اختيار جنس المولود بين العلم والدين والقناعات الجاهلية والتجربة

الحمل والإنجاب

بقلم / هيفاء الزويد

تزخر مواقع الإنترنت بمواضيع عديدة عن تحديد جنس الجنين، فهناك موضوع بعنوان (تبي ولد تفضل)، وآخر يقول (نفسك يجيك بنت؟ ليش لا!)، والعديد من الطرق والوسائل المساعدة لتحديد الجنس المراد سواء بنتاً أم ولداً.
ومنذ الثمانينات والأبحاث جارية حول موضوع "جنس المولود"، والقاعدة العلمية الرئيسة المتعارف عليها تقول إن جنس المولود يحدد بنوع الكروموسوم الذي يحمله الحيوان المنوي إما أنثويا (X -chromosome) أو ذكريا (Y- chromosome)، في حين أن بويضة الأنثى لا تحمل إلا (X-chromosome) أي الكروموسوم الأنثوي.
فإذا كان الالتقاء بين حيوان منوي يحمل الكروموسوم الأنثوي مع البويضة (X-X) كان نتيجة التلقيح أنثى، وإذا كان الالتقاء بين حيوان منوي يحمل الكروموسوم الذكري (X-Y) مع البويضة كان الناتج ذكرا.
هذه القاعدة كانت المحور الذي تدور حوله جميع هذه الأبحاث، ولكن يسعى كثيرون الآن إلى طرق جديدة يتحايلون بها على هذه القاعدة، مما يثير تساؤلات من قبيل: هل هي طرق مضمونة وفاعلة؟، وهل لدى الطب المفتاح السحري لتلك المشكلة التي تؤرقنا، وتهدد استقرار المرأة وكرامتها؟.
قالت نورة محمد "قرأت كتاب (كيف تختارين جنس مولودك؟)، واتبعت ما فيه بدقة، ورزقت بولدين ولله الحمد"، وأضافت "هو ليس نظاماً علاجياً أو غذائياً، ولكن بعض الإجراءات والأوضاع المتبعة بعد الغسل من الدورة وأثناء الجماع"، مؤكدة في النهاية أن اللجوء إلى الله بالدعاء أثناء السجود هو العلاج الحقيقي، لأن العبد أقرب ما يكون إلى الله وهو ساجد.
وقالت أم نادر إنها استخدمت بعض الأدوية والغسول ونظاماً غذائياً، وبالفعل كتب الله لها الولد!، وبذلك نجاها الله من طلاق مؤكد في حال أنجبت البنت السادسة ـ على حد تعبيرها! ـ.
وعلقت حصة العبدالله بطريقة حازمة قائلة بأنها تؤمن إيماناً كاملاً بما ورد في القرآن الكريم، وذكرت الآية (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما"، ثم قالت إن "الله تعالى قادر على أن يرزقنا الولد والبنت"، وأردفت "ينقصنا الإيمان ونبذ الجاهلية المقيتة!".
وعند عرضنا لتلك الظاهرة على الداعية سارة المنيعي قالت" الكلام العلمي في هذه القضية قد يكون صحيحاًً، وأنا لست ضده، ولكن قد يكون هناك سبب من الأسباب يستوجب البحث، فالعقيم الذي يعرف أنه عقيم لا ييأس، ويجتهد في بذل الأسباب والبحث عن الذرية، لعل وعسى، فما الفرق بينهما؟، لكن يجب هنا الاعتقاد بأن كل هذا تحت مشيئة الله"، وعلق الشيخ جماز الجماز بقوله "الذي يحدد الجنس بإذن الله هو ماء الزوج وتحديده قبل الحمل هو نظريات وآراء لا تعتمد على دليل علمي صحيح والتجارب قائمة لكنها لم تتم بنجاح. أما اختيار الجنس فالأصل فيه التحريم لأنه يؤدي إلى اختلال في نسبة التوازن بين الذكور والإناث".
وأضاف أن "بعض الناس يحدده باستخدام الساعة البيولوجية (مؤشر الخصوبة) أو الجدول الصيني بمعرفة عمر الأم ومعرفة الشهر الميلادي لظهور الحمل: وهذا لا يجوز لأنه من الغيب والعلم عند الله تعالى".
وعندما اتصلنا بإحدى الطبيبات التي ذكر اسمها في بعض المواقع الإلكترونية بأنها تصف الدواء المناسب لتحديد جنس المولود، وهي الدكتورة بهية الشربيني قالت "لم يثبت حتى الآن أي دواء أو طريقة لتحديد جنس الجنين!، وعن ذكر اسمها في هذه المواقع علقت بأن من وضع اسمها بالتأكيد إحدى مريضاتها وليست هي، وأكدت أن كل هذا بيد الله أولا ثم الدعاء، ولكنها في النهاية ذكرت أنها إذا أرادت أن يكون المولود ذكراً فلابد أن يسبق ماء الرجل ماء المرأة، ولذا نقوم بزيادة قلوية المهبل للمرأة، ومع ذلك يبقى هذا عاملاً مساعداً وليس هو العامل الأساس".
وعند طرح الموضوع على المستشار الأسري الدكتور عبدالله هادي قال "أرى أن النية والدوافع خلف تحديد جنس المولود هي التي تشكل الموضوع بالكامل، وإذا كانت مسألة تفضيل فقط فلا تثريب عليه، ولكن إذا كان تحت تأثير ضغوط وقناعات بالية واعتقادات جاهلية فهنا الخطأ".
وأضاف أن المرأة التي تجري للحصول على ولد ليكون وسيلة تكبيل للزوج في عالمها وضمان عدم هروبه منها امرأة مخطئة، ولديها ضعف تصور ومفاهيم وضعف تقدير للذات والثقة بالنفس.

---------------
المصدر .. جريده الوطن
1
930

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم ميار9
أم ميار9
والله من يوم ماعرفت ان المصدر جريدة الوطن
لالالالالالالالالالاتعليق