احـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام مغتربة

كل الأطفال حينما يولدون يرضعون لبنا صافيا سائغا ... إلا أنا ! ! حينما ولدت رضعت لبنا ممزوجا بالغربه ! ! ممزوجا بالآه ! !
ممزوجا بالحنين ... وببقايا نحيب قديم !!! منذ الطفوله وأنا أستقبل وأودع أفواجا من القادمين والراحلين ... وفي كل مساء من مساءات الغربه .. أسند رأسي إلى الخلف .. وأغمض عيناي .. لقد تعلمت في الغربه أن أغمض عيناي عن كل شيىء آراه أمامي .. برغم أنني أرفض أن أغض الطرف عن كل شيء ولكنها ضريبة الغربه ! !
أجمل الليالي حينما أغمض عيناي وتترآئى لي الأحلام ... آه ما أجمل لحظة الغمض ... فتنساب الأحلام .. نعم أهم ما تعلمته في الغربه أن أحلم .. وأحلم .. ثم أحلم .. ثُم أستيقظ من أحلامي ..
لأكتشف أنني بعد ذلك الحلم وهو يتحطم على أعتاب الحقيقه ! ! !
ثم أسأل نفسي لماذا أحلم كثيرا ! ! ! لأتذكر أنني في يوم من الأيام رضعت الحلم مع اللبن ! ! ! ولكي أهرب من وجع الحقيقه المره ... عدت إلى الأحلام التي لا بد منها ...
***************
ضمد جراحك واحمل هم مغترب ...
ياغربة ضوأت في ليلنا السرجا ...