في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أمة الإسلام أحببت أن اشارككم بهذه القصيدة والتي أقول فيها :
اركض برجلك يا هذا ولا تَهَبِ *** وانثُر بها النقع في أجفان مغتصبِ
واعقل بقلبك أن الحق منتصرٌ *** وأن طالب رب العرش لم يخِبِ
تقول نفسي لنفسي وهي خائفةٌ: *** ألم تري أن هذا اللـيث لم يَثِبِ
وتشتكي الكمَد المغليَّ في دمها *** عن حال أمتها معقورة الركبِ
ما ذلُّ أرملةٍ سوداء مملقةٍ *** ترعى بنيها وقد أوفَوا من السَّـغَبِ
في جحر ضب ببطن الأرض منقطعٍ *** كأنها قد قلاها الناس من جَرَبِ
مجندلين ببيداءٍ ممزقةٍ *** لم يسمعوا دهرهم بالتين والعنبِ
وأرسلت طرفها الحيران منكسراً *** والأفق من حولها أقصى من الشهُبِ
فأبصرت ويحها عيناً تبضُّ بما *** لعلَّه عندها أغلى من الذهَبِ
فأسرعت نحوها والضب منطلقٌ *** يسابقُ المرأة الكلحاء في تَعَبِ
حتى إذا ما أتته لم تجد سبباً *** إلى الحياة فنادت: وا خسارَ أبي
ما ذلها حُرَّةً كالمسلمين غدَوا *** يقلِّبون أكفَّ العجز والرَّهَبِ
يمتصُّ خيراتها البرغوثُ في وضحٍ *** كالشمسِ طاهرةً من غمرةِ السحبِ
ويشتم الدِّين ما للدين من رجلٍ *** يَعُدُّ إذلاله من أفضل القُرَبِ؟
يا ويل من أقسم العبد الفقير لهُ *** ولم يراوغ له باللهو واللعبِ:
والله لن ينعم الكفَّار في بلدٍ *** حتى نعايشه أمناً بلا رِيَبِ
ولن تزال بظهر الأرض طائفةٌ *** يزلزلون عروش البغي باللهبِ
أيحسبُ العلج تيْهاً أنَّنا نفرٌ *** نقيم في الضَّيم كالأوتاد للطنُبِ
والله إن الفتى فينا لمرخيَةٌ *** عيناه دمعاً ينادي : كاشفَ الكربِ
ويحمل الروح فوق الكفّ يوم ترى *** قرينَه في ظلال العيش والرَّغبِ
يسعى إلى الموت سعيَ الليل في غسَقٍ *** يغشى النهار حثيث السعي والطلبِ
إنا لمن أمةٍ دان العدوّ لها *** لمَّا ارتدت حلَّةً مفتولة السَّبَبِ
تضمُّ كلَّ بنيها بالجناح معاً *** وترقَعُ الخرقَ لا تغضي لذي حسَبِ
ونقشُ حلَّتها : يا قوم لا تهنوا *** أو تحزنوا , ما دَجى ليلٌ على يَبَبِ
إن أرجفت صُحُف التضليل في سفهٍ *** فالسيف أصدق إنباءً من الكُتُبِ
منقولة لعوض القرني " أبو أحمد "

um Abdul-Aziz @um_abdul_aziz
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
شكرا لك .