ موظف يطلب الراتب كاملاً، لكنه لا يعطي الوظيفة حقها دواما وعملا.

ـ مدرس أو معلم يريد من التلاميذ أن يحترموه ، وهو لا يلين لهم، ولا يعطي الدرس حقَّه.

ـ رجل استأجر أجيراً، فاستوفى الحق منه تاماً لكنه لم يعطه الأجرة كاملة .

كل هؤلاء مطففون ؛ لأنهم يستوفون حقوقهم كاملة ، ولا يعطون الحق الذي عليهم كاملاً.

فماذا ينتظرهم يوم القيامة؟

انه الوعيد الشديد (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ).

قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
في أوائل سورة المطففين يتعلم منها المسلم كيف أن هذا القرآن العظيم قد أعطى تصورا شاملا لنواحي الحياة جميعا ، التي غفل عنها الكثير من المسلمين اليوم ، فلم يعرفوا من الإسلام إلا اسمه ، ومن المصحف إلا رسمه ، إنها تذكرة ، ودعوة لفهم كتاب الله وتدبر آياته.

قال الله تعالى (( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ . الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ . وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ . أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ))

( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) ويل: كلمة ترد في القرآن الكريم كثيراً، فما معنى هذه الكلمة؟ .

قيل: إنها اسم واد يسيل منه صديد أهل النار تستغيث منه النار من شدة هوله، وعلى هذا فتكون اسماً لشيء محسوس
وقيل: إنها كلمة وعيد، فمعنى ويل: أي وعيد شديد لهؤلاء،
ومعناها على القول الراجح: أنها كلمة وعيد يتوعد الله تبارك وتعالى بها من أسندت إليه.

هؤلاء المطففون الأشقياء لهم صفتان:

الصفة الأولى:

(إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ )
يعني: إذا طلبوا حقهم من الناس استوفوا، وليس فيه لوم على الإنسان أن يستوفي حقه، لكن اللوم أن يستوفي حقه كاملاً، ولكنه لا يعطي الحق الذي عليه كاملاً،
ولهذا قال: (وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) أي: ينقصون، وهذه هي الصفة الثانية، فهل هذا عدل أم جور؟

إن الإنسان الذي يطلب حقه كاملاً، ويعطي الحق الذي عليه ناقصاً إنسان جائر ؛ لأن هذا خلاف العدل، والله تعالى لا يحب الجائرين، انه يحب المقسطين العادلين.

قال أهل العلم: إن هذه الآية عامة في جميع الحقوق التي بين العباد ، وإنما ذكر الله الكيل والوزن لأنه معروف، فكل الباعة الذين يبيعون ويشترون يعرفون الكيل والوزن.

وهذه بعض الأمثلة التي تبين:
كيف أن هذه الآية هي عامة في جميع الحقوق:
• رجل استأجر أجيراً فاستوفى الحق منه تاماً، لكنه لم يعطه الأجرة كاملة :
هل يكون مثل الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون؟
الجواب: نعم. ولا فرق.

• موظفً يطلب الراتب كاملاً، لكنه لا يعطي الوظيفة حقها:
يتأخر في المجيء، أو يتقدم في الخروج، أو يتلهى عن الشغل بما لا مصلحة للشغل فيه ، ولكنه يطلب الراتب كاملاً، هل يدخل في الآية؟ نعم؛ لأنه يطلب حقه كاملاً، ولكنه لا يعطي الحق الذي عليه كاملاً.

• المعاشرة والتعامل بين الزوجين: فقد رسم الله تعالى له خطة عادلة،
قال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )
والمعاشرة: هي مفاعلة من الطرفين، وعاشروهن: أي ليعاشر كل واحد منكم الآخر بالمعروف، فبعض الرجال يريد من الزوجة أن تعطيه حقه كاملاً، وهو قد بخسها حقها، إن طلبت حقها من المهر المترتب بذمته، أو طلبت حقها من النفقة ماطل بها أو منعها، وإن طلبت الذهاب إلى أهلها أو إلى أقاربها أو إلى صاحباتها بالمعروف قال لا، وهو يريد منها أن تعطيه حقه كاملاً،
فهذا نقول له: إنك داخل في هذه الآية : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ).

•الحقوق بين الأصحاب:أيضاً يدخل فيها التطفيف، بعض الناس يريد من صاحبه أن يكون له مثل العسل، لكنه يعامل صاحبه بما هو مر كالحنظل، هل هذا تطفيف أو عدل؟ انه تطفيف، فإذا كنت تريد أن يعاملك صاحبك بالمعاملة الطيبة فعامله أيضاً بالمعاملة الطيبة؛ لأن له حقاً عليك ولك حق عليه، أما أن تريد أن يعاملك المعاملة الطيبة وأنت لا تعامله كذلك فإن هذا من التطفيف.
7
684

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

متجر ضي القمر
متجر ضي القمر
جزاك الله خير
~ريحانــــة~
~ريحانــــة~
جزاك الله خير
جزاك الله خير
جزاك الله خيرا ونفع بك
أم غــــادة
أم غــــادة
الله يجزاش الجنة ومن تحبين
موضوع راااائع كروعتك
ورد الجوووري لقلبك
الورد*
الورد*
استفدت كثير
جزاك الله خير
عطري آستغفاري
عطري آستغفاري
آمين وياكم ي رب ..

منورات