استجاب الله دعائهم

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها))سورة الأعراف180
((وقال ربكم ادعوني استجب لكم))سورة غافر60
((وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنو بي لعلهم يرشدون)) سورة البقرة186
سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا إنك انت العليك الحكيم..سبحانك تجيب دعوة المظطر اذا دعاه وتكشف السوء..سبحانك ترفع دعوة المظلوم فوق الغمام ولو كان كافرا,وتنصره من ظالمه ولو بعد حين..واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي عليه وعلى اله وصحبه ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد..

فإن الدعاء مخ العباده والمخ هو لب الشيء وهو الشيء نفسه..وقد حث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين على السجودلانه مقربة الى رب العزة فاقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجدفحثنا على كثرة الدعاء في السجود وعقب الصلاة وفي الاسحار ,واشار ان ندعو ونحن موقنون بالاجابه فقال قال صلى الله عليه وسلم: ((اذا دعا احدكم فليعزم المسالة ولا يقولن اللهم ان شئت فاعطني فإنه لا مستكره له))رواه البخاري ومسلم واحمدوقال ايضا: ((ادعو الله وانتم موقنون بالاجابه واعلموا أن الله لا يستجيب من قلب غافل لاه))أخرجه الترمذي في المستدرك وصححه الالباني وهذا حالنا!
وحثنا ايضا على عدم استبطاء الاجابه في الدعاءفقال: ((لا يزال يستجاب للعبدما لم يدع باثم او قطيعة رحم,مالم يستعجل))قيل يا رسول الله ما الاستعجال؟قال:يقول:قد دعوت فلم ار يستجاب لي,فيستحسر عند ذالك ويدع الدعاء.اخرجه مسلم في صحيحه

ومن آداب الدعاء
-> خفض الصوت والتضرع والخشوع قال تعالى((ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا))سورة الاسراء 110
-> الدعاء باسماء الله الحسنى من افضل اساليب الدعاء وتحري الاجابه قال تعالى: ((ادعوني استجب لكم))سورة الاعراف
وقال صلى الله عليه وسلم : ((ان لله تسعة وتسعين اسما الا واحدا لا يحفظه احد الا دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر))متفق عليه
فلك ان تدعو الله باسمائه الحسنى,فاذا اردت الرزق فادعوه باسم الرزاق وتساله الرزق,واذا اردت المغفرة والعفو فادعوه باسمه الغفار الغفورالتواب .......
-> الصلاة والسلام على النبي اول الدعاء ثم الثناء على الله قبل الصلاه على النبي صلى اله عليه وسلم وختم الدعاء كما بدأت من الحمد والثناء..والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستجيب الله عن انس مرفوعا قال:كل دعاء محجوب حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم
-> حتى يستجيب الله دعاء فكن طيب الطعام فلا تأكل الا من حلال..فكل جسد نبت من حرام فالنار اولى به.
-> التوجه الى الله بيقين اذ انه مفرج كل كرب ولا يرد من رفع يديه بالدعاء,فقد قال صلى الله عليه وسلم((ان الله ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع يديه ان يردهما صفرا))اخرجه الترمذي وابو داوودبسند حسن.
-> علينا استقبال القبله ان امكن ذالك
-> عليك الاكثار من الدعاء في وقت الرخاء والشده وفي السراء والضراء,اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشده.قال صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء سلاح المؤمن))ذكره السيوطي في الجامع الصغير وحسنه الالباني صحيح الجامع
-> لا تتوسل في الدعاء باحد من عباده كما يفعل البعض فقد قال صلى الله عليه وسلم : ((اذا سالت فاسال الله واذا استعنت فاستعن بالله))حديث صحيح
وقال ايضا: ((انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه))كفانا هذا يذكرنا الله في الملا الاعلى اذا ذكرناه
((سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك))تخيل انك حين تدعو الله يكن الله معك.

من فوائد الدعاء
الدعاء شفاء وعباده فهو يقرب العبد من ربه ويشفي من الهموم والاحزان والامراض ويزيد في الرزق ويبارك في العمر وكل شيء. و السنة النبويه مليئة بالادعيه التي تعالج جميع الامراض وجميع مشاكل الانسان ,نسال الله ان يعلمنا ما جهلنا وينفعنا بما علمنا.

وهذا جزء من قصه لقصص الذين استجاب الله دعائهم ,والى القصه نعش سويامعها..
((فهب لي من لدنك وليا))
إنه نبي الله زكريا عليه السلام بن برخيا أحد انبياء بني اسرائيل,وكان كفيلا لمريم بنت عمران في بيت المقدس,وذات يوم دخل على مريم بنت عمران عليها السلام في محرابها ومعه ما تحتاج إليه من الطعام والشراب فوجد عندها رزقا,وجد فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء,كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا..ولا يدخل عليها احد الا هو .فقال لها:يا مريم أنى لك هذا؟
قالت : هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فعلم زكريا أن الرازق للشيء في غير أوانه قادر على أن يرزقه بالولد وإن كان قد طعن في السن.
((هنالك دعا زكريا ربه))قال: ((رب هب لي من لدنك ذرية طيبه انك الدعاء))
فدعا زكريا عليه السلام ربه أن يرزقه الولد رغم أن سنه قد كبر وتجاوزالثمانين(لك ان تتخيل عجوز قد التوى ظهره)..كي يرث هذا الغلام النبوة من بعده ..وتعالوا معي نستمع الى هذا الدعاء من نبي الله زكريا عليه السلام كما حكى القرآن الكريم: ((كهيعص. ذكر رحمت ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا..قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الراس شيبا ولم أكن بدعائك ربي شقيا.وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا.يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا))
فقد كانت امرأته عاقرا وقد كبرت ايضا في السن.
لكن الله قادر على كل شيء,استجاب دعاء نبيه زكريا عليه السلام وعطاه الله عزوجا أكثر مما طلب : ((يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحي لم نجعل له من قبل سميا.قال ربي أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقر وقد بلغت من الكبر عتيا.قال كذالك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا.قال رب اجعل لي آيه قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا))
وجعل الله على تحقق الحمل آية وهي منع الكلام على لسانه فلا يتكلم إلا بالاشارة ثلاث ليال,فلما حدث الحمل لامرأته,تكلم زكريا عليه السلام بالاشارة إلى بني اسرائيل أن يسبحواربهم بكرة وعشيا.
ورزق الله زكريا عليه السلام بغلام اسمه يحي عليه السلام الذي بعثه الله نبيا في حياة ابيه ولم يكن اسم يحي معروفا في ذالك الزمان.
إنه دعاء زكريا عليه السلام دعوة لمن يريد الانجاب وقد توقف العلم عن إيجاد حل لذالك..إنه اللجوء إلى الله الخالق الوهاب.