سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

ازدياد معدلات التوحد مرتبط بالمبيدات والأدوية والغذاء والمواد الحافظة

الصحة واللياقة

شاء الله لي حضور مؤتمر الكويت الثاني للتوحد وضعف التواصل والذي شارك فيه نخبة من المختصين بمرض طيف التوحد واضطراباته، واحتوى هذا المؤتمر على العديد من المحاضرات والمواضيع التي لازال بعضها غير مطروق لدينا، لذا رأيت ان اشرك من لم يستطع الحضور والراغب في التعرف على الجديد من المعلومات بما حصلت عليه وترجمته وسأنشره تباعاً ان شاءالله...
وضمن فعاليات مؤتمر الكويت الدولي الثاني للتوحد وضعف التواصل في الفترة من 9- 11ديسمبر 2003والمنعقد في الكويت شارك بول شاتوك - وهو صيدلي ورئيس وحدة ابحاث التوحد بجامعة سندر لاند (بريطانيا) و والد شاب مصاب بالتوحد - شارك بورقة عمل بعنوان "العوامل البيئية المسببة للتوحد"، اشار فيها الى العديد من الدراسات التي تؤكد ازدياد معدلات الاصابة بمرض التوحد لدى الاطفال في العديد من دول العالم وارتباط تلك الزيادات ببعض العوامل البيئية
1- المبيدات: فمن المعروف الآن تلوث الاطعمة بالمبيدات الحشرية وبتراكيز عالية وهذه الاطعمة تصدر غالبيتها للدول النامية.
2-الادوية: العديد من الرضع يتلقون جرعات عالية من المضادات الحيوية لامراض، مثل: الحساسية او الزكام ولهذه المضادات اثرها السلبي الواضح.
في بعض الدول (الولايات المتحدة مثلاً) اصبح روتينياً تطعيم الرضع في اليوم الاول بلقاح الالتهاب الكبدي B، هذا اللقاح - حتى وقت قريب جداً - يحتوي على تركيز عال من الزئبق يصل الى 12.5ميكروجرام مع العلم بان منظمة الحماية البيئية الامريكية (EPA) اقترحت ان الحد الاعلى من الزئبق هو (1) ميكروجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم في اليوم، هذا يوضح النسب العالية من الزئبق التي يتلقاها الاطفال والتي تفوق (40مرة) تقريباً النسب المسموح بها، فلا يوجد اي مبرر لوجود مثل هذه المركبات السامة في التطعيمات، حتى وان لم تكن من مسببات التوحد - كما يعتقد كثيرون -فلا يجب استخدامها.
3- النظام الغذائي: اوضح شاتوك ان الغذاء الآن يختلف كلياً عما كان في السابق، وكمثال على ذلك ان الحليب الذي نتناوله الآن يتعرض لعمليات البسترة والتجانس وازالة الدهون، كما ان غالبية الابقار تتغذى على الحبوب عوضاً عن الاعشاب الطبيعية، والناتج اختلافات دراماتيكية للمكونات المعدنية ونسبة الاحماض الدهنية أوميغا - 3إلى اوميغا -
4.6- المواد الحافظة والمواد المضافة: فالمواد الحافظة المضادة للتأكسد والالوان الصناعية والنكهات المضافة والمحليات الصناعية كالاسبارتيم، كل هذه المواد اصبح من الصعب ان يخلو منها اي نظام غذائي اليوم، والعديد منها له آثار جانبية واضحة على البعض، اذ انه من الصعوبة تأيضها بشكل طبيعي.
5- المعادن الثقيلة: مع احتمالية دور عنصر الزئبق في الاصابة بمرض التوحد، في العديد من مناطق العالم ازدادت معدلات التلوث بالسيلينيوم والكوبالت.
مع وجود العديد من العوامل البيئية المتغيرة فانها قد لاتؤثر بشكل منفرد ولكنها قد تكون مرتبطة ببعضها، وهنا يكون تأثيرها اكبر، فمثلاً: تناول اطعمة ملوثة بالمبيدات مع التعرض للمعادن الثقيلة لابد ان يؤثر على الجهاز المناعي وبالتالي تتفاقم خطورة الاصابة بالامراض والالتهابات.
اوضح شاتوك ان العوامل البيئية تختلف انواعها ومعدلاتها من مكان الى آخر الآن عما كانت عليه سابقاً وبناءً عليه فان التوحد اليوم ليس كالتوحد الذي اكتشفه ووصفه كانر عام 1943والذي كان يعتقد ارتباط التوحد بمرض الفصام.
كما شاركت د. جولي دونيللي ضمن فعاليات مؤتمر الكويت للتوحد بمحاضرة بعنوان مغامرات جان بول (تجربة ام وابنها الذي يعاني من التوحد)، وبالمناسبة فان الدكتورة جولي تجمع مزيج فريد للخبرة الشخصية والمهنية باعتبار ابنها جان بول مصاب بالتوحد، وهي حاصلة على دكتوراه وماجستير في التعليم الخاص وتعمل محاضرة في جامعة ميسوري - كولومبيا، كما انها قدمت العديد من المحاضرات وورش العمل بمؤتمرات وطنية ودولية ولديها العديد من الاصدارات عن التوحد والتعليم الخاص ومساندة الاهالي.
تروي د. جولي حكايتها وتقول بانه تم تشخيص جان بول على انه مصاب بالتوحد عندما كان في الثالثة عام 1971، لم يكن جان بول يتواصل لغوياً مع الآخرين وكان يستخدم الصراخ تعبيراً عن حاجاته، كان لجان بول عالمه الخاص به ولم يكن يحب اللعب كأقرانه، وتم تشخيصه آنذاك على انه لديه اعاقة عقلية مع توحد وتم اخبار الاهل بانه لاشيء يمكن فعله لمساعدة جان بول (لا أمل). لم يكن جان بول يحب اللعب بالالعاب غير انه كان لديه هوس شديد بالقراءة والأكل والاستماع الى الموسيقى، فلم تستسلم والدته د. جولي بل استغلت جوانب القوة لدى ابنها وقامت وعائلتها بتنظيم برنامج لاحتواء ابنها وجعله اكثر قرباً من عالمهم واكثر قدرة على التواصل، واسست منهاجاً لتعديل السلوك والعاطفة لدى جان بول.
الآن، يبلغ جان بول الرابعة والثلاثين من العمر وهو حامل لشهادتي ماجستير كما يحترف مهنته كأستاذ جامعي، يقود سيارته بنفسه ويسكن بشقة خاصة به، وقد تزوج في يوليو 2003ولايزال توحدي!!
ان التوحد اختلاف وليس اضطراب (its cool to be different) على حد قوله.
تقول د. جولي انه لابد من التدخل المبكر وبشكل مكثف وتوسع مدى قدرات الاطفال التوحديين، ولابد من تنظيم طاقاتهم وعواطفهم، ولابد ايضاً من تطوير علاقة اساسها الثقة، وحثهم على عمل الاشياء بشكل صحيح وايجابي، في النهاية تطلب الدكتورة جولي من المختصين الا يقتلوا احلام الآباء كما حدث معها ولكن في الوقت نفسه تطلب من الآباء ان يكونوا واقعيين بالنظر الى قدرات اطفالهم..

الرياض
دنيا عبدالعزيز الفراج *

* عضو هيئة تدريس جامعة الملك سعود/كلية العلوم
dualfarraj@hotmail. com

لمزيد من المعلومات يمكن للقراء زيارة الموقع
http://osiris.sunderland.ac.uk/autism
0
486

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️