رب ضارة نافعة
رجع الأستاذ إلى بيته متأخر كعادته بعد أن أطال السهر مع أصحابه, وفي هذه المرة نفذت زوجته تهديدها فأبت أن تفتح له الباب, وكانت قد أعلمته أنة إن عاد متأخرا كما هو شأنه فلن تفتح له باب المنزل
أين يذهب؟خرج يمشي وساقته قدماه إلى المدرسة فما كان منه إلا أن ضرب الباب وفتح له الحارس ولم يجد صعوبة في الدخول فالمدرس في مثل هذه القرى له مقام كبير والفراش والحارس يعضمونه جدا.
حاول في البداية أن ينام لكن النوم أبى أن يقترب منه
فوجدها فرصه ثمينة أن يشغل الوقت بتصحيح الكراسات التي تراكمت حتى ملأت الرف وبذالك يتخلص من أمر أشتد غضب الناظر عليه منه وحين طلع النهار كان صاحبنا قد أنهى تصويب كراساته جميعا
وقبل أن يحضر مدرس أو تلميذ دخل المدرسة ضيف وقادة الحارس إلى صاحبنا إذ لم يكن في المدرسة غيره وأحسن المدرس وفادته فقد صنع له الشاي وآنسه بالحديث وتأخر الناظر عن الحظور وتأخر بعض المدرسين فاستشاط الضيف غضبا. لقد كان مرسلا من الوزارة للتحقيق في شأن المدرس الذي كثرت شكوى الناظر من تأخره وعدم قيامه بالواجبات المناطه به وقد كان المشتكي منه ذلك المدرس الذي نام في المدرسة يصحح الكراسات.
حضر الناضر فوجد مبعوث الوزارة يرغى ويزبد وعندما بدأ التحقيق علم المحق أن ذلك الأستاذ الذي حضر إلى المدرسة أول الناس هو المشتكي منه وطلب منه كراساته فإذا هي في أحسن حال, لقد تحول الحال وفقد كان التقرير المرفوع مرضيا للمدرس اشد الرضا بمقدار ما كان مؤلما للناظر اشد الإيلام ولله في خلقه شؤون.
ملاك الزين @mlak_alzyn
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
قصه حلوه وصدق من قال رب ضارة نافعه .