ورده الجوري

ورده الجوري @ordh_algory

فريق الإدارة والمحتوى

{ادع إلى سبيل ربك,,

ملتقى الإيمان

(بسم الله الرحمن الرحيم)

.......


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
رأيت رجلاً فلبيني الجنسية، كان قسيسًا ومنصرًا، ومن الله -عز وجل- عليه بالهداية! فيا ترى كيف عمل بعد أن شرح الله صدره للإسلام؟ بدأ يدعو بني جلدته حتى أسلم على يديه أربعة آلاف شخص! وذلك خلال سنوات معدودة! يا ترى كم من شخص سوف يسلم على يد أربعة آلاف هؤلاء الآن، ويتدرج الخير إلى يوم القيامة ! فهنيئًا له.
قال صلى الله عليه وسلم : «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» قال النووي رحمه الله-:«دل بالقول، واللسان، والإشارة، والكتابة».

الدعوة إلى الله -عز وجل- من أجل الطاعات وأعظم القربات، وتحتاج من الجميع إلى التفاني والإخلاص والجد والمثابرة لتبليغ هذا الدين والدفاع عنه والذب عن حياضه: }يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ{ وإذا لم نقم نحن -أبناء الإسلام- بهذا الدين فيا ترى من سيقوم به؟!

لقد أكرمك الله -عز وجل- بنعمة الإسلام ويسر لك الأمور وسهل لك الطريق حتى تسلك أعظم طريق، قال ابن القيم: «فالدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم».

من قدم كتابًا فهو داعية، ومن أهدى شريطًا فهو داعية، ومن علم جاهلاً فهو داعية، ومن دل على خير فهو داعية، ومن ألقى كلمة فهو داعية...

أبواب واسعة وطريق سهلة ميسرة فلله الحمد والمنة وكلما فترت الهمة وانتابك الضعف تذكر الأجور والثمرات العظيمة، لمن قام بأمر الدعوة إلى الله، ومنها:

أولاً: متابعة الأنبياء والاقتداء بهم: }قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي{.
قال الفراء: «حق على كل من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه، ويذكر بالقرآن والموعظة.

ثانيًا: المسارعة إلى الخيرات والرغبة في نيل الأجور حيث أثنى الله -عز وجل- على أهل الدعوة: }وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ{، قال الشوكاني : «فلا شيء أحسن منه، ولا أوضح من طريقه، ولا أكثر ثوابًا من عمله».

ثالثاً: السعي لنبيل الأجور العظيمة والحسنات الكثيرة مع العمل القليل، فقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «من دل على الخير فله مثل أجر فاعله» قال البغوي: «الذين جاهدوا المشركين لنصرة ديننا».

خامسًا: رجاء صلاح الذرية: فإن في ذلك قرة عين في الدنيا والآخرة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً قال تعالى: }وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا{ ومن أعظم القول السديد الدعوة إلى الله.

سادسًا: من ثمار الدعوة أننا نثقل موازين حسناتنا يوم العرض، قال صلى الله عليه وسلم : «من دعا إلى هدى كان له من الأجور مثل من تبعه، لا ينقص من أجورهم شيئًا» .
قال النووي: «.. وأن من سن سنة حسنة، كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة».

سابعًا: القيام بالدعوة إلى الله من أسباب الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة قال تعالى: }وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{.

ثامنًا: الدعوة إلى الله من الأسباب الجالبة للنصر على الأعداء، قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ{ ، لأنه بالدعوة يعبد الله -عز وجل- بما شرع، وتزال المنكرات، ويبث في الأمة معاني العزة والكرامة لتسير في طريق النصر والتمكين.

تاسعًا: بالدعوة إلى الله تنال المراتب العلا، قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله -: «وهذه المرتبة -أي مرتبة الدعوة- تمامها للصديقين، الذين عملوا على تكميل أنفسهم وتكميل غيرهم وحصلت لهم الوراثة التامة من الرسل.

عاشرًا: من ثمار الدعوة: صلاة الله وملائكته وأهل السموات والأرض على معلم الناس الخير، لأن ما يبلغه إنما هو العلم الموروث من قول الله تعال وقول رسوله الكريم، قال صلى الله عليه وسلم : «إن الله، وملائكته، وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير».

الحادي عشر: الدعوة إلى الله رفعة في الدنيا والآخرة، قال ابن القيم: «إن أفضل منازل الخلق عند الله، منـزلة الرسالة والنبوة، فالله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس».

الثاني عشر: من ثمار الدعوة استمرار ثواب الداعي بعد موته، قال صلى الله عليه وسلم : « من سن سنة حسنة، فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك» وقال صلى الله عليه وسلم : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث» وذكر منها: «أو علم ينتفع به».

الثالث عشر: محبة الله -عز وجل- لمن قام بدينه وبلغ رسالته، قال الحسن عند قوله تعالى: }وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ{ قال: «هو المؤمن، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحًا في إجابته فهذا حبيب الله، هذا ولي الله.

الرابع عشر: من ثمار الدعوة المحبوبة التي تسر النفس وتشرح الصدر، وتعين على الاستمرار ومجابهة الشدائد، دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالنضارة لمبلغ مقالته: «نضر الله امرأً سمع مقالتي فبلغها» فهنيئًا لمن أدركه هذا الدعاء ونال منه نصيبًا.

الخامس عشر: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة لمبلغ حديثه من أعظم ما يعين على السير قدمًا: «رحم الله امرأً سمع مني حديثًا فحفظه حتى يبلغه غيره...» .
واليوم توفرت شروط التبليغ، فالكتاب والشريط الإسلامي يحوي كل ذلك؛ ليبلغ المدعو على أكلم وجه وأحسن حال، وأذكر أن رجلاً أسلم وذكر أنه أتى إلى هذا البلاد وأقام سنوات ثم غادر إلى بلده ولم يدعه إلى دين الله أحد من الناس، حتى تيسرت له فرصة عمل أخرى، ورجع بعد سنة مع شركة تعمل في صيانة الشقق المفروشة قال: فوجدت يومًا مطوية صغيرة وضعت على طاولة المطبخ بعد خروج المستأجر فإذا بها معلومات عن الإسلام فكانت نقطة البحث عن الإسلام والسؤال عنه، حتى أسلمت وأسلم أبي وأمي وزوجتي، وأحاول أن تسلم بقية العائلة الآن، فكيف هي فرحة الداعية الذي وضع هذه المطوية يوم القيامة، إذا أقبلت هذه العائلة وغيرها وكانت في صحائفه وحسناته؟

السادس عشر: الدعوة إلى الله صدقة من الصدقات، قال تعالى: }الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ{ .
قال الحسن : «من أعظم النفقة نفقة العلم».
أسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا من الدعاة إلى دينه، وأن يرزقنا جميعًا الإخلاص في القول والعمل.


عبدالملك القاسم

.......
18
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

يارب فرجك القريب
الله يجزاك الجنة..
ورده الجوري
ورده الجوري
حياك الله...يارب فرجك القريب...

والله يوفقك لكل خير.
ام بودى68
ام بودى68
جزاك الله خير الجزاء
ورده الجوري
ورده الجوري
(ام بودي).بارك الله فيك على حضورك الطيب والله يوفقك لكل خير.
الفراشه المبخوته
جزاك الله خيرا واحسن الله اليك