اسباب انشراح الصدر

ملتقى الإيمان

إن من أعظم أسباب شرح الصدر ،ودفع القلق : أن يكون الإنسان قوي القلب ،لا يستسلم للأوهام ولا ينفعل ،ولا ينزعج من الخيالات التي متى استسلم لها أحدثت له الخوف من كل شيء،والغضب من أتفه الأسباب ،

وجعلَته يتوقع حدوث المكاره في كل حين ،وامتلأ قلبه بالهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية ،ولربما أصيب بالانهيار العصبي 

وهذا كله يزول ويضمحل ويتلاشى إذا اعتمد القلب على الله ،وتوكل عليه ،ولم يستسلم لأوهامه وخيالاته السيئة ،ووثق بالله وطمع في فضله ،حينئذ يندفع عنه بذلك الهموم والغموم ،وتزول عنه كثير من الأسقام القلبية والبدنية ،وحصل للقلب سرور وانشراح لا يمكن التعبير عنه .

وبضد هذا : فإن التفكير في هموم الماضي ،والتكدر منها ، ،والاسترسال في ذلك غم على غم ،يتذكر الإنسان شخصاً ظلمه ،وآخر اعتدى عليه ،أو مصيبةً حلت به! 

ولو فكر المؤمن أن هذا كله لا يزيده إلا حزناً وهماً مع أنه لن يغير من القدر شيئاً لأعرض عنه وتركه ،ولهذا كان من أعظم مزايا عيش أولياء الله في الدنيا والآخرة أنهم {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} فهم لايخافون من المستقبل ،ولايحزنون على الماضي،ولقد كان رسولنا ‪‬‪‬- صلى الله عليه وسلم -‫‬‫‬‫‬‫‬ يستعيذ بالله من الهم والحزن ،وأرشد أمته بوصية عظيمة فقال : "احرص على ما ينفعك ،واستعن بالله ولا تعجز ،وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ،ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل" 

الشيخ عمر المقبل.
3
425

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

roz22العنزي
roz22العنزي
رفع
(غايتي رضا ربي)
جزاك الله الجنان ورضى من الرحمن
أمامه
أمامه
جزاك الله خير