الذره @althrh
عضوة فعالة
ارجواْ أن تدخلواْ و تقرءو بتمعن
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
تحية طيبة و بعد
كثر في الآونة الاخيرة بين الناس ذكر منافع العبادات الدنيوية ، و كأننا أمرنا بفعلها لنستفيد منها في الدنيا فقط ، ما بين فوائد السجود في الشحنات ، و الصيام لمرضى السكر ، و غيرها الكثير و هنا أضع بين أيديكم أية من القرآن الكريم و تفسيرها
و نصيحة لي و لغيري ، كما قال فضيلة الشيخ المحدث / محمد صالح المنجد . علينا الا نأخذ الامور الدينية بوجه الفائدة الدنيوية ، و الا ضاع الأجر ، كذكر فوائد الصوم على البدن ، و اثر السجود ، و هكذا من امور الطاعات و العبادات ، و نُرزقها في الدنيا و ليس لنا في الآخرة من خلاق ، لقول النبي - صلى الله عليه و سلم - في التحذير من هذا و بيان انه من علامات الساعة ان تطلب الدنيا بعمل الآخرة ، بل ان نسأل الله بعد قصد الآخرة و الأجر منه وان نسأل الله بدعائنا له ان يرزقنا في الدنيا من خير ما عنده
تفسير مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا
ما معنى قوله تعالى: { فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق } هل يدل هذا على أن كل من يدعو الله ليفرج أمره في الدنيا يؤخذ من حسناته لتلبية دعائه؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المقطع المذكور جزء من الآية الكريمة: { فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ }.
وهذه الآية جاءت في سياق الحديث عن الحج وأعماله، وتصحيح المفاهيم والأخطاء التي يرتبكها أهل الجاهلية.
وفي هذا السياق يذكر المولى سبحانه وتعالى فريقين من الناس؛ فريق همه الدنيا حريص عليها ومشغول بها، لا يذكر من أمر الآخرة شيئًا، فهؤلاء قد يعطيهم الله تعالى نصيبًا من الدنيا ولكن لا نصيب لهم في الآخرة؛ لأنهم يقتصرون في دعائهم على الدنيا فقط فيقولون: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا.
أم الفريق الثاني فهو أكبر نفوسًا وأعلى همة وأبعد نظرًا وأعمق تفكيرًا؛ لأنه موصول بالله تعالى، يريد الحسنة في الدنيا ولا ينسى نصيبه من الآخرة، فهو يدعو الله تعالى، ويقول في دعائه: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية:فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ أي: من نصيب ولا حظ، وتضمن هذا الذم والتنفير عن التشبه بهم بمن هو كذلك، وعن ابن عباس قال: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون: اللهم اجعله عام غيث وخصب.. لا يذكرون من أمر الآخرة شيئًا، فأنزل الله فيهم: فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ...الآية.
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فكل من انشغل بدنياه ولم يلتفت لآخرته يتناوله هذا الذم.
أما من سأل الله تعالى الدنيا والآخرة فقد سلك منهج القرآن وامتثل أمر الله تبارك وتعالى حيث يقول: { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا }.
قال ابن كثير وقد مدح الله تعالى من يسأله الدنيا والآخرة، فقال تعالى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } .
وعليه، فإن من سأل الله تعالى أن يفرج عنه في الدنيا دون أن يغفل أمر آخرته فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى، وقد قال الله تعالى في شأن عباد الرحمن: { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } .
والله أعلم.
المصدر : اسلام ويب
منقول
10
901
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ضي الهدى
•
الله يجزاك خير
الصفحة الأخيرة