سيدة الوسط
سيدة الوسط
أظهرت دراسة أميركية حديثة أن الشعور بالعدوانية ‏ ‏تجاه الآخرين ربما يكون له تأثيرات سيئة على القلب والشرايين تفوق أحيانا تأثيرات ‏ارتفاع نسبة الكولسترول أو التدخين. ‏ ‏

وأضافت الدراسة التي بثتها شبكة "إيه بي سي" الأميركية أن الأشخاص ‏ ‏لا سيما كبار السن من الرجال الذين لديهم مستويات عالية من العدوانية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالشريان التاجي بشكل منفصل عن تأثيرات الأنسولين الصائم وحجم ‏ ‏البدانة ومستويات الدهون الثلاثية وضغط الدم. ‏ ‏

وجاءت نتائج الدراسة بعد أن قام الباحثون من جامعتي بروانن وبوسطن الأميركيتين ‏ بإجراء اختبار الشخصية على 774 رجلا متوسط أعمارهم 60 عاما. ‏وبينت النتائج أن الرجال الذين يصابون بأزمات قلبية وآلام في الصدر أو الأعراض ‏ الأخرى المتعلقة بأمراض القلب سجلوا نقاطا أعلى في مستوى العدوانية عند إجراء ‏اختبار للشخصية. ‏ ‏

وأفادت الدراسة حسب وكالة الأنباء الكويتية، أن أمورا مثل ارتفاع ضغط الدم والمستويات الكلية للكوليسترول أو ‏ ‏نسبة الأنسولين عند الصيام وما يتعلق بزيادة الوزن وحتى التدخين لم تشر إلى خطر إصابة الشخص بمرض القلب خلال السنوات الثلاث التي استغرقتها الدراسة.‏ ‏

وقال ريمون نيورا من مركز الطب السلوكي والوقائي في جامعة براون إن من بين ‏التحاليل المختلفة لوظائف الجسم لم يتوقع بشكل سليم احتمال إصابة الشخص بمرض في ‏ ‏القلب سوى مستوى الكوليسترول الكثيف (أتش دي أل ) أو ما يعرف باسم الكوليسترول ‏ ‏"الحميد".‏ وأشارت الدراسة إلى أن النتائج التي تم التوصل إليها قد لا تنطبق على النساء ‏والرجال الأصغر سنا.

هذا وقد أكد باحثون أميركيون في دراسة مؤخرا، أن الأشخاص الذين يعبرون عن غضبهم لفظيا أو جسديا ويملكون أنماطا شخصية من النوع العدائي فيما يعرف بـ"العدائية المتضادة" يزيد خطر إصابتهم بمشكلات خطرة في شرايين القلب التاجية نتيجة ارتفاع مستويات الكوليسترول في دمائهم.

وربطت دراسات كثيرة سابقة بين الشخصية العدائية وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، إلا أن الدراسة الجديدة في المركز الطبي بجامعة ديوك الأميركية والتي شملت 77 من السيدات الأصحاء وجدت أن هذا الارتباط يختلف اعتمادا على نوعية العدائية التي تميز الشخص.

وأظهرت الدراسة بعد تقويم أنواع العدائية باستخدام استبيانات تسأل عن تكرار الغضب المكبوت أو المعبر عنه، ومقادير الغيظ والاستياء والشك والامتعاض وغيرها من العوامل ، إنه بالرغم من أن العدائية المتضادة هي أقوى عامل خطر للتنبؤ باحتمالات الإصابة بأمراض جهاز القلب الوعائي إلا أن العدائية العصبية وهي كبت مشاعر الغضب وعدم التعبير عنه غير مرتبطة بمثل هذه الأمراض على الإطلاق، ما يدل على أن الغضب بحد ذاته لا يؤثر على خطر أمراض القلب التاجية ولكن يلعب دورا في الإصابة.

ومن جانب آخر بعيدا عن الأمراض والمشاكل المستعصية فإن حياة الإنسان يمكن أن تصبح أكثر سعادة وأطول إذا كانت حياته مرحة وبعيدة عن المنغصات النفسية والأمراض.

فقد بين بحث حديث على دراسة دامت خمس عشرة سنة حول الهرم وداء الزهايمر أن السعادة تطيل العمر، ويقول الباحثون في هذه الدراسة إن الأفكار السعيدة والمشاعر الإيجابية في مرحلة مبكرة من الحياة قد تساعد على الوقاية من الأمراض وقد تطيل العمر أيضا.
فقد تحدث الدكتور ديفيد سنودون أستاذ الأمراض العصبية في جامعة كنتاكي ومدير هذه الدراسة: "معروف منذ زمن بعيد أن المشاعر المرضية كالكآبة والعدائية يمكن أن تؤدي لحدوث الأمراض، وتقول نظريتنا بأن حالات المشاعر السلبية كالقلق والضغينة والغضب يمكن أن يكون لها تأثير تراكمي على الجسم بمرور الوقت، فعلى مدى عقود عديدة من الزمن تؤذي هذه المشاعر اليومية أصحابها ويصبحون أكثر عرضة للوقوع ضحايا لأمراض القلب والسكتات الدماغية".

أما الدكتور ريتشارد سوزمان مدير المعهد القومي للشيخوخة فيقول: "إنه بحث مثير للاهتمام. وأنا أعتقد بأن هذه النتائج التي تشير إلى أن التفاؤل يمكن أن يساعد على إطالة العمر ستقود لمزيد من الدراسات في هذا المجال".
وقد عمل الدكتور سنودون منذ عام 1986 بحرص على تتبع المشاركين في هذه الدراسة، وجميعهم أعضاء في مدرسة نوتردام للراهبات، حيث وافقت جميع الراهبات والبالغ عددهن 678 على إجراء فحوص سنوية لتقييم الحالة العقلية والجسمية وبالإضافة لفحوص دموية، كما وافقن جميعهن على التبرع بأدمغتهن لفريق البحث بعد الموت.

وكان الدكتور سنودون ومساعدوه، قبل عدة سنوات مضت، قد قاموا بتحليل مذكرات 180 راهبة كتبنها وهن في العشرينات من العمر. فوجدوا أن الراهبات المسنات اللواتي عبرن عن أنفسهن بطريقة ومستوى معقدين في مذكرات أيام الشباب كن أقل عرضة لإظهار علامات داء الزهايمر في شيخوختهن. ويقول الدكتور سنودون: لقد تعلمنا بأنه من تقييم الوظيفة العقلية في مرحلة باكرة من العمر يمكننا أن نتنبأ بنسبة دقة تصل إلى 85 ـ 90% بمن ستظهر لديه أذيات دماغية تتوافق مع داء الزهايمر بعد مرور ستين سنة.

وبعد تأمل ودراسة المذكرات مرة بعد مرة والبحث عن كلمات مثل سعادة وسرور، وفرح وحب، وأمل، وقناعة، ورضا، وجد سنودون بأن الراهبات اللواتي عبرن عن مشاعر إيجابية عشن أكثر بحوالي عشر سنوات من اللواتي عبرن عن مشاعر إيجابية أقل.
وهذا يتوافق مع الدراسات الأخرى التي بينت بأن الأشخاص الذين سجلوا معدلات اكثر إيجابية في اختبارات الشخصية كانت فرصتهم للعيش حياة أطول أكثر من الذين صنفوا من بين المتشائمين. فكلما كان الشخص أكثر تفاؤلا، انخفضت نسبة الشدة والتوتر التي يحملها الشخص لجسمه.

ومعرفة أن المشاعر السلبية يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على طول الحياة، وتعلم كيفية التخلص من هذه المشاعر يؤدي بلا شك لحياة صحية أطول. وكم هو أمر رائع أن يكون المرء سعيداً ومليئاً بالأمل، وإنها لمتعة حقيقية أن نخلص حياتنا من أكبر قدر من التوتر والشدة. وهي نعمة أخرى يمكن أن يقدمها الناس لأنفسهم في محاولة لجعل حياتهم أطول.
سيدة الوسط
سيدة الوسط
لا تكاد تمر دقيقة واحدة، إلا ويصاب في أمريكا ثلاثة أشخاص بجلطة في القلب، وواحد من هؤلاء يلقى حتفه قبل أن يصل إلى المستشفى؛ لتناول العلاج .. وتودي جلطة القلب بحياة نصف مليون أمريكي سنويًّا، كما تودي بحياة 150 ألف إنجليزي في العام الواحد!! وللأسف الشديد، نجد تزايدًا مريعًا في حدوث هذا المرض في بلادنا العربية.

ما هي جلطة القلب Myocardial Infarction :؟

تنجم جلطة القلب (احتشاء العضلة القلبية) عن انسداد في أحد شرايين القلب التاجية، ويؤدي ذلك الانسداد إلى موت جزء من عضلة القلب كان يُروى بذلك الشريان، ويشكو المريض حينئذ من ألم شديد جدا في الصدر يصاحبه عرق وغثيان.

أما الذبحة الصدرية Pectoris Angina فهي ألم في منتصف الصدر يحدث عند الجهد، ويزول عادة بالتوقف عن الجهد، وتنجم عن ضيق (وليس انسداد) الشرايين التاجية.

ما هي العوامل المهيئة للإصابة بمرض شرايين القلب؟

تقسم عوامل الخطر التي تهيئ للإصابة بهذا المرض إلى عوامل لا يمكن التحكم فيها؛ كالعمر والجنس والوراثة.

وعوامل يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها كالتدخين وارتفاع كولسترول الدم وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر والسمنة، وعدم القيام بالرياضة البدنية والضغوط النفسية، وتكمن الوقاية من هذا المرض في التحكم في عوامل الخطر الأخيرة والسيطرة عليها أو تجنبها.

تعاليم الرسول تقي من جلطة القلب

ارتفاع كولسترول الدم والبدانة:

ينجم ارتفاع الكولسترول غالبا عند الإفراط في تناول الدهون الحيوانية؛ من لحوم وقشدة وزبدة وجبنة وسمن وغيرها، وقد يكون هناك استعداد عائلي لهذا الارتفاع.

وليس هناك أدنى شك في أنه كلما ارتفع كولسترول الدم زاد احتمال الإصابة بمرض شرايين القلب.

أما البدانة فتؤهل لحدوث مرض "السكر وارتفاع ضغط الدم"، كما أنها تؤهل لحدوث مرض شرايين القلب، وخصوصا عند الرجال في أواسط العمر، ونحن نعلم جيدًا أن البدانة تنجم غالبا عند الإفراط في الطعام وقلة الحركة، ويوصي خبراء التغذية الآن بتناول غذاء فقير بالدهون المشبعة والكولسترول، وبالمحافظة على الوزن المثالي للجسم.

فكيف تستطيع ذلك؟

لقد حث رسول الله على الاعتدال في الطعام، وتجنب التخمة؛ فعن ابن عمر (رضي الله عنه) قال: "تجشأ رجل عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "كف عنا جشاءك؛ فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة" رواه الترمذي وابن ماجة.

وروي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشبع؛ فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم، وضعفت قلوبهم، وجمحت شهواتهم" رواه البخاري.

ولقد أوصانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا نأكل كل ما تشتهيه الأنفس؛ فقد روي عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "من الإسراف أن تأكل ما اشتهيت" رواه ابن ماجة.

وإذا كنا بحق نريد اجتناب السمنة وما فيها من مشاكل على القلب والرئتين والمرارة ومرض السكر؛ فما علينا إلا أن نتذكر، ونطبق قول رسول الله عند كل طعام : "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه؛ بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه؛ فإن كان لا محالة؛ فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه" رواه الترمذي.

ولقد جمع الله تعالى علم الصحة والغذاء في آية من ثلاثة كلمات، قال تعالى : "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ".

وتوصي المنظمات الصحية الأمريكية بأن يشكل زيت الزيتون ما لا يقل عن ثلث الدهون المتناولة يوميا؛ فقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة فائدة زيت الزيتون في خفض كولسترول الدم، كما أن الدراسات قد أظهرت أن بلدان حوض البحر المتوسط هي من أقل البلدان إصابة بمرض شرايين القلب بسبب كثرة تناول سكانها من زيت الزيتون.

هذا الزيت الذي أوصانا رسول الله (عليه السلام) بتناوله؛ حيث قال: "كلوا الزيت، وادَّهنوا به؛ فإنه من شجرة مباركة".

وهي الشجرة التي ذكرها الله تعالى في قرآنه؛ حيث يقول: "يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ".

ويوصي خبراء التغذية وأطباء القلب في العالم بتناول وجبتين من السمك في الأسبوع على الأقل، والرسول (عليه السلام) قد لفت النظر إلى نعمة السمك، فقال: "أول طعام أهل الجنة زيت كبد الحوت". والسمك والحوت سيان .. فزيت السمك الذي ينصح به الأطباء كعلاج لارتفاع الغليسريدات الثلاثية Triglyceries (وهي إحدى دهون الدم) يستخلص من كبد الحوت نفسه! وتناول السمك لا يفيد في الوقاية من مرض شرايين القلب وارتفاع دهون الدم فحسب؛ بل إن له فوائد أخرى في علاج صداع الشقيقة ومرض المفاصل نظير الرئوي وغيرها كثير.

الرياضة البدنية:

أكدت مقالة نشرت في مجلة B.M.T الشهيرة أنه للوقاية من مرض شرايين القلب والجلطة القلبية يجب على الإنسان أن يمارس نوعا من أنواع الرياضة البدنية كالمشي السريع، أو الجري، أو السباحة لمدة 20 – 30 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل.

ولهؤلاء نقول: لم يحثنا رسول الله (عليه السلام) على المشي إلى المساجد مرتين أو ثلاثًا في الأسبوع؛ بل خمس مرات في اليوم الواحد، وقد يكون المسجد على بعد عشر دقائق أو يزيد.

أليس في هذا رياضة للبدن ووقاية للقلب؟‍! روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن رسول الله قال: "أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام " .

ويؤكد الأطباء على ضرورة أن يكون المشي سريعا وقويا لا متواصلا ومتهاديا . أليست هذه هي مشية المسلم الحقيقي الذي يقتدي برسول الله في كل أعماله؟

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : كان رسول الله عليه السلام إذا مشى تكفأ تكفؤا، وكان أسرع الناس مشيا…

الامتناع عن التدخين :

أجمعت الدراسات العلمية قاطبة على أن خطر مرض شرايين القلب عند المدخنين يبلغ ثلاثة أضعاف ما هو عليه عند غير المدخنين، ولا يخفى على أحد ما في التدخين من أضرار على القلب والرئتين وغيرهما من أعضاء الجسم.

وقد أقر العديد من الفقهاء بتحريم التدخين عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا ضرر ولا ضرار " . والمسلم الحق لا يدخن، ويأبى أن تهدر الملايين من الدولارات سنويًّا من أموال المسلمين على ما يؤذيهم ولا ينفعهم.

معالجة ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر :

من المؤكد أن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم ومعالجة مرض السكر تساهم في الوقاية من مرض شرايين القلب، ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي حيث قال: "تداووا عباد الله ، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد: الهرم" .

مواجهة الضغوط النفسية :

أكدت الدراسات العلمية أن التعرض للضغوط النفسية والكروب أو الانفعالات الشديدة يمكن أن يثير نوبة ذبحة صدرية، وهناك دلائل علمية حديثة تشير إلى أن الذين يغضبون بشدة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض شرايين القلب. وكلنا نعلم حديث رسول الله عليه السلام المشهور ، وهو يوصي رجلا جاء يسأله .. يا رسول الله أوصني، فقال له النبي: "لا تغضب" . وحديثه صلى الله عليه وسلم: "إذا غضب أحدكم وهو قائم؛ فليجلس فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع" .

وقد علمنا الإسلام الصبر على الشدائد والمصائب، " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرا له" .

فكيف لا يسلم المؤمن أمره لخالق الأرض والسماء!!.

حسان شمسي باشا
سيدة الوسط
سيدة الوسط