اختي المعلمة احذري الوهن الصوتي !!!!

الطالبات والمعلمات

يدرس الأستاذ أبو عبدالله مادة الرياضيات للصف الرابع الابتدائي، وهو مدرس عرف عنه الحماس والإخلاص في العمل، وقلما خرج طالب من حصة درس فيها أبو عبدالله إلا وهو قد فهم درسه بل واستمتع في حضوره لها، فالأستاذ أبو عبدالله يتحدث بحماس وبصوت عال، ويكرر شرح المسألة أكثر من مرة حتى يتأكد أن جميع طلبته قد استوعبوها وفهموها، ولكن وبعد مضي عدة سنوات بدأ يحس بأن صوته لم يعد قويا كما كان، وأنه لم يعد يستطيع إكمال جدول حصصه اليومي بنفس قوة الصوت ووضوحه، حتى أصبح يحمل هم حصته الأخيرة منذ دخوله المدرسة صباح كل يوم، وزاد الأمر سوءا عندما بدأ يحس بأن طلبته لم يعودوا يسمعون أو يفهمون ما يقول بسبب ضعف صوته وبحته.
وفي الناحية الأخرى من نفس الحي تدرس أم عبدالله مادة الإنجليزي لطالباتها في الصف الأول متوسط بنفس حماس زوجها أبو عبدالله وإخلاصه، ولكنها تشرح درسها بصوت أعلى وفي فصل مكتظ بالطالبات في مدرسة مستأجرة، ولم تكن شكوى أم عبدالله ببعيدة عن شكوى زوجها، فبعد عدة سنوات من العمل الدؤوب بدأت تحس بآلام في الحلق وإجهاد في الصوت بل وتغير فيه كلما تكلمت أكثر وكلما اتجه يومها في المدرسة إلى آخره مع ازدياد الحصص التي تدرسها.

قرر الزوجان التوجه لطبيب التخاطب والصوت لمعرفة المشكلة وأسبابها وطرق حلها، وبعد أن أخذ الطبيب التاريخ المرضي منهما فحص على كل منهما بالمنظار الحنجري، ثم حلل صوتيهما بجهاز الفحص الصوتي الكمبيوتري، وبعد أن سجل عينة صوتية لكل واحد منهما ليرجع إليها في متابعاتهما القادمة بالعيادة إلتفت إليهما وشكرهما على إخلاصهما وتفانيهما في عملهما ثم قال لهما: "أنتما تعانيان من الوهن أو الضعف الصوتي Phonasthenia"، قال أبو عبدالله: "ما هو الوهن الصوتي؟ وهل هو مرض خطير أو خبيث؟" قال الطبيب: "الوهن الصوتي هو ببساطة أن الحنجرة وثنيتيها الصوتيتين لم تعد قادرة على القيام بمهمة إخراج الصوت كما يجب، وذلك لأن ما هو مطلوب منها أكثر من طاقتها وقدرتها، ليس بالضرورة أن يكون هذا القصور بسبب ضعف في الحنجرة، ولكنه في الغالب بسبب الاستخدام الخاطئ والمرهق لها، والوهن الصوتي مرض حميد والكثير منا يشتكي منه"، فسألت أم عبد الله: "وهل سأفقد وظيفتي يا دكتور بسببه؟" فرد الطبيب: "لن يحصل ذلك بإذن الله، فكل ما تحتاجان إليه هو بعض النصائح للمحافظة على الصوت، إضافة إلى جلسات علاج صوتي بالعيادة"، سأل أبو عبدالله "ماهي هذه النصائح يا دكتور؟"، عندها سلم الطبيب للزوجين ورقة مطبوعة وقال لهما: "هذه هي النصائح والإرشادات التي لا غنى لكما ولا لكل مدرس ومدرسة عنها (سبق توضيحها بالتفصيل في مقال سابق)، وأؤكد منها على الآتي:

- تجنب الصراخ والكلام بصوت عال أثناء الشرح.

- استعمال مكبر الصوت المتنقل والمتصل بمايكروفون يحمله المدرس معه أثناء الحصة.

- المحافظة على الفصل هادئا أثناء الشرح.

- استخدام الإشارات غير الصوتية لضبط الطلاب والطالبات في الفصل، كالضرب على الطاولة أو الوقوف صامتا وبحزم في وسط الفصل.

- المشي والتحرك بهدوء داخل الفصل أثناء الشرح.

- توزيع الحصص الدراسية أثناء اليوم، بحيث تكون هناك حصص للراحة بين حصص الشرح.

- إراحة الصوت قدر الإمكان في البيت.

- الإكثار من شرب السوائل، والتوقف عن التدخين وعن شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، وعن تناول الدهون والمأكولات الحراقة.

وبعد أن دون الزوجان هذه الملاحظات سألت أم عبد الله: "وماهي جلسات العلاج الصوتي؟"، قال الطبيب: "هي جلسات علاجية بعيادة الصوت، تعطى بمعدل مرة أو مرتين أسبوعيا، يتم فيها تدريب المريض على التخلص من عاداته الخاطئة في إصدار الصوت، وهناك طرق علاج صوتي كثيرة يتم اختيار أحدها حسب نوع اضطراب الصوت، وأهم هذه الطرق وأكثرها فاعلية طريقة النبرات، وتعتمد هذه الطريقة على التنفس باستخدام عضلة البطن وعلى توافق هذا التنفس مع إصدار الصوت".

شكر الزوجان الكريمان طبيبهما ، ووعداه بالالتزام بالإرشادات التي نصحهما بها، وودعهما الطبيب متمنيا لهما دوام الصحة والعافية.
2
1K

هذا الموضوع مغلق.

الاصيل
الاصيل
السلام عليكم .,

موضوع رااااائع جداً وهادف ,,

مشكورة حلاوة المدينة على التنبيه والنقل المميز ,
بشاير فرح
بشاير فرح
السلام عليكم ., موضوع رااااائع جداً وهادف ,, مشكورة حلاوة المدينة على التنبيه والنقل المميز ,
السلام عليكم ., موضوع رااااائع جداً وهادف ,, مشكورة حلاوة المدينة على التنبيه والنقل المميز...