السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة ابلغ من العمر 26 سنة.. منذ عام بالضبط تزوجت أختي التي تكبرني بعامين، وعندها أصبح التفكير بالزواج شغلي الشاغل!! كنت أتوقع انه بمجرد زواجها سوف يتقدم شخص مباشرة لخطبتي وسأتزوج،لكوني ولله الحمد متوسطة الجمال ومحبوبة من الجميع وأهلي كذلك.ولكني فوجئت بأن أهل الشخص يتصلون بوالدتي ليتقدموا لخطبتي يأتون في بيتنا ليروني ويتعرفوا بوالدتي بعدها يذهبون بلا عودة!! أصبت بالإحباط والخوف ؛ كيف إذا أتى الرجل وخرج ولم يعد! ماذا سيكون شعوري ؟ الذي يثير استغرابي الآن هو أنني والحمد لله ليس بي ما يعيبني، عادية جدا وبي الكثير من الصفات الجميلة!زارونا تقريبا 10 حتى الآن وأنا في حال يرثى لها، لماذا؟ ما الذي لا يعجبهم بي؟أقتنع أحيانا أنه ربما لله حكمة في ذلك ! وأنه قد يكون ذهابهم خيرا لي،ولكن أعود وأخاف من المستقبل خاصة وأن أختي التي تصغرني بعامين تقدم لخطبتها أناس وأنا رفضت لأني لا أريدها أن تتزوج قبلي لأنني أعرف الناس وكلامهم .. وأشعر الآن بالخوف والقلق كثيرا..
ساعدوني جزاكم الله خيرا.
الاجابة :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخير المرسلين، وعلى آله الطاهرين وصحبه أجمعين
أختي المكرمة/ س س س
وعليكم السلام رحمة الله وبركاته
أتفهم موقفك وشعورك، لكن دعينا بداية نجنب أختك الظرف الذي تعيشيه؛ فأنت تتفقين معي أن معارضة زواج أختك لن يفيدك بشيء! قد تظنين أنه سيجنبك بعضا من أقاويل الناس؛ لكنه لن يفيدك بشيء إيجابي! هل تعتقدين جازمة أنك إذا عارضت زواجها ستوفقين بزواج قريب؟! الناس التي تتحدث عنا بالسوء لن تتوقف أبدا عن الإساءة إلينا مهما حاولنا إرضاءهم! ولن يزعجنا أبدا حديثهم إن كنا راضين عن أنفسنا؛ لذا فباركي لأختك خطبتها وادعي الله لها أن يبارك لها زواجها وزوجها، واعلمي أن الزوج قد يجيء ويذهب لكن الأخت وحبها إن ذهب لن تستطيعي أن تجدي أختا جديدة تحبينها وتحبك!
أما ما تواجهينه من تأخر الزواج فليس لعيب أو سوء فيك، فهل من يموت بنوه له دخل في ذلك؟! فالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو خيرة خلق الله وأحقهم بالحياة السعيدة والكاملة، مات أبناؤه الذكور جميعاً في حياته ولم ينعم ـ بأبي هو وأمي ـ بملاعبتهم وحملهم على ظهره والسرور بهم وهم يعثرون ماشين إليه! نعم إنها حكمة الله التي أنتِ مؤمنة بها، فلله سبحانه حكمة عظيمة جليلة في كل شيء فإنه سبحانه يعلم ولا نعلم، وهو سبحانه أحسن وخير الحاكمين تبارك وتعالى. ونحن لم نكلف لأن نبحث في حكمة الأشياء وأسباب القضاء وأسرار القدر، الذي يجب علينا هو أن نسلم لله سبحانه بقضائه وقدره، وأن نعيش حياتنا سعيدة هادئة مطمئنة.
أنتِ إنسانة ذات شخصية مستقلة وصفات خاصة ومشاعر محايدة تتحكمين فيها بطريقة تفكيرك، فلا الزواج سيجعلك سعيدة، ولا عدمه سيجعلك تعيسة! كم هن المتزوجات اللاتي يعشن في تعاسة وألم ومعاناة؟! كثير!!! الذي يهمنا الآن هو أن ترضي بقضاء الله وقدره وتطمئن نفسك.
كل ظرف لا يرضينا يؤلمنا بقدر ما يشغل مساحة من تفكيرنا وحسب ما ننظر إليه، فلو نظرت إلى تأخر الزواج على أنه لعيب فيك، وهو ليس كذلك، واشتغل تفكيرك به ليل نهار فأنت تقدمين نفسك للهم والتعاسة لقمة سائغة! فهل هو هذا ما تريدينه لنفسك أن تعيشي في هم وتعاسة؟! بالتأكيد أنك ترغبين بالسعادة والسرور؛ فهاك الوصفة الأكيدة للسعادة:
1- ارضي بقضاء الله قدره، وارضي عن مولاك يرضى عنك (رضي الله عنهم ورضوا عنه)، واعلمي أن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لما استطاعوا، فما فائدة القلق بشأن قدرك وما كتبه الله لك؟! لا شيء.
2- أشغلي تفكيرك بأشياء إيجابية تعود عليك بالنفع كالدراسة أو العمل أو الأنشطة الاجتماعية الإيجابية أو الهوايات المحببة لك أو أي شيء مفيد ويعود بالنفع لك وللآخرين.
3- طوري من نفسك ومهاراتك، واعتني بعقلك وجسدك؛ فلن يحبك الآخرون بقدر ما تحبين نفسك، ولن يكترثوا لك إن لم تكترثي بذاتك.
4- حافظي على عبادتك وطاعاتك، واعلمي أن حق الله أوجب الحقوق على خلقه، وأنها مفتاح للسعادة والراحة.
5- كوني معطاءة للآخرين، باذلة من نفسك، جوادة بالخير. فخير خلق الله وأقربهم منزلا من نبيه صلى الله عليه وسلم أنفعهم للناس.
6- ضعي أهدافك الشخصية الإستراتيجية "طويلة المدى" وأهدافك التكتيكية "قريبة المدى"، واعملي على تحقيقها.
7- تخلصي من أفكارك السلبية عن نفسك بمناقشتها مناقشة عقلانية صادقة تكشف لك عدم صحتها، وتحدثي بما لا تستطيعي التخلص منه إلى من تثقي في رأيه من والدة أو أخت أو صديقة أو حتى مختص ناصح ليعينك على التخلص منه.
والحمد لله رب العالمين.
المستشارة: هيفاء الميموني
ice princess @ice_princess_1
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
واياك اختي
والحلو ايضا ان المستشارة هيفاء الميموني لساتها بنت ماتزوجت
فهي تجاوب من واقع تجربة , ونظرة واقعية وماشاء الله ماضرها عدم زواجها
و الله يبارك فيها
والحلو ايضا ان المستشارة هيفاء الميموني لساتها بنت ماتزوجت
فهي تجاوب من واقع تجربة , ونظرة واقعية وماشاء الله ماضرها عدم زواجها
و الله يبارك فيها
الصفحة الأخيرة
والله يجزاك الف خير..