استثمار الخلاف الأسري
قارئي الكريم: لكي يكون الخلاف بين الزوجين مفيداً وجاداً، ينبغي ألا يصبح مجرد فرصة للتفريج عن النفس وإفراز نواتج الضغط والتوتر لدى كل طرف على حساب الآخر ، أو أن يصبح التنازع هدفاً ًلتحطيم معنويات الآخر وإهانته، أو وسيلة لإظهار سلطة أحدهما على الآخر ، فمثل هذه الخلافات تؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها.
أما الخلافات الجادة والنافعة فهي التي تتيح للطرفين فرصة لـلاتصال الفاعل، والحوار الجاد، وتُشَكِّل مجالاً لإظهار الانفعالات الذاتية دون إلقاء اللوم على الآخر ، ودون محاولة إلصاق أسبابها به،
وعلى كل أتمنى من ركن الأسرة إتباع الآتي:
لا تتجاوز مشاكلنا الحدود: وهذا خطأ فادح يقع فيه الزوجان، فينتقلون من قضية الخلاف الأصلية إلى خلافات ثانوية أو وهمية مصطنعة، فأحياناً قد يبدأ الخلاف حول أمور منزلية كالنظافة والترتيب، ثم ينتهي إلي خلاف حول مصاريف الأسرة والزيارات وغير ذالك.
ولا تقل إلا خيراً: ومن الضروري أيضاً ضبط النفس، ومراقبة اللسان، والتذكر بأن التراجع عن زلات اللسان وإهانة الآخرين بالكلام الجارح أمر لا ينسى، ويبقى عالقاً في الذهن بحيث يصبح من الصعب إزالة آثاره.
قاوم حظوظ النفس واعتذر عن النفس واعتذر إن أخطأت:ليكن هدفك أثناء الخلاف، بيان الحق وإيضاحه، أسأل نفسك دائماً ماذا تريد من وراء رفع الصوت والنقاش ؟ وماذا تخفي وراء عدوانيتك وانفعالاتك؟.
وإياكما أن يخرج الخلاف من بينكما.
ولا تختصما أمام الأطفال، ولا ترفع صوتك أمام الأطفال الصغار، ولا تجعل الحقوق ماثلة دائماً أمام العين، والصبر على الطبائع المتأصلة في المرأة. والرضا بما قسم الله تعالى ولا تبادر في حل الخلاف وقت الغضب.
أظن أننا إذا فعلنا ذلك طبعاً بعد توكلنا على الله سنحقق استثماراً لا نظير له فلينتبه لذلك!

حورية عسيرية @hory_aasyry
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️