ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء
السلام عايكم ورحمة الله وبركاته
ارحموا من في الارض
يرحمكم من في السماء
عندما ترى امرأة عجوزًا تحمل حملاً ثقيلاً ،
وهى تعانى بما تحمله ،
وتكاد تقع مع كل خطوة تخطوها فتشعر نحوها بالشفقة والعطف .
وعندما تجد قطة صغيرة لا ترى أمامها،
وهى ترتعش من شدة البرد ،
ولا تعرف كيف تطعم نفسها فتتألم لها أشد الألم
، وعندما يقع بصرك على طفل تاه عن أهله ،
وهو يبكى بحرقة وألم
ترق لبكائه وتتألم لألمه ،
إن كل ما شعرت به تجاه هؤلاء هو شعور بالرحمة.
والرحمة صفة من صفات الله – عز وجل-
فهو سبحانه الذي خلقنا.
وهو الذي يطعمنا ويسقينا ، وإذا مرضنا فهو يشفينا ،
وهو الذي يهدينا إلى الإيمان به .
ورحمة الله واسعة ، ومظاهرها كثيرة لا يمكن عدها ولا حصرها ؛
فهي تشمل كل شيء وتصل إلى كل مخلوق ، وكلنا في حاجة إليها.
قال تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " (الأعراف 156)
وهو سبحانه الذي خلق الرحمة في قلوب عباده ، لذلك يتراحم الناس فيما بينهم .
يقول النبي -صلى الله عليه و سلم- :
"جعل الله الرحمة في مائة جزء ،
فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا،
وأنزل فى الأرض جزءًا واحدًا ،
فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق ،
حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها ، خشية أن تصيبه " . رواه البخاري
ولن ينال رحمة الله يوم القيامة إنسان فظ قاسى الطبع ،
نزعت من قلبه الرحمة
فقد قال -صلى الله عليه و سلم- :
"لا تنزع الرحمة إلا من شقي" . (رواه الترمذى)
كما قال -صلى الله عليه و سلم-:
"من لا يرحم لا يُرحم" (رواه البخارى)
"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" . (رواه الترمذى)
من نرحم ؟
إن الرحمة خلق جميل وعظيم ، وعلينا أن نتحلى به ،
ونعم به جميع المخلوقات ،
فكما أننا في حاجة إلى رحمة الله
فلا بد أيضًا أن نتراحم فيما بيننا حتى ننال رضا الله وحبه
وهناك بعض الناس يجب علينا أن نخصهم برحمتنا و رعايتنا أكثر من غيرهم، منهم:
* الأبوان الكبيران ، فكما ترفقا بنا ورحمانا ونحن صغار
فعلينا أن نترفق بهما ونرحمهما وهما كبيران ،
ونكون في خدمتهما بحب وفرح ،
وأن نطيعهما ونخاطبهما بأدب وتوقير وتعظيم ،
ولا نسمعهما إلا كل قول طيب حسن .
* والضعفاء ، والمحتاجون ، والمرضى ، وأصحاب الأعذار
كالأعمى والأبكم ، والعاجز ،
بأن نكون في عونهم ، ونلبى حاجاتهم ،
ولا نعير أحدًا منهم بعاهته أبدًا ،
قال تعالى :
" لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ
وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا " ( الفتح 17)
* والطفل الصغير خاصة إذا كان يتيمًا ،
بأن نلاعبه ونداعبه ونشمله برعايتنا وحبنا،
وقال النبي -صلى الله عليه و سلم- :
"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف حق كبيرنا". (رواه الترمذى)
* وكل من يقوم على خدمتنا ،
فقد كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يأكل مع الخدم ويتحدث معهم ،
ويوصى بهم خيرًا؛ فهم إخواننا،
وعلينا أن نطعمهم مما نأكل، ونلبسهم مما نلبس،
ولا نكلفهم بعمل لا يستطيعون أداءه.
* وجميع الحيوانات والطيور ، لأنها من مخلوقات الله التي تحس وتتألم وتمرض ،
لذا علينا أن نطعمها ونسقيها ولا نحملها فوق طاقتها
وعلينا ألا نضربها أو نؤذيها,
وأن نداويها إذا مرضت , وأن نهيأ لها مكانًا مناسبًا لتعيش فيه.
الرحمة المهداة :
كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- من أعظم البشر رحمة وشفقة ورقة،
وقد عمت رحمته الصغير والكبير ، والضعيف والقوى ،
والفقير والغنى ، والحيوان والطائر ،
حتى الأعداء عمتهم رحمته -صلى الله عليه و سلم-
فهو أعظم رحمة أرسلها الله إلى خلقه
ليرشدهم إلى طريق الإيمان والفلاح
فتسع حياتهم في الدنيا والآخرة .
قال تعالى
فعلينا أن نتعلم منه-صلى الله عليه و سلم- ونتخذه قدوة لنا في كل أمورنا .
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم
عن الرحمة
* ذات يوم دخل النبي -صلى الله عليه و سلم- حديقة رجل من الأنصار ،
فاقترب منه -صلى الله عليه و سلم- جمل تنزل الدموع من عينيه،
فمسح النبي -صلى الله عليه و سلم- على رأس الجمل ورقبته برقة ورحمة
فسكت الجمل عن البكاء
فسأل النبي عن صاحب الجمل فجاء إليه،
فطلب منه النبي -صلى الله عليه و سلم- أن يتقى الله في هذا الجمل الذي ملكه الله له ؛
لأنه اشتكى منه أنه لا يطعمه ويتعبه بكثرة العمل .
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه المعتاد
في الروضة المشرفة بعد الصلاة يعلم الناس ،
ويعظهم أن يكونوا يداً واحدة ، ومجتمعاً متكافلاً
فقال :
حوسب رجلٌ ممن كان قبلكم ،
كان غنياً موسراً ، آتاه الله مالاً وافراً ،
فلما وقف بين يدي الله تعالى قال الله سبحانه له – وهو أعلم بما فعل :
ماذا عملت في الدنيا فيما آتيتك من مال ؛ يا عبدي ؟
قال : هل أستطيع أن اكتمك- يا رب - حديثاً ،
وأنت علام الغيوب ؟ ..
تعلم ما كان وما يكون ، وما لا يكون لو كان كيف كان يكون . !!
كنت – يا رب – حين آتيتني مالاً أبايع الناس ، وأنت نُصب عيني ،
فأعاملهم معاملة هينة لينة ،
أتجاوز عن هفَواتهم ، وأتيسّر على الموسر ، وأُنظرُ المعسر .
قال تعالى : فهل مَن يشهد على ذلك ؟
قال الرجل : كنت أقول لفتاي : إذا أتـَيتَ معسراً فتجاوز عنه ، لعل الله أن يتجاوز عنا .
قال تعالى : فلم كنت تفعل هذا يا عبدي ؟
قال الرجل : ليس لي من عمل الخير إلا القليل ،
فقلتُ : أُيَسّر على عباد الله ، فيُيَسّرَ الله عليّ .
قال تعالى : أنا عند حسن ظن عبدي بي ،
وأنا أحق بذا منه ... تجاوزوا عن عبدي ...
فأدخلتْه الملائكة الجنّة معزّزاً مكرّما .
*وقال عنه خادمه "أنس بن مالك" – رضى الله عنه :
"خدمت رسول الله -صلى الله عليه و سلم- عشر سنين .
والله ما قال لي أف قط ،
ولا قال لي لشيء : لم فعلت هكذا ؟ وهلا فعلت كذا ؟" (رواه مسلم)
* وكان النبي-صلى الله عليه و سلم- لا يطيل الصلاة رحمة بالمرضى ، وكبار السن .
* وذات يوم قبَّل النبي-صلى الله عليه و سلم- "الحسن" ابن ابنته "فاطمة" ،
فلما شاهده أحد أصحابه قال :
يا رسول الله إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت أحدًا منهم قط .
فقال له الرسول-صلى الله عليه و سلم-
"من لا يرحم لا يُرحم" . (رواه البخارى)
* و هذا الحديث الشريف عن الرحمة بالحيوان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(بينما رجل يمشي بطريق اشتدّ عليه العطش،
فوجد بئراً، فنزل فيها فشرب، ثم خرج.
فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش.
فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثلُ الذي كان قد بلغ مني،
فنزل البئر فملأ خفّه، ثم أمسكه بفيه،
حتى رقي فسقى الكلب،
فشكر اللهُ له، فغفر له).
*ومن منا لايعرف المرأة التي عذبت هرة,
حبستها ومنعت عنها الطعام والشراب بدون سبب,
فما كان جزاؤها إلا النار...
في الحديث الذي أخرجه الشيخان
عن ابن عمر رضي الله عنهم
(عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت
فدخلت فيها النار ,
لا هي أطعمتها وسقتها اذا هي حبستها,
ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)
وفي رواية أخرى
( دخلت امرأة النار في هرة حبستها
فلا هي أطعمتها
ولا جعلتها تأكل من خشاش الأرض)...
فضل الرحمة :
* إن الإنسان الرحيم ذا القلب العطوف يحبه الله و رسوله ، كما يحبه كل الناس .
* علينا أن نحذر من قسوة القلوب
لأنه لن ينال رحمة الله إنسان فظ نزعت من قلبه الرحمة
قال -صلى الله عليه و سلم- :
"لا تنزع الرحمة إلا من شقي" . (رواه الترمذى)
* إن من يرحم الناس يستحق رحمة الله ،
قال -صلى الله عليه و سلم- :
"ارحمو من في الأرض ، يرحمكم من في السماء" . (رواه الترمذى)
* إن المجتمع الذي يتراحم أفراده فيما بينهم مجتمع سعيد ،
يشعر فيه كل إنسان بالأمن والحماية والرعاية ،
فلا مكان فيه لجائع ولا محروم ولا خائف .
* إن الرحمة تجعلنا نحب بعضنا بعضًا ،
كما تشجعنا على التعاون والترابط والتكافل فيما بيننا ،
قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :
"مثل.. المؤمنين : في تراحمهم ، وتوادهم ، وتعاطفهم ،
كمثل الجسد ، إذا اشتكى عضو ،
تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى " . (رواه البخارى)
أنظروا إخوانى
هل هذا من الرحمة ؟؟!!
الامــيــرة01 @alamyr01
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اللهم اغفرلي ولوالدي و للمؤمنين و المؤمنات والمسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الاموات
جزاك الله الفردوس الاعلى من الجنه
جزاك الله الفردوس الاعلى من الجنه
الله يجزاك كل خير موضوع يستحق التقييم
بوركتي يالاميرة1 وبورك مسعاك
وجمعني الله وأياك في جنة عرضها السموات والارض
في جنة الخلد
بوركتي يالاميرة1 وبورك مسعاك
وجمعني الله وأياك في جنة عرضها السموات والارض
في جنة الخلد
جَعَـلَهْ الله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك
من اجمل الادعيه ادريس ابكر
http://www.4cyc.com/play-VYhyV9G_qa8
تأملات - عصام العويد + إدريس أبكر من جوال الخير
http://www.4cyc.com/play-3lafnYTUWrg
من اجمل الادعيه ادريس ابكر
http://www.4cyc.com/play-VYhyV9G_qa8
تأملات - عصام العويد + إدريس أبكر من جوال الخير
http://www.4cyc.com/play-3lafnYTUWrg
الصفحة الأخيرة
وخااصه الشغاالات في نااس ماترحم ابد