اريد بحث جاهز لاطنشوني

الطالبات

ساعدوني الله يسعدكم اختي ثالث ثانوي تبغي بحث جاهز عن التفكك الاسري ساعدوني قبل المغرب
5
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ليالي جدة
ليالي جدة
اتمنى اقدر اساعدك وشوفي ايش لقيت>>>>>





طريقك إلى السـعادة الأسرية

عامر بن عيسى اللهو
المدرس في كلية المعلمين بالدمام



عناصر المحاضرة :
- مقدمة عن السعادة وأنها هدف منشود .
- الدين جاء لسعادة البشر ، ونظّم لهم الحياة بما يكفل لهم السعادة ، ومن ذلك سعادة الأسرة .
- لماذا الحديث عن الأسرة ؟
- مظاهر عناية الإسلام بالأسرة .
1 ) أنه جعل قوام الزواج على الدين والأخلاق .
2 ) أنه أمر بالمعاشرة بالمعروف .
3 ) أنه نهى عن الظلم ( ظلم الزوج لزوجته أو أولاده ظلم الزوجة لزوجها أو ظلم الأولاد لوالديهم )
4 ) أنه أعلى شأن الوالدين وجعل برّهما من آكد الحقوق .
5 ) أنه أمر بالتربية الحسنة .
- أهم أسباب التفكك الأسري :
1 ) عدم مراعاة أوامر الله في الحياة الزوجية.
2 ) عدم تربية الأولاد التربية الصالحة.
3 ) إقرار المنكرات في البيوت.
4 ) القسوة والشدة المفرطة في التربية.
5 ) اللين الزائد عن الحد في التربية .
6 ) بناء العلاقة على أساس الإتهام والشك والريبة.
- الطريق إلى السعادة الأسرية:
1 ) الحرص على التربية بالقدوة والموعظة.
2 ) إيجاد البدائل للمخالفات الشرعية.
3 ) إيجاد جو أسري تسوده المحبة والألفة بل والمرح أحياناً.
4 ) فتح قنوات المصارحة والحوار الهادئ بعيدا عن التعنيف والاتهام.

- مقدمة عن السعادة وأنها هدف منشود .
السعادة هي جنة الأحلام التي ينشدها كل البشر ؛ ولكن السؤال الذي حيّر الناس من قديم : أين السعادة ؟؟
لقد طلبها الأكثرون في غير موضعها فعادوا كما يعود طالب اللؤلؤ في الصحراء صفر اليدين كسير القلب خائب الرجاء . نعم ؛ لقد جرب الناس في شتى العصور ألوان المتع المادية ، وصنوف الشهوات الحسية فما وجودوها تحقق السعادة .
لقد بحث عنها قوم في المال الوفير والعيش الرغيد فما وجودها ، وآخرون بحثوا عنها في المناصب العالية فما حصلوها ، وآخرون بحثوا عنها في الشهرة والجاه العريض فما ظفروا بها ... لماذا ؟؟؟
لأن السعادة شيء ينبع من داخل الإنسان يشعر به بين جوانبه فهو أمر معنوي لا يُقاس بالكم ، ولا يشترى بالدينار والريال ، بل هي صفاء نفس وطمأنينة قلب وراحة ضمير وانشراح صدر .
ويذكر أن زوجاً قال لزوجته بغضب : لأشقينَّك . فقالت الزوجة في هدوء : لا تستطيع أن تشقيني كما لا تستطيع أن تسعدني .
فقال الزوج في حنق : وكيف لا أستطيع ؟
فقالت الزوجة في ثقة : لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني أو زينة من الحلي لحرمتني منها ، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !
فقال الزوج في دهشة : وما هو ؟ فقالت الزوجة في يقين : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي .
ومثل ذلك ما دوى به البحر الخضم والجبل الأشم علم الأعلام وشامخ الشام وشيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه ونوّر ضريحه لما سجن ظلماً وعدواناً في سجن القلعة قال رحمه الله : ما يفعل أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري حيثما ذهبت فهي معي .
ويقول أحد السلف واصفاً حاله وهو في غمرة السعادة الحقيقية : إنه لتمر عليّ ساعات أقول فيها : إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي عيش رغيد .
قال ابن القيم رحمه الله ( كما في مدارج السالكين ) : في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله ، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته ، وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه ، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته وإلإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا ) .
إذا أيها الأحبة السعادة لا يمكن أن تحصل إلا بالإيمان واليقين في المقام الأول .
وديننا قد جاء بما يكفل السعادة للمسلم بل ونهى عن الحزن قال تعالى ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) وقال ( ولا تحزن عليهم ) وقال سبحانه ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ) .
فالدين جاء لسعادة البشر ولانتفاء الشر عنهم والضرر ، وذلك في كل مناحي الحياة ، ومن تلك المناحي سعادة الأسرة فقد بناها على مقومات السعادة وهو المودة والرحمة والسكن فلا سعادة بلا مودة وسكينة وتراحم قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا .... ) الآية .
ثم إنه قد جاء بما يكون من روافد هذه السعادة وهي المرأة الصالحة فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء ) رواه ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) رواه مسلم .
وقال تعالى ( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ) .
أيها الإخوة .. وإنما كان الحديث عن سعادة الأسرة لأنها نواة المجتمع فصلاحها يكون لبنة في صلاح المجتمع كما أن فسادها يكون معول هدم في صرح المجتمع .

والإسلام قد اعتنى بالأسرة غاية العناية ولعلنا نُجْمل بعض مظاهر هذه العناية في الأمور التالية :
1 ) أنه جعل قوام الزواج على الدين والأخلاق ، وهذا من أهم المظاهر للعناية بالأسرة ويعتبر إجراءً وقائياً – إن صح التعبير – لتفادي صور الانحلال والفساد الأسري . قال صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) متفق عليه.
ليــس الفتاة بمالها وجمالها ### كلا ولا بمفاخر الآباء
لـكــنها بعفافها وبطهرها ### وصلاحها للـزوج والأبناء
وقيامها بشئون منزلها وأن ### ترعاك في السراء والضراء
ياليت شعري أين توجد هذه الـ ### فتيات تحت القبة الزرقاء
ويقول المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) رواه الترمذي وهو حديث صحيح .

2 ) ومن مظاهر عناية الإسلام بالأسرة أنه أمر بالمعاشرة بالمعروف، قال تعالى ( وعاشروهن بالمعروف ) ويقول سبحانه ( ولهن مثل الذين عليهم بالمعروف ) وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية ككلام الطيب والصحبة الجميلة ، وكف الأذى وبذل الإحسان ، وحسن المعاملة ، والصفح عن الزلات . فما أحوج بيوتنا إلى تطبيق هذه المعاشرة ، وما أجدرنا أن نعوّد ألسنتنا على الكلام الطيب في حياتنا الأسرية ، ومما يصل بالكلمة طريقة إلقائها فقد تزيد هذه الطريقة إن كانت حلوة عذبة من تأثيرها وما أجدرنا أن نعوّد عضلات وجوهنا الابتسامة التي تبسط أكثر المسائل تعقيداً ، وتمنحنا قوة في التغلب على كثير من المصاعب .
وإليكم أيها الإخوة موقفاً من بيت النبوة لأسوتكم عليه الصلاة والسلام وما كان عليه من معاشرة حسنة لأهله ، فقد روى مسلم في صحيحه والحاكم في مستدركه واللفظ له عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : هل عندكم شيء ؟ قلت : لا . قال : فإني إذا صائم ، ثم أتانا يوما آخر فقلنا يا رسول الله أهدي لنا حيساً فقال : أدنيه فلقد أصبحت صائما فأكل .
ووصفت أعرابية زوجها وقد مات فقالت : والله لقد كان ضحوكا إذا ولج سكوتا إذا خرج آكلا ما وجد غير سائل عما فقد .

3 ) ومن المظاهر أيضا أنه نهى عن الظلم بشتى أنواعه إلا أن ظلم الأهل أشد نهيا لما بين الأهل من العلاقة الموجبة للإحسان وبذل المعروف كما تقدم .
وظلم ذوي القربى أشد مرارة ### على النفس من وقع الحسام المهند
قال صلى الله عليه وسلم ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) متفق عليه .
ومن ذلك ظلم الأولاد بتفضيل بعضهم على بعض فقد جاء في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن أناه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني نحلت ابني هذا غلاماً كان لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكُل ولدك نحلته مثل هذا ؟ ) فقال : لا قال : فأرجعه .
وفي لفظ : أفعلت هذا بولدك كلهم ؟ قال : لا قال : فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم .
وفي لفظ : فأشهد على هذا غيري . ثم قال : أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء قال : نعم قال: فلا إذن.

4 ) ومن ظاهر عناية الإسلام بالأسرة أنه أعلى شأن الوالدين وجعل برّهما من آكد الحقوق ، والكلام على برّ الوالدين من الصعوبة بمكان أن يختصر في مثل هذه العجالة لما في القرآن والسنة من النصوص الكثيرة المتظافرة في شأن بر الوالدين أضف إلى ما في الواقع من إخلال بهذا الواجب العظيم ، وما من حقٍ قرنه الله بحقه بحرف العطف الواو إلا حق الوالدين بل قد جاء في المرتبة الثانية بعد الأمر بالعبادة ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ... ) الآية .
5 ) ومن المظاهر كذلك أنه أمر بالتربية الحسنة ، والأصل في التربية الحسنة من القرآن قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنا قوا أنفسكم وأهليكم نارا .... ) قال علي رضي الله عنه : علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم .
وقال قتادة : أن يأمرهم بطاعة الله وينهاهم عن معصيته وأن يقوم عليهم بأمر الله تعالى يأمرهم به ويساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عنها .
والأصل في التربية الحسنة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها .) الحديث متفق عليه .

- أهم أسباب التفكك الأسري :
ونعني بالتفكك انحلال روابط الأسرة واضمحلال المحبة والمودة بين أفراد البيت الواحد فلا يكون للبيت دوره الرئيس في توجيه وضبط سلوك الأولاد وإنما هو عبارة عن مأوى للنوم والأكل وما شابه ذلك فحسب ، ولا شك أن هذا أمر خطير لا بد من وضع الحلول المناسبة له ليعود البيت إلى وضعه الطبعي ولكن قبل ذلك لا بد أن نعرف بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى التفكك الأسري فمن ذلك :

1 ) عدم مراعاة أوامر الله في الحياة الأسرية .
فالمسلم ينبغي أن يسير في حياته وفق المنهج الرباني الذي أمر باتباعه قال الله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ومن أعظم أوامر الله التي يجب العناية الأكيدة بها الصلاة ، ولذا فقد نص الله على متابعة الأهل عليها في القرآن الكريم فقال سبحانه ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) فأمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بأن يأمر أهله بالصلاة ويمتثلها معهم ، ويصطبر عليها ويلازمها . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء الله تعالى أن يصلي حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة ، ويقول لهم : الصلاة الصلاة ، ويتلو هذه الآية ( وأمر أهلك بالصلاة .) رواه مالك في الموطأ .
وقد أثنى الله على نبيه إسماعيل عليه السلام فيما أثنى عليه بقوله ( وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ) ، وعن القاسم بن راشد الشيباني قال : كان زمعة نازلاً عندنا بالمحصب ، وكان له أهل وبنات ، وكان يقوم فيصلي ليلاً طويلاً فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته : أيها الركب المعرِّسون أكُلَّ الليل ترقدون ! أفلا تقومون فترحلون ؟ ، فيتواثبون فيُسمع من ههنا باك ، ومن ههنا داع ، ومن ههنا قارئ ، ومن ههنا متوضئ فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته : عند الصباح يحمد القوم السرى .
هذا هو حال القوم فما هو حالنا ؟؟!! أحوال كثير منا مزرية ولا حول ولا قوة إلا بالله فهمُّ كثير منا مع أسرته هل أكلوا هل شربوا هل لبسوا هل درسوا !!! أما هل صلوا هل أدوا ما أوجب الله عليهم ؟؟ فلا رقيب ولا حسيب بل والله أعجب من ذلك !!! ابنه يريد الصلاة في المسجد فيمنعه !! وابنه يريد الصيام في رمضان فينهاه ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ويقول تعالى كما في الآية المتقدمة (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا.... ) ووقاية ألأهل من النار لا تكون إلا إذا راعى المسلم أوامر ربه في نفسه وفي من تحت يده . قال الإمام الغزالي رحمه الله عند آداب الزوج : فإنه أمر أن يقيها ( أي الزوجة ) النار فعليه أن يلقنها اعتقاد أهل السنة ، ويزيل عن قلبها كل بدعة إن استمعت إليها ، ويخوفها بالله إن تساهلت في أمر الدين ويعلمها من أحكام الحيض والاستحاضة ما تحتاج إليه . أ . هـ
أقول : وهكذا على الرجل تجاه أولاده عليه أن يراعي أوامر الله فيهم وان يتفقد أحوالهم الدينية كما يتفقد أحوالهم الدنيوية وهذا ما يجرنا إلى العنصر الثاني من عناصر التفكك الأسري وهو :

2 ) عدم تربية الأولاد التربية الصالحة.
فبعض الناس يظن أن أمر التربية أمر مستحب وطيب ولا حرج على الإنسان لو فرط فيه ، وهو والله ظن خاطئ فأمر التربية واجب والإنسان محاسب على تفريطه ومسئول عن تساهله قال صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه والجنة ) متفق عليه .
فالأمر خطير والحساب عسير .
كما أن بعض الناس يظن أن التربية الصالحة فقط هي أن تحض الولد على الصلاة فقط وتسأله عن أدائها -مع أنها من أهم الأمور وهي رأس الأعمال الصالحة – لكن أن تتساهل في جوانب التربية الأخرى فهذا قد الصلاة نفسها للخطر فيتركها الولد إذا لم يكن هناك تكامل في جوانب التربية المختلفة .

وقد ذكر علماء التربية أن التربية الصالحة لها جوانب متعددة – لعلنا نذكر ها باختصار وإيجاز - :
1) التربية الإيمانية : وهي ربط الولد منذ تعقله بأصول الإيمان وتعويده منذ إدراكه أركان الإسلام وتعليمه من حين تمييزه مبادئ الشريعة الغراء ويدخل في ذلك الصلاة قال صلى الله عليه وسلم ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) رواه أحمد وأبو داود وهو صحيح
2) التربية الخُلقية وهي الفضائل والسلوك التي يتلقنها الطفل ويعتاد عيها منذ تمييزه إلى أن يصبح مكلفاً فبين الإيمان والأخلاق صلة وثيقة ، روى الترمذي عن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما نحل والد ولدا من نُحلٍ أفضل من أدب حسن ) والنُحل هو العطية . فلا بد من تربية الأولاد على مكارم الأخلاق من الصدق والأمانة والاستقامة واحترام الكبير وإكرام الضيف والمحبة للآخرين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ كما يمنعه عن الأخلاق الرذيلة كالكذب والسباب ونحوها
3) التربية الجسمية وهذه أمرها معروف .يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) رواه مسلم . ويقول صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يقوت ) رواه أبو داود .
4) التربية العقلية : والمقصود بها تكوين فكر الأولاد بكل ما هو نافع من العلوم الشرعية والثقافية والتوعية الفكرية ، فنحن في زمن قد صارت فيه الحرب حرب أفكار وقيم حتى أصبح كثير من الأعداء يحاول زعزعة ثوابت المسلمين بحجة الحوار والنقاش وهذا مرفوض رفضا قاطعا ً قال تعالى ( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءكم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله ... ) وللأسف فإن كثيرا من المسلمين يزعزع هذه الثوابت عند أهله وهو لا يشعر وذلك ببثها في عقر بيته عن طريق القنوات الفاسدة المفسدة كما سيأتي الحديث عن ذلك بإذن الله .
5) التربية الاجتماعية وهي تربية الأولاد منذ نعومة أظفارهم على التزام الآداب الاجتماعية الفاضلة لأننا لا نعيش بمعزل عن الناس فلا بد من الاختلاط بهم فنحيي فيهم الشعور برابطة الإخوة الإسلامية قال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم . وكذلك يحي المربي لدى الأولاد شعور الإيثار وهو خلق رائع متقدم لا يتصف إلا الكمّل من الناس وهو تفضيل الإنسان غيرَه على نفسه في بعض المصالح الدنيوية قال تعالى ( والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم ... إلى قوله ( ويُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) وكذلك ينمي فيهم خلق العفو عن الآخرين ومراعاة حقوقهم وما إلى ذلك من الآداب الاجتماعية .
فإذا فقدت هذه الأنواع من أنواع التربية فلا شك أن هذا سيؤدي إلى تفكك بين الأسرة وإلى نفرة بين الأولاد ووالديهم وعلى حسب تكميل هذه الأنواع يكون ارتباط الأسرة وثيقاً .
وينشأ ناشئ الفتيان منا ### على ما كان عوّده أبوه
وما دان الفتى بحجىً ولكن ### يعوّده التدين أقربوه
ولعلنا نختم هذا العنصر بهذه القصة : فقد جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر الولد وأنبه على عقوقه لأبيه ، فقال الولد : يا امير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال : بلى . قال : فما هي ؟ قال عمر : أن ينتقي أمه ، ويحسن اسمه ، ويعلمه القرآن .
قال الولد : يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك ؛ أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي ، وقد سماني جعلاً ( أي خنفساء ) ولم يعلمني من القرآن حرفا واحداً !! فالتفت عمرإلى الرجل وقال : جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك .

3 ) من مظاهر التفكك الأسري إقرار المنكرات في البيوت. ولعل هذا العنصر له ارتباط وثيق بالعنصر الأول وهو مراعاة أوامر الله في الحياة الأسرية فإذا راعى الوالدان أوامر الله تلاشت المنكرات أما إذا لم يراعوا أوامر الله وقصّروا في ذلك فستشيع المنكرات في البيت وتضرب أطنابها فيه ، وينبغي أيها الإخوة أن نعلم أن للذنوب والمعاصي شؤماً على الرجل وأهل بيته يقول أحد السلف ( إني لأعصي الله فأرى أثر ذلك في خُلق زوجتي ودابتي ) وينبغي أن نعلم أن للمعاصي طالبا من الله ما لم يتب العبد منها ويستغفر وأنها سبب البلاء والشر قال تعالى( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) ويقول جل في علاه ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله يغار وغيرة الله أن تنتهك محارمه ) فكم من بيوت قد هدمها الله بسبب مبارزتهم له بالمعاصي صباح مساء بل وكم من حياة أسرية قد قوضت خيامها من أول أيام الزواج بسبب إغضابهم للجبار في حفلات الأعراس ، وإن من المتقرر في ديننا أن لا يجوز السكوت عن المنكرات أياً كانت قال صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
ولا شك أن الوالدين في البيت لهما سلطة التغيير باليد ولا يجوز السكوت لأن القاعدة الراضي بالمنكر كالفاعل له قال تعالى عن قاتل ناقة صالح عليه السلام ( فكذبوه فعقروها ) مع أن الذي عقرها شخص واحد لكن البقية كانوا مقرين له فكانوا سواء.
وينبغي أن نعلم أن من أنواع الغضب المحمود الغضب إذا انتهكت حرمات الله فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها اشترت نُمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل قالت: فعرفت في وجهه الكراهية فقالت: يا رسول الله أتوب إلى الله إلى رسوله، ماذا أذنبت ؟ قال: ما بال هذه النمرقة ؟ فقالت اشتريتها لتقعد عليها وتتوسدها فقال : إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم . وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة. وفي زماننا هذا قد طمت منكرات البيوت وعمت وذلك بتخطيط مدروس من أعداء الملة والدين يصاحبه غفلة مطبقة من أهل الإسلام فانتشرت البلايا في البيوت في القنوات الفضائية التي لا تعرف الكلل ولا الملل في بث كل سم زعاف لأبناء المسلمين من فتن الشهوات والشبهات واستنزاف طاقاتهم بل وحتى أموالهم من خلال الشاشات أو شبكة المعلومات (الإنترنت ) ومن المنكرات أيضا تساهل كثير من الفتيات بالحجاب الشرعي ومحاكاتها للأزياء الغربية والشرقية فأصبحت تتلقف كل جديد في عالم الموضة كما يسمونها حتى أصبحت الفتاة التي ترتدي الحجاب الشرعي المنضبط بالضوابط الشرعية كأنها غريبة وما ذاك إلا بتساهل الوالدين عن منكرات بناتهم حتى لقد سمعت أحد الوالدين يقول عن ابنته المتبذلة التي تلبس ما لا يرضي الله: ما أستطيع أن أفعل لها شيئاً !!!! سبحان الله لو كانت هذه البيت مريضة بأبسط الأمراض فهل يا ترى يقول ذلك لها !!!! إذا فما باله يسعى في علاجها من مرض الأبدان ولا يسعى في علاجها من مرض القلوب وهو أخطر وأشد.
إن تهيئة الجو للمعصية في البيت له من أعظم أسباب التفكك الأسري الذي لا يرجى معه صلاح للأولاد لأن الأب لم يسلك سبيل الإصلاح فكما تدين تدان وما تزرعه اليوم تحصده غدا .
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ### إن السفينة لا تمشي على اليبس


4 ) ومن أسباب التفكك في الأسر أيضا القسوة والشدة المفرطة في التربية أو اللين الزائد عن الحد .
روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما يكون الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ) فالأصل في معاملة الإنسان الرفق واللين إلا إن كان ما يستحق الشدة فلا بأس حينئذ وتكون محمودة.
فقسى ليزدجروا ومن يك حازما #### فليقس أحيانا على من يرحم
فالقسوة الدائمة تنفر الناس من حولك ولو كنت أقرب قريب قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ( فبما رحمة من الله لنت لهم .. ) .
أيها الأحبة وكما أن القسوة تكون بالفعل بالضرب ونحوه فإنها أيضا تكون بالقول وذلك بالتوبيخ القارع والتحقير والسخرية والازدراء فكم والله فيها من تحطيم للأولاد وقتل الروح المعنوية في قلوبهم وشعورُهم أنهم لا يصلحون لشيء وهذا من أخطر الأمور في التربية لأن الأولاد في مثل هذه الحالة سيكونون عرضة لكل من يتلقفهم من شياطين الإنس وألعوبة لكل من يجرهم من السفهاء وهذا لا يرضى به الأبوان مع أنهم قد يكونوا السبب في ذلك .
ومما يذكر في كتب السير أن معاوية رضي الله عنه أرسل إلى الأحنف بن قيس يسأله عن البنين فقال : هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة فإن طلبوا فأعطهم وإن غضبوا فأرضهم فإنهم يمنحونك ودهم ويحبونك جهدهم ، ولا تكن ثقيلا عليهم فيملوا حياتك ويتمنوا وفاتك .
وعلى العكس من ذلك اللين الزائد والتهاون يضر أكثر مما ينفع ويفسد أكثر مما يصلح فإن الأولاد سيتجرؤون على آبائهم وسيصلون إلى ما يعرف بالتدليل فكل ما يقوله الولد صحيح وكل ما يفعله حسن وكل ما يطلب يجاب إليه والخطأ منه صواب ويعيش مخدوماً آمراً وناهياً

5 ) بناء العلاقة على أساس الإتهام والشك والريبة.
الشك إذا تسلل إلى الحياة الزوجيّة أفسدها وهدّم بنيانها وصدّع فيها أركان الحب و الألفة والودّ و الرحمة
فإن توجيهات الإسلام جاءت لتبني حصناً منيعاً أمام هذه العاصفة الهوجاء فمن ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم عن ( ابتغاء الريبة ) وتتبع الناس بالشك ، حيث جاء في حديث أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ الأمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ في النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ».
وفي الحديث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أطال الرجل الغيبة أن يأتي أهله طروقاً . متفق عليه . وفي الرواية الأخرى: ( نهى أن يطرق أهله ليلاً يتخونهم أو يطلب عثراتهم ).
وهكذا الأولاد لا ينبغي أن يشعروا أن أباهم يتخونهم ويشك فيهم دائما فهذا موجب للنفرة وللهروب من هذا الواقع المر في نظر الأبناء بل عليه أن يشعرهم أنهم محل ثقته وهذا لا يأتي من فراغ وإنما يكون بعد بذل الجهد فيما تقدم من أنواع التربية .

- الطريق إلى السعادة الأسرية :
أيها الإخوة إن السعادة الأسرية مطمح لكل زوجين لكنها لا تكون إلا بأسباب يمكن من خلالها أن تكون الأسرة سعيدة ومن ذلك تجنب أسباب التفكك الأسري التي تقدم ذكرها ، ومن ذلك أيضا .
1 ) الحرص على التربية بالقدوة والموعظة.
فالقدوة هي من أنجع الوسائل المؤثرة في التربية وفي صلاح الأولاد وبالتالي صلاحِ الأسرة فإذا كان المربي صادقا أمينا كريما عفيفا نشأ الولد على الصدق والأمانة والكرم والعفة ، والعكس بالعكس وقد جاءني أب وقال : لقد نصحت أبنائي بالإقلاع عن التدخين فلم يستجيبوا !! فقلت له : وأنت هل تدخن ؟ قال : نعم . قلت : فكيف تريد أن يقبلوا نصيحتك بلسانك ، وأنت تحثهم على التدخين بفعلك !!!
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ### كيما يصح به وأنت سقيم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ### عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ### فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يُقبل ما وعظت ويقتدى ### بالعلم منك وينفع التعليم
فإذا استقام حال المربي وأصبح قدوة صالحة لولده ثم رأى من ذلك الولد خللاً وسلوكاً غير صحيح فإن عليه بالموعظة والنصيحة والتوجيه وهي من أهم الوسائل للمربي ولذلك فقد جاءت الموعظة في القرآن الكريم كثيراً فمن ذلك على سبيل المثال :
وعظ لقمان لابنه ( وإذا قال لقمان لابنه وهو يعظه ..) وقوله تعالى ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا .. )
وقوله تعالى ( ذلكم يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر..) وقوله تعالى ( يعظكم لعلكم تذكرون ) وقوله تعالى ( إن الله نعما يعظكم به )
والموعظة كما يقول ابن منظور : النصح والتذكير بالعواقب .
2 ) ومما يكون طريقاً إلى السعادة الأسرية إيجاد البدائل للمخالفات الشرعية.
بمعنى أن المربي عندما ينهى أولاده عن المخالفات فإنه يُوجِد لهم البديل من ما أباحه الله وأحله ، وفي الحلال غنية عن الحرام وأن ما أحله الله لنا بنعمته وفضله أضعاف أضعاف ما حرمه علينا . وإيجاد البديل الشرعي قد جاءت به النصوص فمن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم استمعل رجلاً على خيبر فجاءه بتمر جنيب فقال رسول صلى الله عليه وسلم : أكل تمر خيبر هكذا ؟ قال: لا والله يا رسول الله إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفعل ، بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيباً . متفق عليه .
وهكذا بالنسبة للأسرة فقد يكون بعض الأولاد قد اتخذ صحبة لا خير عندهم فيوجه الأب الولد إلى اتخاذ الرفقاء الطيبين الصالحين الذين يدلونه على الخير ويعينوه عليه وهكذا البنت ، وقد يعج البيت بآلات المعازف والغناء فيُستبدل بالقرآن الكريم والمحاضرات المفيدة والخطب النافعة وبعض الأناشيد الطيبة التي لا تحوي على مخالفات شرعية ، وكذلك توجد في البيت قنوات فضائية هابطة تدعو للرذيلة وتشجع عليها ولسنا بحاجة إلى أن نبرهن ذلك فيستبعد الأب ذلك الشر ويستبدله بما فيه الخير والنفع ومن أفضل القنوات المشهود لها بالخير والدعوة إليه والمحافظة على الآداب الشرعية إلى حد كبير – والكمال لله وحده – قناة المجد الفضائية فهي رائدة في عالم الإعلام الإسلامي الهادف . كذلك يستبدل المجلات الهابطة التي لا نفع فيها ولا فائدة إلا إثارة الغرائز بالمجلات النافعة المفيدة كمجلة الأسرة ومجلة البيان والمجتمع والشقائق وغيرها من الإسلامية ، وهكذا يوجه ما كان سلاحاً ذا حدين إلى ما هو نافع ومفيد كجهاز الحاسب الآلي وشبكة المعلومات الإنترنت فإن فيها من الخير الشيء الكثير كما لا يخفى لكن يحتاج الأمر إلى متابعة وسؤال أهل الخبرة عن طريقة استبعاد مواقع الشر والإباحية وكذلك بالإمكان وضع مكتبة ولو صغيرة في البيت تكون مرجعاً للأسرة تحوي على أنواعا من العلوم في التفسير والحديث والفقه والعقيدة وغيرها من العلوم النافعة الأخرى وفي كل من هذه العلوم ولله الحمد كتب مختصرة يحصل بها تبسيط العلوم .
3 ) ومن طرق السعادة الأسرية إيجاد جو أسري تسوده المحبة والألفة بل والمرح أحياناً.
وهنا نطرح سؤالا: لماذا إذا دخل كثير من الأولاد إلى بيوتهم علتهم موجة من الكآبة والضيق فأصبحوا يصرخون على إخوتهم بغلظة وفظاظة وإذا خرجوا خارج البيت هشوا وبشوا وكأنهم كانوا في سجن ؟!!
لا شك أن مثل هؤلاء قد فقد الجو الأسري الممتع الذي تسوده المحبة والألفة والدعابة أحياناً وهذا منهج نبوي كريم فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يداعب الحسن والحسين رضي الله عنهما فيمشي على يديه وركبتيه ويتعلقان به من الجانبين فيمشي بهما ويقول : نعم الجمل جملكما ونعم العِدلان أنتما .
بل أحيانا يكون صلى الله عليه وسلم يخطب فيقبل الحسن والحسين في يمشيان ويتعثران فيقطع حديثه ويحملهما ، وهكذا بالنسبة للأولاد الكبار فإنه يداعبهم بما يناسبهم من القصص والمناقشة والأسئلة والألغاز المفيدة وتخصيص بعض الأيام للاجتماع الأسري الذي تطرح فيه القضايا التي تهم الجميع وما إلى ذلك أو قراءة كتب نافعة ومفيدة ، فيتناقشون فيما بينهم وهذا من أفضل الأساليب وهو ما يجرنا إلى العنصر الرابع وهو :
4 ) فتح قنوات المصارحة والحوار الهادئ بعيدا عن التعنيف والاتهام.
إن قضية المصارحة بين الأولاد ووالديهم لا تحدث إلا بعد سلسلة من الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل وبناء جسور المودة المحبة وإذا وصل الأبوان إلى مرحلة المصارحة فقد فتح لهما فتحاً مبيناً فبالمصارحة يعرف الأبوان ما الذي يهم الأبناء ويتشاركوا معهم في وضع الحلول المناسبة ، وهذا لا يمكن أن يتأتى لأب قد اتخذ من أسلوب الإهانة والسخرية بالأولاد شعارا له .
وأما الحوار الهادئ فهو أنجع سبيل لحل المشاكل فقد الأولاد من الصراخ ورفع الأصوات فهلا استبدلوه بالحوار الهادئ وهذا له فوائد معنوية وصحية أيضا :
1) فهم الموضوع على وجهه الصحيح .
2) وضع الحل المناسب للمشكلة .
3) تعزيز روح الثقة بالنفس وإبداء الرأي عند الأولاد .
4) الأمن من التصرفات الغير محمودة كالضرب للأولاد وطردهم من البيت وربما يكون الأمر أهون من ذلك .
5) البعد عن المشاكل الصحية كارتفاع ضغط الدم والتهاب القولون وغير من الأمراض .
وختاما أيها الإخوة هذا جهد مقل ولا أدعي أني أحطت الموضوع من جميع جوانبه بل هي إشارات أردت منها التنبيه على هذه القضية المهمة التي نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا إليها وإن يسعدنا وإياكم في الدنيا والآخرة وأن نعيش عيش السعداء ونموت موت الشهداء ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

وكتب / عامر بن عيسى اللهو
المدرس في كلية المعلمين بالدمام
كيفي خبله
كيفي خبله
مشا الله

وفيتي وكفيتي .. اختي ليالي

ان شا الله يعجبك دلوعه ..

سلاااااااااااااام
دلوعة نان@
دلوعة نان@
اختي ليالي جدة الله يسعدك دنيا وااااااااااااااااااخرة لساني عاجز عن شكرك الله يفرح قلبك مثل ماساعدتني ..............
وانا كمان ابغي مزيد لانو طالبين منها صفحات كثيرة حول الموضوع
كيف خبلة اكيد عجبني يكفي مساعدتها لي وجزاك الله خير
ليالي جدة
ليالي جدة
شاكره دعواتك الصادقه ولا يهمك بحاول اجمعلك كذا موضوع وانتي عاد رتيبها في بحثك والله اني حاسه باختك لانه توي مخلصه كذا بحث لأختي في الجامعه والله يوفق اختك واختي بعد >>>>



بسم الله الرحمن الرحيم

المشاكل الاسرية وكثرة الخلافات بين الزوجين واحيانا تصل الأمور للطلاق ورفع قضايا في المحاكم وسبحان الله فجأه يتحول الحب إلي كره وفراق وينسي كل منهم الأيام الجميله التي جمعتهم ببعض وكيف كان كل منهم ينتظر طلوع النهار بفارغ الصبر حتي يري حبيبته أو حبيبه او حتي يسمع صوته بالتليفون والآن وبعد أن جمعهم الله تحت سقف واحد بدأت الأمور تسير للخلف حتي إنهارت بحور الحب وتدهورت الحياه الزوجيه وبدأ كل منهم يبحث عن الخلاص من الآخر ,,, وانا أري إن من أهم أسباب هذا الانحلال الأسري هو ابتعاد الزوج عن بيته سواء بالسفر أو انشغاله بعمله لأن الزوجه بطبيعة الحال فهي إنسانه ضعيفه ومن الصعوبه أن تقوم بدور الأم والأب في آن واحد أذا كان لديهم أطفال ... إن الذين يتركون بيوتهم وزوجاتهم بالشهور وبالسنين ويستكفون بقضاء الاجازه السنويه مع عائلاتهم واولادهم لمدة شهر أو شهرين هذه المده غير كافيه للتعويض فغالبا يتعامل من أولاده وأقرب الناس له كأنه ضيف ... ضيق المعيشه والبحث عن الرزق يجعل الزوج نفسه مضطرا للسفر لكسب المال ولكنه يفقد بيته شيئا فشيئا حتي يتعودوا أهله علي فراقه ... حقا إنها معادله صعبه جدا لأنه اذا لم يسافر فكيف يتغلب علي غلاء المعيشه ... انني ادعو الذين ينهمرون في أعمالهم أن لا يهملوا بيوتهم فأهله لهم حقوق عليه فلابد أن يرعاهم ويخصص لهم حتي يوم واحد اسبوعيا يقضيه معهم ويسترجع ذكريات الماضي الجميل مع زوجته حتي لا يضيع الحاضر مع الماضي ... أما الذين يتركون بيوتهم لعشرات السنين في السفر ولا يرون أولادهم إلا فترة وجيزه كل عام أقول لهم حان الآن لمراجعة حساباتك وبارك الله فيما رزق لأن أولادك هم أهم من مال الدنيا,لذلك ممكن تلخيص أهم اسباب في التفكك الاسري

1- البعد عن الله عز وجل فإذا كان الزوج لا يقوم بفروض ربه مثل الصلاة والذكاه وصيام رمضان فمن أين تأتي له الراحه النفسيه وإستقرار أسرته

2- مثل ما ذكرت ابتعاد الزوج عن بيته فترة طويله مما يجعل الزوجه غير قادره علي تحمل المسئوليه وازدواج دورها في قيامها بدور الأب بالنسبه للاولاد

3-اهمال الزوج في القيام بواجباته الطبيعية والأساسية تجاه بيته وزوجته وعدم قدرته علي تحمل المسئولية وذلك بتفضيلة اعماله الخاصه علي حساب بيته

4- اصدقاء السوء والذين يطلقون عليهم بصديق العائلة هؤلاء لايجنون منهم شئ غير التدخل في أمورهم الشخصيه وأثارة الفتن بينهم

5- عدم حل مشاكلهم الخاصه بينهم ولجوء الزوج أو الزوجه إلي أهلهم وينتج عن ذلك إلي تفكك الأراء وإزدياد فجوة الخلافات بينهم



000000000000000000000000000000000000000000000000000



لايفوتك هذا الرابط حاولت انسخه ماقدرت بحث جاهز
http://www.nauss.edu.sa/NAUSS/Arabic/Menu/ELibrary/ScLetterResearch/Masters/year5/part4/m_ss_12_2007.pdf.htm


0000000000000000000000000000000000000000000000000

اثر التفكك الاسري علي الابناء

إذا وقع الطلاق فمكان الأطفال الطبيعي يكون بجانب أمهم فمهما كانت عيوب الأم فهى أقدر انسان على رعاية الأبناء إلا فيما ندر من الحالات الشاذة جداً.

ويمكن للأب متابعة الأبناء وهم عند أمهم حيث الاحتياج للأم يكون كبيراً خصوصاً في السن الصغيرة للأبناء، ويطرق الأب في ذلك كل سبيل للتسوية مع الأم حتى يتم التواصل مع الأبناء ،وأن يتحلىبشئ من الهدوء والصبر ورحابة الصدر في التعامل مع الأبناء، وليعلم أن الأبناء ليسوا حملاً يلقي به بين يدي طليقته ويمضي، بل هم مسؤولية يجب مراعاتها وواجب يجب القيام به.

الأبناء يتأثرون بجو الأسرة السلبي

لابد للأم والاب أن يتعاونا لتحويل هذه الأجواء بالتلاحم والتعاون بين أفراد الأسرة إلى جو أكثر ايجابية والخروج من نفق الطلاق المظلم إلى نور الاتجاه للحياة، وتعضيد إمكانات النجاح وتوفيرها ، وتيسير كل السبل إليه بالدفع الإيجابي للأبناء والتشجيع من الاسرة والمدرسة، والتحفيز لصناعة النجاح بأيدي الابناء حتى لاندفع الابناء إلى الاحباط الذي يؤدي إلى التكاسل والخمول واختيار طريق الفشل وهو الاختيار الأسهل.

النظرة الدينية للأمور

تعزيز الجانب الديني عند الابناء لخلق الأمل في نفوسهم الصغيرة بأن الله يحب الناجحين الذين يرضون الله ويحولون خيبة الأمل إلى رجاء والرجاء إلى عمل والعمل إلى نجاح.

أن نشغلهم بالدراسة والتحصيل والانجاز لما للنجاح من فرحة وحماسة لزيادة وتعظيم الأمل بداخلهم.

إشعار الابناء أن الطلاق هو استحالة العيش في ظروف معينة تفرض على الأب والأم الانفصال وقد يكون الانفصال أفضل من الشجار كل يوم والنكد المستمر مما يؤثر بشكل أكثر سلبية من الانفصال نفسه.

رب ضارة نافعة

فقد تدفع هذه الظروف القاسية الابنار ليعينواأنفسهم ويجاهدوا للوصول إلى حياة أفضل في المستقبل من التي عاشوها كي لايكرروا الوأساة مع أبنائهم فالطرق على الحديد يزيده صلابه.

وأخيراً يجب الحرص على سلامة مشاعر الأبناء نحو والدهم تحت كل الظروف بأن يبروه ويحاولوا التواصل معه وأن تساعدهم الأم على تحقيق ذلك.

نصائح أخيرة للآباء قبل وبعد الطلاق

- أن تكون مناقشة النزاعات بين الزوجين في غرفة منفصلة عن الأبناء وبعيداً عن مسامعهم.

- تدخل طرف ثالث حكيم يتفق علية الوالدان للتوصل إلى حل المشكلات .

- كلٌ يصبر على الأخر فقد يكون هناك اصلاح وعودة عن الخطأ واعطاء الفرصة للتواصل من جديد.

- تربية الأبناء على قواعد الدين وتأصيلها في نفوسهم لتكوين جدار أمن ضد ما قد تأتي به الأيام والأحداث.

- إعداد الابناء نفسياً قبل أن يقع الطلاق.

- خلق جو دائم من التفاؤل والمرح وشعل الأبناء بواجباتهم المدرسية أو صلة الرحم أو الالتفاتحول الأجداد لملء الفراغ العاطفي الذي يتركه الأب الغائب أو الأم الغائبة.

- تعريف كل الزوج وزوجة قبل الأقدام على الزواج بمسؤوليتهم الجسيمة تجاة أبنائهم أمام الله.

- استبدال مشاعر الغضب والحباط عند الأبناء بمشاعر النجاح والتقدير.

- تواصل الأب الغائب مع الأبناء بعقد لقاءات دورية تقلل من شعور الحرمان وتشعرهم بشيء من الامان.

- يجب أن يعلم الطفل بأنه محبوب مرغوب رغم كل شيء.

- الحديث عن الطرف الأخر بمنتهى الألفة والمودة ونكرر على الأبناء أن الأب والام مازال متحابين ولكنهما مختلفان .

- ازرع في إبنك القدرة على التحديات ومواجهة الحياة دون أى شعور بالاحباط .

- عزز مكانة أبنائك لديك وأنهم ثروتك الحقيقية وسر سعادتك في الدنيا رغم كل شيء.
مقارنة بين أبناء الأسرة المستقرة وأبناء الأسرة المفككة:

أبناء الأسرة المستقرة :

1- سعداء يتمتعون بصحة نفسية جيدة .
2- متفوقون في دراستهم .
3- يشعرون بالأمان .
4- يتعاملون بشكل إيجابي في مجتمعاتهم .
5- يثقون بأنفسهم و بمن حولهم .
6- مطمئنون إلى مستقبلهم .


أبناء الأسرة المفككة :

1- تعساء أصحاب نفسية غير سوية .
2- يتسمون بالعنف و العلاقات السيئة مع الأصدقاء .
3- متأخرون في دراستهم .
4- يتعاملون بخوف و عدم ثقة مع الآخرين .
5- لا يشعرون بالأمان .
6- ينظرون بخوف إلى المستقبل .«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»


0000000000000000000000000000000000000000000000

رضى الحمراني

أخصائي نفسي

دبلوم الدراسات العليا المتخصصة تخصص علم النفس الإكلينيكي

لقد ركز القرآن الكريم في مواضع كثيرة، على السبب الرئيسي الذي أهلك الأمم والشعوب السابقة، ألا وهو الشقاق والفرقة، والحكمة في ذلك أن الله - عز وجل- أراد لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، أن تستخلص العبرة من هذه الآفة حتى لا تقع فيها، قال سبحانه وتعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُواْ) (آل عمران: 103)، لقد أمر رب العالمين في هذه الآية، عباده المسلمين بالتزام الجماعة ومن مظاهرها الزواج، ونهاهم عن الفرقة ومن تجلياتها الطلاق(1).

إن وعي الشيطان وإدراكه لعظمة الفتن الناجمة عن الفراق بين الزوجين، جعله يمدح المختصين من أعوانه بتشتيت شمل الأسرة، ويتضح ذلك جليا في الحديث النبوي الذي رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان ليضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس، فأدناهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة، ويجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا، فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئا، أو يجئ أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، قال فيقربه ويدنيه ويلتزمه ويقول: نِعْمَ أنت)(2). إن أقرب المقربين للشيطان إذن، هم أشدهم نيلا من وحدة الأسرة، لأنها فتنة تؤدي بالضرورة إلى النيل من وحدة الأمة الإسلامية.

من هذا المنطلق، شعرت بواجبي كباحث لإنجاز دراسة إكلينكية أبين من خلالها، سبق القرآن والسنة إلى التنبيه لخطورة هذه المعضلة الاجتماعية، فالطلاق قد يكون في بعض الأحيان حلا لخلافات زوجية لا يمكن علاجها إلا به، لكنه في أحيان كثيرة فتنة، ينبغي أن نستشعر أضرارها اللاحقة بضحايا لا ذنب لهم في هذه القضية وهم الأبناء، الذين يمثلون رمز وحدة الأسرة ومستقبل نهضة الأمة.

1 ـ تحديد مفاهيم الدراسة

لقد أنجز هذا البحث، سنة 1412هـ الموافق لعام 2000م بجامعة محمد الخامس في مدينة الرباط بالمغرب، وعنوانه: (الحرمان العاطفي وعلاقته بالاضطرابات النفسية العضوية لدى أطفال الطلاق)، وتحاول هذه الدراسة الجواب على سؤال مركزي وهو: كيف يولد الحرمان مثل هذه الاضطرابات لدى الطفل في حالة فراق والديه؟



الحرمان العاطفي:

يعني هذا المفهوم في الاصطلاح النفسي، معاناة الإنسان الناتجة عن غياب الأسباب الضرورية لتلبية حاجاته ورغباته النفسية، والمقصود بالحرمان العاطفي هذه الدراسة، هو فقدان الطفل لرعاية وحماية والديه بعد الطلاق.



الاضطرابات النفسية العضوية:

هي أعراض مرضية تلحق بعض أعضاء الجسم، ويكون السبب في نشأتها ليس عضويا، بل مصدره صراعات ومشكلات نفسية، فشل المصاب في التعبير عنها لغويا، فلجأ إلى تفريغ هذه الانفعالات في شكل اضطرابات جسدية.

إن موضوع هذه الدراسة، يتناول الاضطرابات النفسية العضوية التي تصيب أطفال الطلاق، كالاضطرابات الغذائية والجلدية واضطرابات النوم إلى غيرها من الأعراض الأخرى، سواء كانت مؤقتة أو مزمنة.



2 ـ منهجية وعينة البحث:

اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الإكلينيكي، الذي ينبني على التحليل المعمق لشخصية الفرد، لذلك يكون عدد الحالات المدروسة محدودا، وقد وظفت تقنيات متعددة ومتنوعة، حتى أقترب ما أمكن من المقاربة الشمولية للموضوع، عبر استعمال الأدوات التالية: المقابلة النصف موجهة، الملاحظة الإكلينيكية، الاختبارات الاسقاطية سواء منها التي تشخص بنية الشخصية كالرورشاخ (Test Rorschach)، أو تلك التي تدرس طبيعة العلاقات التفاعلية التي ينسجها الفرد مع الآخرين، كاختبار تفهم الموضوع (Children Apperception Test).

أما فيما يخص عينة البحث، فتتكون من ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين سن السادسة والثالثة عشر، تمت دراسة حالاتهم خلال سنة كاملة، بالجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة بمدينة الرباط، وبالموازاة مع الدراسة التشخيصية والتحليلية لمشكلاتهم النفسية، اعتمدت برنامجا علاجيا، استخدمت من خلاله عدة وسائل علاجية كالتعبير عن المعاناة النفسية بوسائل شفوية كالحوار ورمزية كالرسم، كما أشركت أسر الحالات في المشروع العلاجي، بالإضافة إلى التعاون مع فريق متعدد الاختصاصات داخل الجمعية مكون من: مربين، أخصائيين اجتماعيين ونفسيين ومدرسين لتتبع تطور الأطفال خلال فترة الدراسة.



3 ـ حدود البحث:

تتناول هذه الدراسة، نوعا محددا من الانعكاسات السلبية للحرمان العاطفي على أطفال الطلاق وهي الاضطرابات النفسية العضوية، ولا يَدَّعي البحث بذلك أن هذه الأعراض هي رد الفعل الوحيد لكل طفل يعاني من مشكلة الفراق بين والديه، بل تتنوع ردود أفعال الأطفال حسب طبيعة شخصياتهم، وتبعا لنوعية الصراعات التي يعيشونها داخل محيطهم الأسري.



4 ـ دراسة حالة نموذجية:

التعريف بالحالة

أ. م: طفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر سنة، ينحدر من أسرة فقيرة مكونة من أب يشتغل خادما لدى أسرة غنية، وأم ربة بيت. انفصل والدا الصبي وهو ابن سنتين، والسبب في ذلك راجع إلى إهمال أبيه لمسؤولياته العائلية بعد أن طرد من عمله لإدمانه المزمن على شرب الخمر.

بعد الطلاق، استقرت الأم برفقة ابنها في منزل والديها، واضطرت للعمل خارج البيت حتى توفر ضروريات الحياة، لكنها لم تتمكن من الاستمرار في رعاية طفلها، لذلك تركته في بيت جديه وعمره آنذاك عشر سنوات، لتتزوج برجل مسن يملك ثروة لا بأس بها.

بعد مرور سنة على زواج الأم، ظهرت على الطفل اضطرا بات جلدية (Eczéma) في عدة مناطق من جسمه، ولم يتماثل هذا العرض المرضي للشفاء، رغم خضوع الحالة للعلاج بالأدوية لفترة تجاوزت ستة أشهر، وقد لاحظ المربون المشرفون على تتبع الحالة أن فشل العلاج يعود إلى تلذذ الطفل بحك المناطق المصابة، لكننا لمسنا جميعا بعض التحسن على مستوى هذا الاضطراب خلال فترة المعالجة النفسية.

بالإضافة إلى الأعراض السابقة الذكر، كان أ. م يتميز بشراهة مرضية عند تناول الأغذية (Boulimie)، وقد علق على هذا الاضطراب بقوله: (إن كثرة الأكل تملأ بطني وتشعرني بالسعادة). بالموازاة مع هذا الاضطراب النفسي العضوي، لاحظت تشبث الطفل بممارسة بعض العادات التي تنتمي إلى المرحلة الرضيعية، كمص الأصبع (إبهام يده اليمنى) رغم أنه بلغ من العمر ثلاثة عشر سنة.



تحليل الحالة

خلال السنتين الأوليين من عمره، عانى الطفل من حرمان مادي ومعنوي، ناتج عن إهمال الأب لمسؤولياته تجاه الزوجة والابن بسبب تعاطيه الخمر، وقد أدى هذا العامل إلى اهتزاز الاستقرار العائلي بشكل تدريجي، فقد أثر أولا على التوازن النفسي للأم، ثم انتقل هذا الاضطراب من خلالها إلى الابن، وقد بين علماء النفس في هذا الإطار أن الطفل في مرحلة الرضاعة، لا يكتفي بالغذاء البيولوجي المتمثل في حليب أمه، بل يتشرب أيضا الإيماءات الرقيقة والمشاعر الدافئة التي تبدو على وجهها وهي تداعبه أثناء الرضاعة(3).

إن غياب هذا الغذاء النفسي، هو ما أفسد على الحالة المدروسة شهية الأكل، فالطفل يمتص الحليب من ثدي أمه ثم يتقيؤه، لعدم شعوره بالعطف والحنان المصاحبان لعملية الإرضاع البيولوجي، وحرمانه العاطفي هذا ناجم عن التوتر النفسي الذي عانت منه الأم من جراء المشكلات التي عاشتها في علاقتها بالأب.

إن شدة المشاعر السلبية التي تلقاها الطفل من أمه، جعلته لا يكتفي بتفريغ هذه الانفعالات عبر الاضطرابات الغذائية (التقيؤ) بل تجاوزها إلى تعابير نفسية عضوية أخرى وهي اضطرابات النوم، مما يدل على أنه كان يشعر بالفقدان التام للطمأنينة والسكينة النفسية، في ظل أجواء أسرية ملبدة بسحب المشكلات الزوجية(4).

بعد انفصال الوالدين، عانى الطفل من نوع آخر من الحرمان لمدة ثمان سنوات، وهو افتقاده لأمه بسبب غيابها عن البيت وتركيزها على كسب لقمة العيش، وهذا ما يفسر لماذا كان أ. م يتناول الأغذية بشراهة غير عادية، فحسب الدراسات النفسية المنجزة حول موضوع الاضطرابات الغذائية(5)، تبين لي أن الطفل يملأ بطنه بالأكل ليعوض الشعور المؤلم بالفراغ العاطفي الذي يعاني منه، وهذا ما يبين من جهة معنى قوله: (إن كثرة الأكل تملأ بطني وتشعرني بالسعادة)، ويوضح من جهة أخرى العلة في الاختيار اللاشعوري للاضطرابات الغذائية، كوسيلة للتعبير عن توتراته النفسية لارتباطها بالفم، وهو مصدر إشباع الحاجات البيولوجية بامتياز في مرحلة طفولته الأولى، التي ذاق فيها أقصى مظاهر الحرمان وهو رضيع.

يتجلى مما سبق أيضا السر في عدم تخلص الطفل من عادة مص الأصبع، رغم بلوغه سن الثالثة عشر، لأن تعاقب مظاهر الحرمان التي عاشها دون أن يفهمها، أدى إلى تراكم هذه التجارب المؤلمة، لتشكل حواجز نفسية منعته من تحقيق نموه النفسي بالموازاة مع نموه الجسمي، لذلك كان أكثر قربا من التعبير بلغة جسدية سطحية، وأكثر بعدا عن تفريغ انفعالاته في قالب لغوي منطوق، يساعده على فهم معاناته وبالتالي تجاوزها.

إضافة لكل هذا، فقد تعمق شعور الطفل بالحرمان العاطفي لاضطراب صلته بأمه بعد زواجها الثاني، مما انعكس عليه في شكل أعراض جلدية Egzéma. لقد أكد الخبراء في مجال العلاقة الثنائية بين الطفل وأمه، أن الرعاية النفسية الأمومية تكسب الطفل قوة نفسية تعزز مناعته الجسمية ضد الأمراض العضوية(6). لكن الطفل موضوع الدراسة ونظرا لضعف تنشئته الاجتماعية التي تلقاها، اختل توازنه النفسي فصارت مناعته الجسمية عموما والجلدية خصوصا، هشة ومعرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية العضوية.

نتائج البرنامج العلاجي

لقد ركزت في المشروع العلاجي لحالة أ.م، على ثلاثة أهداف رئيسية:

أولا: تدريب الطفل على استعمال وسائل تعبيرية سوية عن معاناته النفسية، كالتعبير الشفوي (الحوار) والتعبير الرمزي (الرسم)، حتى يتخلص تدريجيا من التعابير المرضية التي تعود عليها.

ثانيا: عملت مع الفريق المشرف على تتبع الحالة، بتنظيم زيارات تجمع الأم بطفلها في فضاء الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، لإذابة التوتر الذي خيم على العلاقة بينهما منذ زواجها الثاني.

ثالثا، حاولنا إدماج الطفل في بيت زوج أمه، بعد إقناع هذا الأخير بالظروف النفسية التي مرت منها الحالة المدروسة، ليساهم بدوره كبديل للأب في إنجاح البرنامج العلاجي.

إن هذه المجهودات العلاجية، لم تؤد إلى شفاء الطفل من الاضطرابات النفسية العضوية التي يعاني منها، لكنها مكنت على الأقل من التخفيف من حدتها.



5 ـ توصيات البحث:

· على المتزوجين والشباب المقبل على الزواج، الرفع من رصيد ثقافتهم الدينية والنفسية المرتبطة بشؤون الأسرة، حتى يعبدوا الله على علم في حياتهم الأسرية.

· ينبغي للمؤسسات المهتمة بالشأن التربوي في مجتمعاتنا الإسلامية، عقد دورات تكوينية للشباب، لا تكتفي فيها ببيان الشروط الشرعية والنفسية الضرورية لنجاح مشروع بناء الأسرة المسلمة، بل تعرض بالإضافة إلى ذلك تجارب واقعية سواء الناجحة منها والفاشلة على وجه الخصوص وتطرحها للنقاش، لأن التجربة الصحيحة تتحقق بالاستفادة من التجارب الخاطئة.

· نظيم حملات إعلامية لتوعية الشباب غير المتزوج بأهمية الإقبال على التكوين القبلي المؤهل للزواج، وتحسيس المتزوجين بضرورة التكوين المستمر لضمان استمرارية وحدة الأسرة.

· ***** مراكز نفسية واجتماعية متخصصة في علاج المشكلات الأسرية.

·اجتهاد الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في نشر ثقافة نفسية أصيلة داخل المجتمع، تهدف إلى تقوية وحدة الأسرة.

· إحداث وحدات للبحث خاصة بالأسرة في الجامعات.



خلاصة:

بينت هذه الدراسة بعض الآثار المرضية التي يخلفها الطلاق على نفسية الطفل، وهذا ما يجسد حكمة الأمر الرباني الموجه للمسلمين عموما، وللأزواج خصوصا بالتزام الوحدة والجماعة، ونهيه سبحانه عن الشتات والفرقة في قوله ـ عز وجل ـ: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُواْ) فالقرآن لم ينه عن التفكك الأسري كأحد مظاهر تصدع الأمة الإسلامية، إلا لكون ضرره أكبر من نفعه.

كما يعكس لنا هذا البحث إعجاز السنة النبوية، فكيف للنبي صلى الله عليه وسلم أن يطلعنا على حقيقة الحوار الذي يدور بين إبليس وأعوانه، في حديث مسلم الذي أوردناه في مقدمة هذه الدراسة، وفيه يمدح الشيطان ويثني على من ينجح من أعضاء حزبه في التفريق بين الزوجين، فما كان للحبيب عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم أن يخبرنا بذلك، إلا بوحي وإعلام من الله جل علاه، حتى نتنبه جميعا لخطر هذه الفتنة العظيمة، التي تنتج أطفالا مضطربي الشخصية، مما يؤدي إلى تكوين جيل مريض، يضعف به الشيطان جسد الأمة الإسلامية، حتى تفشل في تحقيق مشروع نهضتها الحضارية في الدنيا، وتفوز برضى ربها في الآخرة.
000000000000000000000




اتمنى اني اكون ساعدتك وكفيت ووفيت ان شاء الله
دلوعة نان@
دلوعة نان@
ليالي جدة الله يارب ينولك السعادة ويوفق لختك وينجحه وتتخرج يارب ....................... ويفرجها لكي زي مفرجتيها وحليتها لي
وفعلا معلوماتك استفدت منها الله يبارك في عمرك ويبلغك في حياتك صدقيني لمسة فيكي روح التعاون والمساعدة وانتي عارفة اجر من فرج كربة وانتي فرجتي لي هم ............................. وشكراااااااااااااااااااااااااااااا وجزاك الله خير الجزاء كفيت ووفيت وانا وجدت بحث مع اضافة ماكبتيتيه لان معلومتك قيمة ومو جدت مثله .........................ز واستودعكم الله لاني ماااااااااااااااا حدخل الموضوع ثاني