اذكى طفلةواصغر مخترع بالسعودية ما شاء الله

في عينيها بريق ذكاء، وبين ملامح وجهها الطفولي البريء ترتسم علامات الموهبة التي تقارب حد الإبداع

عندما زرنا زهرة في منزلها بدت قوية الشخصية، لطيفة مع مسحة خجل تبدو واضحة فوق محياها. جلست على الأرض مع إخوتها وبدأت تجيب بنباهة وسرعة عن الأسئلة، «ما هي عاصمة السعودية؟»، ترد «الرياض»، و«الكويت؟»، تجيب بسرعة «الكويت»، وتذكر كل العواصم حتى أن الجالس أمامها قد ينسى لوهلة إحدى العواصم لكنها تتذكرها جميعها. ويلعب عيسى وشقيقته فاطمة دوراً مهماً في امتحان قدرات زهرة لتظل على المستوى اللازم. ولا يتوقف تفوق زهرة عند حفظ العواصم، فهي تجيب بتلقائية على الأسئلة الدينية التي تطرحها والدتها «من هو ربي؟»، «الله هو ربي الذي خلقني...». وتبدأ بعدها بتلاوة العديد من سور القرآن الكريم التي تحفظها عن ظهر قلب. ثم يشجعها أشقاؤها على إلقاء قصيدة «صوت صفير البلبل» المعقدة التي عجز عن حفظها أبو جعفر المنصور.

زهرة الأصغر بين إخوتها الستة وجميعهم ملتحقون بالمدارس والجامعات، وتوضح فاطمة الأخت الكبرى لزهرة، أنه عندما تحاول شقيقتها مريم التي تدرس في الصف الأول الابتدائي، حفظ دروسها تكون زهرة قد حفظتها قبلها. وهي تستوعب تماماً منهج الصف الأول الابتدائي وتجيب بطلاقة على جميع الأسئلة حوله.

لم يكن عمرها يتعدى السنة والثمانية أشهر عندما «بدأت تتحدث بفصاحة، وحفظت سوراً من القرآن الكريم مع إتقان كامل لمخارج الحروف»، تقول والدتها صباح عبد الله «كانت تفهم ما يقال لها وتردده». لكن المشكلة الكبرى التي تعترض زهرة هي عدم الرعاية، فعندما توقفت الوالدة عن متابعتها بدأت الطفلة تنسى ما تعلمته.. «يتحدثون عن الرعاية ولكن في الواقع لا يوجد أي تشجيع أو فائدة، كله كلام بكلام، فلماذا أرهق نفسي؟ لأنه ما في لا اهتمام ولا تشجيع»، كما قالت الوالدة بحسرة.

وتقول الوالدة «إن الأساتذة قابلوا تفوق عيسى، شقيق زهرة، بالتشجيع فكان يتنقل بين المدارس كتلميذ مراقب، بينما لا تبدي مدرسات زهرة أي تعاون مع العائلة». ويقولون عنها ما زالت صغيرة، والبعض يقول إنها ستتعب عندما تكبر إذا باشرت الدراسة باكراً.

وينتظر عيسى منذ سنتين رداً من جامعة المك سعود بعد أن قدم لها ابتكاره ليسجل كأصغر مخترع سعودي، لكن الجواب لم يأته بعد. فقد توصل هذا الطفل لتركيب مرهم لعلاج آلام المفاصل، «هو دواء من أعشاب برية ركبته عندما أحس أبي بوجع في رجله، أحضرت المواد من السوق واستعنت بمعلومات من بعض الكتب وجربه العديد من الأشخاص ووجدوه نافعاً، » يشرح عيسى.

معدلات ذكاء عالية

ويشير عيسى إلى أنهم أجروا له ولشقيقته اختبار ذكاء «أنا أخضع لهذا الاختبار للمرة الثانية، وحصلت على معدل 149، وقد حصلت زهرة على معدل ذكاء 136». وتقاطعه الوالدة صباح لتشير إلى أن الاختبار تم على حساب العائلة. ولأن الحديث كله يدور حولها تبدو زهرة مزهوة بنفسها وتقول ببراءة إنها «أشطر من عيسى». وبنظرة سريعة إلى الجدول التالي لمعدلات اختبار درجة الذكاء وفقاً للمقاييس العالمية المعروفة بالـ IQ، يمكننا أن نعرف مكانة زهرة وعيسى:

1- درجة ذكاء أقل من الحد العام للذكاء: 58 ـ 68
2- درجة الحد العام للذكاء في حدوده الأولى: 68 ـ 80
3- درجة ذكاء جيدة، الحد العام: 80 ـ 115
4- درجة ذكاء جيدة جداً، أعلى من الحد العام: 115 ـ 125
5- درجة ذكاء ممتازة جداً، يقترب من حدود العبقرية: 125 ـ 135
6- درجة ذكاء ممتازة جداً وموهوب يكاد يكون عبقرياً: 135 ـ 145 « زهرة ضمن هذه الفئة »
7- درجة ذكاء في درجة العبقرية: 145 ـ 165 « عيسى ضمن هذه الفئة »
8- درجة عبقري بدرجة عالية: 165 ـ 185
9- درجة عبقري بدرجة عالية جداً ونادرة جداً: 185 ـ 200

ومن التعريفات العلمية التي أعطيت للطفل الموهوب تعريف « هولنج ورث وتيرمان » في لعام 1952، الذي اعتبر نسبة الذكاء 140 هي الحد الفاصل بين الطفل الموهوب والعادي. كما أن جلسة واحدة مع الطفلين كفيلة بأن نستخلص أن زهرة وعيسى طفلان في عداد الموهوبين بل العباقرة، لكن ما ينقصهما هو الرعاية المستمرة ليحققا الكثير.






منـــــــقول