الوقت
قال رسول الله (صلى الله وعليه وسلم): "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" .
الوقت رأس مال العبد, وأنفاسه المعدودة خطاه إلى القبر فإن كانت في غير ما يحب الله, كان ندمه شديد وحسرته عظيمة لأن ما فات لا يمكن أن يرجع ويعود, وقد كان السلف -رضي الله عنهم- أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها, يقول الحسن البصري: (أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم), وقال ابن الجوزي: (خلقت الدنيا لتجوزها لا لتحوزها ولتعبرها لا لتعمرها, فاقتل هواك المائل إليها واقبل نصحي لا تعول عليه).
نعم خلقت الدنيا دار مرور وليست دار خلود والوقت سريع والعمر يضيع إذا لم نستغله فيما يقربنا من ربنا, وربما تقولين سأتوب وأصلح حالي وكم سكن الأمل من أبله فأختطفه الموت قبله, وربما تتوبين فينقضُّ عليك إبليس بالمكائد يُضعف عزمكِ ويُضيع وقتكِ فيما لا يفيد وليس كل من تابت ورجعت إلى خالقها استغلت وقتها وهناك الكثيرات ممن ينشغلن في أمور لا تثمر.
من أشد الآفات على انتفاع الإنسان بيومه وحاضره آفة التسويف والتأجيل حيث كلمة سوف شعار له وطابعاً لسلوكه. قيل لرجل من عبد قيس أوصنا قال: (احذروا سوف), وقال آخر: (سوف جند من جند إبليس عليك).
يا أختي اغتنام أيام الحداثة وعنفوان الشباب وكما قيل:
بقدر الكد تعطي ما تروم فمن رام المنى ليلاً يقوم
وأيام الحداثة فاغتنمهـــا إلا إن الحـــداثة لا تـــــدوم
وقالت حفصة بنت سيرين: (يا معشر الشباب اعملوا فإنما العمل في الشباب). أخيتي استغلي وقتكِ فيما ينفعكِ وصاحبي الصالحات فمن صاحب البطالين فسد زمانه ومن صاحب الخيرين تعلم منافسة الزمان وصلح زمانه, واحذري مخالطة ومجالسة من يضيعن أوقاتهن ولا يعرفن للوقت قيمة وكما قال بعض العلماء: (إن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري وليس الجليس جليسه بمقاله وفعاله بل بالنظر إليه), قال ابن عقيل -رحمه الله-: (عصمني الله من عنفوان الشبيبة وقصر محبتي على العلم وأهله فما خالطت لعاناً قط ولا عاصرت إلا أمثالي من طلبة العلم), قال الحسن البصري -رحمه الله-: (من علامات إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه خذلاناً من الله عز وجل).
وكذلك كثرة النوم تضيع الوقت وتضر القلب وتثقله, ومن كثرة النوم ضياع العمر وفوات التهجد وبلادة الطبع وقسوة القلب. والعمر أنفس الجواهر وهو رأس مال العبد, وإليكِ من الكتب كيف تستغلين وقتك:
1- يمكنكِ أن تنتفعي بوقتكِ وأنتِ تتناولين الطعام, وأنتِ تقومين بعملكِ في البيت بأن تستمعي إلى تسجيلات القرآن أو دروس العلم ومثل ذلك في السيارة.
2- بوسعكِ أن تُراجعي حفظ القرآن وأنت تمشين في الطريق. قالت لي أخت أنها حفظت سورة يوسف هي وأخت أخرى في الطريق كلما خرجن لطلب العلم الشرعي. وأوصى بعض السلف أصحابه: (إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه ومتى اجتمعتم تحدثم).
3- احملي معكِ كتاب مفيد في حقيبة.
4- إذا زارتكِ أخت استغلي الوقت بقراءة كتاب أو مراجعة حفظ أو حدثيها بما قرأتِ أو سمعتِ
عطور طيبة @aator_tyb
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
طيف الأحبة
•
جزاكي الله كل خير
الصفحة الأخيرة