هذه قصة حدثت منذ زمن ليس بالبعيد , قصة ليست من نسج الخيال , بل واقعية
وأفرادها يعيشون بيننا في هذا المجتمع ..
بدأت القصة حينما ألحَّ الأبناء على والدهم لجلب التلفاز للمنزل مثل غيرهم من
الأسر , وفي ذلك الزمن لم تكن القنوات الفضائية قد ظهرت وكل ما أرادوه هو
التلفزيون المحلي القتاة الأولى والثانية ! .. زاد الضغط على هذا الأب وهو كلما
دخل وخرج طالبه الأبناء بوجود التلفاز .. فكر الأب في الأمر :
ما الذي يمنع أن أدخل التلفاز للمنزل ؟! ..فكل جيراني وأقاربي وزملائي لديهم
تلفاز في منازلهم ! .. لمَ أحرم أسرتي وأبنائي من الاستمتاع به ؟!! ..
ثم قرر أن يدخله منزله ...
فرح الجميع لهذا القرار ( التاريخي ) لوالدهم ..
وكلها أيام ثم أتى به للمنزل , وأحتل مساحة كبيرة مخصصة في المنزل ..
مثلما احتل مساحة من اهتماماتهم ووقتهم ! ..
واستمتع الجميع بهذا الجهاز بما فيهم صاحب القرار الأب ..
ثم مضت الأيـــــام والشــــــــهور والسنــــــــــــوات ..
وتوفــــي هذا الأب ورحل عن الدنـيـــــــــــــــــــــــــا ..
ولم يبق منه إلا أثــــــــــــــــره وذكريــــــاته ..
وفي ليلة وفاته رآه أحد أصحابه المقربين في المنام فسأله عن حاله :
كيف حالــــك يا أبــــا فلان ؟
فأجابه بعبوس وألم :
لست بخير ، فأنا أُعذَّب .. بسبب تلفاز أدخلته منزلي!
أرجوك اذهب إلى ابنائي وقل لهم يخرجونه من المنزل ..
استيقظ الرجل وهرع من فوره إلى ابناء صاحبه المتوفّى ..
وقص لهم ما رآه في المنام .. فأخرجوه من تلك اللحظة ..
وبعدها بليلة رأى صاحبة مرةً أخرى بالمنام .. وسأله :
كيف حالك ؟
فأجابه متبسماً :
بخيــــــــر والحمد لله , وجزاك الله خيـــــــــراً ..
//
وبعـــــــــــــد ..
هذا نداء إلى كل أب و أم وكل مسؤول وصاحب قرار في منزله ..
بأن يخرجوا مثل هذه الشرور التي اكتسحت المنازل مثلما اكتسحت
العقــــــــــــول ! .. وأن يتقوا الله في أنفسهم وابنائهم ولنتذكر جميعاً
قول المولى عزَّ وجلَّ :
(( يــــــــــا أيهــــــا الذيــــن آمنــــوا قـــوا أنفســـــكم واهليــــــكم
نــــاراً وقودهــــــا النــــــــــــاس والحجـــــــــارة ..))
وقول الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم :
( كلكـــــم راعٍ وكلكــــــم مســــــؤول عـــــن رعيتـــــــه ) ..
وقال عليه الصلاة والسلام :
( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت
وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) رواه مسلم ...
وقد قال سماحة الإمام محمد بن عثيمين رحمه الله إن من مات وفي
بيته جهاز الدش فهو غاش لرعيته وبالتالي فيُحرم من دخول الجنة !
إذن يا اخواني ويا اخواتي فالمسألة خطيــــــــــــــــــــــــــــــــــرة للغاية
فكل واحد منّا يتفقد نفسه ووالديه وجميع أحبابه ويناصحهم ويخبرهم
بهذه القصة المؤثرة ..
قال تعالى : (( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ))
اللهم هل بلــــغت ؟ اللهم فاشهــــــــــــــــد ..
انشروها ولو لخمسة .. واحتسبوا الأجر .
:26:
شذا الجنان @shtha_algnan
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شذا الجنان
•
رفــــــــــــــــع للفائــــدة ..
الصفحة الأخيرة