النظرات الجائعة في جوف الليل تزيد الرغبة في البحث عن فريسة توقف نداء الرغبة.. وحينما تقع تلك النظرات علي فريسة فإنها تحكم عليها الشباك حتي لا تفلت أو تصطادها سهام صياد آخر.. أمام أحد المطاعم الشهيرة وقفت تلك المرأة باحثة عن وسيلة مواصلات بعد يوم عمل شاق وبعد أن اشترت وجبة تكفيها وزوجها حيث بدأت تستعد للعودة وهنا استوقفها احد الشباب مبديا استعداده لتوصيلها وحينما رفضت لم تجد نفسها إلا وهي مدفوعة داخل تلك السيارة الفارهة والتي انطلقت بها الي مكان مجهول وفي الطريق توقف الشاب وأخذ معه صديقا آخر الذي أخذ يهديء من روع الضحية حتي وصلا الي مكان بأحد العزب خارج مدينة الدوحة.. وهناك بدأ هجوم الذئاب الذين التهموا جسد الفريسة وبعد وجبة اشباع كاملة لرغباتهم عادوا بها الي أحد الشوارع المظلمة.. عادت بعدها الضحية وهي منهكة القوي الي منزلها وهناك استقبلها زوجها بسؤال عن سبب تأخيرها وهنا بدأت في سرد ما حدث.. كتاب حكايات من خلف القضبان.. قصص جرائم واقعية من ملفات الشرطة القطرية يعرض بالتفصيل لأخطر قضية اختطاف أنثي ومواقعتها بغير رضاها والتي شهدتها مناطق النجمة والهلال ومنطقة الحضارمة حتي تم القبض علي الجناة بفضل جهود رجال الشرطة وعيونهم التي لا تنام.في أوروبا وفي عصر ما قبل النهضة كان الرجال يتبادلون مقولة طريفة فيما بينهم (يجب علي النساء والأغنام العودة من الحقل قبل مغيب الشمس).. وكانوا يقولون أيضا (عندما تبتعد المرأة والدجاجة عن البيت تضلان الطريق) وكانوا محقين حينذاك فيما ذهبوا اليه حفاظا علي سلامتها وصونا لعفافها وشرفها، فشرف المرأة ملك لزوجها كما كان معروفا في تلك الاوساط البدائية.
وبانقضاء الأيام والشهور والسنين تغير الحال وسادت دولة القانون في مشارق الأرض ومغاربها، وأصبحت المرأة تخرج الي العمل ليلا أو نهارا دون أن تجد من يعيدها الي الحقل أو أن تضل الطريق.
كانت (ن) إحدي النساء العاملات ليلا.. فقد حضرت من أقاصي الدنيا لتقيم مع زوجها، ووجدت لها عملا في أحد المحلات العامة التي تفتح أبوابها لزبائنها حتي ساعة متأخرة من الليل.
وفي ليلة لا شبيهة لها خرجت من مكان عملها في الساعة الثانية بعد منتصف الليل واستقلت سيارة أجرة، وكانت وهي تجلس في المقعد الخلفي للسيارة تمني نفسها بوجبة شهية تسكت بها شهوة الجوع وبليلة هانئة في عش الزوجية، إلا أن قدرها ساقها الي مكان ليس في حسبانها، وطلبت من سائق السيارة الذهاب الي أحد المطاعم المشهورة بتجهيز مثل تلك الوجبات الشهية، وهناك لم تجد طلبها فابتعدت عن المكان راجلة بحثا عن سيارة أجرة أخري تقلها الي منزلها.
كانت هيئتها في تلك الليلة تدعو الي الدهشة، وتدعو النفس للتفكير في اتيان افعال منكرة، فالمرأة الحذرة، تبدو أكثر عفافا من قريناتها، أما (ن) فقد كانت تقف بزيها الافرنجي تاركة لنسيم الليل الهاديء مهمة مداعبة خصلات شعرها الاسود الطويل في منظر يسلب الألباب، ولم تكن حذرة البتة في التواجد في مكان آمن حفاظا علي سلامتها وعلي سلامة قلوب الآخرين، فكثير من الناس يأخذون الأمور بمظاهرها وينسون بأن من واجبهم ان يتناقلوا الحياة الجميلة جيلا بعد جيل ويحافظوا علي البشرية بكل سماحة.
وأثناء وقوف (ن) منهكة بعد عمل مضن وشاق، حضر شاب يقود سيارة فارهة وتوقف بالقرب منها، وبكل سماحة البشرية طلب منها ان تركب ليوصلها الي وجهتها التي تريدها، رفضت ان تركب معه، وأصر الشاب علي القيام بمهمة كان يمكن أن تكون نبيلة إذا كانت الوجهة الي بيتها حيث زوجها في انتظارها.
وقبل أن تستشعر الخطر كان جسدها المنهك قد أدخل عنوة الي المقعد الخلفي للسيارة السوداء الفارهة، ارتعدت فرائصها خوفا، وأجالت بنظرها خارج السيارة لتجد الليل قد استعد لدخول هزيعة الأخير، صرخت بأعلي صوتها، ولكن لم يجد صراخها أذنا صاغية أو قلبا دافئا يحن أو يدا تأخذ بها الي حيث الأمان.
وقبل أن تفيق من هول المفاجأة التي الجمت لسانها وتستوعب الذي حدث كانت السيارة الفارهة تقف في احد الشوارع الفرعية المظلمة حيث انضم اليهما شخص ثان وجلس بالمقعد الخلفي بالقرب منها لا ليطمئنها وانما ليزيدها خوفا.
صديقان اتفقا علي الشر بدلا من ان يتحدا علي فعل الخير ودرء المفاسد عن هذه الديرة وصدق الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما قال يا بني ،إياك ومصادقة الأحمق،فإنه يريد ان ينفعك فيضرك ،وإياك ومصادقة البخيل،فإنه يبعد عنك احوج ما تكون اليه، وإياك ومصادقة الفاجر، فإنه يبيعك بالتافه، وإياك ومصادقة الكذاب، فإنه كالسراب يقرب اليك البعيد ويبعد اليك القريب وكثير من المتهمين عندما يقومون بارتكاب جرائمهم ينسون ضمائرهم في خزائن مغلقة لا تصل اليها اقوال الحكماء وينسون المعاناة التي تعانيها ضحاياهم اثناء ارتكاب الجرائم وبعد ذلك وربما ما تبقي لهم من عمر.
لم يستجب الصديقان الي توسلاتها ولا الي دموعها وكانوا يظنون ان دموعها كدموع التماسيح ويقولون في دواخلهم أن باستطاعة المرأة ان تضحك عندما تحين ساعة الضحك وتبكي وقتما شاءت وأن لحظة بكائها واحدة من لحظات كثيرة بكت فيها تمنعا ودلالا.
كانت السيارة الفارهة تنهب الارض بسرعتها اجتازت كل شوارع المدينة لتخرج الي منطقة برية كانت بوصلة المرأة قد ضاعت منها ولم تعرف الي اين يتجهون بعد عدة دقائق حسبتها ساعات طوال كانت السيارة تقف امام احدي العزب اضاءت انوارها غرفة الحارس فخرج شاكيا الله من الذي ايقظه من احلامه الجميلة ودخلت السيارة الي العزبة وهناك طلب منها احدهم مواقعتها جنسيا وعندما رفضت قام باغتصابها في همجية واشمئزاز وهددها بعظائم الامور ان لم تستجب لطلبه.
كان هواء مارس العليل يأتي من اتجاه الشمال في تلك العزبة التي اقيمت في منطقة برية تقضي فيها اسرة المتهم الاول اجازاتها بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخبها وكان حريا بالصديق ان يدل صديقه علي الخير كما تقول شريعتنا السمحاء وبدلا من ذلك قام هو الآخر باتيانها عنوة، تماما كما تطأ البهائم اناثها كان الصديقان متفقين في كل شيء حتي في الرفقة السيئة يختلفان في ان احدهما اسمر اللون والاخر حنطي وظلا يمارسان الفاحشة حتي قبيل ان يستأذن الليل بالانصراف وبعد ذلك عادا بها الي احد الشوارع المظلمة وانزلاها وانطلقا مسرعين بسيارتهما الفارهة غير عابئين بما اقترفت ايديهما من اثام وعندما كان اذان الفجر يرفع في المآذن ليبث الراحة والسكينة في القلوب كانت ن تحكي لزوجها شكواها في مرارة فخطأها ليس جريمة ولكن تواجدت في مكان كانت فيه الشهامة غير حاضرة.
أطرق الزوج مليا تذكر زوجته بوجهها الجميل عندما زفت اليه وملكته شرفها واعز ما تملك المرأة ليكون امينا علي هذه الممتلكات الغالية والان وقد تمرغ هذا الشرف في الوحل فلا مناص من الاستعانة بالشرطة للقبض علي هذه الذئاب البشرية.
وعندما تلقت الشرطة البلاغ تم تشكيل فريق عمل من ادارة البحث الجنائي لتعقب المجرمين والقبض عليهم وكان العمل شاقا وصعبا فخيوط القضية بدت واهنة ومفاتيحها في علم الغيب تم توزيع فرقة البحث والتحري الي مجموعات بمهام حددها رئيس الفريق علي ان تكون المجموعات في تواصل دائم وتمت الاستعانة بجميع الخبراء وعرضت المرأة الضحية الاسيوية علي الطبيبة الشرعية لاثبات واقعة الاغتصاب الا انه ثبت للطبيبة الشرعية ان المرأة ثيب من قديم بحكم زواجها وانجابها بنين وبنات مما لا يثبت واقعة الاغتصاب.
وقف رجال البحث والتحري في حيرة من امرهم فبعد ان دونت اقوال المجني عليها كاملة بدأ الشك يساورهم خاصة بعد ورود التقرير الطبي الشرعي وبدأت امالهم تتهاوي لكنهم بما جبلوا عليه عقدوا العزم علي مواصلة المشوار ومعرفة الحقيقة واستطاعوابمصادرهم السرية التحقق من هذا البلاغ وجمع المعلومات التي تفيدهم في القبض علي الجناة.
وكان التركيز علي العزب والمزارع المتناثرة في المناطق البرية لمدينة الدوحة وانتشر المتحرون متخفين وغير متخفين، وبعد ايام قليلة توافرت معلومات للمتحرين تفيد بان جريمة الاغتصاب قد ارتكبت في عزبة تقع بمنطقة الحضارمة وعلي الفور انتقلت فرقة البحث والتحري الي المكان للتأكد من صحة المعلومات ومدي توافقها مع ما ادلت به الضحية، ونصبت فرقة البحث كمينا للقبض علي صاحب العزبة، وبالفعل حضر صاحب العزبة اليها في وقت متأخر من احدي الليالي، وبعد القبض عليه واستجوابه انكر ما نسب اليه، وظن صاحبنا ان الامر قد ينتهي بنكرانه، ومكث في زنزانته يستعيد ذكري اللذة الزائفة.
استدعيت المجني عليها وتمت مرافقتها الي العزبة وفور وصولها اليها اغمي عليها وعندما افاقت اكدت للشرطة انه نفس المكان الذي تجرد فيه الشابان من انسانيتهما وكل معاني الفضيلة، استجوب الحارس، اكد في اقواله ان صاحب العزبة اعتاد الحضور الي العزبة برفقة فتيات من جميع الجنسيات لممارسة الرذيلة، واشار في اقواله انه وبنفس تاريخ البلاغ حضر المذكور كعادته ومعه امرأة تصرخ في حرقة، وانه مكث معها زهاء الساعة.
وكان لابد للمتهم الاول من ان يعترف في اقواله بكل ما حدث في تلك الليلة، واعترف بانه وفي يوم البلاغ ذهب ليشتري دواء مسكنا لألم الاسنان من احدي الصيدليات في منطقة نجمة، ورفض الصيدلي اعطاءه الدواء المطلوب واتصل بصديق الرذيلة واستدعاه للحضور حتي يأخذه الي مستشفي حمد العام، وبعد اخذ الدواء المطلوب عاد الي منطقة نجمة، حيث استقل كل منهما سيارته، وبعد افتراقهما بقليل اتصل به صديقه واخبره بان معه امرأة في سيارته وعليه الاسراع.. لم يصدق في باديء الامر الا انه اقفل راجعا وبوصوله شاهد المرأة في المقعد الخلفي وركب بالقرب منها وانطلقا الي العزبة وحدث الذي لا تقبله جميع شرائع الأرض.
وفي الساعة الثالثة فجرا وعندما كان المتهم الثاني نائما في منزله قرير العين داهمته الشرطة بعد استئذان وكيل النيابة، وبتدوين اقواله اعترف بخطف الضحية وممارسة الفاحشة معها وترويعها وبعد ارتكاب الجريمة طلب من صديقه الأول ان يأخذ المرأة ويدور بها في عدة شوارع بغية تضليلها حتي لا تعرف مكان الجريمة اذا اشتكت الي الشرطة، وقام الاول باخذها الي منطقة الهلال وانزلها الاول في احد الشوارع الفرعية وفر هاربا الي منزل الثاني وهناك قاما بفتح شنطة الضحية التي تركتها في السيارة وعثرا بداخلها علي مبلغ (180) ريالا قطريا وعملات اجنبية اخري وبطاقات بنكية وجواز سفر خاص بالضحية، واقتسما المبالغ النقدية ومزقا الجواز تمزيقا شديدا لا يعود من بعدها الي سيرته الاولي ولو تدخل امهر الفنيين، وتمكنا من الاستيلاء علي هاتفها الجوال قبل انفلاق الصباح، ذهبا الي احدي ماكينات الصراف الآلي للاستيلاء علي ما ادخرته من نقود تعينها في حياتها ولحسن حظها الذي جاء متأخرا لم يتأت لهما سحب اي مبلغ مالي لعدم معرفتهما للارقام السرية للبطاقات البنكية، فقاما بحرق البطاقات ورميا المحتويات في سلة القمامة.
وبعرض المتهمين علي الضحية في طابور تشخيص تعرفت عليهما في المرة الأولي وفي عدة اوضاع واكدت باكية بانهما نفس الشخصين اللذين اختطفاها واغتصباها وعرضت عليها السيارة التي كانت شاهدة لهذه الجريمة المروعة فأكدت بانها نفس السيارة المستخدمة في الجريمة.
عرض المتهمان علي النيابة العامة ومن ثم المحكمة المختصة التي وجهت لهما تهم الخطف ومواقعة انثي بغير رضاها والتهديد واتلاف اوراق رسمية والسرقة، وهي تهم كفيلة بان تدمر مستقبل الشابين اللذين امعنا في خطئهما ومضيا راكضين وراء نزواتهما يقترفان الآثام والجرائم، وادخلا سجن العاصمة في انتظار محاكمتهما.

koketa @koketa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
(وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى )
صدق الله العضيم
وقال رسول الله
لا تمنعو ايماء الله مسجد الله وبيوتهن خيرا لهن
صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام