وقفة تعريفية مع الهانامي :
الهانامي هو عادة نشأت منذ عدة قرون عند الشعب الياباني ، و هي تتمثل في التأمل و التفكر في منظر الزهور المتفتحة ، و مع أن مصطلح الهانامي يمثل التأمل في كافة أنواع الزهور ، فقد كان لأزهار شجرة الخوخ النصيب الأكبر من الاهتمام آنذاك ، إلا أن أزهار الكرز قد استولت على اهتمام السكان بشكل كبير و هائل ، حتى أصبحت الكلمة المرادفة لكلمة الهانامي هي ( شجرة الكرز ) ، و تتم مراسم الهانامي من خلال الاحتفاء بالمناظر الخلابة و البديعة لتفتح زهور الكرز تحت ظلال تلك الأشجار ، كما أن للهانامي هدف و مغزى آخر غير الاحتفال بأزهار شجرة الكرز ، فقد كان ذلك المصطلح يعني بداية موسم زراعة الأرز ، الوجبة الرئيسية و التي لا غنى عنها في اليابان و الصين كذلك
Click this bar to view the full image.
ود لمراسم الاحتفال :
و من المعتقدات التي كانت سائدة في عهد الامبراطور ( ساغا ) هي أن تلك الأشجار كانت تسكنها الأرواح ، فتراهم يضعون القرابين و الهدايا تحتها ، و يحتسون شراب الساكي أثناء وجودهم بقربها ، كما أولى الامبراطور اهتماماً كبيراً بالهانامي فأمر باعتمادها في بلاطة مدينة كيوتو ، فأصبحت عيداً رسمياً لتأمل الزهور ، و يتم ارتداء ملابس خاصة بتلك المناسبة السعيدة و الباعثة للفرح و السرور في قلب الشعب الياباني ، كما أنهم كانوا يكتبون و يؤلفون الأشعار و القصائد مدحاً و ثناءً على جمال تلك الزهور ، و صوروها على أنها جانب آخر للحياة ، الحياة السعيدة المبتهجة ، و لا ننسى أن الحياة الدنيا فانية و زائلة فلا يغتر بطيب العيش إنسانٌ
استمرت عادة الهانامي هذه ، مقتصرةً على رجال بلاط مدينة كيوتو فقط ، و بالتدريج شملت طبقة المحاربين و المقاتلين ، و منهم الساموراي و الكاميكازي ، و هنالك فئات كثيرة من المحاربين غير هاتين الفئتين إلا أنها أشهرها في اليابان ، و استمر تدرجها وصولاً إلى بقية الشعب الياباني كله ، وحتى الآن ، ما زالت هذه العادة المفرحة ذات الطابع الخاص و الجو البهيج مستمرة بين سكان اليابان الحاليين ، إذ يخرجون مع بضعهم ، سواء مع الأهل أو الأصدقاء ، إلى المتنزهات و الحدائق و المعابد و الأضرحة ، تحت ظلال أشجار الكرز يشربون الساكي
في عام 1921 م ، قامت اليابان بإهداء عدد كبير من أشجار الكرز إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، و يبلغ عددها شجرة ، و ذلك لتقوية روابط المحبة و الصداقة بين البلدين ( المضحك أن اليابان تهدي الأشجار لأمريكا و أمريكا تهدي لها قنابل ) ، و يعود سبب كثرة عدد الأشجار المهداة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، هو العدد الضخم من أشجار الكرز و الموجود في اليابان ، ففقدان الكثير لا يؤثر أبداً عليها ، و بدورها قامت الولايات المتحدة الأمريكية بوضع تلك الجواهر الوردية الثمينة في صفوف عند ساحل حوض المد الجزري في واشنطن
تجددت الهدية مرة أخرى في عام 1956 م ، إذا قامت اليابان بإهداء شجرة كرز أخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، فـ كنتيجة متوقعة أصبحت أشجار الكرز أو الساكورا عامل جذب سياحي فريد من نوعه ، يتميز بسحره الخاص ، و يتمثل ذلك في بداية تفتح أزهار شجر الكرز في بداية موسم الربيع
Click this bar to view the full image.
حتى أثناء الحروب ، فإن روح شجرة الكرز كان تسري في عروق المقاتلين اليابانيين ، ففي خلال الحرب العالمية الثانية ، كانت الطائرات الحربية المقاتلة التي يقودها الكاميكازي ( الأفراد الذين يتولون تنفيذ المهمات الانتحارية ) مطلية الجوانب بنقوش و رسمات لأشجار الكرز ، و قد كانت بمثابة محفز لهم لمواصلة القتال ، إضافةً إلى قاذفات القنابل التي لم تسلم هي الأخرى من العشق اللامتناهي من قبل الجنود للساكورا ، إذ صبغت جوانبها برسمات و نقوش مماثلة ، إشارةً إلى الجمال و الروعة و الحياة السريعة الزوال ، أي أن أزهار شجرة الكرز كانت تمثل حياة المقاتلين القصيرة أثناء المهمات الانتحارية
و من جانب الحكومة اليابانية ، فقد شجعت و حفزت الناس على الوثوق و الإيمان بأن المقاتلين الذين ماتوا في سبيل الدفاع عن البلاد قد تجسدت و تمثلت أرواحهم في أزهار أشجار الكرز ، هذا حسب معتقداتهم طبعاً ، و لا ننسى أن اليابانيين ملحدين لدرجة رهيبة من ناحية دينهم
Click this bar to view the full image.
ثمار الكرز لها مذاق خاص ، و حلاوة لا تقدر بثمن ، فمن الناحية العلمية ، تحتوي ثمار الكرز على كميات قليلة الساليسيلات و جلوكوزيدات سيانوجينية ، بالإضافة إلى فيتامينات مثل فيتامين أ و ب و ج ، أيضاً يضم إلى قائمته معادن كثيرة كالفوسفور و الحديد و الكالسيوم و المغنيسيوم و الصوديوم و البوتاسيوم و الزنك و النحاس و الكبريت و المنجنيز و الكلور و الكوبلت << القائمة رائعة أليست كذلك ؟هذا بالنسبة للثمار ، أما بالنسبة للسيقان فهي تحتوي على حمض الساليسيليك و حمض العفص
Click this bar to view the full image.
الطبيب دسقوريوس ، القرن الميلادي الأول : " الكرز يساعد في عملية إخراج الريح لمن يعانون مشاكل بخصوص هذا الموضوع "
العشاب جون جيرارد ، القرن السادس عشر الميلادي : " تعليق الكرز الحلو في المنازل يساعد في إبعاد الحمى عن أصحاب البيت "
لويس الرابع عشر : أغرم بطعم الكرز ، فقد كان يقطفه من الشجر بنفسه
نسوة قبائل الشيروكي بأمريكا : استعملوا قشور شجر الكرز لتخفيف الآلام الناتجة عن المخاض
الأمريكيين المحليين :استعملوا القشور أيضاً في علاج الكحة و الزكام و الإسهال و البواسير
المستوطنون الأوروبيون : تعرفوا على خصائص قشور سيقان شجرة الكرز من الناحية الطبية
القرن التاسع عشر ميلادي : أصبح الكرز يستخدم كعلاج فعال على نطاق واسع و كبير
الهانامي هو عادة نشأت منذ عدة قرون عند الشعب الياباني ، و هي تتمثل في التأمل و التفكر في منظر الزهور المتفتحة ، و مع أن مصطلح الهانامي يمثل التأمل في كافة أنواع الزهور ، فقد كان لأزهار شجرة الخوخ النصيب الأكبر من الاهتمام آنذاك ، إلا أن أزهار الكرز قد استولت على اهتمام السكان بشكل كبير و هائل ، حتى أصبحت الكلمة المرادفة لكلمة الهانامي هي ( شجرة الكرز ) ، و تتم مراسم الهانامي من خلال الاحتفاء بالمناظر الخلابة و البديعة لتفتح زهور الكرز تحت ظلال تلك الأشجار ، كما أن للهانامي هدف و مغزى آخر غير الاحتفال بأزهار شجرة الكرز ، فقد كان ذلك المصطلح يعني بداية موسم زراعة الأرز ، الوجبة الرئيسية و التي لا غنى عنها في اليابان و الصين كذلك
Click this bar to view the full image.
ود لمراسم الاحتفال :
و من المعتقدات التي كانت سائدة في عهد الامبراطور ( ساغا ) هي أن تلك الأشجار كانت تسكنها الأرواح ، فتراهم يضعون القرابين و الهدايا تحتها ، و يحتسون شراب الساكي أثناء وجودهم بقربها ، كما أولى الامبراطور اهتماماً كبيراً بالهانامي فأمر باعتمادها في بلاطة مدينة كيوتو ، فأصبحت عيداً رسمياً لتأمل الزهور ، و يتم ارتداء ملابس خاصة بتلك المناسبة السعيدة و الباعثة للفرح و السرور في قلب الشعب الياباني ، كما أنهم كانوا يكتبون و يؤلفون الأشعار و القصائد مدحاً و ثناءً على جمال تلك الزهور ، و صوروها على أنها جانب آخر للحياة ، الحياة السعيدة المبتهجة ، و لا ننسى أن الحياة الدنيا فانية و زائلة فلا يغتر بطيب العيش إنسانٌ
استمرت عادة الهانامي هذه ، مقتصرةً على رجال بلاط مدينة كيوتو فقط ، و بالتدريج شملت طبقة المحاربين و المقاتلين ، و منهم الساموراي و الكاميكازي ، و هنالك فئات كثيرة من المحاربين غير هاتين الفئتين إلا أنها أشهرها في اليابان ، و استمر تدرجها وصولاً إلى بقية الشعب الياباني كله ، وحتى الآن ، ما زالت هذه العادة المفرحة ذات الطابع الخاص و الجو البهيج مستمرة بين سكان اليابان الحاليين ، إذ يخرجون مع بضعهم ، سواء مع الأهل أو الأصدقاء ، إلى المتنزهات و الحدائق و المعابد و الأضرحة ، تحت ظلال أشجار الكرز يشربون الساكي
في عام 1921 م ، قامت اليابان بإهداء عدد كبير من أشجار الكرز إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، و يبلغ عددها شجرة ، و ذلك لتقوية روابط المحبة و الصداقة بين البلدين ( المضحك أن اليابان تهدي الأشجار لأمريكا و أمريكا تهدي لها قنابل ) ، و يعود سبب كثرة عدد الأشجار المهداة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، هو العدد الضخم من أشجار الكرز و الموجود في اليابان ، ففقدان الكثير لا يؤثر أبداً عليها ، و بدورها قامت الولايات المتحدة الأمريكية بوضع تلك الجواهر الوردية الثمينة في صفوف عند ساحل حوض المد الجزري في واشنطن
تجددت الهدية مرة أخرى في عام 1956 م ، إذا قامت اليابان بإهداء شجرة كرز أخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، فـ كنتيجة متوقعة أصبحت أشجار الكرز أو الساكورا عامل جذب سياحي فريد من نوعه ، يتميز بسحره الخاص ، و يتمثل ذلك في بداية تفتح أزهار شجر الكرز في بداية موسم الربيع
Click this bar to view the full image.
حتى أثناء الحروب ، فإن روح شجرة الكرز كان تسري في عروق المقاتلين اليابانيين ، ففي خلال الحرب العالمية الثانية ، كانت الطائرات الحربية المقاتلة التي يقودها الكاميكازي ( الأفراد الذين يتولون تنفيذ المهمات الانتحارية ) مطلية الجوانب بنقوش و رسمات لأشجار الكرز ، و قد كانت بمثابة محفز لهم لمواصلة القتال ، إضافةً إلى قاذفات القنابل التي لم تسلم هي الأخرى من العشق اللامتناهي من قبل الجنود للساكورا ، إذ صبغت جوانبها برسمات و نقوش مماثلة ، إشارةً إلى الجمال و الروعة و الحياة السريعة الزوال ، أي أن أزهار شجرة الكرز كانت تمثل حياة المقاتلين القصيرة أثناء المهمات الانتحارية
و من جانب الحكومة اليابانية ، فقد شجعت و حفزت الناس على الوثوق و الإيمان بأن المقاتلين الذين ماتوا في سبيل الدفاع عن البلاد قد تجسدت و تمثلت أرواحهم في أزهار أشجار الكرز ، هذا حسب معتقداتهم طبعاً ، و لا ننسى أن اليابانيين ملحدين لدرجة رهيبة من ناحية دينهم
Click this bar to view the full image.
ثمار الكرز لها مذاق خاص ، و حلاوة لا تقدر بثمن ، فمن الناحية العلمية ، تحتوي ثمار الكرز على كميات قليلة الساليسيلات و جلوكوزيدات سيانوجينية ، بالإضافة إلى فيتامينات مثل فيتامين أ و ب و ج ، أيضاً يضم إلى قائمته معادن كثيرة كالفوسفور و الحديد و الكالسيوم و المغنيسيوم و الصوديوم و البوتاسيوم و الزنك و النحاس و الكبريت و المنجنيز و الكلور و الكوبلت << القائمة رائعة أليست كذلك ؟هذا بالنسبة للثمار ، أما بالنسبة للسيقان فهي تحتوي على حمض الساليسيليك و حمض العفص
Click this bar to view the full image.
الطبيب دسقوريوس ، القرن الميلادي الأول : " الكرز يساعد في عملية إخراج الريح لمن يعانون مشاكل بخصوص هذا الموضوع "
العشاب جون جيرارد ، القرن السادس عشر الميلادي : " تعليق الكرز الحلو في المنازل يساعد في إبعاد الحمى عن أصحاب البيت "
لويس الرابع عشر : أغرم بطعم الكرز ، فقد كان يقطفه من الشجر بنفسه
نسوة قبائل الشيروكي بأمريكا : استعملوا قشور شجر الكرز لتخفيف الآلام الناتجة عن المخاض
الأمريكيين المحليين :استعملوا القشور أيضاً في علاج الكحة و الزكام و الإسهال و البواسير
المستوطنون الأوروبيون : تعرفوا على خصائص قشور سيقان شجرة الكرز من الناحية الطبية
القرن التاسع عشر ميلادي : أصبح الكرز يستخدم كعلاج فعال على نطاق واسع و كبير