كـأنـك لا تـدري
ليس من عصر كثرت فيه التجارب كعصرنا هذا وكأن الإنسان قد أصيب بهوس التجارب وعدواها في كل ما يمت إلى حياته بصلة. وقد تكون هذه التجارب مجرد واجهه أو مدخل شرعي لممارسة كافة الرغبات والأهواء على اختلاف أنواعها وشذوذها حتى تتحول تلك التجارب أخيرا إلى عادة مستحكمة ظالمة تقود الإنسان حسب هواها ورغباتها. وأكثر ما ينطبق ذلك على عادة التدخين التي تحكمت بعقول الناس على اختلاف مللهم وعلمهم ومشاربهم.
عادة التدخين آفة حضارية كريهة أنزلت بالإنسان العلل والأمراض كتأثيرها السيئ على الغدد الليمفاوية والنخامية والمراكز العصبية وتأثيرها الضار على القلب وضغط الدم والمجاري التنفسية والمعدة والعضلات والعين الخ ...
لا شك أن إغراءات الأصدقاء الواقعين تحت تأثير هذه العادة هي التي تعمل على إدخال البسطاء إلى عالمها الزائف الخادع حيث لا يتمكن أي منهم من التخلص منها إلا بعد شق النفس هذا إذا قدر له الخروج. وكأن الإنسان يظن انه يجد في هذه السموم ملاذا من همومه الكثيرة يهرب إليها في الشدائد والملمات. وهو لا يدري أن من يهرب إلى سم التبغ هو كمن يستجير من الرمضاء بالنار، لأنه بذلك يستنزف قواه ويقضي على البقية الباقية من عافيته.
كأنك أيها الإنسان لا تعلم انك بذلك تسير إلى طريق التهلكة والخراب وأن السعادة لا تكون في الركض وراء أوهام خادعة، إنها لا تكون بتغييب العقل وحجبه عن أن يكون قوة فاعلة يهديك سواء السبيل، إن السعادة هي في تحاشي الأخطار ومجابهة التحديات وتنبيه القوى الخيرة في الإنسان. إنها في الإرادة الصلبة والتنزه عن المطالب الخسيسة والانتصار على الضعف والوهم، إنها في الحفاظ على الصحة وعلى القوة العقلية والبدنية لإبقائها صالحة لمواجهة الملمات عوضا عن هدرها سدا وتبديدها فيما لا طائل ورائه.
إن العاقل يسهر على إصلاح نفسه وليس من يتبع سبيل الخطأ بحجة أن الأكثرية تسير في هذا الاتجاه. والجاهل هو من لا يملك التفكير الصائب للحكم على الأمور فتهون عليه نفسه وصحته. إن من يبيح لنفسه إتلافها بكل وسيلة رخيصة لمجرد أن فيها لذة مزعومة هو إنسان فقد مقومات الإنسانية، انه إنسان يستحق الرثاء.
بعد أن ازداد خطر عادة التدخين لا سيما في صفوف الشباب والمراهقين وطلاب المدارس والجامعات واستفحال خطره على الصحة فقد خصصت هذه الصفحة عن كل ذلك مظهرين بالحقائق والأرقام - لا بالعواطف والانفعالات - الخطر الكامن وراءه ووجوب محاربته على كل مستوى عن طريق التوعية الصحية والحذر من جعل الصحة مطية للشهوات وأداة للمغامرة. فالصحة هي الرصيد الحقيقي لكل دولة يحق لها أن تفتخر بنفسها وبمنجزاتها.
ولا شك أن الهجمة الفكرية و الأخلاقية الشرسة التي تقودها دول الغرب ضد مجتمعنا الإسلامي تستهدف شباب الأمة بالدرجة الأولى وهذه الهجمات تكون بشكل فكر ملحد وفن عفن وسلوك ماجن ومخدر قاتل ومازالت الهجمة مستمرة تزداد شراسة من خلال إعلامهم إعلاناتهم وما علينا نحن إلا المقاومة والجهاد .
( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويأتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ) صدق الله العظيم .
نبذة عن تاريخ التدخين
في أوائل القرن السادس عشر ادخل مكتشفوا أمريكا عادة التدخين إلى الحضارة الأوروبية، ومصطلح نيكوتين الذي يتداوله الناس عند التحدث عن التدخين أخذ من اسم جون نيكوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد أن للتدخين فوائد مثل إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض.
وحتى منذ هذه البداية لم يترك الموضوع دون مقاومة فقد قام كثيرون بمعارضته وخصوصا (جيمس الأول) في كتابه "مقاومة التبغ" حيث اعتبر التدخين وسيلة هدامة للصحة. أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870م.
أخي المسلم الغيور على دينه هذا والله ما نشره الغرب في محاربة التدخين ألا ترى معي أننا نحن المسلمون لسنا في حاجة الى كل هذا ويكفينا قول الله عز وجل في تحريم الدخان {ويحل الله الطيبات ويحرم الخبائث} فإن كنت ترى أن التدخين من الخبائث فإنه محرم بنص الآية وليس مكروهاً كما يظن الكثير من المخادعين لأنفسهم والله خادعهم وإن كنت تعتقد أن التدخين من الطيبات فلماذا تعاقب أخاك الصغير عندما تراه يدخن خلسة أو ابنك ولا تعاقبه إذا رأيته يشرب كوباً من اللبن
** ماهي مكونات السيجارة ؟؟ **
سؤال هام جداً .. يجب على كل مدخن أو مجرب أن يسال نفسه .. بعد البحث والتقصي .. وصلنا على هذه النتيجة الدقيقة..
إن كل سيجارة تحتوي على ما يتجاوز 24 مادة مضافة من المنكهات المحلية، بحيث تصل نسبتها في بعض أنواع السجائر إلى 4% من حجم السيجارة الواحدة، وهذه المواد تشمل:
الكاكاو والسوس وعصارة السكروز وسكر الجليكول ودقيق قشرة الكاكاو وزبدة الكاكاو وخلاصة بذور الخروب وفوسفات الهيدروجين ثنائي الأمونيوم والفواكه المجففة وسكر السوربيتول وحمض السيتريك وتتضمن كذلك إضافات مثل العسل وسكر خشب القيقب،
وهي مواد تستخدم من قبل الشركات كي تضمن (( امتصاص دم ودماغ المدخن أكبر كمية ممكنة من النيكوتين )) ، كما أن استخدام الكاكاو تحديداً يأتي نتيجة لاحتوائه على مادة التيوبرومين القادرة على (( توسيع وفتح الرئتين)) .
(( خمسة عشر مادة كيماوية في سيجاره واحده ))
** أن السيجارة تحتوي عدة مركبات كيميائية سامة وخطيرة، إضافة إلى مادة النيكوتين التي توجد في السيجارة الواحدة بنسبة تتراوح ما بين 0.1 - 2 ملجم، وأن من أهم المركبات الكيمائية :-
1- مادة الزرنيخ (arsenic) وهو مستخدم في سم الفئران .
2- حامض الأستيك (acetic acid) المستخدم في صبغة الشعر .
3- أستون (acetone) الذي يعتبر عنصرا رئيسا في الدهان والبوية ومزيلا للمناكير .
4- الأمونيا (ammonia) التي تدخل في تكوين المنظفات ومواد تنظيف المجاري .
5- مادة بنزين (benzene) وهي عبارة عن لصاق مطاطي .
6- البوتان (butane) وهو نوع من أنواع الوقود الخفيف يستخدم في الولاعات .
7- الكاديميوم الذي يعتبر من الفلزات الثقيلة خطيرة السمية، التي لها تأثيرات على الصحة العامة وتستخدم في صناعة البطاريات،
8- أول أكسيد الكربون الذي يعتبر مسببا رئيسا في ارتفاع معدل دقات القلب وضيق التنفس .
9- رباع أكسيد الكربون الذي يستخدم كسائل للتنظيف الجاف .
10- الإيثانول أحد أنواع الكحول .
11- فورملديهيد ويستخدم في تحنيط الأجسام الميتة .
12-هيدرازين المستخدم كوقود للطائرات النفاثة والصواريخ .
13- الهيكسامين الذي يستخدم كمشعل للفحم .
14- سيانيد الهيدروجين وهو مادة سامة تستخدم في غرف حرق الغاز .
15- الرصاص وهو عنصر فلزي ثقيل وخطير السمية.
** السجائر العدو اللدود للمرأة **
_التدخين يزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم .
2- التدخين يزيد من آلام الدورة الشهرية .
3- التدخين يضر بالجلد ويعجّل بالهرم فإن المدخنات يتعرضن إلى التجاعيد المبكرة، والذي يحصل أن التدخين يعجل سن فترة انقطاع الطمث بسنة أو سنتين للنساء المدخنات، هذا ما يفسر أن النساء المدخنات أسرع من غيرهن بالوصول إلى سن اليأس المبكر.
4- التدخين يضر بالقلب: يزداد معدل الإصابة بالذبحة الصدرية لدى النساء المدخنات ما بين 2-6 مرات مقارنة مع غيرهن .
** التدخين يؤذي الجنين **
لقد أثبتت الدراسات أن النساء الحوامل المدخنات معرضات بنسبة عالية للولادة قبل الأوان وللإجهاض ولولادة الجنين ميتا ولموت الطفل في الأسابيع الأولى بعد الولادة.
كما أظهرت هذه الدراسات بأن تدخين الأم يسبب تقلصا في شرايين الدماغ عند الجنين، فالغاز الموجود في السجائر يمكن أن يعرقل عملية انتقال الأكسجين من الدم إلى الجنين
وإليكم هذه القصــــة المحزنة ,,
تقول زينب، طالبة في الجامعة:
منذ أن تزوجت ونحن نشرب الدخان معاً، لم يمنعني من ذلك، بل أصر أن نكون متشاركين في كل شيء.. فتعودت على ذلك فلم استطع أن أتوقف وحينما شعرت بشيء يتحرك في بطني.. علمت حينها أنني حامل، فطلبت مني الطبية أن أتوقف عن شرب الدخان لكنني لم استطع ولم أخبر زوجي بما قالت لي الطبية إلى أن ولدت طفلاً صغيراً ضعيف القلب لم يستمر لصغر حجمه وقلبه المريض فتوفي، حينها علم زوجي أنني أخفيت عنه خبر الطبيبة فعزم على أن نقلع عن شرب الدخان ,, وسيجاره صغيره قتلت أحلامنا .
المطلوب من المدخن عند الإقلاع
(ممكن لو سمحت…واحدة...واحدة…عشان أفهم المطلوب مني بالظبط…لأن بصراحة أنا كرهت الدخان..وأتمنى أخلص منه..) لن يستفيد المدخن من العلاج إذا لم تكن لديه الرغبة الأكيدة في ترك التدخين، وأن يكون لدى المعالج الإحساس بذلك، وعلى المعالج ألا يبدأ العلاج إلا بعد التأكد من جديه المدخن في الإقلاع ويطلب منه بعد ذلك ما يلي:-
مراحل التخلص من التدخين
والمدخن عادة ما يمر بعدة مراحل في طريق تخلصه من التدخين:
أولا: مرحلة ما قبل التفكير في الإقلاع.
ويحتاج فيها المدخنون إلى التشجيع وتوفير الحوافز، والمقصود بذلك هو تشجيع المدخن على الإقلاع بإظهار فوائده الصحية والاقتصادية والشرعية، وتقوم العيادة بهذا الدور بما تقدمه من ندوات ومحاضرات للتوعية في مختلف القطاعات والمحافل، وبتوسيع دائرة التوعية بأضرار التدخين وفوائد الإقلاع عنه بكل الوسائل المتاحة لها مثل ( نشرات .. كتيبات .. كتب .. أفلام .. برامج كمبيوتر .. الخ )، بالإضافة إلى عمل المسابقات ورصد الحوافز المادية والمعنوية اللازمة.
ثانيا : مرحلة التفكير في الإقلاع.
وفيها يحتاج المدخن إلى المعلومات التي تساعده على التخلص من التدخين، وهى متوفرة بالعيادات على مختلف أشكالها ووسائلها إما بالأجهزة المتوفرة بالعيادة، أو ببعض الوسائل الأخرى مثل (لاصقات النيكوتين .. اللبان .. بعض الأقراص .. الخ ).
ثالثا: مرحلة الاستعداد والعمل.
وفي هذه المرحلة يحتاج المدخن إلى وضع برنامج وتحديد موعد للبدء في الإقلاع، وفي هذه المرحلة تساعد العيادة المدخن على اتخاذ القرار والبدء في الإقلاع، وتقوم بتبصيره لما يمكن أن يشعر به من علامات سحب النيكوتين خلال فترة التخلص، وكيفية تقليل وتجنب ذلك، بالإضافة إلى متابعة المدخن بعد الإقلاع لفترات طويلة للاطمئنان على تمام عملية الإقلاع.
أولا: إخلاص نية الإقلاع لله تعالى
( والله كلامك سليم… لما تركنا الدخان كنا ثلاثة أصدقاء.. وصممنا على التخلص منه لوجه الله الكريم.. وما تصدق إننا ما شعرنا بصداع ولا أرق ولا أي شيء.....! ) إذا كانت نية الإقلاع عن التدخين لوجه الله تعالى، تضاءلت حدة العلامات الانسحابية، وتبددت آثارها، لاعتقاد المدخن أن هذا العمل بمثابة تقرب إلى الله تعالى وعباده له.
فإذا كانت نية الإقلاع من أجل الصحة فسوف تتحسن صحته إنشاء الله.
وإذا كانت من اجل المال فسوف يتوفر لديه المال.
وان كانت النية من اجل الأبناء والزوجة وما يسببه لهم التدخين من مشاكل فسوف يتحسن ذلك الأمر بلا شك.
وإن كانت من اجل المجتمع الذي يرفض هذه العادة فسوف يتحقق له ما يريد.
وأما إن كانت نية الإقلاع لوجه الله تعالي، فسوف تتحقق له كل المكاسب السابقة بالإضافة إلى غاية ما يصبوا إليه الإنسان وهو أن يرضى الله عز وجل عنه.
قال تعالى:
( إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) ( سورة الفرقان الآية 70 )
فإذا حسنت نية المقلع وكانت لوجه الله تعالى تبدلت سيئاته إلى حسنات قال الله تعالى:
( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ( سورة البقرة الآية 261 )
ثانيا: الإرادة
(.. كانت أمنيتي في الحياة أن أتخلص منه .. لكن ما عندي إرادة ..) (مفيش حاجه اسمها مكافحة التدخين…ده كله تضييع وقت… أهم حاجه هي الإرادة والعزيمة..)
يجب شرح مفهوم الإرادة للمدخن، لأن بعض المدخنين يذكر أنه ضعيف الإرادة أو ليس لدية إرادة للإقلاع، وهو مفهوم يحتاج إلى إيضاح، فكل إنسان عاقل لدية العزيمة والإرادة ولكن عليه أن يحسن توجيهها لما يريد عمله، فمثلا (الطالب في الصف الأول الابتدائي لا يمكن أن ينتقل إلي الصف الثاني، إلا بعد الذهاب إلي المدرسة لمدة عام كامل، ويؤدي الامتحانات ويجتازها، فينتقل بالتالي إلى الصف الثاني، فهل كان له ذلك بدون إرادة ؟
أي أن التلميذ لا يصل إلى الصف الثاني الابتدائي إلا إذا كانت لديه إرادة وعزيمة.
والعامل لا يعمل ولا يتقن عمله بدون إرادة، والتاجر كيف يتاجر بدون إرادة ؟ والطبيب والمهندس والمدرس وكل المثقفين لم يحصلوا على الشهادات العلمية إلا بالإرادة، ومع هذا نسمع كثيرا منهم يقولون أن إرادتهم ضعيفة، أو بأن ليس لديهم إرادة، فالإرادة موجودة فعلا لدى كل إنسان عاقل وطبيعي ولكن فقط عليه توجيهها لما يريد تحقيقه من إنجازات، وعلى المدخن أن يبدأ في توجيه وتنمية هذه الإرادة للإقلاع عن التدخين.
ثالثا: التخلص من الدخان بكل أنواعه
(إيه رأيك أخلص من الدخان ..وأشرب شيشة ..يقال إن الشيشة أخف م الدخان..)
على المدخن أن يتخلص فورا مما معه من منتجات التبغ ( سجائر- شيشة - غليون ……)
فقد ثبت أن التخلص الفوري، والإقلاع الكلي المباشر، هو أفضل طرق التخلص من التدخين وعليه ألا يغير نوع الدخان إلى نوع آخر، أو من نوع سجائر إلي نوع أقل منه في تركيز النيكوتين أو القطران.
فأعراض سحب النيكوتين الشديدة قد تستمر لمدة خمسة أيام، وبعدها تتضاءل وتزول هذه الأعراض، أما طريقة الإقلال فهي تزيد فترة الإقلاع وتصبح مملة وفي النهاية يجب التوقف النهائي أيضا عن التدخين.
لكن توجد بعض من حالات الإدمان الشديد على التبغ التي قد تحتاج للإقلاع التدريجي لشدة تعلقها بالدخان، فلا مانع من التدرج والإقلال في مثل هذه الحالات فقط بحيث تكون فترة الإقلاع أقل ما يمكن.
رابعا: تغيير العادات المرتبطة بالتدخين
( أنا أقدر أسيب الدخان.. المشكلة إن بعد الأكل لازم أحبس.. ) التدخين مرتبط ببعض العادات اليومية عند معظم المدخنين، مثل شرب الشاي، أو بعد الأكل، أو في السيارة، أو قبل النوم، أو عند التفكير والتركيز، أو في العمل، أو في الحمام، وعلى المدخن أن يضع في ذهنه بأنه سوف يأكل ويشرب ولكن بدون تدخين، وسوف يفكر ويكتب بدون تدخين، وسوف يعمل في مصنعه أو متجره بدون تدخين، وسوف يذاكر دروسه بدون تدخين، و .. .. , وهكذا تكون حياته طبيعية ولكن بدون تدخين.
ويحتاج تحويل العادة السيئة إلى عادة حسنة المرور بمرحلتين :
المرحلة الأولى: الترك ( التخلية ).
المرحلة الثانية:استبدالها بعادة أخرى حسنة ( التحلية ).
ويندرج تحت المرحلة الأولى الترك ( التخلية ) مراحل جزئية منها:
1 ) كراهية العادة السيئة:
ويستعان في ذلك بما يسببه إدمان التدخين من أضرار صحية وبيئية واجتماعية وكونه محرم شرعا ويستعان في ذلك بما سبق ذكره في هذه النواحي.
الندم على فعلها:
أن يشعر بالندم على اعتياده المعاصي والبعد عن طاعة الله تعالى.
قال تعالى:
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا(27)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا(28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا (29)) سورة الفرقان الآيات( 27, 28, 29 )
2) هجر المعصية:
قال تعالى:
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41) )
(سورة النازعات آية 40, 41) .
3 ) التوبة الصادقة:
قال تعالى:
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53)) (سورة الزمر الآيات 53
وأما المرحلة الثانية وهى مرحلة التحلية أو استبدال هذه العادة بعادة أخرى مفيدة، فإن النفس بطبيعة تكوينها تميل إلى استبدال المعصية بالطاعة، وهذا موقوف على رغبة الفرد في تحويل عاداته السيئة إلى عادات حسنة يرضى الله تعالى عنها.
يقول حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي ( إذا كانت النفس بالعادة تستلذ بالباطل وتميل إليه وإلى المقبح فكيف لا تستلذ الحق لو ردت إليه مدة والتزمت المواظبة عليه، بل إن ميل النفس إلى هذه الأمور الشنيعة خارج عن الطبع، فإنه يضاهي الميل إلى أكل الطين، فقد يغلب على بعض الناس ذلك بالعادة، فأما ميله إلى الحكمة وحب الله تعالى ومعرفته وعبادته فهو كالميل إلى الطعام والشراب فإنه مقتضى طبع القلب، ذلك أنه أمر رباني وميله إلى مقتضيات الشهوة غريب عن ذاته وعارض على طبعه ).
خامسا: جلسة صادقة مع النفس
(.. فعلا بحبها … لكن مشاكلها كثيرة…) هذه الحالة هي حالة حب غير متكافئ بين المدخن والدخان، وهو عشق من جانب واحد، جانب الإنسان، الذي كرمه الله ورفع من شأنه على كافة المخلوقات، قال تعالى:
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) ( سورة الإسراء الآية 70 )
فالمدخن يعطي التدخين الكثير من صحته وماله وقته، بينما لا يعطي التدخين للمدخن إلا المشاكل المعروفة ( الصحية والاقتصادية والاجتماعية والشرعية ).
وحبذا لو جلس المدخن منفردا مع نفسه يحاسبها على هذه العلاقة الغريبة بينه وبين الدخان، فهل من العدل أن يقابل هذا الوفاء من المدخن بذلك الجفاء من الدخان.
قال تعالى:
( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)َ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا(10)) ( سورة الشمس الآية (7-10)
وربما كان لهذه الجلسة الصادقة مع النفس أثر كبير في تغيير السلوك والطباع، وهى لاشك ضرورية لكل إنسان لتقييم علاقاته جميعها، وأهمها علاقته بالله عز وجل ومدى طاعته لله والامتثال لأوامره والبعد عن ما نهى عنه.
سادسا: إتباع أسلوب غذائي
(..طبعا المساعدة مهمة…يعني ما هو نوع الطعام والشراب المساعد.. في فترة التخلص من الدخان …؟)
على المقلع أن يكثر من تناول الماء والسوائل بوجه عام، وأن يكثر من تناول الخضراوات والفواكه والبقول والحليب لأنها ذات تأثير قلوي في الدم لا تثير الرغبة في التدخين.
ويبتعد في هذه الأيام عن تناول اللحوم والدواجن والأسماك والأكلات الدسمة بوجه عام حيث ثبت أنها تثير الرغبة في التدخين لتكوينها قاعدة حمضية في الدم.
ويكون ذلك بالطبع خلال فترة الإقلاع الأولى عن التدخين ( بضع أيام فقط).
سابعا: الحذر من السمنة
(… تصور بعد ما سمعت كلامك من سنة تقريبا وتركت الدخان… زاد وزني بشكل ملحوظ … ). يحس المدخن برغبة شديدة في تناول المزيد من الطعام، وهي تعتبر أيضا من علامات سحب النيكوتين، فعليه أن يحذر من ذلك حتى لا يصاب بالسمنة وزيادة الوزن، فربما كان مريضا بالسكر أو ارتفاع نسبة الكولسترول، أو ارتفاع دهون الدم.
ويمكنه بتناول الطعام المتوازن كما وكيفا أن يتجنب حدوث هذه المضاعفات.
وعليه ممارسة الرياضة البدنية، إن لم يكن هناك مانع من ذلك، كأمراض القلب وكل ما يمنع من مزاولة الرياضة، لأن الرياضة تساعد على تقليل نسبة الدهون بوجه عام وتجديد خلايا الجسم وتزيد من كفاءة الرئتين.
ثامنا: عقد نية عدم العودة للتدخين مرة أخرى
(بعد الإقلاع بشهرين.. راودتني نفسي للعودة مرة أخرى للتدخين.. لولا أنني تذكرت كم كنت أتمنى سابقا أن أكون من غير المدخنين.. فتماسكت ولم أعد للتدخين ولله الحمد..) يحس المدخن بعد الإقلاع بسعادة غامرة، وتختلف حالته النفسية عند حضوره للعيادة في أول يوم عنه بعد تمام الإقلاع، خصوصا بعد مرور الأيام الخمسة الأولى، عندما تقل علامات السحب ويحس المدخن بالنشاط ولذة الإقلاع عن التدخين، فعليه أن يعقد النية بعدم العودة مرة أخرى للتدخين.
العلامات الانسحابية
( الدخان.. نفسي أخلص منه .. إنما الصداع.. الصداع..) علي المقلع عن التدخين أن يعرف أن ما يحسة في فترة الإقلاع هو ما يسمى بالعلامات الانسحابية، وتحدث نتيجة انخفاض كمية النيكوتين في الدم، وتشتد في الأيام الخمسة الأولى وهذا مما يطمئن المقلع على أنها لن تستمر لمدة طويلة0
• وهذه الأعراض عديدة وقد تشمل ( الصداع، أو الأرق، أو قلة النوم، أو زيادة النوم، زيادة العصبية، سرعة الغضب، وفي بعض الحالات يحس المقلع بأنه يفتقد لشيء ما، أو أن رأسه خال وغير ذلك ).
• والجدير بالذكر أن بعض المدخنين لا يشعرون بهذه الأعراض عند الإقلاع على الإطلاق.
• وتزداد حدة هذه العلامات في اليوم الأول والثاني والثالث، وتقل في اليوم الرابع والخامس.
أما الرغبة فهي ترتبط بمدى تصميم المدخن على الابتعاد تماما عن التدخين والأسلوب الذي يتبعه في مجاهدة نفسه وتهذيبها بالبعد عن أماكن التدخين أو جلسات المدخنين أو كل ما يسبب لديه الرغبة في التدخين، ولاشك في أنه سوف يحس بالفراق وقد قيل في ذلك:
(( كل شيء يولد صغيرا ثم يكبر.. إلا الموت .. فإنه يولد كبيرا ثم يصغر ))
والإقلاع عن التدخين يمثل أحد حالات الفراق، ففي بداية الإقلاع يكون المقلع متأثرا بشكل كبير، ثم يقل هذا الإحساس بعد ذلك إلى أن يتلاشى.
وقفة تأمل ومحاسبـــة:.
شرب الدخان حرام، وزرعه حرام، والاتجار به حرام، لما فيه من الضرر، وقد روى في الحديث " لا ضرر ولا ضرار " ولأنه من الخبائث، وقد قال الله تعالى في صفة النبي صلي الله عليه وسلم ((ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)) وبالله التوفيق.
وكان المقرر في الإسلام أن الضروريات الخمسة هى حفظ الدين، و العقل، والنفس، والمال، والعرض، وأن المسلم منهي بنصوص القرآن والسنة عن أن يتسبب في قتل نفسه أو يودي بها إلى التهلكة. قال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "البقرة 195 " وقال جل شأنه (ولا تقتلوا أنفسكم ) "النساء29: "

دلوعة قلبة @dloaa_klb
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

* عـطـرالبـوادي *
•
بارك الله فيك أختي العزيزة على هذا الموضوع المهم

* عـطـرالبـوادي * :
بارك الله فيك أختي العزيزة على هذا الموضوع المهمبارك الله فيك أختي العزيزة على هذا الموضوع المهم

الصفحة الأخيرة