قوة يقين خديجه عند نزول الوحي ومن ثباتها في الأمر ما يدل على قوة يقينها، ووفور عقلها، وصحة عزمها، ما حدث عندما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الحادثة المشهورة لما جاءه الوحي أول ما جاءه، ضمه جبريل مرة ومرتين وثلاث، حتى بلغ منه الجهد وهو يقول له: اقرأ، والنبي عليه الصلاة والسلام يخبره أنه لا يقرأ: ما أنا بقارئ حتى علمه: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقال: ( زملوني زملوني، فزملوه، فقال لـخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة : كلا والله ) هذه هي الكلمات المهمة التي تقال في الوقت العصيب، قالتها المرأة الصالحة رضي الله عنها لزوجها محمد صلى الله عليه وسلم، فثبتت بها فؤاده، قالت خديجة : (كلا والله، لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم -تعرف زوجها- وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به إلى ورقة بن نوفل وهو ابن عمها، فقالت له خديجة : يا ابن عم! اسمع من ابن أخيك، فقال له: يا بن أخي! ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعاً -ليتني عندما تقوم بالدعوة أكون قوياً حتى أنصرك- ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك، فقال صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال: نعم. لم يأتِ رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً) ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي. فهذه خديجة رضي الله عنها التي كان لها الفضل العظيم في تثبيت زوجها محمد صلى الله عليه وسلم، وأنها قالت له: ( كلا والله، لا يخزيك الله أبداً ) ثم استدلت من سيرته عليه الصلاة والسلام ومكذلك فإنها آنسته بذكر ما ييسر عليه الأمر ويهونه عليه، وأنَّ من نزل به أمر يستحب له أن يطلع من يثق بنصيحته وصحة رأيه، وهكذا لجأ إليها صلى الله عليه وسلم، أول ما لجأ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الموضوع المخيف الذي حصل له عليه الصلاة والسلام لجأ إلى زوجته الأمينة وهو يقول: (لقد خشيت على نفسي) ثم قامت بواجبها خير قيام في إلقاء الطمأنينة في نفسه وإشاعة الأمن في قلبه رضي الله تعالى عنها، وهذا مما يدل على قوة قلبها، ويقينها، ورزانة عقلها، وثبات أمرها، فلا جرم أنها كانت أفضل نسائه صلى الله عليه وسلم على الراجح، وهي التي قال فيها صلى الله عليه وسلم: ( خير نسائها خديجة ) والمقصود بالضمير في نسائها -أي: الدنيا- أي: خير نساء الدنيا خديجة رضي الله تعالى عنها، وجاء في رواية عنه عليه الصلاة والسلام أنه أشار - وكيع - في الرواية إلى السماء والأرض، والمراد: أن يبين أنها خير نساء الدنيا تحت السماء وفوق الأرض من النساء خيرهن خديجة رضي الله تعالى عنها. وكذلك فإنها كانت في الأرض معه صلى الله عليه وسلم حتى صُعد بروحها إلى السماء.
ن خبره وحاله وما تراه من شأنه في الاستدلال على أنه على صراط مستقيم.
مؤنسة السيده خديجه للرسول صلى الله عليه وسلم حال المواقف الحرجه منزلة خديجه ومريم ابنة عمران في الافضليه كذلك فإنها قد ساوت مريم بنت عمران لما ذكرهما معاً في هذا الحديث، وإذا كانت مريم خير نساء زمانها، فإن خديجة رضي الله تعالى عنها خير نساء زمانها، وقد جاء في رواية عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين) وهذا حديث حسن الإسناد كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، واستدل به من استدل على أن خديجة أفضل من عائشة ، ونسائها يشمل كل امرأة على الأرض ممن كانت موجودة في زمن خديجة وممن ستوجد بعد ذلك. وقد أخرج النسائي بإسناد صحيح عن ابن عباس مرفوعاً: (أفضل نساء أهل الجنة خديجة و فاطمة و مريم و آسية) فهؤلاء خير نساء الجنة، وقد قال صلى الله عليه وسلم أيضاً: (سيدة نساء العالمين مريم ، ثم فاطمة ، ثم خديجة ، ثم آسية)، وقيل: إن مريم نبية، وقال بعضهم إنها ليست بنبية، لأنه لا يبعث من الأنبياء إلا رجال: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً . وهذا الحديث تقول عائشة رضي الله عنها فيه: (ما غرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة) وهذا يدل على أن الغيرة تقع من النساء الفاضلات فضلاً عمن دونهن، وأن عائشة كانت عندها غيرة عظيمة، فكانت تغار من خديجة مع أنها لم تجتمع هي وإياها في مكان واحد، أو تشترك هي وإياها في زوج، ومع ذلك غارت منها لكثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إياها، ولذلك قالت في السبب: (من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها) وغيرة المرأة ناشئة من تخيل محبة غيرها أكثر منها، فإذا تخيلت أن زوجها يحب غيرها أكثر منها فهذا مبعث ومنشأ الغيرة. ولا شك أن كثرة ذكر الرجل للمرأة يدل على كثرة المحبة، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكر خديجة لكثرة محبته لها؛ يمدحها ويثني عليها، ويذكر أياديها البيضاء، وسالف أيامه الجميلة مع تلك الزوجة الوفية، تقول عائشة رضي الله عنها: (هلكت قبل أن يتزوجني) مع أنها ماتت قبل أن يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، ومع ذلك كانت الغيرة موجودة، كيف لو كانت خديجة حية؟ إذاً لكانت الغيرة أشد. تقول في الحديث: (وأمره الله أن يبشرها) وهذا دال على محبة الله لها، قالت: (وإن كان ليذبح الشاة، ثم يقسمها في خلائلها في أصدقاء خديجة -أي: صويحبات خديجة ، يذبح الشاة وفاء لذكرى زوجته- فيرسل قطعة من الشاة لهذه وقطعة لهذه، يرسل إليهن ما يسعهن) أي: ما يكفيهن وما يتسع لهن وما يشبعهن. تقول عائشة رضي الله عنها: (وتزوجني بعدها بثلاث سنين) أرادت بذلك زمن الدخول، وأما العقد فكان بعد ذلك بسنة ونصف، (وأمره ربه عز وجل أن يبشر خديجة رضي الله عنها ببيت في الجنة من قصب). تقول عائشة : (وما رأيتها ولم أدركها) كما في راوية لـمسلم. أما إدراكها لها فلا نزاع فيه؛ لأن عائشة كان عمرها عند موت خديجة ست سنوات، لكنها لعلها أرادت أنها ما اجتمعت بها عند النبي صلى الله عليه وسلم، وبناءً عليه ما أدركتها في تلك الحال، ولقد ماتت قبل أن يتزوجها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يذكر خديجة رضي الله عنها يكثر من ذكرها، تقول عائشة : (كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة) فكان عليه الصلاة والسلام يرد، ويقول: (إنها كانت وكانت) يذكر صفاتها.. كانت عاقلة.. كانت فاضلة.. كانت وفية، إنها رعتني، إنها دافعت عني، إنها أنفقت علي من مالها، وفي رواية: (آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله ولدها إذ حروقوله صلى الله عليه وسلم: (وكان لي منها ولد) لأن جميع أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة إلا إبراهيم ، فإنه كان من جاريته مارية ، وأولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة : القاسم وبه يكنى عليه الصلاة والسلام، مات صغيراً قبل البعثة أو بعدها، وكذلك بناته الأربع: زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة ، وقيل: إن أم كلثوم كانت أصغر من فاطمة ، و عبد الله ولد بعد المبعث، فكان له الطيب أو الطاهر ، ويقال: هما أخوان له، فإذاً القاسم و عبد الله ، ويقال: إن لقب عبد الله الطاهر أو الطيب، ويقال: هما أخوان مستقلان، وكل الذكور ماتوا صغاراً، فهو عليه الصلاة والسلام له أجر فقد الولد، فقد أخبر عليه الصلاة والسلام عن أجر فقد الولد الذي لم يبلغ الحلم (وأنه يأتي إلى باب الجنة يفتحه لأبيه) تقول عائشة رضي الله عنها: (فأغضبته يوماً، فقلت: خديجة ! فقال: إني رزقت حبها) وكان حبه صلى الله عليه وسلم لـخديجة لما تقدم ذكره من الأسباب، وهي كثيرة، كل واحد يكفي ليكون سبباً مستقلاً لوجود المحبة.
مني أولاد النساء).

فرس اصيله @frs_asylh
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


ذا بيوتي
•
صلي الله علي حبيبنا و قدوتنا و رسولنا محمد و اله و ازوجه و اصحابه اجمعين
جزاكي الله خيرا اختي الحبيبه
جزاكي الله خيرا اختي الحبيبه

الصفحة الأخيرة
وقوله صلى الله عليه وسلم: (وكان لي منها ولد) لأن جميع أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة إلا إبراهيم ، فإنه كان من جاريته مارية ، وأولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة : القاسم وبه يكنى عليه الصلاة والسلام، مات صغيراً قبل البعثة أو بعدها، وكذلك بناته الأربع: زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة ، وقيل: إن أم كلثوم كانت أصغر من فاطمة ، و عبد الله ولد بعد المبعث، فكان له الطيب أو الطاهر ، ويقال: هما أخوان له، فإذاً القاسم و عبد الله ، ويقال: إن لقب عبد الله الطاهر أو الطيب، ويقال: هما أخوان مستقلان، وكل الذكور ماتوا صغاراً، فهو عليه الصلاة والسلام له أجر فقد الولد، فقد أخبر عليه الصلاة والسلام عن أجر فقد الولد الذي لم يبلغ الحلم (وأنه يأتي إلى باب الجنة يفتحه لأبيه) تقول عائشة رضي الله عنها: (فأغضبته يوماً، فقلت: خديجة ! فقال: إني رزقت حبها) وكان حبه صلى الله عليه وسلم لـخديجة لما تقدم ذكره من الأسباب، وهي كثيرة، كل واحد يكفي ليكون سبباً مستقلاً لوجود المحبة.
منقوووووووووووووووول