سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

استخدام الأشعة الصوتية دون غرض طبي يعرض الأجنة للخطر

الحمل والإنجاب

تقدمت التقنية الطبية خلال السنوات الأخيرة تقدماً مذهلاً في كافة تخصصات الطب. ومن ذلك ظهور ما يسمى بالأشعة الصوتية ثلاثية الأبعاد والتي تستخدم في تصوير أجزاء عديدة من الجسم، ولكن من أبرزها وأكثرها استخداما تصوير الجنين أثناء الحمل بالأبعاد الثلاثية بحيث تظهر صورة الطفل وأطرافه كما لو كانت صورة التقطت بآلة التصوير. وهذا يعني أنه أصبح بإمكان الآباء والأمهات مشاهدة صور أطفالهم قبل أن يولدوا. ولهذا السبب بالدرجة الأولى انتشر هذا الفحص في بلدان العالم وكثر الطلب عليه بسبب رغبة الآباء والأمهات مما أدى الى ظهور سوق تجارية جديدة في هذا المجال تتخذ من عاطفة الأبوين ومن الميل الى الترف وقوداً ومصدراً للربح.
كيف تعمل الأشعة الصوتية ثلاثية الأبعاد؟
الأشعة الصوتية ثلاثية الأبعاد هي في الأصل أشعة صوتية عادية (ثنائية الأبعاد) ولكن يقوم الحاسب الآلي المتصل بالجهاز بتجميع الصور ثنائية الأبعاد التي أُخذت بطريقة فنية دقيقة وصفّها متجاورة بحيث تظهر الصورة بالأبعاد الثلاثة (الطول والعرض والعمق). ولذلك فإن الخلل في واحدة من مئات الصور ثنائية الأبعاد المستخدمة في انتاج الصورة الأخيرة يؤدي إلى خلل واضح في منطقة محددة من الصورة ثلاثية الأبعاد. والمثير في هذا التطور هو إمكانية إضافة بعد رابع للصورة (وهو بعد الزمن) فتكون الصورة متحركة (رباعية الأبعاد) ويمكن تسجيلها على شريط فيديو تظهر فيه حركة الجنين داخل بطن أمه بما في ذلك حركة الرأس واليدين والرجلين.
هل يمكن الحصول على صورة ثلاثية الأبعاد لأي جنين؟
بالطبع لا، والسبب أن هذا الفحص يحتاج الى عوامل عديدة من أجل الحصول على صورة معقولة للجنين. وأهم هذه العوامل:
1- يجب أن يكون التصوير في منتصف الحمل، حيث إن التصوير في مرحلة مبكرة من الحمل أو مرحلة متأخرة يعطي صوراً غير دقيقة وفي بعض الأحيان بشعة جداً لا تمثل الحقيقة ولا قريباً منها.
2- يجب أن تكون كمية السوائل حول الجنين كافية.
3- يجب أن يتم التصوير في الفترات التي لا يتحرك فيها الجنين.
4- حركة الأم أثناء التصوير تؤثر سلباً على النتيجة النهائية.
5- دقة الصورة تعتمد بشكل كبير على خبرة ومهارة من يقم بإجراء الفحص.
وبناء على ما سبق فإنه من الواضح ان الفرصة محدودة أثناء الحمل للحصول على صورة معقولة للجنين. وإلى حين أن يكتب الله تقدماً تقنياً آخر في هذا المجال فإن العوامل المذكورة سابقاً ستبقى ذات أثر كبير على النتائج التي نحصل عليها.

أضرار الأشعة الصوتية
شاع بين الناس تسمية فحص الموجات فوق الصوتية باسم الأشعة الصوتية ولعل ذلك عائد إلى كون الفحص يجري في أقسام الأشعة والى الرغبة في اختصار الاسم ونحن جرينا مع الشائع في هذا المقال. وعلى كل حال فهذا الفحص ليس فيه أشعة في الحقيقة ولا يحمل اخطار الأشعة (السينية) المعروفة بل هو عبارة عن موجات صوتية ذات تردد أعلى بكثير من تردد الموجات الصوت المسموعة. وحتى الآن لم يثبت علمياً وجود خطر من استخدام الأشعة الصوتية طبياً في مجال التشخيص، لكن هذا لا يعني أنها مأمونة تماما. يضاف إلى ذلك ان استخدام الأشعة الصوتية بدون حاجة طبية قد يكون مصدراً للخطر، والسبب أن الاستخدام الطبي له ضوابط وقوانين تحد من كثرة تعرض الجنين لهذه الموجات، أما إذا لم يكن هناك دواع طبية للفحص فإنه لا يوجد ضابط لكثرة تعرض الجنين لهذه الموجات. وهذا هو الذي يحصل اذا استجبنا لرغبات الأمهات في الحصول على صور للأجنة بناء على الرغبة الشخصية وليس الحاجة الطبية.

موقف الطب من استخدام الأشعة الصوتية ثلاثية الأبعاد في تصوير الأجنة
استخدام الأشعة الصوتية ثلاثية الأبعاد في تصوير الأجنة من أجل تقويم حالة الجنين وكشف التشوهات الخلقية معمول به ويتوقع له مزيد من التقدم في السنوات المقبلة. اما استخدام هذا الفحص لأغراض ترفيهية أو أغراض غير طبية (كالحصول على صورة الجنين او معرفة جنسه) وكذلك اجراء هذا الفحص بدون طلب الطبيبة يعد استخداماً خاطئاً قد لا يسلم من المخاطر التي ربما تكتشف بعد فوات الأوان. والجدير بالذكر ان الجمعيات الطبية العالمية المعنية بهذا الموضوع متفقة على ان مثل هذا الاستخدام مرفوض ولا يعد من صميم المهنة الطبية، بل ولا ينبغي أن يتاح للأمهات الحوامل الحصول على هذا الفحص متى ما أردن بدون حاجة طبية ناهيك ان يشجعن على ذلك. وهنا يظهر الخطأ في ترغيب الأمهات في هذا الفحص وعمل الدعاية له لأن في ذلك تشجيعاً على الاستخدام الخاطئ لهذه التقنية.
بقي أن نعلم أن الحصول على صورة ثلاثية الأبعاد للجنين (في الوقت الحالي) لا يفيد كثيرا في الوصول الى التشخيص، حيث ان التشخيص يتم الوصول اليه عن طريق الصور العادية (ثنائية الأبعاد). لكن كون الصورة ذات أبعاد ثلاثة يساعد غير الأطباء (مثل الوالدين) على تصور المرض ويؤكد للأطباء ما توصلوا اليه عن طريق الصور العادية.

د. إبراهيم بن علي العريني
أستاذ مشارك واستشاري الأشعة التشخيصية
كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي

الرياض
1
959

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

السكوت2001
السكوت2001
اشكرك اختي سيدة الوسط على نقلك
وان شاء الله تعم الفائده الجميع