
إلى الوردة المتفتحة..

... أني أرى وردة وقد تفتحت بربيعها ، واستوت على عود اخضرارها واشتد غصن عنفوانها، وعبق عبيرها يملأ الكون حولها ... ولكن لا أريد لهذه الوردة إن تكثر الأشواك على ساقها الغض لتحاصر الأوراق الخضراء اللامعة ،ثم تأخذ ،بالامتداد لتسقط كل الوريقات الرقيقة .. وريقات الحب والأمل..

إلى كل وردة متفتحة ادعوا الله أن يهدي أوراقك للهداية والعطاء ،وان تنسي الأنانية وحب الذات فأنت يا وردتي تتفتحين بذكر الله ، ومن تواضع لله رفعه ، وكذلك نحن لا نريد وروداً صناعية.. لا لون لها ولا عبير ، ولا نريد ورودا تشرئب برأسها إلى شعاع الشمس الحارق، ليلسع بلهيبه وريقاتها الرقيقة فيجفف نداها اللؤلؤي..

الوردة ينتشر شذاها أينما كانت وأينما حلت ..فالجمال لوحده يبقى لوحة على الجدار جامدة غير متحركة ربما يمر ألف شخص لا يلتفتون عليها.. ولا يأبهون بها، ولكن إذا كان الجمال روح معطاءة يصبح ساعتئذ متحركاً نابضاً، والكل يريد الاقتراب منه...

أيتها الوردة: يا من تشكر الله في صباحها ومسائها حين تترقرق أوراقها الملونة بدموع الندى الصافية من صفاء الإيمان .يا من تشكر من يرويها بالماء النقي حتى يحافظ عليها من الذبول..

أيتها الوردة لولا شذاك لكنت صورة بلا روح.. فعبيرك هو رسالتك الذكية لكل من يمر بجانبك..
وتعبير صريح عما بداخلك من جمال وسحر وصدق ووضوح