ارحموا معتقداتنا وكفوا عن نقل مثل هذه المواضيع ... هــــام للغاية وباب النقاش مفتوح

بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من المـُـأكد أنكم لاحظتم نشر مواضيع حوارات مع ملحدين بشتى صورها وأشكالها وتنوعها وتعدد الأساليب فيها

يُسارع المسلمون لنقلها للمنتديات ظانين أن هذا يُبرز قوة الإسلام وحجته

والإسلام ولا شك قوي وحجته لا يقوى على مجاراتها أحد بإذن الله

لكن الخطيـــــر في هذا الأمـــــر والذي وجب التحذير منه

أن هذه المواضيع قد توقع بعض المسلمين في شك في دينهم وفي وجود الخالق -سبحانه وتعالى- والإيمـــان به.

أذكر جيداً ولستُ أنسى موضوع إحدى الأخوات في هذا المنتدى المُبارك ، تشكي شكاً أصابها في دينها ، إنها تشك بوجود الله -نسأل الله لنا ولها السلامة والعافية- ، والطامّة الكبرى حينما ردت عليها أخت أنها في مثل حالها ، والأدهى والأمر أنه بسبب موضوع حوار ملحد مع مسلم ، تقول الأخت أنها قرأت نصف الحوار فبدأ الشك يتسلل لقلبها فأغلقت الموضوع ولم تكمله ، ثم طلبت المشورة لحل ما آل إليه حالها.

من المهم معرفة أن من يقرأ ويطلّع على المواضيع في أي منتدى هم من مختلف الفئات ، فيهم الكبير والصغير ، وفيهم طالب العلم المتقدم والمبتدأ والعاميّ والجاهل ، وفيهم الملتزم وفيهم قليل الإلتزام.

إن الغاية من كتابة هذه الحوارات بخُبث واضح لا يخفى على عاقل ؛ هي بث الشك في قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم وخصوصاً صغار السن وأيضاً قليلي الإلتزام والإيمان.

وكثير من الحوارات تظهر بشكل مستفز للغاية أكاد أجزم أن أي مسلم لا يرضى بأن يظهر بهذا الشكل

فهل يكون كاتب الحوارات مُسلم ؟؟!!

فلنحكم عقولنا ولنعلم أن هناك من الليبرالية من ليس لهم شغل إلا المسلمين وكيف يبثون الشك في قلوبهم وكيف يزعزعون صفوفهم.

وأضرب مثالا على حوار قرأته ، بروفيسور يلقي شُبَهَه على طالب مسلم حتى يتكأكأ المسلم ثم يلجمه وما استطاع جواباً ، ثم يسأله البروفيسور: أين إلاهك الآن؟ فلا يرد ويجلس مهزوماً ، وكان أسلوب البروفيسور فلسفي سهل الفهم ، كما أنه أخذ حيزاً كبيراً من مساحة الحوار ، ثم يقوم طالب مسلم ويُثبت وجود الله ، مع ملاحظة أن الأسلوب كان فلسفي صعب الفهم وإن شئتم فقولوا أقل من مستوى ما قبله بالوضوح وسهولة الفهم.

فكانت هذه الأسئلة
أين الطالب المسلم الثاني الذي أجاب على البروفيسور من الإجابة على التساؤلات التي طرحها البروفيسور على زميله في بادئ النقاش؟
أين غيرته كمسلم على دينه؟ ولماذا انتظره حتى أدخل الشك على قلب زميله؟
لماذا كان إلقاء الشبه على وجود الله قوية لدرجة الإقناع وكانت في بداية المقال وأخذت من المجال الكثير؟
ولماذا كان الرد على الشبه بأسلوب فلسفي يصعب على القارئ فهمه ، بينما كان إلقاء الشبه بأسلوب سلس سهل الفهم؟

والله لو كتب هذا الموضوع مسلماً لما رضيَ أبداً أن يظهر بهذا الشكل المشكك.

لقد استخدم كاتب الحوار فلسفة عبقرية زينها بإطار إسلامي حتى يظن قارئها أنها تخدم الدين وأنه نجاحاً باهراً لمسلم رد على بروفيسور وألجمه ، وما يدري المسكين -أقصد قارئ الحوار- أن غاية الكاتب الخبيث هو إدخال الشك في قلوب المسلمين.

وأخيـــراً
ما الغاية من نشر مثل هذه المواضيع؟
هل لمعرفة كيفية الرد على الملحدين؟
لا والله ، فمعرفة الرد عليهم تؤخذ من كتب العقيدة والقرآن الذي رد على كثير من المشركين المشككين ، قال تعالى (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) هذا فيه رد قطعي على كل من ينكر وجود خالق لهذا الكون.
أم لزيادة الإيمان؟
فلا أظن أحداً يخرج وقد زاد الإيمان في قلبه إلا أن يشاء الله ، وهناك مواضيع أخرى تزيد من الإيمان بإذن الله ، مثل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، وأسماء الله الحسنى ، والمواضيع التي تدعو للتأمل في ملكوت الله الواسع البديع ، والسيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، وقراءة أقوال السلف رحمهم الله ، وغيرها الكثير.

واعلموا رحمكم الله أنه إن كانت ثـَــمّ فائدة من نشر هذه الحوارات فإن درء المفسدة خير من جلب المصلحة.

هذا والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الفقيرة إلى عفو الله
فاطمة الشمري

...