يقول ابن القيم (من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه:اللحظات,والخطرات,واللفظات,والخطوات.فينبغي أن يكون بواب نفسه على هذه الأبواب الأربعة,يلازم الرباط على ثغورها,فمنها يدخل العدو,فيجوس خلال الديار,ويتبر ما علا تتبيرا...وأكثر ما تدخل المعاصي على العبد من هذه الأبواب الأربعة).
لذا لا بد من الوقوف مع هذه الأبواب:
أولا:النظر:-
لا غنى للانسان عن نظر يبصر به طريقه ويتأمل به في خلق ربه,لكن المتأمل في واقعنا يرى مدى التجاوز بهذه النعمة العظيمة الى مالا يعني.
فالنظر الفارغ المشتت فيما لا فائدة من ورائه ليس من شأن الجادين الساعين للتقدم قال تعالى (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)
ومن النظر الذي لا يعني :النظر للقراءة في غث الكتب والمجلات كالقصص الخيالية و البوليسية وأخبار الرياضة والفن وأخبار الكلاب ونحو ذلك.
واذا كان كذلك فان النظر الى المحرمات هو مما لا يعني من باب أولى وخاصة النظر الى العورات ومحارم الناس.
ثانيا:الخواطر والأفكار:-
فانها مبدأ الخير والشر, والخواطر النافعة ما كان لله وللدار الآخرة كالتفكير في معاني آيات القرآن والتفكير في آيات الكون والتفكير في عيوب النفس وفي الموت وما بعده.
أما الخواطر والأفكار الفارغة فمتى انشغل بها الانسان فانها ستضيع دنياه وآخرته.
ثالثا:اللسان:-
قال عليه الصلاة والسلام(وهل يكب الناس على وجوههم-أو على مناخرهم-الا حصائد ألسنتهم)
فحفظ اللسان يكون بأن لا يخرج لفظة ضائعة ولا يتكلم الا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه فان لم يكن فيها ربح أمسك عنها.
وأن الكلام فيما لا يعني له أضرار منها :تضييع الوقت وقسوة القلب ووهن البدن وتأخير الرزق والحبس عن الجنة.
جاء في الحديث(ان أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه,وان أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها سخطه الى يوم يلقاه).
رابعا:الحركات والخطوات:-
ان الاسراف في أنواع اللهو والمتعة والرياضة والألعاب المسلية و الافراط في متابعة ما يعرض في الشاشات المتنوعة والاغراق في قراءة الصحف والمجلات وغيرها كثير مما قد ينهى عنه لكونه يلهي أو يطغي وكذلك سماع المحرمات والنظر اليها كمسابقات عارضات الأزياء وملكات الجمال.
حقيقة مرة ..وتزداد مرارة حيث ينظر المرء في كثير من اهتمامات بعض من أنعم الله عليهم بالهداية فاذا هي بين اهتمام بدنيا أو انشغال بما لا يعني!
ولهؤلاء يتوجه الخطاب أولا بأن يراجعوا أنفسهم قبل نفاذ العمر. قال ابن القيم:(وأما الخطوات فحفظها بأن لا ينقل قدمه الا فيما يرجو ثوابه فان لم يكن في خطاه مزيد ثواب فالقعود عنها خير له ).
هذا و أسأل الله أن ينفعنا بما نقول ونسمع.
منقول
عبير الشووق

عبير الشوق @aabyr_alshok
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️