اختِلاف الفُتيا مِن عالِم لآخر للعلَّامة محمد بن صالح العُثَيمين

الملتقى العام



سُئل فضيلة الشيخ -أعلى الله درجته- عما يحصل مِن اختِلاف الفُتيا مِن عالِم لآخر في موضوع واحد، ما مَرَدُّ ذلك؟ وما موقف مُتَلَقِّي الفُتيا؟
فأجاب -رحمه الله تعالى- بقوله:

.
مَرَدُّ ذلك لأمرين:
.
1. الأول: العِلم.
فقد يكون أحد المُفتين ليس عنده من العلم ما عند المُفتي الآخَر، فيكون المُفتي الآخر أوسعَ اطِّلاعاً منه، يَطَّلِع على ما لم يَطَّلِع عليه الآخر.
.
2. والثاني: الفَهم.
فإنَّ الناس يختلفون في الفهم اختلافاً كثيراً.. قد يكونون في العِلم سواءً، ولكن يختلفون في الفَهم، فيُعطي اللهُ تعالى هذا فهماً ثاقِباً، يفهمُ مما عَلِم أكثَرَ مِما فهِمَه الآخَر، وحينئذ يكون الأكثرُ عِلماً والأقوى فهماً؛ أقربَ إلى الصواب من الآخر.
.
أما بالنسبة للمُستفتي فإنه إذا اختلف عليه عالِمان مُفتِيان، فإنه يَتبع من يرى أنه أقربُ إلى الصواب، إما لِعلمه، وإما لِوَرعِه ودينه..
.
كما أنه لو كان الإنسان مَريضاً واختلف عليه طبيبان، فإنه سوف يأخُذ بقول من يَرى أنه أقربُ إلى الصواب.. فإن تَساوى عنده الأمران ولم يُرَجِّح أحدَ المُفتين على الآخَر، فإنَّه يُخَيَّر، إن شاء أخذ بهذا وإن شاء أخذ بهذا..
وما اطمَأنَّت إليه نفسُه أكثر فليأخُذ به..
.
.
.
كتابُ العِلم / للعلَّامة محمد بن صالح العُثَيمين
ص201

.
.

1
269

هذا الموضوع مغلق.

~ كـنــوووزة ~
~ كـنــوووزة ~
ان الطالب للحق ينبغي ألا يضيق بالخلاف ذرعاً، بل إن كثيراً من الخلاف
بين أهل العلم في القديم والحديث لا محيد عنه ولا مفرّ، وهو أمر من طبيعة
اختلاف البشر واجتهاداتهم وتباين آرائهم وأنظارهم

فالعبرة بالاتباع وليس بالتقليد ، والعبرة باتباع الدليل بمعنى أن تأخذ بهذا القول لأن دليله
أو تعليله أقوى من دليل أو تعليل الآخر فيما يتبين لك



رحم الله الشيخ وحشره في زمرة الأنبياء والشهداء والصديقين

بورك في نقلك المفيد راقية