ارتباط الصحفي مؤمن بالآنسة ديما.. قصة زواج في رحلة علاج

الملتقى العام

ارتباط الصحفي مؤمن بالآنسة ديما.. قصة زواج في رحلة علاج




خاص - نساء من أجل فلسطين


كانت جراح مؤمن وفقدانه لطرفيه خلال أيام الحرب بداية الطريق للوصول إلى شريكة حياته الآنسة ديما عايدية في المملكة السعودية, وإرادة من الله لتحقيق آمال هذه الفتاة التي تمنت أن تعيش في غزة, وموعداً للقائهما داخل إحدى المستشفيات السعودية, حيث جاءت ديما إلى المستشفى لتزور أبطال فلسطين, ولكن زيارتها للصحفي مؤمن قريقع ساقتها إلى نصيبها المكتوب حيث هناك بدأت قصة زواجهما الذي اعتبرته حلما حققه الله لها.

"نساء من أجل فلسطين" قابلت هذه البطلة التي أصرت على الارتباط بأحد أبطال فلسطين في الحوار التالي:

· بطاقة تعريفية عن ديما عايدية ؟

ديما عايدية، مواليد 30/11/1987م, فلسطينية الأصل من حي الزيتون، مواليد الرياض، طالبة آداب إنجليزي في سنة التخرج، أعمل صحفية متعاونة، بالإضافة إلى بعض الأعمال التطوعية، لاجئة فلسطينية تحلم بالعودة إلى غزة الحبيبة.


· كيف كانت بداية لقائك بالصحفي مؤمن قريقع ؟

كانت البداية أيام الحرب على غزة، حيث وصل عدد من الجرحى إلى الرياض، وكان الناس في بداية تعاطفهم مع الأحداث، فاجتهدت مع أهلي في زيارة الجرحى بمدينة الملك فهد الطبية وكان مؤمن ضمن الجرحى المتواجدين، كنت قد قرأت عنه سابقاً في شبكة فلسطين للحوار وعندما التقيت به اندهشت بصبره و بشاشة وجهه، كنا نعتقد أننا ذاهبين لنرفع معنويات الجرحى لكننا تفاجأنا بهم فهم الذين رفعوا معنوياتنا وليس العكس.
لم تفارق صورة مؤمن مخيلتي وكلامه كان راسخا في ذهني، فيما بعد اجتهدت في عمل لقاءات مع الجرحى لجريدة نساء من أجل فلسطين وأجريت لقاءً مع مؤمن زاد فيه إعجابي بشخصيته وقوة إيمانه, وكان الإعجاب متبادلاً تقدم بعدها مؤمن لخطبتي و تم الموضوع على بركة الله.

· حدثينا كيف بدأ مؤمن يفكر بخطوبتك من أهلك وهو في رحلة علاجه؟

حينما ذهبت مع أهلي لمؤازرة الجرحى الفلسطينيين, سأل مؤمن عمه الذي يرافقه عما إذا كان يستطيع أن يخطبني له كوني من بنات وطنه, وبدأ يحث العم على أن يذهب, لم يتوان العم بل حمل نفسه بسرعة وذهب إلى بيت والدي ثم أخبره عن رغبة مؤمن في الاقتران بي, انطلقت فرحه غامرة من والدي ثم قال لعم مؤمن: 'منذ أن رأيت مؤمن وأنا أقول يا ليتك زوجا لإحدى بناتي', أذكر أن والدي جاءني ليستشيرني وبدأ بخطبة عريضة وشعرت بالأمر فاختصرت عليه وأخبرته بموافقتي على مؤمن وأنني أحلم بزواج كهذا.

. ما هي الكلمات التي أجبتها لوالدتك حينما عرض عليك الأمر لاسيما أنك تحلمين بزواج كهذا؟

أخذت أبكي بحرقة وقلت لوالدي:" أنا هبة من الله إلى مؤمن, وكل ما أقدمه له ليس إلا جزء بسيط من تلك التضحيات التي بذلها مؤمن لنا, يا أبي..منذ طفولتي وأنا احلم بزواج كهذا يكفيني أن أكون زوجه مجاهد في سبيل الله', بعدها نقل العم الخبر إلى مؤمن فزادت فرحته حتى إنه لم يتسع لها صدره قال لعمه'خير البر عاجله' فجاء مع عمه إلى بيتنا لعقد القران.

· ما الدافع الذي دعاكِ للارتباط بشاب فلسطيني بالإضافة إلى أنه فقد طرفيه وأصبح معاقا؟

كان حلمي أن ارتبط بشاب فلسطيني من غزة، عاش الجهاد و تعلم الصمود، أعيش معه حياة العمل في سبيل الله وأشعر بوجودي معه أنني على ثغر من ثغور الجهاد, فكان ارتباطي بالبطل مؤمن حلما تحقق ودعوة استجابها الله تعالى ويسرها لي، أما الإعاقة فلا تشكل مانعاً أبداً فالمعاق ليس معاق الجسد بل المعاق معاق الفكر!


· هل واجهت أي معارضة من قبل الأهل والأقارب للارتباط بالصحفي مؤمن ؟

لا شك أنني واجهت الكثير من الانتقادات و المعارضات من المعارف والأقارب، لكن والدي ووالدتي وقفوا معي وقدروا رأيي وصبروا لأجل أن يحققوا لي ولمؤمن الفرحة الكبيرة، لقد مرت أيام صعبه جداً سمعت فيها ما يكفي لزعزعتي عن القرار, لكنني صمدت وفي كل مرة كنت أستخير الله تعالى وأوكل أمري له, وكان لسان حالي يردد" اللهم إني وكلت أمري إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك", كنت أشعر بارتياح شديد و أشعر أن كل تلك الانتقادات تزيدني إصراراً على قراري وثباتاً على ما أنا مقدمة عليه ,الآن أتوجه لهم بالشكر الجزيل أنهم انتقدوا اختياري فقد علموني أن من أراد شيئاً وهو مجزم أنه على الصواب فليتمسك به وليعض عليه بأسنانه حتى يتحقق.


· كيف تمت مراسيم الزواج ؟

تقدم عم مؤمن "مرافقه" للوالد وتمت الزيارة في منزلنا من قبل أقارب مؤمن في الرياض، بعدها بيوم جاء مؤمن لرؤيتي" الرؤية الشرعية" فهو لم يرني من قبل إلا بحجابي الكامل, كان لدي بعض الأسئلة التي أردت أن أطرحها عليه ولكن قبل ذلك طلبت منه أن أتحدث مع والدته, سألتها سؤالا واحدا أجابت عليه وكان الجواب الشافي لكل التساؤلات, وبعدها عقدت قراري النهائي بالموافقة, تم الاتفاق على عقد القران يوم الأحد 10/5/2009 في محكمة الأنكحة وعقده الشيخ فهد السنيدي حيث نزل بنفسه إلى ساحة المحكمة مراعاة لظروف مؤمن وعقد النكاح بفضل الله.


· ما هي وسيلة قدومك إلى غزة ؟ ومتى ستأتين إليها؟

وسيلة قدومي أعلنها فيما بعد، عليكم قضاء حوائجكم بالكتمان ، أما الموعد فهو قريباً جداً إن شاء الله بعد انتهائي من اختبارات الجامعة.


· كل من يعلم بقصة ارتباطك بالزميل الصحفي مؤمن يعتقد اعتقاداً جازما بأن عاطفتك هي التي سيرتك فماذا تقولين لهم ؟

لقد سمعت هذه العبارة كثيراً وفكرت فيها أكثر، لو كان ارتباطي به مبنيا على عاطفة لاستمر ليوم أو يومين ثم انتهى الأمر أو لكنت انهرت عند أول انتقاد وصلني, لكن صبري وعدم تزعزعي عن القرار أكد أن قراري مبني عن إرادة وليس عاطفة, الأيام التي مررت بها كانت كافيه لتجعلني أتراجع عن قراري, بالتأكيد فقد حكمت عقلي وأنا مرتاحة نفسياً لهذا القرار, لأنني اخترت أرض الرباط لعلي أكون إحدى خنساوات فلسطين المجاهدات.


·هل الإعاقة الجسدية برأيك مانع من الارتباط ؟

أبداً وهي ليست عيباً بل أراها كمالاً عندما يكون الشاب من هؤلاء الأبطال, ويمتلك قلباً مؤمناً وعقلاً مفكراً فلا أراه معاقاً، كم من صحيح جسد مفسد وكم من قوي بنية هالك ! والحبيب عليه الصلاة والسلام يقول:"إن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" .


. ما هي كلمتك التي توجهينها للفتاة التي ترفض الارتباط بشاب يعاني إعاقة جسدية ؟


أقول لكل فتاة عندما تقبلي بشاب من هؤلاء الأبطال وترضين به زوجاً تأكدي أنه سيرفعك تاجاً على رأسه ويكرمك كما أكرمته بل زيادة على ذلك.

طبعاً عاد الجاهد مؤمن وزجته ديما الى غزة ووصلا بالسلامة .
فحمداً لله على سلامتكما ومبارك الزواج .

1
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

هاله 2
هاله 2
بارك الله لهما وعليهما
زواج موفق إن شاء الله .