( اريد أن أتوب و لكن .. ) > وقفة مع كتاب

ملتقى الإيمان







~،*الكاتب : محمد صالح المنجد .. *،~

~،*تقديم : عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله .. *،~




~،*ُ و الكتاب :





.


كتيب يتناول قضية التوبة في منتهى الدقة ، و يرسم للقارئ المؤمن صورة واضحة حول أهم خطوات التوبة و أهم المعيقات التي يجب تخطيها و التي من الممكن أن تكون السبب في تراجع الإنسان و ضعف نفسه إذا ما أراد أن يتوب .. لن أسترسل في الحديث ، و لكني سأترك المجال للكتيب الرائع الذي اختصرته لكم بأسلوبي بهدف التسهيل، و لكن قبل البدء أود أن أذكركم بأن الحروف التي كتبت هنا هي لكم و من أجل صلاحكم أبتغي بها وجه الله قبل كل شيء ، و أن يضاعف الله لي الحسنات بكل حرف اكتبه هنا ، و لكم بكل حرف تقرؤونه ، و لقد جربت هذا الكتيب و عددت إليه مرارا و تكرارا فوجدته خير معين على التوبة ، يقوي و يساعد و يذكر ، فلا تنسوني بالدعاء الصالح و أتمنى النشر لكي يتضاعف الأجر ..




الكتاب يدور حول عدة محاور رئيسية و هي :





  • خطر الاستهانة بالذنوب
  • شروط التوبة و مكملاتها
  • التوبة تمحو ما قبلها
  • كيف افعل إذا أذنبت
  • أهل السوء يطاردونني
  • إنهم يهددوني
  • ذنوبي تنغص معيشتي
  • هل أعترف؟





المحور الأول : خطر الاستهانة بالذنوب ..
" لا تنظر إلى صغر المعصية و لكن انظر إلى من عصيت "
حكم التوبة : قبل كل شي يجب أن نعرف حكم التوبة في الإسلام ، فهي ليست مستحبة ، كما أنها ليست نافلة متى ما أراد الإنسان تأديتها أداها بل هي فريضة واجبة على كل مسلم ، قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) صدق الله العظيم

محقرات الذنوب : و لكن المصيبة في إن بعض الناس مبتلون باستصغار الذنوب ، فيظنون مثلا أن نظرة واحدة إلى المحرمات لن تضر ، أو أن الكذبة الصغيرة أمر عادي ، بل إن البعض يسأل باستخفاف إذا علم بحرمة مسألة ما فيقول : هل هي صغيرة أم كبيرة ؟ كم سيئة فيها ؟!!
و لكن تعالوا ننظر لقول الرسول صلى الله عليه و سلم حين قال : ( إياكم و محقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم ، نزلوا ببطن واد فجاء ا بعود و جاء ذا بعود ، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم ، و إن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه )

و السبب في التهاون في المحقرات هو : قلة الحياء و المبالاة ، و بداية ترك الخوف من الله ، ثم بعد ذلك تكون مفتاحا للاستهانة بالكبائر ، و نحن لا نحب أن نكون كذلك ، بل نسعى أن نروض أنفسنا على ترك الصغائر قبل الكبائر..




المحور الثاني : شروط التوبة و مكملاتها .
شروط التوبة : اما شروط التوبة فهي معروفة لدينا جميعا و طالما درسناها في المدارس و حفظناها عن ظهر قبل ، و لكن هل طبقناها ؟
- الاقلاع عن الذنب فورا
- الندم على ما فات
- العزم على عدم العودة
- إرجاع حقوق المظاليم أو طلب البراءة منهم .
مكملات التوبة : و هنالك مكملات أخرى لكي تكون التوبة صحيحة منها :
1- أن يكون ترك الذنب لله ، لا لشيء آخر ، فمثلا لا يسمى تائبا من ترك التدخين خوفا من المرض ، و لا يسمى تائبا من عجز عن فعل المعصية كالكاذب إذا أصيب بشلل أفقده النطق مثلا .. و هكذا ، و ذلك لأنه يجب التوبة بندم و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول : ( الندم توبة ) ، إذا لم يصاحب التوبة ندم فهي ليست بتوبة .
2- أن يستشعر قبح الذنب ، لا أن يستعشر لذة الذنب و السرور عند تذكره و الرغبة في العودة له مستقبلا !
أضرار الذنوب : و يذكر هنا ابن القيم بعض من أضرار الذنوب منها :
حرمان العلم – الوحشة في القلب – تعسير الأمور – وهن البدن – حرمان الطاعة – محق البركة – قلة التوفيق – ضيق الصدر – اعتياد الذنوب – هوان المذنب على الله – هوانه على الناس – لباس الذل – الطبع على القلب – الدخول تحت اللعنة – منع إجابة الدعاء – سوء الخاتمة – عذاب الآخرة .
3- المسارعة في التوبة :
6 ساعات : يمهل الله المخطيء 6 ساعات قبل أن يقوم الكرام الكاتبون بالتدوين ، قال صلى الله عليه و سلم : ( إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطيء فإن ندم و استغفر منها ألقاها و إلا كتبت واحدة )
4- أن يخشى على توبته من النقص و يأمن مكر الله
5- استدراك ما فات من حق الله إن كان ممكنا.
6- أن يفارق موضع المعصية و من أعانه على المعصية و اختيار رفقاء صالحين يعينوه وقت معصيته على تركها .
7- إتلاف المواد التي تساعد على الرجوع إلى المعصية.
8- و معلوم أن التوبة لا تكون بعد الغرغرة ( يعني الصوت الذي يخرج من الحلق عند سحب الروح ) و لا بعد طلوع الشمس من مغربها




المحور الثالث : التوبة تمحو ما قبلها
فقد يقول قائل : أريد أن أتوب و لكن ماذا يضمن لي مغفرة الله إذا تبت و أنا راغب في سلوك طريق الاستقامة و لكن بداخلي شعور بالتردد و لو أني أعلم أن الله يغفر لي لتبت ؟!
فأقول له أنه هذه المشاعر قد داهمت الصحابة من قبلك و هذا عمرو بن العاص يقول : ( فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : ابسط يمينك فلأبايعك ، فبسط يمينه فقبضت يدي ، قال : مالك يا عمرو ؟ قلت : أردت أن أشترط ، قال تشترط بماذا ؟ قلت أن يغفر لي ، قال صلى الله عليه و سلم : ( أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟ )

هل يغفر الله لي : و من جانب آخر قد يتعقد البعض أن لا مجال له من التوبة ، لأنه أكثر من الفواحش و المعاصي حتى لم يبقى نوع من الذنوب نتخيلها أو لا نتخيلها إلا ارتكبه .. فيظن أنه لا مجال له للعودة و يكمل في شر المعاصي بقلب متحسر و ضائق ، و لو أنه بصر قوله تعال ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) ، جميـــــــعا .. مهما عظمت و مهما كثرت فالله يغفرها و من أسمائها الغفور و يغفرها لأنه رحيم و رحمته على عباده اشد من رحمة الأم بطفلها ، بل أن الله يفرح بتوبة العبد الراجع إليه فرحة عظيمه ، أولا نحب أن نفرح ربنا الذي خلقنا و من علينا بالنعم و الآلاء أولا نحب أن نفرحه بالتوبة ؟

حذار : حذار من الإحساس بعدم قبول التوبة لأن من يشعر بذلك فهو لا يقين له بسعة رحمة الله و لا يؤمن بأن الله يغفر الذنوب جميعا و لا يقدر مفعول التوبة في محو الذنوب ، فحذار من الإحساس بالقنوط و لنذكر حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) و جميعنا يعلم قصة قاتل المائة !
قال صلى الله عليه و سلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة و تسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على راهب ، فأتها فقال : إنه قتل تسعة و تسعين نفسا فهل له من توبة ؟ قال : لا ، فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم ، قال : إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ قال : نعم ، و من يحول بينه و بين التوبة ، إنطلق إلى ارض كذا و كذا فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى ، و قالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط : فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم أي حكما ، فقال : قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة )


تبديل : ولا يقتصر الأمر على قبول التوبة و فقط بل هنالك عملية تبديل للمؤمن و هي نوعان : تبديل الصفات السيئة بصفات حسنة فيبدلهم بالشرك إيمان و بالزنا عفة ، و النوع الآخر : تبديل كل السيئات التي عملوها إلى حسنات ، لك أن تتخيل أن كل سئياتك صارت حسنات و زاد رصيدك و ميزانك ، و لماذا ؟ لأنك أذنبت ثم تبت يكرمك الله كل هذا الكرم ، حقا إنه رب كبير واسع الرحمة و المغفرة.




المحور التالي : كيف أفعل إذا أذنبت ؟
( إذا وقعت في ذنب فكيف أتوب منه مباشرة و هل هنالك فعل أقوم به بعد الذنب فورا ؟ )
عملان : عمل القلب بالندم و العزم على عدم العودة نتيجة الخوف من الله ،
و عمل الجوارح : و منها صلاة التائب قال الرسول صلى الله عليه و سلم : ( ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر إلا غفر الله له )
و منها الوضوء ( و الخطايا تخرج من الأعضاء المغسولة مع الماء أو مع آخر قطر الماء)
و منها الإكثار من الصالحات ، قال صلى الله عليه و سلم ( إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقه قد خنقته ثمعمل حسنة فانفكت حلقة ، ثم عمل أخرى فانفكت الأخرى ، حتى يخرج إلى الأرض ) فالحسنات تحرر المذنب من سجن المعصية.




المحور التالي : أهل السوء يطاردونني ..
إحداهن لما أغلق صاحبها الهاتف في وجهها لأنه تاب ولا يريد المزيد من الآثام اتصلت به بعد فترة و قالت عسى أن يكون زال عنك الوسواس ؟ !!! و آخر يقول لصاحبه الذي تاب و التزم : عسى ما شر !!
و هذه المطاردة ليست إلا ابتلاء ، يعمل الله بها الصادق في توبته من الكاذب ، و يعرف فيها المخلصين من عباده ، و لنعلم أننا ما دمنا قد وضعنا أرجلنا على طريق الحق فلنثبت أرجلنا عليه بقوة ، لأنك إن لم تطع الله ثبات على التوبة ، أطعت رفقاء السوء حين سيطروا عليك ، والله هو الأحق بالطاعة .




محور : إنهم يهددوني :
" نعم أريد أن أتوب ، و لكن اصحابي يهددون بنشر فضائحي و لديهم الوثائق و الصور و الأدلة ، و أنا أخشى على سمعتي ، إني خائف "
إنه الجهاد الأكبر .. الأمر كله يحتاج إلى مجاهدة النفس و رفقاء السوء .. جاهدهم فمع الأيام سيقل الضغط و تتهاوى التهديدات ، و اعلم أنك اذا سايرتهم فسيأخذون منك المزيد من الاثباتات ، و الخاسر الأول و الأخير هو أنت .. هل تريد ان تكون الخاسر و حولك رفقاءك يضحكون ؟ ، نعم لا نقول بأن الموقف سهل ، فالمسكينة التي يتصل بها رفيق السوء ليهددها بالصور هي في موقف لا تحسد عليه ، و لكن نحن واثقون بأن الله لا يضيع اجر من أحسن عملا و أن الله معنا و أنه يدافع عنا و يرفع البلاء عنا حين نلتمس قربه .



محور : ذنوبي تنغص معيشتي
لا ضير فهذا هو الندم بعينه ، و التوبة ندم ، و جميل أن يندم المسلم على ما فات من سيء ، و لكن هذا الندم يجب أن يدفع المسلم ليس للقنوط بل للرجاء من رحمة الله .



محور : هل أعترف ؟
اريد أن أتوب ولكن لا أريد أن اذهب إلى المحكمة و أعترف بذنوبي مثلما فعل ماعز و الغامدية عندما عادوا للنبي لإقامة الحد عليهم !
بدون واسطة : نحن لا ننسى أن أهم ميزة في اسلامنا هي اتصال العبد بربه دون وسائط ، و الاعتراف كله لله وحده ولسن بحاجة لأن نعترف بذنوبنا لأحد ، وفي الحديث (أبوء لك بنعمتك علي و ابوء بذنبي ) بل بئس العبد الذي يسيء بذنب ثم يفضح نفسه بين الناس و قد بات مستورا بستر الله !
فالحمد لله ديننا دين رباني لسنا كالنصارى بكرسي اعتراف و صك غفران .. إلخ من أركان المهزلة
الستار : بالنسبة لإقامة الحدود فلا يلزم عليه أن يذهب إلى إمام أو قاضي بل أن يلجأ إلى ربه و يتوب و يستر عليه الله فمن أسماءه الستار.
و أخيرا .. أرفق الكتاب في نهايته بأهم الفتاوى التي قد يتنفع الساعي نحو التوبة ، جزا الله الشيخ محمد المنجد و الجبرين كل خير عنا ، و رضي الله عنهم و عنا و عن جميع المسلمين .



و لنتذكر دوما ، قبل ارتكاب أي ذنب ،أن نردد في أنفسنا قول يوسف عليه السلام : إني اخاف الله رب العالمين ، لنتذكر بعد الذنب أن الله ينظر إلينا بعين الرحمة ، و أنه يبسط يده في النهار ليتوب إليه مسيء النهار و أنه يبسط يده في الليل ليتوب إليه مسيء الليل.

اسال الله لي ولكم ان يتوب علينا وان يتوفنا وهو رضى عنا









0
528

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️