المجهر

المجهر @almghr

عضوة جديدة

(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )آييييييييه لطالما استوقفتني لإهميتها .. )

الطالبات والمعلمات

النقد معناه أن شخصا ما اقترف خطأ وأنه ينبغي نصحه * فبدافع من الشفقه من الأب أو الأم أو المعلم أو المعلمة أو أي شخص غيور لايرضى الخطأ يبدأ النقد * وعادة المنتقد أعلى درجة من المنقود أو يكون اكبر منه سنا * ولكن المشكلة ليست في النقد بحد ذاته وإنما المشكلة في الأسلوب الذي يمارس به* فالناقد الذي لايحسن النقد يبتعد عنه الناس ويكرهونه على الرغم أنه يريد لهم الخير * فنيات الناقد صادقه عادة ولكن أسلوبه في النقد غير صحيح أما إذا كان النقد بغرض التجريح وليس المقصود به الاصلاح فهو ليس بنقد إنما هو تشفي أو انتقام 0
قرأت في كتاب د ليل المرشد التربوي ص420-421 للأستاذ/ناصر الدين أبو حماد ما نصه(كان تشارلز شواب يمر عبر أحد مصانع الفولاذ بعد ظهر أحد الأيام حين مر بالقرب من بعض المستخدمين الذين كانوا يدخنون وفوق رؤوسهم علقت لافتة تقول ( ممنوع التد خين ) فهل انبههم قائلا وهو يشير إلى اللا فته : ( ألا تعرفون القراءة )كلا * ليس شواب من يفعل ذلك * بل سار نحوهم وقدم سيجارا لكل واحد منهم قائلا ( سأكون في غاية الامتنان لو د خنتم هذه في الخارج ) عندئذ ادركوا أنه علم بمخا لفتهم القانون – وقدروا له حسن معاملته لأنه لم يذكر شيئا عن الأمر * بل منحهم هدية صغيرة وجعلهم يشعرون بأهميتهم فهل يمكنك ألا تحب رجلا كهذا ؟)0
ولماذا نبعد كثيرا و نحن لدينا رسول الهدى الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – فقد ضرب لنا أروع الأمثلة في سيرته العطرة مع أصحابه ومع نسائه ومع أطفاله وخدمه حتى أحبوه أكثر من حبهم لآبائهم وأقاربهم لالأنه لاينتقد أحدا ولكنه يحسن أسلوب النقد* ذكر في مجلسه ذات مره أن أحد أصحابه لايقوم الليل * فقال عليه الصلاة والسلام : نعم الرجل لوكان يقوم الليل * ولما سمع الرجل مقولة الرسول العظيم أثرت مقولته في نفسه فلم يدع قيام الليل بعدها * وهنا ك قصة ظريفة حصلت لأحد الناس إذ مر جزارا في مجزرته وهو يبيع اللحم أثناء الصلاة فتلفظ عليه بألفاظ قاسية وأمره أن يغلق دكانه فا ستشاط الجزار غضبا ولحق بالرجل يريد أن يذبحه فهرب منه ولم يستطع إمساكه وبعد يومين جاءه وهو يبيع اثناء الصلاة كعادته وقد غير الرجل من شكله حتى لايعرفه الجزار * وسلم عليه وسأله عن أحواله وأولاده وعساه قد كسب في هذا اليوم كثيرا واقترح عليه أن يتمشى هو وإياه فارتاح له الجزار فأخذ بيده * وقال الجزار في أثناء حديثه إنك أفضل من رجل جاءني بالأمس فتلفظ علي بألفاظ نابية لاتصدر من عاقل ولو أمسكت به لذبحته* فسكت الرجل ولم يقل شيئا واقترح على الجزار أن يدخلا للمسجد فلم يمانع الجزار وذهب لدورة المياه وتوضأ ودخل المسجد وصلى * وصار يغلق حانوته كل يوم قبل موعد الأذان بربع ساعة * فالكلام اللين يلين الصخر والله سبحانه وتعالى قال : ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة * وجادلهم با لتي هي أحسن) 0
على أي حال إذا اردت أن تنتقد أحدا فلا بد أن تبدأ بمحاسن المنقود أولا ثم تذكر ما تلاحظه عليه * وليكن ذلك على غير مرأى من أحد * فهناك فرق بين النصيحة والفضيحة * فالنصيحة تكون سرا بينك وبين من تنصحه وهي أبلغ وأكثر تأثيرا في نفس المنقود أما الفضيحة فأنك تنقده على مرأى من الناس * وهو لن يستجيب لنصحك بل سيعاديك وسوف يتمرد عليك ويخالف ما تأمره به لأنك شهرت به أمام الغير وأحرجته * فما أحوجنااليوم إلى أن نتعلم كيف ننتقد الغير دون أن نجرح مشاعرهم أو نسبب لهم إحراجا يدفعهم إلى التمرد والعصيان *( إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) والله الهادي إلى سواء السبيل
0
424

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️