ابغى اسوي محاضرة عن 1-الصبر
2-عن التكبر عن احكام الله
3-الدنيا وفنائها

مشتاقة للقاء الله @mshtak_llkaaa_allh
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى الأمين
هناك قلوب صابرة محتسبة
من الذي يجازيها ؟وما هو جزاءها؟
قال الله جل وعلا ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)) الزمر -10
فعليك أخي المؤمن أن تتذكر هذا الجزاء العظيم من الجواد الكريم ، وعليك أن تصبر ولا تتضجر وتحتسب أجرك على الله حتى تلقى الخير الكثير ..
واعلــــــــــــم ...
إن الله إن أخذ منك شيئاً فهو ملكه ...
وإن أعطاك شيئاً فهو ملكه ...
فكيف تسخط إذا اخذ منك ما يملكه هو ؟!!
(( فإن لله ما أخذ وله ما أعطى ))
فعليك إن أخذ منك شيئاً محبوبـــــاً لك أن تقول هذا لله له أن يأخذ ما يشاء وله أن يعطي ما يشاء ..
فاصبر ... وارض ... واستلذ بقضاء الله وقدره ... وثِق بحكمته وتدبيره .
وما أنت إلا عبد من عباده
واصبر يا أخي على طاعة الله
وعن معصية الله
وعلى أقدار الله
ولا بد أن تحتسب هذا الصبر وتتذكر أنه رافع لدرجاتك ... ومكفر لخطاياك
ولا تحزن .. فما أشـــقاك الله إلا ليسعـدك
وما حرمك إلا ليتفضل عليك
وما أخـذ منك إلا ليعطيـــــك
وما كان الله ليؤذيك بل لأنه يحبك ...
وفي الحديث (( إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط )) رواه الترمذي و قال حديث حسن
فهذه بشرى لك إن صبرت .. ((وعظم الجزاء من عظم البلاء )) رواه الترمذي و قال حديث حسن
فتذكر هذا وضَعه نصب عينيك
فالبلاء السهل له أجر يسير
والبلاء الشديد له أجر كبير
فائدة قيمة لسماحة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله ، من كتاب رياض الصالحين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( .... الصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ... )) رواه مسلم
قال الشيخ ((وأما الصبر فقال ( إنه ضياء ) أي فيه نور لكن نور مع حرارة كما قال الله تعالى ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا)) يونس -5
فالضوء لا بد فيه من حرارة و هكذا الصبر لا بد فيه من حرارة وتعب لأن فيه مشقه كبيرة ولهذا كان أجره بغير حساب ، فالفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة بما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان )) . انتهى كلامه رحمه الله
فيا عبد الله لا يكن في صدرك حرج على أقدار الله بل ارض بها واعلم أن الدنيا ليست طويلـــــــة !
فلا تنكص على عقبيك في وسط الطريق وتقول أنت لست بملزوم بالصبر
وأنت إن تعبت وأوذيت ... فهذه الحياة ما هي إلا أيام وتزول
فاصبر حتى يأتي الله بأمره
واستمسك بدينك .. واثبت على الطريق .. واستعن بالله الواحد الأحد .
قال الله جل وعلا ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) آل عمران - 200
الصبر عن المعصية والمصابرة على الطاعة والمرابطة على كثرة الخير وتتابعه والتقوى يعم ذلك كله .
جعلنا الله وإياكم من الموحدين الصابرين المتقين ...
والحمدلله رب العالمين .
((صعود القمم))
كُتِب الموضوع بتاريخ : 10 من شوال 1425 هــ
الموافق 22 من نوفمبر 2004 مـ
هناك قلوب صابرة محتسبة
من الذي يجازيها ؟وما هو جزاءها؟
قال الله جل وعلا ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)) الزمر -10
فعليك أخي المؤمن أن تتذكر هذا الجزاء العظيم من الجواد الكريم ، وعليك أن تصبر ولا تتضجر وتحتسب أجرك على الله حتى تلقى الخير الكثير ..
واعلــــــــــــم ...
إن الله إن أخذ منك شيئاً فهو ملكه ...
وإن أعطاك شيئاً فهو ملكه ...
فكيف تسخط إذا اخذ منك ما يملكه هو ؟!!
(( فإن لله ما أخذ وله ما أعطى ))
فعليك إن أخذ منك شيئاً محبوبـــــاً لك أن تقول هذا لله له أن يأخذ ما يشاء وله أن يعطي ما يشاء ..
فاصبر ... وارض ... واستلذ بقضاء الله وقدره ... وثِق بحكمته وتدبيره .
وما أنت إلا عبد من عباده
واصبر يا أخي على طاعة الله
وعن معصية الله
وعلى أقدار الله
ولا بد أن تحتسب هذا الصبر وتتذكر أنه رافع لدرجاتك ... ومكفر لخطاياك
ولا تحزن .. فما أشـــقاك الله إلا ليسعـدك
وما حرمك إلا ليتفضل عليك
وما أخـذ منك إلا ليعطيـــــك
وما كان الله ليؤذيك بل لأنه يحبك ...
وفي الحديث (( إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط )) رواه الترمذي و قال حديث حسن
فهذه بشرى لك إن صبرت .. ((وعظم الجزاء من عظم البلاء )) رواه الترمذي و قال حديث حسن
فتذكر هذا وضَعه نصب عينيك
فالبلاء السهل له أجر يسير
والبلاء الشديد له أجر كبير
فائدة قيمة لسماحة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله ، من كتاب رياض الصالحين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( .... الصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ... )) رواه مسلم
قال الشيخ ((وأما الصبر فقال ( إنه ضياء ) أي فيه نور لكن نور مع حرارة كما قال الله تعالى ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا)) يونس -5
فالضوء لا بد فيه من حرارة و هكذا الصبر لا بد فيه من حرارة وتعب لأن فيه مشقه كبيرة ولهذا كان أجره بغير حساب ، فالفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة بما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان )) . انتهى كلامه رحمه الله
فيا عبد الله لا يكن في صدرك حرج على أقدار الله بل ارض بها واعلم أن الدنيا ليست طويلـــــــة !
فلا تنكص على عقبيك في وسط الطريق وتقول أنت لست بملزوم بالصبر
وأنت إن تعبت وأوذيت ... فهذه الحياة ما هي إلا أيام وتزول
فاصبر حتى يأتي الله بأمره
واستمسك بدينك .. واثبت على الطريق .. واستعن بالله الواحد الأحد .
قال الله جل وعلا ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) آل عمران - 200
الصبر عن المعصية والمصابرة على الطاعة والمرابطة على كثرة الخير وتتابعه والتقوى يعم ذلك كله .
جعلنا الله وإياكم من الموحدين الصابرين المتقين ...
والحمدلله رب العالمين .
((صعود القمم))
كُتِب الموضوع بتاريخ : 10 من شوال 1425 هــ
الموافق 22 من نوفمبر 2004 مـ

الكبر من اعظم معوقات الاستقامة
الحمد لله أكرم جباهنا بالسجود لعظمته ونور قلوبنا بالإيمان به وبمعرفته وطاعته وأرغم أنوفنا بالرضى بقدره والتسليم لحكمته وأشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بأسمائه وصفاته وآلاهيته وربوبيته شهادة أرجو بها نيل مرضاته والنظر إلى وجه والفوز بالدرجات العلا من جنته وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شهادة مصدق به متبع لسنته راجيا شربة هنية من حوضه ودخولا في شفاعته صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن سلك سبيلهم واتبع نهجهم والصالحين من أمته وسلم تسليما
أما بعد فتقوي الله ملاك كل خير وهي الزاد لمن جد به إلى الآخرة السير وتزودوا فان خير الزاد التقوى ولباس التقوى ذلك خير
أيها المسلمون يود كثير من الناس أن يستقيم على الطريق السوي وربما منى نفسه بذلك وواعدها ولكن هناك معوقات تحول بينه وبين الهداية إما مجتمعة او متفرقة ومن تلك المعوقات ما سنحاول ان نتحدث عن إن شاء الله باختصار لعل الله ان ينفع بذلك ونقول إن أول هذه المعوقات وأهمها "الكبر" والكبر والتكبر والاستكبار هو الحالة التي يختص بها الإنسان من إعجابه بنفسه وذلك أن يرى نفسه أكبر من غيره وأفضل وأعظم أنواع الكبر أن يتكبر على ربه بأن يمتـنع عن قبول الحق والإذعان له بالتوحيد والطاعة أما المتكبر فيكون متكلفا متشبعا ما ليس فيه قال الله تعالى حاكيا عن فرعون (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق ) فالاستكبار بحق لله جل وعلا فقط ومن الآيات الدالة على هذا المعوق قوله جل وعلا (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون ) وقوله (فاستكبروا وكانوا قوما عالين) وقوله (إلا إبليس أبى وأستكبر) وقوله (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها) وقوله جل وعلا (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) وقال جل وعلا (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) وقال جل وعلا أيضا (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) والآيات في هذا المعنى كثيرة وما الأحاديث فقد قال صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر) رواه البخاري وقد أكل رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال فما رفعها الى فيه , وورد في الصحيحين ذكر احتجاج الجنة والنار والشاهد منها قول النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وجاء عنه صلى الله عليه سلم انه قال الكبر السفه عن الحق وغمس الناس فقيل يا نبي الله و ماهو قال السفه أن يكون على رجل مال فينكره فيأمره رجل بتقوى الله فيأبى والغمس أن يجيء شامخا بأنفه وإذا رأى ضعفاء الناس وفقرائهم لم يسلم عليهم ولم يجلس إليهم محقرة لهم وقال صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) فقيل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال (الكبر بطر الحق وغمر الناس ) أي ازدرائهم واحتقارهم وعنه عليه الصلاة والسلام قال (يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة قي صورة الذر يطأهم الناس لهوانهم على الله عز وجل) قال سفيان بن عيينه (من كانت معصيته في شهوة فارجوا له التوبة فان آدم عليه السلام عصى مشتهيا فغفر له ومن كانت معصيته في كبر فاخشوا عليه اللعنه فإن إبليس عصى مستكبرا فلعن)
عباد الله الكبر آفة عظيمة وفيه يهلك الخواص والعوام والعباد والزهاد بل والعلماء كل بحسبه وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم حجازا من الجنة لأنه يحول بين المرء وبين أخلاق المؤمنين وصاحب الكبر لا يقدر أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه فلا يقدر على التواضع ولا على ترك الحسد ولا على ترك الحقد والغضب ولا على ترك الغيظ ولا على قبول النصح ولا يسلم من الازدراء بالناس واغتيابهم فما من خلق ذميم إلا وهو مضطر إليه يقول جل وعلا (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل و ما ملكت أيمانكم ) ثم تأمل بما ختمت هذه الآية ختمت بقوله تعالى (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) لان المختال الفخور يعجب بنفسه ويحتقر غيره فلا يحب أن ينسب إليه أقاربه الفقراء أو ذوي العاهات أو الجيران إذا كانوا ضعفاء فلا يحسن إليهم لئلا يلموا به فيعير بهم فيأنف من معاشرة الفقراء والمساكين فلا يمنع من بر المذكورين في الآية إلا الكبر والخيلاء
ألا وان شر أنواع الكبر ما يمنع استفادة العلم وقبول الحق والانقياد له فقد تحصل المعرفة للمتكبر ولكن لا تطاوعه نفسه على الانقياد للحق (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)
ومن أنواع الكبر الدعاوى والمفاخر وتزكية النفس وحكايات الأحوال في معنى المفاخرة للغير والتكبر بالنسب فمن له نسب شريف يحتقر من ليس له ذلك النسب وان كان ارفع منه عملا قال ابن عباس رضي الله عنهما (يقول الرجل للرجل أنا أكرم منك وليس احد أكرم من احد إلا بالتقوى) و كذلك التكبر بالمال والولد (أنا أكثر منك مالا وولدا) (أنا يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال) التكبر بالجمال والقوة وكثرة الأتباع ونحو ذلك (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي) ( وما نراك أتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي) وفي الجملة فكل ما يمكن أن يعتقد كمالا وان لم يكن كمالا في نفسه أمكن أن يتكبر به حتى إن الفاسق ليفتخر بكثرة شربه للخمر مثلا ولفجوره لظنه أن ذلك كمالا
أيها الاحبه : يظهر التكبر في شمائل المرء كصعر وجهه ونظره شزرا في أقواله حتى في صوته و صيغة إيراده الكلام و في مشيته وتبختره وتشدقه وربما لم يزر أحد تكبرا أو يستنكف أن يجلس أحد بجواره أو أن يمشي معه والمتكبر لا يتعاطى شغلا بيده في بيته ولا يحمل متاعه من السوق إلى البيت
عباد الله هذه أمثلة من تواضعه صلى الله عليه وسلم بعدا عن الكبر وإثباتا لضده وامتثالا لقوله جل وعلا (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ) ولقوله عز وجل ( واخفض جناحك للمؤمنين ) وليس ذلك البعد عن الكبر إلا جبلة فيه صلى الله عليه وسلم , أليس قد وصفته عائشة رضي الله عنها بأن كان خلقه القرآن ؟ فهاهو صلوات ربي وسلامه عليه يخبر عن نفسه فيقول (لا آكل متكئا ) وكانت مشيته عليه الصلاة والسلام كأنما ينحدر من صبب وكان يجلس حيث انتهى به المجلس وقال صلى الله عليه وسلم (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله) ولما أراد أحدهم أن يحدثه اخذته هيبة فارتعد فقال له صلى الله عليه وسلم (هون عليك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة) وفي البخاري من حديث انس رضي الله عنه قال كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت وكان الرجل إذا دخل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسأل أيكم محمد وهذا خليفته ورفيق درب دعوته الصديق رضي الله عنه يودع جيش أسامة وأسامة رضي الله عنه على فرسه وهو يسير على قدميه فيقول أسامة لتركب أو لأنزل فيقول الصديق ومالي لا أغبر قدمي ساعة في سبيل الله ثم يستأذن أسامة وهو الخليفة يستأذن أسامة في عمر فيقول أتأذن لي بعمر استعين به على أمور المسلمين وهذا الفاروق الملهم رضي الله عنه وأرضاه لبس ثيابه يوم الجمعة وكان قد ذبح للعباس فرخان وكان للعباس ميزاب على طريق عمر فلما وافى عمر الميزاب صب ماء بدم الفرخين فأصاب عمر فأمر عمر بقلعه أي الميزاب ثم رجع فطرح ثيابه ولبس ثيابا غيرها ثم جاء وصلى بالناس ثم أتاه العباس فقال والله إنه للموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر للعباس وأنا أعزم عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك
أيها المسلمون : وان للمتكبرين قصصا كثيرة منها قصة ابي جهل والوليد بن المغيرة وغيرهم من أشراف قريش المشركين وانظر قصة عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين فلم لم يسلموا ؟ ولم لم يتبعوا النور الذي انزل مع محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ستجد ان السبب هو الكبر !!!!
أيها المسلم إن الكبر داء قد لا تشعر انك مصاب به فتغفل عن علاجه فيستشري فيك فيمنعك عن قبول الحق أو سماعه او الاستفادة منه فابحث عن الفائدة وخذها من فم كل احد أكان أصغر منك أو اجل فهاهو الهدهد يقول لسليمان النبي عليه السلام أحطت بما لم تحط به فما كان من سليمان عليه السلام إلا أن قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ولم يعنفه ولم يقل له كيف تحيط بما لم أحط به وأنا النبي المرسل وابن النبي المرسل وهاهو سليمان أيضا حين رأى عرش بلقيس أمامه تواضع لله واعترف بقصوره وبما انعم به عليه فضل من ربه وبلاء (قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر) ويوسف الصديق عليه السلام بعد أن مكنه الله في الأرض قال (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين) ولما دخل نبي الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا طأطأ رأسه على بعيره حتى كادت لحيته أن تمس ظهر راحلته تواضعا لله
أخوة الدين والعقيدة : إن الكبر يقود للطغيان وهو الوقود الرئيس للعصيان (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ) فالكبر من أخطر الانحرافات الخلقية وأسوأها فكان جزاء صاحبه انه ابعد الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا يوم القيامة إذ هو على الضد منه قال عليه الصلاة والسلام (وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون) قالو يا رسول الله قد علمنا الثرثارون و المتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون أخرجه الترمذي وقال تعالى في الحديث القدسي (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار ) رواه مسلم وعلى العكس من ذلك تماما فمن تواضع لله رفعه الله وهذه صفات المؤمنون
فاتقوا الله عباد الله واجتنبوا الكبر والتزموا التواضع فلا يزال الرجل يتكبر ويستكبر حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابه فالزم طريق المؤمنين وكن هينا لينا متواضعا قال صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي احد ولا يفخر أحد على أحد) أخرجه مسلم
ولا يستعذب بطاعة الله وترتاح لعبادته نفسه إلا أذا وطأ نفسه على الخضوع والذل له سبحانه قال سبحانه وتعالى ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) ووصف المقربين من عباده فقال (فان استكبروا ) أي الكفار ( فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) وقال جل من قائل (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) فدلت هذه النصوص على أن الكبر أهم صارف عن قبول الحق والانقياد له والتسليم لحكمه فكانت عاقبته في الآخرة جهنم وبئس المهاد قال عليه الصلاة والسلام (لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال ذرة من خردل إيمان ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال ذرة من خردل من كبر ) فتأمل رحمني الله وإياك كيف قابل الإيمان بالكبر لا بالكفر إذ أن الكبر والكفر قرينان لا ينفكان فبئس القرين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيهمن الآيات والذكر الحكيم
قاله الشيخ / عادل بن سالم الكلباني
الجمعة 14 محرم 1425
الحمد لله أكرم جباهنا بالسجود لعظمته ونور قلوبنا بالإيمان به وبمعرفته وطاعته وأرغم أنوفنا بالرضى بقدره والتسليم لحكمته وأشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بأسمائه وصفاته وآلاهيته وربوبيته شهادة أرجو بها نيل مرضاته والنظر إلى وجه والفوز بالدرجات العلا من جنته وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شهادة مصدق به متبع لسنته راجيا شربة هنية من حوضه ودخولا في شفاعته صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن سلك سبيلهم واتبع نهجهم والصالحين من أمته وسلم تسليما
أما بعد فتقوي الله ملاك كل خير وهي الزاد لمن جد به إلى الآخرة السير وتزودوا فان خير الزاد التقوى ولباس التقوى ذلك خير
أيها المسلمون يود كثير من الناس أن يستقيم على الطريق السوي وربما منى نفسه بذلك وواعدها ولكن هناك معوقات تحول بينه وبين الهداية إما مجتمعة او متفرقة ومن تلك المعوقات ما سنحاول ان نتحدث عن إن شاء الله باختصار لعل الله ان ينفع بذلك ونقول إن أول هذه المعوقات وأهمها "الكبر" والكبر والتكبر والاستكبار هو الحالة التي يختص بها الإنسان من إعجابه بنفسه وذلك أن يرى نفسه أكبر من غيره وأفضل وأعظم أنواع الكبر أن يتكبر على ربه بأن يمتـنع عن قبول الحق والإذعان له بالتوحيد والطاعة أما المتكبر فيكون متكلفا متشبعا ما ليس فيه قال الله تعالى حاكيا عن فرعون (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق ) فالاستكبار بحق لله جل وعلا فقط ومن الآيات الدالة على هذا المعوق قوله جل وعلا (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون ) وقوله (فاستكبروا وكانوا قوما عالين) وقوله (إلا إبليس أبى وأستكبر) وقوله (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها) وقوله جل وعلا (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) وقال جل وعلا (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) وقال جل وعلا أيضا (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) والآيات في هذا المعنى كثيرة وما الأحاديث فقد قال صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر) رواه البخاري وقد أكل رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال فما رفعها الى فيه , وورد في الصحيحين ذكر احتجاج الجنة والنار والشاهد منها قول النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وجاء عنه صلى الله عليه سلم انه قال الكبر السفه عن الحق وغمس الناس فقيل يا نبي الله و ماهو قال السفه أن يكون على رجل مال فينكره فيأمره رجل بتقوى الله فيأبى والغمس أن يجيء شامخا بأنفه وإذا رأى ضعفاء الناس وفقرائهم لم يسلم عليهم ولم يجلس إليهم محقرة لهم وقال صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) فقيل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال (الكبر بطر الحق وغمر الناس ) أي ازدرائهم واحتقارهم وعنه عليه الصلاة والسلام قال (يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة قي صورة الذر يطأهم الناس لهوانهم على الله عز وجل) قال سفيان بن عيينه (من كانت معصيته في شهوة فارجوا له التوبة فان آدم عليه السلام عصى مشتهيا فغفر له ومن كانت معصيته في كبر فاخشوا عليه اللعنه فإن إبليس عصى مستكبرا فلعن)
عباد الله الكبر آفة عظيمة وفيه يهلك الخواص والعوام والعباد والزهاد بل والعلماء كل بحسبه وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم حجازا من الجنة لأنه يحول بين المرء وبين أخلاق المؤمنين وصاحب الكبر لا يقدر أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه فلا يقدر على التواضع ولا على ترك الحسد ولا على ترك الحقد والغضب ولا على ترك الغيظ ولا على قبول النصح ولا يسلم من الازدراء بالناس واغتيابهم فما من خلق ذميم إلا وهو مضطر إليه يقول جل وعلا (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل و ما ملكت أيمانكم ) ثم تأمل بما ختمت هذه الآية ختمت بقوله تعالى (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) لان المختال الفخور يعجب بنفسه ويحتقر غيره فلا يحب أن ينسب إليه أقاربه الفقراء أو ذوي العاهات أو الجيران إذا كانوا ضعفاء فلا يحسن إليهم لئلا يلموا به فيعير بهم فيأنف من معاشرة الفقراء والمساكين فلا يمنع من بر المذكورين في الآية إلا الكبر والخيلاء
ألا وان شر أنواع الكبر ما يمنع استفادة العلم وقبول الحق والانقياد له فقد تحصل المعرفة للمتكبر ولكن لا تطاوعه نفسه على الانقياد للحق (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)
ومن أنواع الكبر الدعاوى والمفاخر وتزكية النفس وحكايات الأحوال في معنى المفاخرة للغير والتكبر بالنسب فمن له نسب شريف يحتقر من ليس له ذلك النسب وان كان ارفع منه عملا قال ابن عباس رضي الله عنهما (يقول الرجل للرجل أنا أكرم منك وليس احد أكرم من احد إلا بالتقوى) و كذلك التكبر بالمال والولد (أنا أكثر منك مالا وولدا) (أنا يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال) التكبر بالجمال والقوة وكثرة الأتباع ونحو ذلك (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي) ( وما نراك أتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي) وفي الجملة فكل ما يمكن أن يعتقد كمالا وان لم يكن كمالا في نفسه أمكن أن يتكبر به حتى إن الفاسق ليفتخر بكثرة شربه للخمر مثلا ولفجوره لظنه أن ذلك كمالا
أيها الاحبه : يظهر التكبر في شمائل المرء كصعر وجهه ونظره شزرا في أقواله حتى في صوته و صيغة إيراده الكلام و في مشيته وتبختره وتشدقه وربما لم يزر أحد تكبرا أو يستنكف أن يجلس أحد بجواره أو أن يمشي معه والمتكبر لا يتعاطى شغلا بيده في بيته ولا يحمل متاعه من السوق إلى البيت
عباد الله هذه أمثلة من تواضعه صلى الله عليه وسلم بعدا عن الكبر وإثباتا لضده وامتثالا لقوله جل وعلا (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ) ولقوله عز وجل ( واخفض جناحك للمؤمنين ) وليس ذلك البعد عن الكبر إلا جبلة فيه صلى الله عليه وسلم , أليس قد وصفته عائشة رضي الله عنها بأن كان خلقه القرآن ؟ فهاهو صلوات ربي وسلامه عليه يخبر عن نفسه فيقول (لا آكل متكئا ) وكانت مشيته عليه الصلاة والسلام كأنما ينحدر من صبب وكان يجلس حيث انتهى به المجلس وقال صلى الله عليه وسلم (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله) ولما أراد أحدهم أن يحدثه اخذته هيبة فارتعد فقال له صلى الله عليه وسلم (هون عليك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة) وفي البخاري من حديث انس رضي الله عنه قال كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت وكان الرجل إذا دخل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسأل أيكم محمد وهذا خليفته ورفيق درب دعوته الصديق رضي الله عنه يودع جيش أسامة وأسامة رضي الله عنه على فرسه وهو يسير على قدميه فيقول أسامة لتركب أو لأنزل فيقول الصديق ومالي لا أغبر قدمي ساعة في سبيل الله ثم يستأذن أسامة وهو الخليفة يستأذن أسامة في عمر فيقول أتأذن لي بعمر استعين به على أمور المسلمين وهذا الفاروق الملهم رضي الله عنه وأرضاه لبس ثيابه يوم الجمعة وكان قد ذبح للعباس فرخان وكان للعباس ميزاب على طريق عمر فلما وافى عمر الميزاب صب ماء بدم الفرخين فأصاب عمر فأمر عمر بقلعه أي الميزاب ثم رجع فطرح ثيابه ولبس ثيابا غيرها ثم جاء وصلى بالناس ثم أتاه العباس فقال والله إنه للموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر للعباس وأنا أعزم عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك
أيها المسلمون : وان للمتكبرين قصصا كثيرة منها قصة ابي جهل والوليد بن المغيرة وغيرهم من أشراف قريش المشركين وانظر قصة عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين فلم لم يسلموا ؟ ولم لم يتبعوا النور الذي انزل مع محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ستجد ان السبب هو الكبر !!!!
أيها المسلم إن الكبر داء قد لا تشعر انك مصاب به فتغفل عن علاجه فيستشري فيك فيمنعك عن قبول الحق أو سماعه او الاستفادة منه فابحث عن الفائدة وخذها من فم كل احد أكان أصغر منك أو اجل فهاهو الهدهد يقول لسليمان النبي عليه السلام أحطت بما لم تحط به فما كان من سليمان عليه السلام إلا أن قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ولم يعنفه ولم يقل له كيف تحيط بما لم أحط به وأنا النبي المرسل وابن النبي المرسل وهاهو سليمان أيضا حين رأى عرش بلقيس أمامه تواضع لله واعترف بقصوره وبما انعم به عليه فضل من ربه وبلاء (قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر) ويوسف الصديق عليه السلام بعد أن مكنه الله في الأرض قال (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين) ولما دخل نبي الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا طأطأ رأسه على بعيره حتى كادت لحيته أن تمس ظهر راحلته تواضعا لله
أخوة الدين والعقيدة : إن الكبر يقود للطغيان وهو الوقود الرئيس للعصيان (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ) فالكبر من أخطر الانحرافات الخلقية وأسوأها فكان جزاء صاحبه انه ابعد الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا يوم القيامة إذ هو على الضد منه قال عليه الصلاة والسلام (وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون) قالو يا رسول الله قد علمنا الثرثارون و المتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون أخرجه الترمذي وقال تعالى في الحديث القدسي (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار ) رواه مسلم وعلى العكس من ذلك تماما فمن تواضع لله رفعه الله وهذه صفات المؤمنون
فاتقوا الله عباد الله واجتنبوا الكبر والتزموا التواضع فلا يزال الرجل يتكبر ويستكبر حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابه فالزم طريق المؤمنين وكن هينا لينا متواضعا قال صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي احد ولا يفخر أحد على أحد) أخرجه مسلم
ولا يستعذب بطاعة الله وترتاح لعبادته نفسه إلا أذا وطأ نفسه على الخضوع والذل له سبحانه قال سبحانه وتعالى ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) ووصف المقربين من عباده فقال (فان استكبروا ) أي الكفار ( فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) وقال جل من قائل (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) فدلت هذه النصوص على أن الكبر أهم صارف عن قبول الحق والانقياد له والتسليم لحكمه فكانت عاقبته في الآخرة جهنم وبئس المهاد قال عليه الصلاة والسلام (لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال ذرة من خردل إيمان ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال ذرة من خردل من كبر ) فتأمل رحمني الله وإياك كيف قابل الإيمان بالكبر لا بالكفر إذ أن الكبر والكفر قرينان لا ينفكان فبئس القرين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيهمن الآيات والذكر الحكيم
قاله الشيخ / عادل بن سالم الكلباني
الجمعة 14 محرم 1425
الصفحة الأخيرة
إن الله خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له وأمرهم بذلك فقال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وقال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وهذه العبادة التي خلقوا لها وأمروا بها هي أن يطيعوا أوامره وينتهوا عن نواهيه ويكروا من ذكره . وأساس هذه العبادة هو توحيده سبحانه بدعائه وبخوفه ورجائه والإخلاص له في جميع العبادة من صلاة وصوم وغير ذلك .
وقد وعدهم الله الخير الكثير والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة؟ وعدهم في الآخرة بالجنة والكرامة قال تعالى : فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ وقال سبحانه : وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ وقال تعالى : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ وقال عز وجل : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقال صلى الله عليه وسلم : ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر وقال صلى الله عليه وسلم : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن فالصابر له العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة أو له الجنة والكرامة في الآخرة إذا صبر على تقوى الله سبحانه وطاعته وصبر على ما ابتلي به من شظف العيش والفاقة والفقر والمرض ونحو ذلك؟ قال الله سبحانه : لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ إلى أن قال سبحانه : وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
والصبر والتقوى عاقبتهما حميدة في جميع الأحوال . قال تعالى في حق المؤمنين مع عدوهم : وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
ان شاء الله يفيدك
الصبر