.....
الكثير من الناس ينظرون للأخلاق من زوايا مختلفة فمنهم من يراها أمراً مثالياً منهكاً لا يستطيع الوصول إليه،
ومنهم من يراها أمراً ثانوياً لا يستحق العناية،
ومنهم من يوليها الأهمية القصوى لأنه يعي أولويتها ويستمتع بكل أبعادها.
وفي تعاطيهم مع الأخلاق يتفاوت الناس أيضاً،
فهناك من يعتقد أن الأخلاق هي الكلمة الطيبة،
وهناك من يعتقد أن الأخلاق أمر خاص برب العزة والجلال إذا أتقن علاقته بالله رمى بالباقي عرض الحائط،
وهناك من يعتقد أن الأخلاق هي التعامل بالحسنى مع ذوي القربى
وهكذا يختلف الناس في هذا المبدأ العظيم.
ومن المهم هنا أن نعي جميعاً أن الأخلاق مبدأ كوني قبل الإسلام وبعد الإسلام،
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
والنبي - صلى الله عليه وسلم - شدد على أهمية هذا المبدأ العظيم حينما قال: (وأقربكم مني مَجْلِساً يَوْم الْقِيَامَة أحاسنكم أَخْلَاقاً) واختصر الدين كله في الأخلاق حينما قال -
صلى الله عليه وسلم - (الدين المعاملة)
وأعطى للأخلاق وزناً عالياً يضاهي الصيام والقيام
حينما قال - صلى الله عليه وسلم -
(يصل الإنسان بخلقه درجة الصائم القائم في الجنة)
والله حينما أراد أن يصف النبي - صلى الله عليه وسلم - في القرآن قال: (وإنك لعلى خلق عظيم).
إذن الأخلاق هي سلوك في غاية الأهمية،
وتؤكد فيه الأدلة أهمية العلاقة بين البشر؛
فأنت لو تظاهرت بمظاهر الدين وصليت في الصف الأول وكانت علاقتك بالناس سيئة تؤذي هذا وتسرق هذا وتشك في هذا وتتصرف مع الناس بطريقة خاطئة لن تفيدك صلاتك ولا مظهرك؛
لأنها يوم القيامة ستذهب سدى مقابل أن يأخذ الله حق الناس منك
وتكون حينها مفلساً مدحوراً وتنتهي إلى الخطر الكبير.
والأخلاق أمر واسع جداً فهي الأدب وحسن التعامل والتواضع والمرونة والبساطة،
والتزام الحدود الشرعية،
واحترام المبادئ الكونية،
وتقدير الذات الإنسانية وليست ابتسامة صفراء،
أو تزلف مقيت،
أو تظاهر عابر تكشفه زلات لسان وخيانة أعين.
ومن المهم هنا أن نعي أننا إذا تخلقنا بالأخلاق الحسنة فإن الفائدة أولاً ستعود إلينا نحن،
من حيث الراحة النفسية،
والانبساط، والسعادة،
قبل أن يرضى عنا الآخرون ويذكرونا بخير،
حينها نصل إلى مصاف الطمأنينة وسمو الذوات النبيلة.
حكمة المقال:
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك
غريبه الدار @ghrybh_aldar
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يعطيك العافيه على طروحاتك جميله